الصراع النهيوسعودي"الحلقة2" ! بقلم : فهمي اليوسفي

المرصاد نت

الحاقا بالحلقة السابقة التي تناولنا من خلالها ملامح الصراع السعودي الاماراتي الذي برز على السطح خلال هذه الفترة بالساحة اليمنية وفي هذه الحلقة نتناول ماتبقى من تفاصيل خول هذا alyousfi2017.2.7الصراع بشكل مختصر ونوضح ان هيمنة الدور الأمريكي علي بقية الأوربيات ممن لم تكن تحت الإبط الشرقي خلال الحرب الباردة طيلة عقود مضت كان ذلك عاملا لهيمنة الدور السعودي المسنود أمريكيا على بقية الخليجيات التي كانت مساهمة مع سعود بدفع فواتير الاستهلاك والصراع مع المعسكر الشرقي خلال الحرب الباردة وتكبيلها دفع فاتورة الصراع بين العراق وايران .إضافة إلي فاتورة إستهداف الأنظمة اليسارية والتيارات المعادية لإسرائيل بالمنطقة اعتبارا من الستينات وحتى اليوم لأجل أن تبقى إسرائيل آمنة مطمئنة. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بدأت تفوح ريحة تفكك الأنظمة اليسارية بالمنطقة واستهداف التيارات المضادة لإسرائيل منها ( مصر .إثيوبيا. اليمن الجنوبي قبل عام 90م أفغانستان . الصومال .فصائل بالسودان إضافة للتيارات المعادية للصهيونية. ) من ثم بدأت تدفع فاتورة الأنظمة التي تمكنت من بناء قوة عسكرية التي كانت بصفها منها العراق تحاشيا لإرتكاب أي حماقات ضد إسرائيل أو لأي تجاوز للخطوط الحمراء التي وضعها الغرب . كان للسعودية والإمارات دورا محوريا بتغذية الأحداث باليمن خصوصا بعد عام 90م توجت بإحتلال الشمال للجنوب الذي شارك بصنع الوحدة اليمنية والمسنود داخليا من قوى الفيد والفتوى بعد أن اتخذتها الدول الغربية فرصتا لتحقيق اطماعها الاقتصادية في اليمن وبالذات في المجال النفطي ومن ينظر للشركات الغربية التي حلت بعد صيف 94م سيجدها عامة الناس كبيرة بل شاركت بإستباحة ثروة الجنوب حتى اليوم وبحماية النظام ذاته .مقابل حماية مراكز قوى الفساد داخل جسد النظام . كل تلك الأحداث التي شهدتها اليمن وفرت الفرصة للسعودية وأخواتها الخليجيات بتحقيق أهدافها في العمق اليمني بعد 94م . بعد هزيمة الجنوب بذلك الحين اتاح للخليجيات ان تستثمر وجود القيادات الجنوبية التي فرت اليها بعد 94م ومنها قيادات سياسية وعسكرية فاستطاعت اتخاذها وسيلتا للمساومة مع نظام صنعاء لتحقيق أهدافها فتمكنت عائلة نهيان استغلال تواجد تلك القيادات لديها للضغط علي صنعاء لتعطيل ميناء عدن لصالح دبي توجت بتأجير الميناء لصالح دبي مقابل الحد من أي نشاط لتلك القيادات الجنوبية والاستفادة من القيادات العسكرية في المؤسسات العسكرية. لم يكن ذاك الاتفاق هو حبا لسلطة صنعاء التي يقودها صالح بحينه بل لنفس الهدف المذكور سلفا مع أن الإمارات حققت هدفها ذاك وأصبح للقيادات العسكرية التي احتضنتها دورا في معركتها الراهنة بعدن وتعز .منهم هيثم قاسم طاهر ووسيلتا لاستدراج بعض فصائل الحراك الجنوبي الذي هو ضد هادي . مع أن علي عبدالله صالح كان مدركا لذلك لكن وجد ذاته أمام أمرا واقع وقال اوكي لتأجير مواني عدن لصالح دبي بذلك الحين. لهذا السبب قام بتعيين محمد سالم باسندوة سفيرا للإمارات بعد 94م وليس لغرض تحسين وتجذير العلاقة الدبلوماسية مع الإمارات بل كان لوضع حدا لأي نشاط سياسي للقيادات الجنوبية القابعة هناك. وفعلا استطاع باسندوة تنفيذ المهمة وأصبحت الإمارات تدعمه وتسانده وتثق فيه واسهمت بتعينه رئيسا للوزراء اثناء هبوب مبادرة الخليج . رغم خلافه مع على عبدالله صالح .وظل يخدم الإمارات من خلال رئاسته للحكومة. بل إستطاع أن يكرر خدماته للإمارات بصناعة مسرحية أخرى لإبقاء مواني عدن معطلة توجت بمسرحية هي فضيحة بحد ذاتها سميت فك الارتباط لمواني عدن ولاداعي للخوض بتفاصيلها مع انها اخطر من الاتفاق السابق بهذا الخصوص . أما لو نظرنا للدور السعودي بعد صيف 94م حيث استطاعت أن تحتضن جزء من القيادات الجنوبية واتخاذها وسيلتا للضغط علي نظام صنعاء توجت بترسيم الحدود. مع حرصها على إبقاء النظام بصنعاء ضعيفا منهكا ومغمورا بدوامة من المشاكل المتفاقمة. والاستمرار بتأديب صالح جراء مواقفه التي كانت مساندة لصدام حسين. ودعمها للعصابة العميقة بجسد نظام صنعاء الذي يقوده على محسن ومن خلاله تمكنت من الزج باليمن بحروب صعدة السته إلي أن وجهت لها لطمة بين العيون بالحرب السادسة . استمرت هذه الجارة الحمقاء تغذية المشاكل بعمق اليمن كجزء من مشروعها الاستراتيجي لصالح دول الغرب القائم علي تقسيم وتفتيت العديد من دول المنطقة من خلال الربيع العربي الذي هو في حقيقة الأمر عبري بإمتياز .وبجانبها بقية الخليجيات فاتخذت من ذلك مدخلا لدورها عبر مبادرة الخليج التي هي مؤامرة بكل المقاييس. وتعتبر حجر الأساس لإيصال اليمن لهذا الوضع الكارثي. أما لو نظرنا لبعض الأسباب التي تجعل نهيان وسعود تنافس باليمن هو الأطماع حول ثروة اليمن ولو تم التركيز على مشروع أنور عشقي والذي يشير الي تلك الثروة بالربع الخالي وهو ما يجعل الإمارات والسعودية تتسابق عليه وتتخذ مبرر إعادة الشرعية لها وسيلتا لتحقيق هذه الأهداف مع أن شرعية هادي انتهت وأصبح غير شرعيا .وهذا يجعل واشنطن ولندن تتسابق حول ذلك بأدوات خليجية. وبالعودة للدور الخليجي بسوريا وتحديدا الدور السعودي فإن كل المؤشرات توضح فشل وإخفاق الخليج بسوريا رغم مساندة الغرب فإن ذلك يعد فشلا للخليجيات والغرب المساند للمشروع المشترك ( أمريكيا. بريطانيا. إسرائيليا. ) .. ذاك الفشل كان عاملا لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوربي. وترتب عليه إنعكاس سلبي علي الخليجيات ولم يبقى أمام امريكا وأخواتها والسعودية وشقيقتها الامارات سوئ تغير مسار اللعبة باليمن بصمت والاستمرار بالمراواغة لروسيا بشأن الملف السوري . بحيث تعوض الخسارة بسوريا في اليمن وتحرص علي بقاء الدور الروسي بسوريا . على ضوئه كانت مسارات اليمن تنافسية عكس سوريا .بين أمريكا وبريطانيا وكل طرف له أجنداته الإقليمية بالعمق اليمني على أن يتحمل كل طرف المسؤولية التي يكلف بها ويحدد نصيبه من خلالها . هنأ بدأت الأدوات الإقليمية تسير بنفس الخط أي الإمارات وكيلة للمشروع البريطاني والسعودية للمشروع الأمريكي وأصبح هادي كما أشرت سلفا محسوبا علي الخط السعودي الأمريكي وبحاح محسوبا علي الجانب الإماراتي البريطاني وصل التنافس حتى بين فصائل التكفير كل تيار يقف مع طرف . ويتناحر بالعمق اليمني . وأصبح هادي يصفي حساباته مع أبناء ردفان والضالع من خلال هذه المعركة بحكم حقده من احداث يناير 86م وكجزء من تصفية ما تبقى من كوادر عسكرية بالجنوب تأهلت في عهد الاشتراكي التزاما منه لأمريكا ليتاح لها الفرصة من امركة المؤسسة العسكرية. وتغذية واستهلاك فصائل الحراك الجنوبي وبالذات جماعة شلال شائع وهيثم قاسم طاهر لكونه اي هادي يعتبر بقرارات ذاته أن هذا الفصيل حاقدا عليه بسبب أحداث يناير 86م وحاول الوقوف بصف الامارات ودخلت رموز الحراك المعركة بضمانات اماراتية وليس حبا لهادى مع أنه يحاول ومستمرا بتصفية الرموز الحراكية وأيضا العسكرين حتى من خلال الاغتيالات والصاق التهم للحوثيين.وبعض الأحيان يكيل اتهام للبيض بأن لديه فصائل حركية مدعومة من إيران كمبرر للتصفية. لم يقتصر الدور الإماراتي علي كسب الحراك بالجنوب الذي كان بصف البيض بل انتقل دورها الي قيادات جنوبية مضادة لهادي ومنهم العطاس على ناصر كجزء من الأعداد والتحضير لمرحلة ما بعد إزاحة هادي كبدائل عنه وعصابته. بعد استكمال السيطرة علي محافظة تعز التي يتنافس بها السعودي والاماراتي وهي نقطة الحسم والمصير لأي طرف باعتقادي ووفق قراءتي. وتوقعاتي تصب بهذا الاتجاه أن المعركة النهائية هي تعز للجميع والإمارات هي واضعتا ببالها أن معركة تعز هي من ستحدد نصرا أو هزيمة .تخسر أو تربح و تعتبر أن خوضها المعركة مصيرية تكون أو لا تكون وتستخدم كل الوسائل ولو نظرنا لبعض الاسباب بالنسبة للإمارات بخوضها هذه المعركة سنجد بأنها تعتبر أي إنتصار للدور السعودي ستظل سعود تهيمن عليها وفي حال تمكنت سعود من السيطرة علي عدن وتعز سيكون عاملا لتعطيل ميناء دبي وهذا بكل تأكيد سيؤثر على إقتصادها الأمر الذي سيجعل العد لديها تنازلي وسوف يتيح المجال لسعود ان تتوسع في الإمارات. مما يجعل بني نهيان تخشى ذلك إضافة إلي مطامعها التوسعية بحضرموت لأن سعود عينها بشكل كبير على مربع الجنوب . وفي حال انتصر الدور الإماراتي على السعودي سيكون عاملا لانهيار عرش سعود .حتى أن هذا التنافس والصراع ساورني الشك أن استهداف البارحة الإماراتية قبالة سواحل المخاء من الجيش واللجان كان بتسريب معلومات من الجانب السعودي وقلت ربما كان ذلك عاملا لرد فعل الإمارات ربما بتسريب معلومات عن البارحة السعودية التي تم استهدافها قبالة سواحل الحديدة. .ويتكرر هذا المشهد بمعركة المخاء من باب الاحتمال. كل ذلك أي التقدم الإماراتي أصبح مزعجا لترنب معتبرا أن خروج هادي من المشهد هو خروج للسعودية وخروج السعودية هو خروج للدور الأمريكي وإفساح المجال للجانب البريطاني الأمر الذي جعل امريكا تدخل على خط الصراع بشكل غير مباشر وأصبحت بوارجها البحرية هي من توفر الحماية لهادي وسخرت طوارئها لقصف المطار لكن الإمارات تعتبر أن عودة هادي لن يخدم غير سعود وستكون هي أول الخاسرين .... لهذا تصريح الجبير هذه الأيام وزير خارجية سعود أن سلمان قرر البدء بدعم إعادة إعمار اليمن الأمر الذي من المحتمل جعل هذا العجوز يشعر بالخسارة ويتخذ هذا القرار قرار لعدة أهداف منها وضع خط رجعة للهروب من أي مسائلة دولية وللحفاظ على ماء الوجه . ولتطمين الأجندات التابعة لها .التي أصبحت تخشى الهزيمة وما بعد الهزيمة من نتائج .. وربما أن ذلك لكسب الرأي العام بالساحة اليمنية والدولية كحقن تخدير .بحيث تخرج بماء الوجه... كما أن القرار الأخير الذي صدر بإجماع من مجلس الأمن هو يخدم الدور الأمريكي لتوفر المبرر بتدخلها لهذه الأسباب السالفة الذكر . علي هذا الأساس معركة المخاء وبقية أجزاء محافظة تعز هي إحتمالا ستكون الحلقة الاخيرة بالنسبة لعدوان دول التحالف وللصراع الإماراتي السعودي .فمن يسيطر على تعز هو من سيغير المعادلة ويبدأ تنفيذ مشروعه سواء الإمارات من الخارج أو القوى التي تتصدى للعدوان من الداخل .. وطالما المعركة لازالت قائمة والفترة لازالت مستمرة اوجه نصيحتي للقوى التي تتصدى للعدوان أن تسرع بتقديم دعوى واعتذر رسمي للسيد على سالم البيض ومطالبته العودة وتنصيبه رئيسا لليمن لمرحلة انتقالية لا تقل عن 4 سنوات كجزء من إفشال مخططات التقسيم وقطع الخط أمام القوى الطامعة والحاقدة والمعتدية على اليمن باعتبار ذلك جزء من برنامج الإنقاذ وتعزيز دور القوى التي تتصدى للعدوان .لأن البيض هو شرعي بينما هادي العكس ..وهذا جزء من الحلول ومشروع التصدي للعدوان ولأن ذلك هو يضمد جراح الجسد اليمني الذي يحتاج لتشخيص سليم ووضعه في غرفة الإنعاش حتى يستعيد عافيته ... هذه ترجمتي بإختصار للصراع الإماراتي السعودي باليمن .ومختومة بنصيحتي. من منطلق وطني ومضاد للعدوان السعودي الأمريكي.

المزيد في هذا القسم:

  • وزير داخلية على "الفيس بوك" يبدوا أن مسلسل البروباجندا الإعلامية المرافقة لوزير الداخلية الجديد اللواء عبده الترب تم سحقها بالأمس تحتعجلات سيارتين واقدام أكثر من عشرة مسلحين نفذوا جريمة ... كتبــوا
  • فزاعة العقوبات منذ 2011 ووسائل الإعلام وتصريحات النخبة السياسية تناشد وتواعد وتؤكد وجود عقوبات دوليه ضد الرئيس علي عبدالله صالح ! 3 أعوام ومازالت التهديدات التي لم تتم حتى ا... كتبــوا
  • رسالة الى القمة العربية نداء وتنبيه للقيادات العربيه من رؤساء وملوك وامراء ومشيخات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد لقد فوتم فرصه ذهبيه كبيره في العقود الخمسة الأخيرة من القرن ا... كتبــوا
  • من قتل شرف الدين، ولماذا..؟! من يقول رأياً هل يحصد رصاصة، ومن يحمل فكراً هل يجني عبوّة ناسفة، ومن يتبنّى قضية هل يُذبح في غرفة نومه، ومن يقف إلى جانب حق من الحقوق المكفولة شرعاً وقانوناً؛ ه... كتبــوا
  • شهادة لله والتأريخ! المرصاد نت شهادة لله والتأريخ كان لقاء جمعية ابناء ردفان 13 يناير 2006 م ثالث أيام العيد .. كان لقاء مقيل فيه الأستاذ المناضل علي منصر محمد وأعضاء اللجنة المر... كتبــوا
  • المطلوب تحالفات ثورية موسعة استمرارية ثورة 21 سبتمبر في اجتثاث الظالمين و الفاسدين و الارهاب الضمانة الأكيدة لانتصارها الحتمي و عدم احتوائها او انتكاستها , كون القوى التقليدية المتأسلمه ال... كتبــوا