السعودية والإمارات... تخبط عسكري وإفلاس اخلاقي

المرصاد نت - متابعات

تبين معركة الحديدة أن النظام السعودي والإماراتي ومن ورائهما حريصون أشد الحرص على أي مكسب ميداني للتغطية على أكثر من ثلاث سنوات من عدوان وحرب كشفت تخبطهمSana Yemenn2018.6.16 العسكري وإفلاسهم الأخلاقي في تدمير بلد عربي لم يقترف ذنباً سوى أنه أنتفض وتحرر ورفض أن تبتلعه أوهامهم في النفوذ الإقليمي.

الحرب العسكرية الشاملة التي تقودها السعودية ضد جارتها الجنوبية الجمهورية اليمنية ورغم دخول عامها الرابع فشلت في تحقيق الأهداف التي أعلنتها الرياض والتي تتلخص بإعادة هادي الى السلطة في صنعاء وتأمين الحدود الجنوبية للسعودية وإعادة الموالين لانصار الله الى محافظاتهم الشمالية الثلاثة واخراجهم من المدن الأخرى.

هذه الحرب تم دعمها بحصار بحري وبري وجوي خانق بدعوى منع تهريب السلاح الى داخل اليمن بينما يسمح للسعودية والإمارات بادخال انواع السلاح وتجنيد انواع المرتزقة واقامة انواع المعسكرات لتدريب هؤلاء المرتزقة.

ومع عدم تحقق أي من هذه الاهداف التي اعلنها التحالف السعودي بفضل مقاومة الجيش اليمني واللجان الشعبية واستماتتهم بعدم الرضوخ او الاستسلام لشروط المعتدين رغم آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ في اكثر من مئة الف غارة جوية يزداد يوما بعد آخر حرج السعودية وحماتها العرب والغربيين وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بسبب فشلهم في تحقيق اي نصر عسكري فارق يتناسب وطبيعة الكلفة المالية والسياسية والاعلامية لهذا التحالف العربي الغربي في كسر ارادة اليمنيين رغم محاصرتهم، سوى السيطرة على مدينة عدن الجنوبية والتي اصبحت فيما بعد مسرحا لتصفيات حسابات بين لاعبين محليين واقليميين تم ترجمتها الى اغتيالات وقتل وترويع الاهالي.

ولم تنحصر هزيمة السعودية وحلفائها على المستوى العسكري والسياسي فحسب بل على المستوى الاخلاقي ايضا. فهذه الحرب التي جعلوا عنوانها اعادة السلطة لهادي تسببت حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في نزوح حوالى ثلاثة ملايين شخص وجوعت أكثر من سبعة ملايين آخرين بينما  جعلت نحو ١٩ مليون شخص اي اكثر من ثلثي سكان البلاد بحاجة  إلى مساعدات إنسانية.  علاوة على ما سبق فانه ومنذ ١٣ شهرا، أصيب أكثر من نصف مليون شخص بمرض الكوليرا بسبب تدمير تحالف السعودية للبنى التحتية المرتبطة  بالمياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي.

ورغم كل التعتيم التي تمارسه السعودية والإمارات على الفضاعات الانسانية في اليمن ورغم ما تمارسه الرياض وأبوظبي من تضليل بشان ما يزعمانه من تقديم مساعدات لتحسين الوضع الانساني لليمنيين فان المنظمات الدولية يوما بعد آخر تفضح حقيقة الكارثة التي تسببت بها السعودية والإمارات ومن يحميهما تسليحياً وإستخبارياً وسياسياً وأعلامياً والتي قد ترتقي الى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية حين يكون الضحايا بالملايين من المدنيين ليس لجرم ارتكبوه ولكنهم يرفضون الإستسلام لإرادة السعوديين ويتمسكون بأرضهم ولا يريدونها ساحة نفوذ للإمارات التي تتوهم ان فائض عائداتها المالية قد يسد لها عجز صغرها مساحة ونفوذاً.

فبعد وصول السعودية الى طريق مسدود في تحقيق أي مما أعلنته من أهداف دخلت الإمارات على خط التدخل وهي تعيش أحلام الاستعمار البرتغالي ربما وذلك بامل فرض سيطرتها على موانئ اليمن من المكلا وعدن والمخا والحديدة وبل على الملاحة من البحر العربي الى خليج عدن فباب المندب فالبحر الاحمر حتى قناة السويس رغم انها تلقت صفعات في الصومال وجيبوتي عندما أرادت تحقيق اوهامها على جانبي المسير الملاحي في البحر العربي والبحر الاحمر.

وعلى هذا فان معركة الحديدة أو معركة الساحل كما يسمونها قد تبنتها الإمارات بشكل واضح وجندت المرتزقة لها وأشترت دعماً أميركياً وفرنسياً لهذه العملية التي كلفتها خسائر اكثر بكثير مما حققته من مكاسب ميدانية لكنها مصرة على الدفع بكل ما تستطيع لتحقيق أختراق ميداني في الحديدة بعد الفشل في تحقيق أي مكسب ميداني في جبهات نهم وصرواح من الخاصرة الشرقية لمحافظة صنعاء أو في جبهة تعز بينما الصواريخ اليمانية تتصيد بوارجها في البحر الاحمر ومرتزقتها في محافظة مأرب وفي الساحل الغربي لليمن وتصل الى الرياض وتهدد ابوظبي.

وما زيارة المبعوث الاممي الى صنعاء في هذا التوقيت الا لجس نبض اليمنيين ومدى أستعدادهم للقبول بشروط المعتدي تحت ضغط النيران والمعارك وهي ليست المرة الأولى فقد حاول من قبله الشئ نفسه وخاب ظنه وظنون من أوفدوه.

معركة الحديدة هي معركة منفردة في حرب وأسعة وطويلة أثبت اليمنيون فيها أنهم ورغم إمكاناتهم المتواضعة وحصارهم وتكالب الاعداء عليهم أشداء أقوياء لا يستسلمون بسهولة ولا يتراجعون بيسر وأنهم في القتال والدفاع عن أرضهم وعرضهم ذوي بأس شديد في البحر والبر وفي الجبال والسهول. لذلك فان معركة الحديدة لن تكون سهلة وأن من يريد احتلالها لقطع شريان الحياة الغذائي لملايين اليمنيين لن تكون لقمة سائغة كما يتوهمون بل ستكون وبالا ونكالا على الإمارات والسعودية ومن يقوم بأسنادهم من الثلاثي الغربي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وما مضى من معارك في حرب السنوات الماضية يثبت أن إرادة صاحب الارض والعرض أقوى وأشد من طمع الأجانب ودناءة المرتزقة وهكذا تقول سنن التاريخ والشعوب.

كتب : أحمد المقدادي

المزيد في هذا القسم: