الباعة المتجولين في سوق الحصبة و أصحاب البسطات الذين يبحثون عن لقمة عيش لأبنائهم لا يعلم الكثير من الناس ما الذي يعانونه .. يمر آلاف المواطنين من أمامهم لكنهم لا يعلمون ما بداخلهم .. لأنهم لا يجرؤون على البوح بمعاناتهم من تسلط المليشيات عليهم و نهب حقوقهم .
منظمات انسانيه و وسائل إعلامية لا تهتم أبداً بما يحدث للباعة في سوق الحصبة من إعتداءات همجية يتعرضون لها من قبل مليشيات أولاد الأحمر بين الفينة والإخرى ..
مبالغ مالية يفرضونها على الباعة المتجولين حتى بائعات اللحوح والكدم في سوق الحصبة يومياً و يدفعونها مُكرهين و رغماً عنهم .. لأنهم لم يجدوا من يحميهم من كائنات آل الأحمر الإجرامية بالرغم من أن وزراة الداخلية التي لا تبعد عنهم سوى بضع مئات الأمتار لكنها لم تستطيع بسط سيطرتها حتى على بضع مئات الأمتار خارج أسوارها ..
لقد رأيت بإم عيني يوم أمس ما الذي يحدث لهؤلاء المساكين من ظلم و نهب و استيلاء تمارسة مليشيات أولاد الأحمر بحقهم ..و كأن من المفروض عليهم أن يعملوا طوال الليل والنهار من أجل أن يدفعوا حق التخزينه لمليشيات الشيخ ثمناً لبقائهم في الشارع .
ففي أثناء مروري من السوق كان الوقت ما يقارب الواحدة ظهراً .. وهو الوقت الذي تخرج فية مليشيات الشيخ في الحصبة لتجمع الإتاوات من أصحاب البسطات البسطاء دون أي حق ..
كان مسلحو الشيخ حينها يطوفون على أصحاب البسطات واحداً تلو الآخر .. لجمع الإتاوات نقداً إضافة إلى النهب من فوق البسطات عياناً جهاراً .
فجأة .. سمعت إطلاق رصاص كثيف و الناس يهرعون في كل إتجاه خوفاً من أن تطالهم رصاصات الإجرام و العبث .. لكن تلك الرصاص لم تكد تتوقف حتى نالت من أحد أصحاب البسطات و إذا بالناس يأخذونه لينقلوه الى أقرب مشفى لإيقاف نزيف جرحه الدامي بينما يتجمع العشرات من أصحاب البسطات و رفقاء ذلك الجريح و يقطعون الطريق احتجاجاً لما نال رفيقهم من رصاص غدرٍ نالت منه ظلماً وعدوانا ..
بعد أن هدأت الأجواء وتوقف إطلاق الرصاص عُدت لأسأل ما الذي حدث ؟ وما هو السبب في ذلك ؟ خصوصاً بعد أن تذكرت أن لدي كاميرا أستطيع أن أوثق ذلك لنقل ما حدث .
كنت أسأل البعض من بائعي البسطات والكاميرا بإتجاهه لكن أغلبهم لم يكن يجرؤون أن يتحدثوا عمن هم الذين إعتدوا عليهم بالرغم من أنهم يعرفونهم جيداً لأنهم كثيراً ما يأتون يومياً لأخذ إتاوات منهم فهم يعرفونهم أكثر من أبنائهم إلا أنهم كانوا خائفين من أن يقولوا أن مسلحي أولاد الأحمر هم من إعتدى عليهم خوفاً على حياتهم أو على الأقل تجنب مضايقتهم .
قابلت عدة أشخاص من أصحاب البسطات البسطاء و إذا بأحدهم رأيته أكثر شخصاً منهم مستاءً لما حدث و بعد أن سألته ما الذي حدث ؟ أجابني بصوت مُفحم بالألم والحُرقة لأن من إصيب بالطلقات النارية كان قريباً له .. قائلاً أن مسلحين من عصابات أولاد الأحمر أخذوا بضع حبات من المانجو نهباً دون أن يدفعوا ثمنها وعندما سألهم لم فعلتم ذلك ردوا علية ضرباً بالرصاص حتى أقعدوه أرضا ..
فمن أجل حبات المانجو تلك يمُكن أن يقتلوا نفساً بشرية محرمة .. لا يتورعون أبداً في فعل أي شيء .. إنه الإجرام حقاً يمثلونه بكل إتقان ..
تصرفاتهم الإجرامية من نهب و تقطع واستيلاء تؤكد أن سلوكياتهم وتصرفاتهم تنطبق تماماً على تصرفات مشائخهم فهم تعلموا منهم وطبقوا ما رأوه في أرض الواقع من معلميهم ..
ما تمارسه مليشيات أولاد الأحمر في الحصبة جزءً بسيطاً من ممارستها الإجرامية في حاشد وغيرها التي كانت تعُرف بأنها مركزاً للنهابة والمتقطعين من مليشيات آل الأحمر طوال عقود من الزمن في السابق ..
يبدوا أن مليشيات أولاد الأحمر لم يعد بإمكانها التقطع في حاشد بعد أن قام الحوثيين بتأميين طرقاتها المعروفة سابقاً بالنهب و التقطع .. فلم يجدوا سوى سوق الحصبة بديلاً لممارسة إجرامها التي يبدوا أنها أصبحت كروتين يومي لا يمكن أن يمر يوماً دون ظلم الناس ونهبهم و التقطع عليهم .
نهب و ظلم و قتل و تقطع بحق مواطنين بسطاء هذا هو ما يحدث في الحصبة وسط العاصمة صنعاء و بالقرب أيضاً من وزارة الداخلية التي لا تبعد سوى بضع مئات الأمتار من مكان حدوث هذه الجرائم ..
منظمات حقوقية و إنسانية لا تجرؤوا على النزول إلى الحصبة لتتأكد مما يحدث للمواطنين من مضايقات و إعتداءات ضاقت بهم ذرعا ..
الصحف و القنوات والإذاعات المحلية وغيرها من الوسائل الإعلامية تتعامى عن كل جرائم آل الأحمر و تبحث عن موضوع ما لتغطيته بينما يوجد وسط العاصمة المئات من القضايا والمآسي تبحث عمن يتحدث عنها وينشرها للرأي العام لينظر ما الذي يعانوه المواطنين هؤلاء ..
كُتاب وصحفيين و إعلاميين يتحاشون الكتابة في مثل هذه القضايا والأحداث و كأن شيئأ ما يُصرفهم عن الحديث عنها .
فإلى متى يتغاضى كل هؤلاء عن واجباتهم و مسؤولياتهم الأخلاقية و المهنية و الإنسانية ..
المزيد في هذا القسم:
- ايقاف الحرب ضرورة وطنية ! المرصاد نت لن تتوقف هذه الحرب القذرة اللعينة المربحة لكل أطراف الحرب محلياً وأقليمياً ودولياً لأنها تحقق لهم ثراء فاحش .. حرب عبثية تجارية لصوصية صراع بالفقرا...
- بين فكرة الانفصال ومخطط الرباعية واسرائيل لاحتلال سواحل اليمن المرصاد نت تواطأ ويتواطأ الغرب الاستعماري ومنظماته الحقوقية ووسائل اعلامه على الصمت تجاه ما يجري في جنوب السودان من جرائم تطهير وقتل بالهوية ومجاعة وماسي انسا...
- صناعة الموت ” يوم الطفل العالمي” في اليمن ! بقلم : زينب الشهاري المرصاد نت أحكموا صناعة الموت و أبدعت أيديهم فنونه هنا ….هنا ترجموا مخزون عقولهم و مكنون صدورهم و حقيقة نفوسهم…. صنعوا مجدهم على أكوام أجسادنا ا...
- بعد اغتيال شرف الدين ..أنصار الله أمام استحقاق شرف الثورة !!! كتبوا للمرصاد في مقال سابق بعنوان ( أنصار الله بديلاً عن الاشتراكيين ) يعود إلى نوفمبر 2013م ذكرت بوضوح أن " مشاركة الحوثيين ( أنصار الله ) في مؤتمر الحوار...
- في العيد يمكن السلام! المرصادكتبت: إخلاص القرشي الولادة ، الحياة،الحب ثمَّ الموت كلها عناصر وركائز وشروط خُلِقت بها الإنسانية، تدور في حلقة دائرية واحدة لا ي...
- السعودية والتعويضات والصراع من أجل الصراع حتى فناء الرعاع !بقلم : آزال الجاوي المرصاد نت بعد قرار الكونجرس الامريكي بشان السماح بالمطالبة بالتعويضات على احداث 11 سبتمبر من السعودية باعتبارها مسؤولة بطريقة غير مباشرة وبشكل مبهم في تلك ال...
- ستعود اليمن بعد أن تنتهي هذه الحرب إلى عام 1919م! المرصاد نت من سخريات الاقدار ومكر التأريخ باليمن أن كل هذه الحروب والبحار من الدماء التي سالت والطاقات التي أستنزفت ودمرت وشجاعات الرجال اليمنيين الأبطال اللذ...
- الحديدة ... وطن في انتظارك ! بقلم : حميرالعزكي المرصاد نت في #الحديدة بحر هادر وحائر ، وموج هائج وقلق ، وشواطئ رحبة مضطربةفي الحديدة أمعاء خاوية و ههم سامية ، قلوب لينة ونفوس عصية ، أجساد سمراء ومشاعر غراء...
- ماذا بعد..؟ بقلم : حميد دلهام المرصاد نت سؤال يطرح نفسه بقوة بعد تسارع الأحداث وانكشاف المؤامرة وسقوط رموزها...سؤال يطرح نفسه بشكل ملح بعد أن نجح العدوان في إحداث هذا الاختراق الكبير...
- الحقيقة كما هي بدون رتوش ! بقلم : أ. عدالباسط الحبيشي المرصاد نت - أعتقدنا ان اعادة الوحدة اليمنية هي المخرج والمنقذ لليمن تخلصاً من كل النزاعات بين شطري اليمن وتطبيقاً لمبدأ من مبادئ الثورة اليمنية.- وخلال العمل...