المرصاد نت
فشلت النخب السياسية أن تحدث تنمية مستدامة، كما فشلت أن تبني مشروعا جمعيا يحضن كل أبناء الوطن، وأهدرت طاقات البلاد في الصراعات، والتناحرات، وزاد هذا الفشل بعد حرب 94 التي ضربت الوحدة، وأخرجت الجنوب من المعادلة السياسية، وقصمت ظهر الوحدة بالانفصال النفسي الذي تحول إلى تجريف للثقافة الوحدوية والمشروع الوحدوي.
واجه الجنوبيون مشروع فيد الحرب بالمشروع الانفصالي، وارتدوا إلى ما قبل الاستقلال منكرين، حتى يمنيتهم.
وعلى كثرة الحركات والحراكات الجنوبية لم يقدم هؤلاء الحراكيش مشروعا يجمع، حتى الجنوبيين.
وجاء الاحتلال فانساقوا يقاتلون في صفه، جريا وراء المال والمناصب، وتركوا الجنوب للمحتل يعبث به كما يشاء.
اليوم الجنوب يرزح تحت الاحتلال والمعيب ان يقاتل الجنوبيون في صف الاحتلال خارج الجنوب ليضيفوا انتصارات للاحتلال ضد اليمن الواحد، ويتركوا جنوبهم، والقضية الجنوبية التي صدعوا رؤوس الناس بها.
العيب والمخزي ان تأتي دويلة تسمى الإمارات عمرها أقل من نصف قرن كانت ماخورا للجنود البريطانيين، لتحتل ارض شعب عمر حضارته أكثر من احد عشر ألف سنة. ليس هذا فقط، بل وتدعي وبوقاحة أن سكان جزيرة سقطرى أصلهم إماراتيون.
كان الشيخ زائد بن سلطان يقول بعكس ذلك ويدعي ان أصوله تعود إلى قبائل مارب، بعكس إماراتيي اليوم الذين يعملون ضد التاريخ، والجغرافيا.
المال يطغي، وصهاينة الإمارات يحاولون ان يقلدوا أسيادهم الإسرائيليين في الغزو، والقوة والاحتلال.
وقديما قالوا إذا عرف السبب بطل العجب، فالإماراتيون هم أداة بيد الاستعمار الامبريالي الذي يحاول بهذه الأدوات ان يستولي على المنافذ البحرية، ومنها منافذ اليمن ليخنق العالم بالسيطرة على النفط والأسواق. الاحتلال الإماراتي يعبث بالجنوب، يسرق الثروات، ويختطف الناس، إلى السجون السرية التي تنتشر من بئر احمد في لحج، وحتى المهرة، ووصل الاستهتار بحريات الناس إلى درجة اغتصاب النساء والمتاجرة بالنخاسةً، وهذا ما تشهد به تقارير قناة الجزيرة.
المحتل الإماراتي يتحكم بالجنوب، وبمصائر الجنوبيينً ووصل الأمر إلى سرقة الأحجار، والنباتات والطيور وتجريف الثروة السمكية من جزيرة سقطرى.
وتحول الجنوب إلى قواعد عسكرية، وثكنات لجيوش المحتل، وخاصة في جزيرتي ميون وسقطرى اللتين تقوم قوات الاحتلال بطرد السكان منهما، وفرض سلطات ذيلية تابعة لها، وبكل وقاحة دعت السكان في سقطري إلى الاستفتاء على الانضمام إلى دويلة الإمارات، بعد ان ربطت الجزيرة مباشرة بالحمارات هاتفيا، ونقلا عبر رحلات طيران الإمارات، ووزعت بعض الصدقات استغلالا لحاجة الناس.
تعمل قوات الاحتلال على ضرب الكتل السكانية بنشر الفوضى، وتشجيع التطرف والإرهاب، وإنشاء تشكيلات مسلحة متطرفة ومناطقية، ومؤخرا استقبلت مخلفات عفاش محاولة إمدادها بالقوة والمال، وبعث الحياة فيها لتجميع القاعدة والإرهابيين الذين كان يشرف عليهم طارق عفاش، ليخوضوا معارك وحروبا لقتل اليمنيين نيابة عن قوات الغزو والاحتلال.
في هذا الجانب يبدو أن الكثير من الجنوبيين لهم ذاكرة مثقوبة مصابة بالنسيان، فعصابة عفاش التي عبثت بالجنوب وقتلت الجنوبيين تستقبل اليوم بالأحضان من قبل عملاء الاحتلال ومرتزقته الأنذال.
في المشهد الجنوبي يبدو أن النساء لهن حضور بارز ضد ممارسات الاحتلال، فالوقفات النسائية المطالبة بالإفراج عن المختطفين والمعتقلين تتكرر على مدى أيام الأسبوع في عدن، المرأة العدنية مشهود لها بمقارعة الاحتلال منذ القدم. وهناك مناضلات جنوبيات حملن السلاح ضد المستعمر الأجنبي في معارك التحرير والاستقلال الأول، من أمثال المناضلة دعرة، وخولة شرف، وغيرهن من المناضلات اليمنيات.
الإمارات التي أخرجت من ميناء عدن، عادت اليوم لتستفز اليمنيين باحتلال الجنوب بموانئه، ومطاراته وجزره، وتمنع، حتى ما تسمى الشرعية التي قالت أنها جاءت من اجل عودتها من العودة إلى الجنوب.
الأمور مفضوخة، المسألة عدوان واحتلال للشعب اليمني، ومصادرة حريته، واستقلاله، وسيادته، ونهب ثرواته، وتجزئة أرضه.
الجنوب لن ينام على هذا الضيم ولن يسلم بمشروع الاحتلال والارتزاق، فمازال هناك أحرار يتنادون لدحر المحتل، حتى ولو كان الأمر على استحياء، فقد سمعنا أصواتا حرة تسمي الأشياء بأسمائها، وتنتقد ما يقوم به الاحتلال في سقطرى، من دعوات مشبوهة، منها فرض مشايخ ومسؤولين عملاء، وتطالب شرعية الفنادق بموقف مما يجري هناك.
الغضب قادم يا إمارات فالفنان عبود الخواجة الذي أشعل الجنوب ثورة ضد عصابة 7/7 بأنشودته : ( والله ورب العرش ما نخضع… ) ها هو يشعل ساحة الجنوب ثانية بأنشودة جديدة ضد المحتل الإماراتي بعنوان قال الجنوبي دقت أجراس الغضب، ودقت أجراس الخطر يا غافلين ) وعندما يثور الجنوب لن يستطيع صهاينة الحمارات، ومن يقف في صف الدرهم أن يصمدوا ساعة من نهار في وجه الغضب الجنوبي.
المزيد في هذا القسم:
- رسالة لم يفهمها تحالف العدوان على اليمن ! بقلم : أحمد عايض أحمد المرصاد نتبالمختصر وببساطة شديدة تحالف العدوان هو الذى يستهدف وجودنا ومحو هويتنا الحضارية والثقافية والإجتماعية والقيميه ووحدته الجغرافيه، يفعل ذلك لاعادة نط...
- إحذروهم ياقوم ! بقلم : صلاح القرشي المرصاد نت قوى الظلم والاستكبار العالمي بقيادة امريكا مخططها في اليمن يقضي بعدم السماح لقوة واحدة عسكرية بقياده قائد واحد او حزب واحد ان ينتصر في اليمن ومن اي...
- مجلس الأمن يقوم بتحرير الرهائن أينما يتوجه المرء في اليمن شمالاً ام جنوباً، شرقاً ام غرباً يجد إجماعاً غير مبرر على فشل الرئيس هادي سواءً كان هذا الفشل في تنفيذ المهام الاساسية لحكومة...
- شكرا نصر الله ...! بقلم: حميد دلهام المرصاد نت ليس بجديد ذلك الموقف المشرف لسيد المقاومة فقد كان سباقا الى الدفاع عن شعبنا و رفع الصوت عاليا ضد العدوان بل لقد كان صوته ارفع الاصوات واعلاها ...
- ( المطيع حمار المُفسِد ... ) المرصاد كتب: عبدالجبار الحاج .. من فصول مظلمة المجاهد جلال الصبيحي .. على قاعدة المطيع حمار المفسد في المثل الشعبي وعلى قاعدة تناقض ...
- غراب BBC !! ليس لأنه مراسل قناة بريطانية وليس لأنه تواجد في ساحة التغيير قبل ان تكون هنالك ساحة ولكن لأنه منذ ان عرف بوابة الفرقة الأولى مدرع تحول من اعلامي يتميز بالحي...
- للتريّث واللاقرار المرصاد كتب: بثينة شعبان_سوريا أصبح وعي الشعوب متقدماً على وعي المسؤولين، ولا بدّ من اعتماد اللغة الصريحة الصادقة إذا كنّا فعلاً نريد مقاومة ا...
- برا فوا لأنصار الله من خلال متابعتي للنافذة الفيسبوكية والمواقع الالكترونية والصحف المحلية التي تتصدر عناوينها الأسماء المرشحة لرئاسة الحكومة . البعض من تلك الصحف سلطت الأضواء علي...
- من أبناء اليمن إلى أنطونيو الأمم 'إياك والقلق '! بقلم : عبدالله الدومري العامري المرصاد نت سيادة الأمين العام للأمم المتحدة ( أنتطونيو غوتيريس ) نبارك لكم نيلكم ثقة الأمم المتحدة التى فقدت ثقتها لدى شعوب العالم العربي والإسلامي من خل...
- لن ينتهي الأمر بهذا الشكل حتماً ! المرصاد نت إن قتل أطفال وأبناء صعدة بكل هذه الوحشية طيلة الأربعة الأعوام الماضية وقبلها خلال الحروب الستة لا تعني الا شيء واحد، وشيء واحد فقط وهو إخلائها بالك...