المعروف ان الاخوان المسلمين تنظيم عالمي يدار من هيئة واحدة ويمتد حكمها الى جميع البلدان وان فروعها تعمل لخدمة التنظيم وليس لخدمة بلدانها
اتت ثورات الشعوب عام 2011م وتسلم الاخوان السلطة في مصر وليبيا وتونس و( اليمن بالشراكة ) ولم تمض سلطة الاخوان في مصر ( الوطن الام بالنسبة للتنظيم ) سوى سنة او تزيد قليلا وهاهم اصبحوا خلف القضبان وفي مقدمتهم الرئيس مرسي ومرشد الاخوان بسهولة وسرعة تحمل الكثير من الالغاز لكنهم لم يسقطوا في اليمن الى الان ولازالوا في السلطة فلماذا ؟
بالنظر الى تحركهم في اليمن منذ نشأتهم فيه فهم اعتمدوا على عدم إظهار صورتهم الحقيقية وتلبسوا بعدة عناوين تحركوا من خلالها لتحقيق اهداف التنظيم وبالنظر الى تركيبة المجتمع اليمني استخدموا القبيلة كغطاء لهم في ممارسة تحركاتهم ولبسوا ثوب القبيلة واستقطبوا مشائخ ووجاهات من ابناء القبائل وصدروهم المشهد امام الرأي العام واستمدوا من قوة القبيلة خدمة اهداف التنظيم فقد توغلوا تحت هذا الغطاء ونالوا المناصب السياسية في الدولة بمختلف اجهزتها اعتمادا على قوة من رمزوهم
كما ان تسللهم داخل الجيش بتجنيد عناصرهم وتعيين كوادرهم في مناصب عليا في قيادة الجيش وسيطرتهم على الوية ومناطق باكملها لحسابهم بداء من الجندي الى اكبر مستوى قيادي فيه ( بخلاف الجيش المصري الذي حافظ على استقلاليته ولم يستطيعوا اختراقه ) شكل لهم درعا لحماية تنظيمهم ولتنفيذ مشاريعهم الحزبية وكله باسم الدولة والاحداث الاخيرة في دماج وكتاف وعمران تشهد على ذلك
ولم نجد اي شخص او قيادي فيهم قد تعرض للسجن والمحاكمة بعكس ما هو حال اخوانهم في مصر وتونس
كما ان البعد الخارجي له تأثير كبير في بقائهم لعدم وجود البديل المناسب الذي يخدم مصالح الخارج وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية فبالنظر الى ما هو موجود في الساحة فمثلا المؤتمر ورئيسه قد حرق كرته كما يقولون واصبح من الصعب اعادتهم الى الواجهة السياسية بعد قيام ثورة الشباب ولن يتقبله الشعب الا اذا عملوا على خلس فصيل منه وتقديمه كبديل للسلطة الحالية وهذا يحتاج وقت .. وفي الجهة الاخرى انصار الله الذين يقفون امام المشروع الامريكي وتنفيذه في اليمن وبالتالي من المستحيلات تسليمهم السلطة ..اما بقية المكونات فهي اما ديكور لغيرها كما هو حال اللقاء المشترك او مفرخة من احزاب اخوانية او مؤتمرية بمعنى لا وجود لها على ارض الواقع
وبالتالي نجد قيام اخوان اليمن بالمسارعة الى ارضاء الامريكيين والمجتمع الدولي وتقديمهم لكافة التنازلات الكبيرة على حساب سيادة واستقلال الوطن ودماء ابناء الشعب ونراهم كيف يدافعون عن السلطة واخطاءها بكل ما اوتوا من وسائل وإشغال الرأي العام بقضايا هامشية لا تصب في مصلحة بناء الدولة المدنية القوية لانهم يدركون تماما انها بداية سقوطهم المحتوم بعد تفكك منظومتهم في مصر وتونس وليبيا
إضافة الى حاجة الادارة الامريكية لهم في اليمن في الوقت الحالي كونهم يمثلون الغطاء المناسب لما يسمى القاعدة ويسهلون ويدعمون تحركاتها في جميع المحافظات ويقومون بالواجب تجاهها اعلاميا كما حدث في دماج وكتاف واذا خسر الاصلاحي سياسيا تحول الى قاعده ميدانيا
لذلك فالثورة هي المخرج الوحيد ( بعد الالتفاف على مؤتمر الحوار من قبلهم مع الخارج ) للخروج باليمن وشعبه من الازمات والمحن التي يصنعها حكامه الحاليين وسقوط مشاريعهم الضيقة
ومن نتائج الثورة سقوط محافظة عمران بيد ابناءها بعد ان ثار ابناؤها عليهم فيما كانوا يمتلكون فيها من قوة قبلية وبشرية وسلطوية فنجد اليوم التفسير لمحاولات ايقاف الثورة على ابواب المحافظة وقتل ابناءعمران من شباب الثورة من قبلهم عبر مليشياتهم وقائدهم القشيبي ومديرالامن السياسي اللذان يحاولان ان تبقى عاصمة المحافظة رهان للتنظيم والامريكان بعد سقوط احد اهم عوامل القوة لديهم فيها اولاد الاحمر(على مستوى عمران خصوصا واليمن عموما ) في حاشد
هذه الثورة التي اسقطت اوراق قوتهم داخل المحافظة وخارجها والتي كانت تعتبر ركيزة اساسية في مشروعهم ...اذا سقطت بيد ابناءها وتحررت ستكون العقدة التي فكها ابناء عمران امام وصول الثورة الى اهدافها واسقاط الحكومة الفاسدة ومن ورائها بسهولة كبيرة وستتدحرج الثورة ككرة الثلج الى بقية المحافظات لانه لم يعد لهم اي محافظة او منطقة تحتوي على الامتيازات التي كانت توفرها لهم محافظة عمران حتى مأرب وغيرها
المزيد في هذا القسم:
- الاحتفال في زمن الحرب ! بقلم : عبد الباري طاهر المرصاد نت بغتة، وبدون اعتياد، وعلى غير توقع، دعا صالح أنصاره ومحازبيه إلى الاحتفال بالذكرى الـ24 لتأسيس حزبه (المؤتمر الشعبي العام). كانت الدعوة لافتة ومثيرة...
- ( المطيع حمار المُفسِد ... ) المرصاد كتب: عبدالجبار الحاج .. من فصول مظلمة المجاهد جلال الصبيحي .. على قاعدة المطيع حمار المفسد في المثل الشعبي وعلى قاعدة تناقض ...
- ﻧﻬﻢ .. ﺳﺘﺎﻟﻴﻨﺠﺮﺍﺩ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ! بقلم : صدام حسين عمير المرصاد نت ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩة ﻣﺎ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺑﻤﻨﺎﻃﻖ أﻭ ﻣﺪﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺮﺣﺎ لأﺣﺪﺍﺙ عظيمة ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ البسيطة ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﻜﻮﻥ سببا في ﺍﻓﻮﻝ حقبة معينة ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺑﺰﻭﻉ ﻋﻬﺪ ﺟﺪﻳﺪ....
- أي نعيمآ نرجوه .. من قعر جهنم ؟ بقلم : د:علي الطائفي المرصاد نت قد يكون العنوان غريبآ على القارئ للوهله الأولى ولكنه الواقع المرير و المفروض على كل اليمنيين ؟! لمن يرجو خيرآ من المفاوضات القادمه مع (مرتزق...
- باتوا ينتفضون كالدجاج المذبوح ! بقلم : أ . عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت غبت فترة عن الفيسبوك والتواصل الإجتماعي لظروف طارئة وهامة وبهذه المناسبة اشكر كل من حاول الإتصال بي او سأل عني.وها أنذا قد عدت ولم أرى خلال غيابي ا...
- صناعة الكراهية ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت هل تتخيلوا بأن هناك فن جديد إسمه (صناعة الكراهية)؟ نعم .. في اليمن الذي حوى كل فن وبشكل متعمد ايضاً. عندما قامت ثورة ٢١ سبتمبر التف حولها معظم الي...
- هل سيطلق اللقاء القادم آخر رصاصة على نعش مسلسل الغدر والخيانة؟ المرصاد نت يعتقد الكثير بأن قيادات الأطراف اليمنية المتنازعة شكلياً انها هي من تقوم بتعيين من يمثلها إلى أي (مفاوضات) مزمعة بينها سواء بإشراف الأمم المتحدة او...
- المبادرة السعودية للسلام كتب: عبدالله سلام الحكيمي مبادرة السعودية للسلام في اليمن لاتحمل شيئا جديدا وانما تعيد انتاج ماسبق ان قدمته اكثر من مرة في السابق،فهي تتخيل ان بمقدورها...
- الحل الأمثل في بتر دولة الاخوانج ! بقلم : ابراهيم عبدالله هديان المرصاد نت الاخوانجيين عملوا على صناعة دولة داخل الدولة منذ سنوات طويله وراهنوا على ذلك ، وهذا ما رأيناه ولمسناه في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا عندما تم...
- اليسار شمالاً.. من حِمَى أبو لحوم إلى حِمَى بيت الأحمر! المرصاد نت إلى رفاق وأمميي الأمس قرويي اليوم!!عار على الهامات أن تتحوّل إلى أذناب! إذا ما تجاوزنا أشقاء العصبية في رضاعة النهب والعنف والفساد بالأمس في قمة ا...