المرصاد نت
معظمكم سمع بالطرفة اليمنية التي تقول إن أبا وأما أرادا أن يختبرا مستقبل ابنهما فوضعا طاولة في طريقة وفوق الطاولة وضعوا مصحفا ,وقارورة خمر وألف ريال ,فإن هو أخذ المصحف فقد يكون مستقبله رجل دين
,و صائعا إن شرب الخمرة ,وتاجرا إن أخذ الألف ريال .
أقبل الابن فأخذ المصحف وقبله ,وفتح قارورة الخمر وارتشف رشفات ,وأخذ الألف ريال وضعه في جيبه, ووقف أبواه حائرين من أي صنف هو ؟ .
وكذلكم الرئيس السلطان اردوغان “كوكتيل” من التناقضات الصارخة ,جندب نطاط يلعب على كل الحبال ,وممثل بارع يجيد لعب الأدوار المتناقضة بمرونة لم تخطر على بال ميكيافللي ذاته , يمسك بكل أحجار اللعبة في يده ثم يقذفها في الاتجاهات المتقابلة ,يحتفظ بها مرة ويتخلى عنها أخرى ,قدم في الشرق وأخرى في الغرب ,وفي آن واحد هو مع الجميع وضد الجميع .
يدعو الله ويصافح الشيطان .
أصولي إسلاموي وعلماني في ذات الوقت
يؤمن بحسن البناء ولا يخالف اتاتورك
يرفع المصحف ويرفع الكاس .
دكتاتور يحترم حقوق المثليين .
يجمع بين فلسطين وإسرائيل في قلب واحد .
يناصر حماس ويقيم علاقات متينة مع إسرائيل .
يتواصل مع دواعش سوريا ويشترك في حلف دولي لمحاربة داعش .
يريد أن يكون عضوا في الاتحاد الاوروبي وسلطانا في الشرق الإسلامي .
يشارك في تدمير سوريا على وعد أن يكون شريكا في إعادة إعمارها .
رجب طيب اردوغان الرجل العجيب حرباء بألف لون وألف شكل ,يمارس السياسة كلاعب شطرنج بفائض من الميكيافيلية يمكنه اللعب في أكثر من اتجاه وفي اتجاهات متعاكسة دون أن يشعر بأي حرج أخلاقي ,وبحركة انسيابية يتنقل بين صفوف الملائكة والشياطين ,ويتدحرج كذرات الزئبق المنثورة على سطح أملس..
استطاع اردوغان تغطية كل هذه التناقضات تحت ما يسمى المعجزة الاقتصادية (نجح حزب اردوغان في رفع معدل النمو وانعاش الاقتصاد التركي من خلال دمجه كليا بمراكز الهيمنية الراسمالية من دون أي مساحة للاستقلال وبالتالي هو اقتصاد هش خاضعا بالكلية لدوائر النفوذ والمال الرأسمالية ،ويجعله تحت رحمة المستثمرين الغربيين الذين يمتلكون 70% من راس المال التركي بحسب بعض التقديرات يمكن أن ينهار في أي لحظة إذا رغبت دوائر المال في ذلك)
تناقضات اردوغان لا يمكن أن تستمر إلى ما نهاية وعلى ما يبدو دلف عميقا في نفق مظلم , اردوغان يعمل الآن على رصيده السابق ويستهلكه سريعا وفي طريقه لتكرار تجربة سوهارتوا حكم اندونيسيا 32 عاما وبنى نهضتها ولم يخرج من الحكم الا وقد أعادها الى نقطة البداية .
المزيد في هذا القسم:
- هرمز والمندب ! بقلم : فهمي اليوسفي المرصاد نت تتصاعد المعركة الإعلامية بين طهران من جهة وواشنطن والرياض من جهة أخرى على ذمة قضية النفط وفقا لما تروجه القنوات الإمبريالية والرجعية .  ...
- إنّها الحرب ! المرصاد نت الذين يخشون المواجهة العسكرية المباشرة بين الجيشين الأميركي والإيراني يتصرفون وكأن ما يجري الآن ليس حرباً فعلية تشنها الولايات المتحدة ضد إيران وحل...
- أبو محفوظ .. وعبث الرئاسة! المرصاد نت *مساء اللعنةِ أيّها القومي العتيق، نتحدث الليلة بكل وقاحة .. تليقُ بهذا الحدث الذي سمعته اليوم من شخص داخ السبع دوخات وهو يبحث عن قرار تعين أن يكون ...
- الانطلاقة شمالية .. التأصيل جنوبي ثورة الإمام الحسين (ع) في طف كربلاء عبرت عن حاجة جمعية إنسانية للحفاظ على طهر (الإسلام) من عبث الطغاة والمترفين ، من ذات المدرسة النضالية خرجت ثورة العلامة ...
- العروبة في قلب الخيبة والأنظمة المعادية ! المرصاد نت لم تكن العلاقات العربية ـ العربية «أخوية» دائماً يسودها الشعور المشترك بوحدة المصير حَجَزت الحدود التي رسمها «المُستعمر» في...
- أسباب خسارة هيلاري كلينتون ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت تلقت هيلاري كلينتون وعداً قبل ثمانية أعوام من قبل القوى الدولية النافذة في العالم بأنه سيتم دعمها اذا ترشحت للرئاسة بعد الرئيس باراك اوباما، و...
- لحل النزاع من إين نبدأ؟ المرصاد نت الصراع في المنقطة أخذ شكل دوائر منفصلة ومتداخلة في ذات الوقت الدائرة الأصغر وهي المحلية ساحة تحرك اللاعبين المحليين ودائرة أوسع اقليمية أبرز لاعبيه...
- أنتم سبب تأخر الحسم لصالح اليمن 'أيها الفاسدون '!. بقلم : علي حسين علي حميدالدين المرصاد نت لعل من أفسد وفرط وتحرك باطماع الدنيا وأكل من خيرات اليمن بدون وجه حق خلال الفترات الماضية هم هؤلاء سبب مانحن فيه الأن من تأخر في حسم دائرة الصراع و...
- بركان1: معادلة ردع باليستية في مواجهة العدوان ! بقلم : ماجد الغيلي المرصاد نت من جديد تفاجئنا وحدة القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية بامتلاكها القدرات والإمكانات اللازمة للتصدي للعدوان لتفرض بذلك معادلة جديدة تجعل قوى الع...
- قلّك شيوعي ليلةٌ يسمعُ فيها دوي تبادل إطلاق النار من شرق العاصمة إلى غربها تتخللها النشرات الاخبارية من القنوات اليمنية الكثيرة الحكومية والخاصة .. أتسائل لوحدي أين الجنرا...