للمؤمنين بالوحدة فقط
ما سأكتبه في هذا المقال يتجاوز التفكير العقلاني او بالأصح الوعي الإصطناعي الذي تفرزه الثقافة السائدة المبنية على التفكير المادي. لذا اقترح على القارئ المؤمن التركيز قدر المستطاع خلال قراءته لأن فهم محتوى هذا المقال وإستيعابه سيساعد على تجاوز المحنة اليمنية وأستقبال العصر الذهبي الجديد.
عندما كان الشعب اليمني تواقاً لتحقيق الوحدة بكل جوارحه شمالاً وجنوباً، تحول ذلك التوق والشغف إلى إرادة وهي عبارة عن نية صادقة انبثقت من وجدان وجوارح الشعب. هذه النية ليست عمل مادي وليست تخطيط إداري وليست ايضاً سياسة رسمية بل ان كل السياسات الدولية والصهيونية تقف ضد تحقيق هذا الحلم اليمني منذُ قرون طويلة بينما كانت في الأفق طاقة إلهية تعمل بشكل ميتافيزيقي مستجيبة لإرادة الشعب التي كانت تسير وفقاً لمعايير النواميس الكونية في الترابط ووحدة الوجود وتتكاثف معها أفقياً وعمودياً لصناعة الحدث الوحدوي العظيم ليشكل اللبنة الأولى لوحدة الأمة العربية.
عندما وصلت هذه الطاقة الوحدوية المتوهجة في أفئدة الشعب إلى مستوى ذروتها اكتسحت كل الرهانات المضادة لوحدة اليمن وتجاوزت كل المخططات العدوانية لتمزيق البلاد فتم إعادة توحيد اليمن إندماجياً بإتفاق بأقل من صفحتين فقط رغم معارضة الكثير من السياسيين ومشائخ القبائل شمالاً وجنوباً.
شكلت إعادة الوحدة اليمنية نكسة حقيقية وهزيمة نكراء لقوى الظلام ولكل اعداء اليمن الذين لم يؤلوا او يستثنوا جهداً لإجهاضها لعقودٍ طويلة حيث قد احاكوا ضدها المؤامرات أعظمها اغتيال الرئيس الحمدي في ليلة إعلانها مع أخيه الرئيس سالم ربيع علي الذي تم اغتياله لاحقاً لنفس السبب.
ادرك اعداء اليمن بأنه لا يمكن إيقاف زخم وتطور الوحدة اليمنية إلا بحرب ضروس بين المتنافسين على السلطة ولا يمكن كسرها إلا بالفتنة وشق الصف والحروب الداخلية المستمرة بين الأطراف المتصارعة، فتم استغلال ضعفاء النفوس وضعفاء الإيمان والمرتزقة والعملاء والخونة في الداخل للبدء بهذه الحملة لزعزعة هذا الإنجاز العظيم وصولاً إلى حرب ٩٤ المشؤومة وذلك ليتسنى كسر تلك الإرادة الوحدوية وانهيار ذلك النَفَس الوحدوي في نفوس الشعب اليمني ودَهوَرة الأوضاع بعد إثخان الجروح بين الأخوة وغرس الحقد والكراهية حتى الجذور حتى يُقال او يُطرح السؤال: ماذا صنعت لكم الوحدة؟. هل هذه هي الوحدة التي تمنيتم تحقيقها ؟
طبعاً كان يحدث ذلك في زمنٍ لا يعرف أحدٌ منا السر وراء إعادة الوحدة التي لم تأتي بالقوة ولم تأتي بالسياسة ولم تأتي بالدعم الخارجي في ظل وجود تلك البيئة الإقليمية العدوانية المستمرة ضد وحدة اليمن، بل جاءت بإرادة الشعب اليمني وطاقاته الإبداعية التي مازالت، رغم كل ما حدث، تتدفق وتشتعل في وجدانه.
نتيجة لتلك الفتنة الممولة خارجياً طرأت تلك الشعارات الإنفصالية "الوحدة او الموت" "إستعادة دولة الجنوب" "الجنوب العربي" وسبقتها حملة من الإغتيالات طالت العديد من الوحدويين وتشريد الكثير منهم خارج البلاد التي ادت في الأخير إلى حرب ٩٤ التي كان هدفها الأساسي ايجاد شرخ واسع وصدمة طاقية قوية في قلوب اليمنيين لتتسلل من خلالها روح الهزيمة وفقدان الثقة بالوحدة وزعزعتها إلى القعر لاسيما بعد بث تلك الوعود الفضفاضة الكاذبة بالجنة الموعودة لأبنائنا في الجنوب التي اثبتت زيفها وبهتانها، ومع ذلك لم يفقد ابناء اليمن الأمل في إعادة تسوية الأرض وبناء اليمن الجديد فسارعوا إلى عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي وضع النقاط على الحروف ولكن العدو كان متربصاً ومختبئاً في ثنايا واروقة ذلك المؤتمر مدججاً بعملائه ومرتزقته الذين افسدوا مخرجاته ولم تكن ابوظبي وباريس غائبةً عنه. والدليل على ذلك انظروا إلى من يحكم اليوم أشلاء اليمن وأطلاله. الم يُصبح أمين عام ذلك المؤتمر رئيساً للوزراء راهناً … وهو الذي اختطف مسودة مخرجات الحوار وتم القبض عليه متلبساً؟؟؟ هذا فقط على سبيل المثال. فكان بدلاً من تنفيذ مخرجات الحوار تم اختطافها وتنفيذ مخطط العدوان ومحاولة تقسم اليمن بدلاً عنها..
إن الطاقات النورانية الكامنة في ثنايا وخلايا الإنسان اليمني هي اليوم من ستسقط ذلك المخطط العدواني وهي ايضاً من ستسقط كل العملاء والخونة من مليشيات كالحة وأمرائهم من قراصنة وقُطاع طُرق الذين يعملون كجلادين وسجانين لليمن واليمنيين.
يتبع …..
المزيد في هذا القسم:
- تعذيب جماعي ! تناقل المفسبوكون منذ أيام صورة ساخرة فيها ( خروف يصيح (مااااااااا) وبجواره يمني أكثر معاناة منه يصرخ (ماااااااااا كهربااااااااا غلااااااااا) ! وياليت معاناة الي...
- مواجهة الاحتجاجات بالقمع يرفع سقف المطالب! المرصاد نت (1) الاحتجاجات تبدأ مطلبية و حقوقية و عندما تواجهها السلطات بالقمع والغطرسة كما يحدث الآن مع النقابيين في صنعاء لا تحل المشكلة رغم توهمالسلطة أنها ...
- ترامب يؤذّن للجهاد من الرياض ! المرصاد نت بين أكثر من 50 زعيم دولة إسلامية، سينتصب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد يومين، مؤذناً فيهم بـ«الجهاد»، وملقياً خطبته العصماء، من على...
- شَرَكُ التفاوض وفخُ الاستنزاف ! بقلم : د. جمال محمد الشهاري المرصاد نت يدرك المتابع بعد فترة طويلة مرهقة من المفاوضات في الكويت أن ابسط بديهياتها هو أنه لا جدوى منها، ولا أفق لها، خصوصا وأنها تدار من قبل إدارة العدو...
- ارفعوا مقاصل الجمهورية الرهيبة من ساحاتنا..!! تسارع الأحداث الأخيرة من حول العاصمة صنعاء أعاد من رفع من وتيرة القراءات الرهابية وحس المؤامرة وعزز من الأفكار القهرية المزمنة التي تتلبس سياسيين وكتاب لم يفل...
- يا حكومة الانقاذ .... استحوا ! بقلم : حامد البخيتي المرصاد نت يا حكومة الانقاذ إذا لم يعد الخوف من الله رادع لكم لتستوعبوا مسؤوليتكم ومهمتكم ودوركم كممثلين لإرادة شعبية وليدة حرة ترفض الوصاية الخارجية التي سعى...
- عيد الصمود والتحدي ! بقلم : نايف حيدان المرصاد نت ما إن تخرج وتنظر في حركة السوق وإزدحام المواطنين في العاصمة صنعاء لا يخطر على بالك إن هذا الشعب يعيش تحت ظل حصار خانق أو تحت رحمة طائرات عدوان أحمق...
- "المبعوث الأممي" جاء يكحلها أعماها ! المرصاد نت مثل شعبي ينطبق على المبعوث الأممي البريطاني الجنسيه الذي حول العمليه السياسيه إلى صراع محتدم ومناوشات إعلاميه أكثر منها جديه والتي أشعل من خلالها ال...
- (الجرعة) .. بين الفرض بالجملة والرفض بالتجزئة !! يضع ما يسمى "النظام السابق" وما يحلو لي تسميته بالنظام (المارق) معظم المتغيرات والمتحولات الأساسية منها والثانوية في حياة اليمنيين منذ نصف ثورة 11 فبراير 2011م ...
- هل تمهد السعودية لتعيين الفريق الاحمر رئيسا لليمن خلفا لهادي؟ وهل كانت مظاهرات السبعين ال... يعتقد الكثير من الخبراء في الشأن اليمني ان القرارات المفاجئة التي اتخذها الرئيس عبد ربه منصور هاديبتعيين الفريق ركن علي محسن الاحمر نائبا للرئيس، والسيد ا...