الفوضى والإرهاب… طريق الإمارات إلى مناطق نفوذ السعودية

المرصاد نت - متابعات

في خطوة لا تخلو من دلالة زار السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر أمس محافظ المهرة المُعيّن من قبل هادي راجح باكريت في مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض.Hathramoat2018.3.14


وأفادت وسائل إعلام محسوبة على حكومة المنفي بأن اللقاء تطرق إلى سبل «مكافحة التهريب بكل أشكاله» في المحافظة الواقعة على الحدود مع عُمان ناقِلةً عن تولر إبداءه «دعم الإدارة الأميركية تدريب قوات مهرية لحماية شواطئ المحافظة ومنع التهريب» واستعدادها لـ«المساعدة في إعداد الكوادر الأمنية من خلال دورات تدريبية خاصة».

كما نقلت عنه تأكيده وقوف بلاده «ضد التدخلات الإيرانية» وسعيها إلى «منع استخدام المهرة كترانزيت للتهريب». ويأتي هذا اللقاء بعد زيارة قام بها وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إلى عُمان تزامناً مع حلول قائد القوات المشتركة البريطانية كريستوفر ديفريل في السلطنة.

وجاءت الزيارتان المذكورتان في أعقاب توارد أنباء عن ضغوط ستتولى الإدارة الأميركية ممارستها على مسقط بهدف حملها على التعاون في ملف تهريب الأسلحة المفترض من السلطنة إلى اليمن. وسبقت ذلك الحديث إجراءات أمنية وعسكرية اتخذها تحالف العدوان على الحدود مع عُمان تحت ذريعة «منع التهريب» توازياً مع إطلاق حملة إعلامية تحت هذا العنوان.

الي ذلك تجري عملية «الفيصل» في وادي المسيني في ساحل محافظة حضرموت بعد توقف قوات «النخبة الحضرمية» عن التوغل داخل مناطق مديرية عمْد التابعة لوادي حضرموت والتي يتواجد فيها عدد من عناصر التنظيم.

وتؤكد مصادر مطلعة أن وادي المسيني كان خالياً تماماً من عناصر «القاعدة» وأن الإعلان عن عملية فيه جاء للتغطية على توقف العملية التي كانت تستهدف السيطرة على مناطق جديدة في وادي حضرموت الواقع ضمن مسؤولية المنطقة العسكرية الأولى والتي ينتمي معظم منتسبيها إلى محافظات شمالية وأن توجيهات سعودية أجبرت النخبة على التراجع.

وبعد الضغوط التي أجبرت قوات «النخبة» على التوقف وجدت الإمارات أنها بحاجة إلى أكثر من مبرر مكافحة الإرهاب للتمديد في مناطق النفوذ السعودي في اليمن كوادي حضرموت ومحافظة ومأرب وبحسب المصادر المطلعة فإن خطة الإمارات الحالية تقتضي تثوير أبناء الوادي ضد المنطقة العسكرية الأولى والقوات المحسوبة على الجنرال علي محسن الأحمر وذلك من خلال إغراق تلك المناطق في الفوضى.

وتؤكد المصادر أن عملية اغتيال العلامة الصوفي عيدروس بن سميط قبل أسبوعين في مدينة سيئون في الوادي لا تخرج عن هذا السياق وطبقاً للمصادر فإن حملة الوسوم (هاشتاغات) المطالبة بتمدد النخبة إلى مناطق الوادي والتي انطلقت بعد ساعة من مقتل بن سميط تم الإعداد لها سلفاً وهو ما يفسر تصدر أحدها الترند العربي في «تويتر».
وتوقعت المصادر مزيداً من الإنفلات الأمني في مختلف مناطق الوادي.

إلى جانب ذلك قررت الإمارات إثارة قضية الحرب على الإرهاب في مناطق تتبع لمحافظات يمنية أخرى لكسب الموقف الأمريكي الذي سيمكنها من التمدد في أية محافظة من دون عوائق سعودية. في هذا السياق جاءت عملية «السيف الحاسم» في مديرية الصعيد في محافظة شبوة على الرغم من إعلان وسائل إعلام إماراتية عن تطهير قوات النخبة للمديرية قبل شهر من انطلاق العملية.

مصادر أكدت أن الإمارات حشدت إلى مناطق المديرية أكثر من 100 آلية عسكرية قبل أن يلتقي مسؤولون محسوبون عليها بعسكريين أمريكيين في منطقة المسحة، في الصعيد وأن الغرض من حشد كل هذه الآليات، هو إقناع الأمريكيين بأهمية الدور الذي تلعبه التشكيلات المحسوبة عليها في مجال مكافحة الإرهاب.

وأعلنت الإمارات عن عملية «السيل الجارف» العسكرية في مديرية المحفد في محافظة أبين أحد أهم معاقل تنظيم «القاعدة» في المحافظة وكالعملتين السابقتين لم تستغرق عملية المحفد التي قادتها مليشيا «الحزام الأمني» أكثر من يومين ويعتقد محللون أن الإمارات باتت تكسب في اليمن على حساب السعودية التي تعيش تبعات فشل حربها ضد اليمن منذ ثلاثة أعوام.

المزيد في هذا القسم: