باتوا ينتفضون كالدجاج المذبوح ! بقلم : أ . عبدالباسط الحبيشي

المرصاد نت

غبت فترة عن الفيسبوك والتواصل الإجتماعي لظروف طارئة وهامة وبهذه المناسبة اشكر كل من حاول الإتصال بي او سأل عني.Alhobishai2017.8.14
وها أنذا قد عدت ولم أرى خلال غيابي اي تحسن للوضع الداخلي كما لم تقدم اي كتابات او انفعالات في كبح جماح المجرمين في إيقاف عملياتهم وسلوكهم الإجرامي بحق اليمن، لذا ليس ثمة جديد سوى كل ماهو سلبي في تصعيد مستمر للمؤامرة على اليمن والشعب اليمني المطحون المبتلى من الله بالخونة الذي ينطبق عليهم البيت القائل "يعطيك من طَرفِ اللِّسانِ حلاوةً ،، ويَروغُ منكَ كما يروغُ الثلعبُ.
المعركة إذاً ليست في الداخل .. لأن الداخل عجز عن الإمساك بزمام المبادرة لصناعة التغيير المنشود وأصبح مختطفاً بالكامل من قبل حثالة أرذال الأرض، وأن ما حذرت منه في السابق يتم تنفيذه بأريحية مطلقة وبالحرف.
مازالوا يقيمون المحارق لكل ابطال وشباب اليمن بإسم الدفاع عن الوطن. ومازالوا يفتعلون المعارك والحرب والقصف وإطلاق الصواريخ الخرقاء وكله على حساب دماء الشعب اليمني ومعركة الجابري ليست ببعيدة فقد تم دخولها للمرة الثالثة والخروج منها، كل ما يحدث مجرد إستعراضات متفق عليها لا اقول بين السياسيين لأن للسياسة أصول وآداب ولكن متفق عليها بين قراصنة العصر ولصوص الأوطان الذين لا تهمهم دماء الإنسانية حتى ولو كانت من دماء ذويهم، من لم تهمه دماء أكثر من خمسة ألاف يمني تم نحرها في الجنوب عند الإنسحاب وتركهم تحت قصف طيران العدو دون سابق إنذار وبشخطة قلم حتى بدون شخطة قلم لا يمكن ان يهمه بيع كل شي حتى نفسه. ومع ذلك ما يزالوا يختلقون الأكاذيب اليومية والصراع اليومي والإختلافات اليومية الإعلامية الفقاعية الكاذبة وكلها لا تُمت للواقع بأي صله. يصيغون المبادرات الخيانية بإسم مجلس نواب خياني انتهى دوره وانتهت صلاحيته بعد ان اتفقوا ووافقوا عليها جميعاً تعفي العدو من كل جرائمه وتستجديه بأن يغفر للخونه ثم يصطنعون بعد ذلك الخلاف حولها والشد والجذب والخرط عندما واجهوا رفض شعبي، وكل هذا للكذب المحلي فقط، لتصوير ان ثمة فريق معترض وآخر موافق لأن الخارج بدوله ومنظماته الدولية قد أوصدت الأبواب في وجوههم وتركتهم يتخبطون كالدجاج المذبوح. الا تدل كل هذه الحركات الخرقاء بأنهم في مأزق بل في ورطة لا يمكن ان يخرجوا منها أحياء مهما كان نفسهم الإستراتيجي طويل لأن نفس الشعب أطول ومهما مارسوا من ظلم وطغيان. ألم نقل لكم مرارا بانهم متفقون؟؟. وبأنهم ايضاً لن يمروا.

هاهو ذَا الدجال الأكبر يُعد لحشد الأطفال والمغرر بهم من القرى والمدن لمحافظات ذمار ويريم وصنعاء وحجة وصعده وغيرها إلى السبعين مستغلاً شظف عيشهم وأسرهم وفقرهم الذي صنعه هو ليرسل رسالة مكررة وممله للعالم بأن الأمر مايزال بيده وأنه مسيطرٌ على الشعب المخطوف الجائع. لكنه ربما لا يعرف بأن الرسالة باتت مفهومه في سياقها الصحيح وهي انه بدعم العدو الخليجي السعودي مايزال مختطفاً لليمن وشعبه ويذيقهم أنواع العذاب من أجل ربيبته الجارة الكُبرى وحبيبته الإمارات، حتى إيران التي خدعها طيلة الفترة الماضية باتت تفهم وتعي اللعبة تماماً، لقد انخدعت في السابق وحاولت التودد اما الآن فقد انقلب السحر على الساحر.

وسأفند لكم بلمحات خاطفة خطوات المؤامرة للتذكير:

- لقد اعتبروا ان اليمن ليست أكثر من أرض عقارية فريدة ومغرية مطلة على عدة شوارع (بعقلية ومخيال العجوز الأحمر) وتشرف على مناظر خلابة وتتمتع بسحر الطقس الجميل المتنوع والخيرات الوفيرة وغيرها من المميزات التي لا يملكونها، واعتبروا انها بدون مالك شرعي لأن الشعب مُسيطر عليه من قبل عصابة تابعة لهم فقرروا الإستيلاء عليها بالقوة، الا ان القوة وحدها لا تجدي فقرروا ابتكار مؤامرة جهنمية لم تخطر على بال ابليس.

- تعاملوا مع عملاء الداخل لوضع اليمن في خانة الفراغ السياسي بشكل متعمد حتى يسهل إستصدار قرار الفصل السابع لضرب اليمن عسكرياً وبالقانون الدولي.

- ابتكروا القصص الخيالية والسيناريوهات الخادعة الهولوجرامية التي يصعب معها التمييز بين الخيال والواقع وما الحرب على اليمنيين التي ستكمل عامها الثالث إلا دليل حي على ذلك.

قالوا انه إنقلاب على الشرعية.
قالوا ان الرئيس وحكومته استقالوا.
قالوا ان الرئيس هرب.
قالوا ان الإنقلابيين يقيمون مناورة على الحدود.
قالوا ان الإنقلابيين هجموا على الجنوب.

كل هذا صحيح وغيره كثير، لكنهم لم يقولوا ان هذا كله مجرد مقدمات لإستخدام القوة على اليمن وإبادة كل الأحرار من شعبه للإستيلاء على الأرض العقارية (العرطة) اليمنية .

جميعاً انخدعنا مجدداً بالثورة المختَرقة، لكن الفرق بيني وبين المخدوعين أني قد أدليت بدلوي في الوقت المناسب وقدمت كل الحلول العملية الممكنة بما يتناسب مع الوضع القائم في حينه التي تُجنب اليمن كل هذه الكوارث الحالية سواءً كان ذلك لرئاسة عبدربه منصور قبل تقديم إستقالته أم لقيادة الحوثيين وعلى رأسهم عبدالملك الحوثي قبل وبعد الإنقلاب أم لبقية قوى الثورة، مع حشد الدعم الدولي المطلوب لتلك الحلول لدرجة الإتفاق على تسمية رئيس مجلس الرئاسة المؤقت. وبناءً عليه تم إصدار الإعلان الدستوري الذي تم التلاعب بصياغته. لكنهم مع ذلك أفشلوا هذا المشروع وشارك في إفشاله قيادات حوثية عليا بعينها لأنها من ضباط عفاش وخريجي الأمن السياسي نعرفهم بالإسم. ومع ذلك لم يتم إصدار الإعلان الدستوري الا وقد كان برنامج الثورة جاهزاً للتنفيذ ومتفق عليه من قبل الأطراف المعنية وفقاً لمعايير ومضامين الثورة على النظام الفاسد. بيد انه عند بداية التنفيذ بتشكيل المجلس الوطني وهو البند الأول من مضامين الإعلان الدستوري بدأ اللعب الخياني المأجور يقفز الى سطح الطاولة وبدأت أنياب ومخالب الذئاب وسموم الثعابين تُعبّر عن نفسها بوضوح وبقية القصة يعرفها الجميع التي بدأت بدعوة ضم أعضاء مجلس النواب المنتهية صلاحيتهم تلاها تهريب عبدربه منصور هادي وليس هروب هادي، بنفس الطريقة التي تم بها تهريب الجنرال العجوز علي محسن مع تغير الأسلوب بعد ان قام بتسليم الفرقة الأولى مدرع التي كانوا يخشون جميعاً من الإقتراب من بوابتها، وقد جربناهم جميعاً في مظاهرات حركة خلاص لتحرير الحديقة المزعومة، وانتهت بعودة مجلس النواب المنتهية صلاحيته. بمعنى ان اللعبة انتهت لتعود حليمة الى عادتها القديمة، بيد ان إنفعالنا وتوقنا لإنتصار الثورة والتخلص من الحكم الأُسَري العميل الفاسد جعلنا نُصدق الكذبة وننفعل دون وعي مع فصول المسرحية الهولوجرامية، ولذا فإن ما اطرحه ليس قراءة للفنجان او ضرب الودع بل انه اليسير جداً من معرفة الحقيقة لما يحدث من تداعيات نتيجة خططهم المدروسة بعناية فائقة التي تم كشفها من واقع المشاركة الفعلية للحدث الثوري الذي تم إسقاطه عملياً بتحالف أطراف الثورة المضادة بتهمة العدوان والحصار الذين هم من المشاركين الأصليين في التخطيط لهما وتنفيذهما كرأس حربة بإمتياز.

من هذا المنطلق حذرنا من قرار التعويم وتشكيل المجلس السياسي الغير شرعي وعودة مجلس النواب المنتهي الصلاحية وقطع المرتبات والتي تعتبر جزء اصيل من العدوان وجزء من السيناريوهات التمثيلية الأخرى التي يتم تنفيذها على أرض الواقع بالتنسيق والتواطؤ مع العدو السعودي والإماراتي والإسرائيلي والذين يعملون لصالح القوة التي خلقتهم على الأرض وهي بريطانيا.

من هذا المنطلق لم تعد المعارك الحقيقية في الداخل ولم يعد للكلمة معنى في الداخل قولاً وكتابة بسبب ان الجميع في هذا الداخل بات محاصر بالأكاذيب والأراجيف والدجل فضلاً عن الإرهاب الفكري وغير الفكري. المعارك الحقيقة باتت الآن في الخارج بين ممثلي الخونة المنتشرين في معظم عواصم العالم المتوفر لهم كل الدعم المالي واللوجستي لإقناع العالم بأكاذيبهم وأطروحاتهم السمجة التي لم يعد يصدقها العالم وبين فريق من الخلاصيين المجهولين الذين يعملون بصمت ليل نهار وبدون ضجيج إعلامي او تصوير إستعراضي لأنهم لا يرجون الشهرة او المصلحة الشخصية وقد كانت لهم الغلبة حتى الآن وسينتصرون بإذن الله على أعداء اليمن في الداخل والخارج لأن الحق أبلج والنصب لجلج.

لن تمروا ...

المزيد في هذا القسم:

  • ضمانة حوارية مزورة   كتبوا للمرصاد: ثبت للجميع من خلال الفترة الماضية التي شهدتها مدة الحوار ومراحلة ان هناك اطراف قدمت الى الطاولة بهدف البحث عن كيفية ابقاء الوضع على ما... كتبــوا