لماذا تقوم السعودية بدعم الريال اليمني ?

المرصاد نت

يتعرض اليمن منذُ فترة طويلة جداً لإنتهاكات متعددة في كل جوانب الحياة الإنسانية وفي كل المجالات المختلفة لضرب كافة البُنى التحتية والوسطية والفوقية لليمن وذلك وفقاً abdalbaseet2017لبرنامج إستراتيجي وضعته قوى دولية وتراقبه وتراجعه بشكل مُستمر ولم تنقطع مسيرة هذا البرنامج الا في عهد الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي الذي نصبته ايضاً نفس تلك القوى الإجرامية الا انه انقلب عليها وقام بثورته التصحيحية فتخلصت منه . وبعده تم إستئناف العمل ببرنامج الإتنهاكات الإستراتيجية ضد اليمن بشكل تدريجي وممنهج بينما يتم التخلص من كل من يقف ضد هذا البرنامج او ملاحقته لاي مكان في العالم وحتى هذه اللحظة.

وكون هذا المقال المقتضب مخصص للإشارة الى الإنتهاكات الإقتصادية خلال الفترة الأخيرة وحسب وليس الى دراستها وبشكل خاص لتوضيح أسباب الدعم السعودي لعملة الريال اليمني بإيداع اثنين مليار دولار للبنك المركزي اليمني بالمرسوم الملكي الصادر مؤخراً لن نتطرق للجوانب والمجالات الأخرى لاسيما العسكرية.

إستغرَب الكثير من الدعم السعودي للعملة اليمنية وذلك لسبب بسيط وهو انه كيف تقوم السعودية بتدمير كل شيء حتى الحجر ناهيك عن البشر في عموم اليمن ثم تأتي لدعم الإقتصاد فأنبرأ العديد من المبررين والمطبلين بإصدار التأويلات والتفسيرات والفتاوى الإقتصادية التي لم ينزل الله بها من سلطان حتى ان البعض ذهب لتفسير عودة ارتفاع سعر الريال مؤخراً بانه بسبب تحرُك رئيس ماسمي بالمجلس السياسي صالح الصماد بزيارة القبائل ونافياً الدعم السعودي للعملة اليمنية!!!!!

بيد انه هنا يتجلى المعنى الحقيقي "لبرنامج التدمير الممنهج". حيث انه من الصعب تفكيك الدول الأصيلة ذات العُمق والجذور التاريخية متعددة العلاقات الثقافية والإجتماعية والتاريخية التي تضرب بجذورها اعماق الأرض بسرعة وسهولة وذلك على خلاف الدول الحديثة التي يتم فيها تحويل الأرض الى مستوطنات لإسترقاق الناس من مختلف مشارب العالم .. حتى وان باتت هذه المستوطنات دول غنية ومستقرة.

إذن فأن التخلص من هذه الدول العريقة يحتاج الى برنامج وخطط مُعقدة طويلة المدى، فَلَو لاحظنا ان الخُطة لتدمير اليمن تتم عن طريق عدة برامج متنوعة تسير بشكل متزامن في كل المجالات التعليمية والثقافية والدينية والعسكرية والإقتصادية والإجتماعية والصحية والمذهبية والمناطقية والخدمية والمعيشية إلخ إلخ. وهذا يعني ان التدمير ليس فقط عسكرياً. لأنه لو كان عسكرياً فقط لأمكن تدمير البنية التحتية في فترة بسيطة او حتى في ايّام معدودة وانتهى الأمر. وفي هذه الحالة كأن العدو لم يصنع شيئاً بل كأنه قام بتعزيز القدرات البشرية وإرادتها لإعادة بناء كل شيء بأفضل مما كان عليه وهذا ماحصل على سبيل المثال لليابان وألمانيا. وبالتالي فكأنك يابو زيد ماغزيت.

كما انه من الضروري لكي تنهار الدول العريقة ان يتم الإنهيار بشكل كامل لكل مناحي الحياة في وقت مُحدد ومتزامن، لا يكفي بأن يتم القضاء على مثل هذه الدول بشكل نهائي من الناحية العسكرية لوحدها او من الناحية الإقتصادية لوحدها وهكذا. ينبغي ان ينهار المجتمع العريق بشكل شمولي من كل النواحي وفي وقت متزامن. لأن المطلوب هو إنهيار المجتمع اليمني العريق وإبادته بالكامل للسيطرة الكاملة على الأرض ومصادرتها، بالضبط كما تم القضاء على الهنود الحُمر في أمريكا.

لذا عندما سارعت السعودية لإيداع ملياري دولار ليس من اجل دعم الريال اليمني لأن هذا يتناقض مع خطة تدمير اليمن ولكن من اجل تأخير الإنهيار الإقتصادي الشامل الذي كاد ان يسبق الإنهيارات في المجالات الأخرى فتتحول خُطة العدو من إنهيار اليمن وإبادة شعبه الى ثورة شعبية تقضي على الأخضر واليابس وتشل حركة الخطة الإستراتيجية بالكامل ولذلك يتم منع التظاهر بأي شكل من الأشكال حتى وإن كانت هذه المظاهرات محدودة كي لا توفر الأرضية لإشتعال شرارة الثورة الشعبية العارمة وتعصف بمنجزات الخطة التدميرية التي تم بنائها لعشرات السنين.

دعم الريال اليمني من قبل السعودية في حقيقته هو عبارة عن عملية تصحيحية مثل تصحيح أسعار البورصة لكن هنا من أجل تصحيح خطأ في الخطة الشاملة للعدو وحتى يتواكب الإنهيار الإقتصادي بالإنهيار الكلي لليمن وللإنسان اليمني.

لكن الخطورة تكمن هنا في ان نعرف ان كافة الجماعات المتنفذة التي تدّعي حماية الوطن سواء من هي في الداخل او في الخارج ماهي الا أدوات تنفيذية مرحلية للأجندات والخطة الشاملة للقوى العدوانية ضد اليمن خاصة عندما يكون قرار التعويم لمشتقات النفط في زمن العدوان تتخذه اللجنة الثورية العليا استجابة لخطة الإنهيار الإقتصادي التي تتبناها قوى العدوان .

اما في حالة فتح بقية الملفات الأخرى للمجالات المختلفة لاسيما الملف العسكري وحجم التنسيق مع العدو في إطار الخطة التدميرية لليمن وإبادة شعبه فلاشك انها مواضيع تشيب وتموت لها الولدان وتقشعر لها الفرائص والأبدان.

كتب : أ . عبد الباسط الحبيشي - المنسق العام لحركة خلاص اليمنية

المزيد في هذا القسم:

  • باريس وصنعاء هناك فرق حادثتان إرهابيتان وقعتا في وقت متزامن تقريبا في صباح يوم السابع من يناير ٢٠١٥ في كلٍ من باريس وصنعاء. في الاولى حصدت إثني عشر قتيلاً وعدد كبير من الجرحى، وفي ... كتبــوا
  • مصيبة ( التبعيض ) في اليمن !!! لطالما نلجأ إلى (التبعيض) عندما نريد أن نتذاكى ونعوّم القضايا لتطفو في بركتها الآسنة هرباً من تحميل طرف بعينه مسؤولية واقعة ما ، كي نبدو في منطقة الوسط بين طرفي... كتبــوا
  • صوملة بنكهة اللبننة في اليمن يسير اليمن من سيء إلى أسوأ في غياب أيّ تصوّر لما يمكن أن يكون عليه البلد في المستقبل. يعتقد المتفائلون أن البلد سيصير بلدانا عدّة، خصوصا أن هناك شمال الشمال الذ... كتبــوا