نيويورك تايمز : المأساة في اليمن صناعة أميركية !

المرصاد نت - متابعات

سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أول امس الضوء على المأساة الإنسانية التي يشهدها اليمن جرّاء الأسلحة التي باعتها الولايات المتحدة لتحالف العدوان السعودي وحجم المساعداتArhabb2018.12.13 الأمريكية له. الصحيفة نشرت مقالة حملت عنوان "المأساة في اليمن صنعت بأمريكا" استعرضت خلالها الأوضاع في اليمن وكذلك أرقام صفقات بيع واشنطن الأسلحة للسعودية.

وعرضت المقالة حكايات وقصصا حقيقية لأشخاص فقدوا حياتهم في غارة جوية استهدفت منطقة "أرحب" بريف العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2016، وعرجت على تسليط الضوء على حياة الناس التي أضحت كابوسًا في لحظة جرّاء الحرب.

وذكرت الصحيفة أن الغارة الجوية في أرحب شنت حينما كانت تقوم مجموعة من القرويين بحفر بئر ماء فلقي بعضهم حتفه جراء القصف وتقطعت أوصال البعض الآخر مشيرة إلى أن آثار ذلك القصف ودلائله ما زالت موجود بالمكان رغم مرور أكثر من عامين على الواقعة وروت الصحيفة نقلا عن أحد الأطباء أن جرحى جريمة حفار أرحب حين وصلوا إلى قسم الطوارئ في مستشفى الثورة العام بصنعاء، وجدوا الممرات محاطة بالمرضى المحتضرين وأفراد عائلات يائسين من غارات جوية مختلفة، حدثت في أقرب مكان في صنعاء.

وعرضت الصحيفة صورًا لعدد من الأطفال والشباب والشيوخ الذين فقدوا أعضاءهم في الغارة التي قتل فيها 31 شخصًا من بينهم 3 أطفال وأصيب 42 آخرون، بحسب معطيات منظمات حقوق الإنسان المختلفة، كما ذكرت نيويورك تايمز وأوضح أن القنابل المستخدمة في ذلك الهجوم تحمل أرقام هويات منحتها وزارة الدفاع الأمريكية وأنه ثبت أن شركة في ولاية تكساس هي التي تقوم بإنتاجها.

الصحيفة ذكرت كذلك أنه منذ بداية العدوان والحرب على اليمن عام 2015 وحتى الآن والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان المختلفة تحذر من الأضرار التي تلحق المدنيين ومساكنهم في غارات تحالف العدوان السعودي.

وذكرت أنه "في عام 2015 أرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات وسفينة صواريخ موجهة وسفنا حربية أخرى لمساعدة السعوديين على فرض الحصار على اليمن" وأشارت إلى أن "القنابل السعودية ضربت المصانع والطرق والجسور والمستشفيات والآبار والجنازات وحفلات الزفاف والتجمعات من النساء وحافلات المدارس المليئة بالأطفال في اليمن".

وأفادت كذلك بأن الحصار الذي يفرضه تحالف العدوان السعودي على المناطق الخاضعة لـسلطة صنعاء بذريعة منع دخول السلاح لهم صعّب من مسألة إيصال المساعدات الإنسانية والغذاء باليمن وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه بسبب الحصار والغارات الجوية، فقدْ فقدَ 85 ألف طفل دون سن الخامسة حياتهم وانتشر وباء الكوليرا في 21 محافظة بالبلاد.

الصحيفة الأمريكية ذكرت كذلك في ذات السياق أن "دعم الأسلحة حصلت عليه السعودية من الولايات المتحدة" مشيرة إلى أن الرياض اشترت أسلحة بمليارات الدولارت في فترات حكم الرؤساء السابقين بيل كلينتون وبوش الابن وباراك أوباما.

وبينت أن الرئيس السابق أوباما قام قبل فترة وجيزة من انتهاء فترته الرئاسية بوقف بيع القنابل الذكية للمملكة بهدف تقليل معدلات الوفيات في صفوف المدنيين.

وذكرت أن الرئيس الحالي دونالد ترامب حينما تولى مهام عمله كانت السعودية أول وجهة يجري لها أول زيارة خارجية له كرئيس للولايات المتحدة وأعاد استئناف بيع الأسلحة التي كان قد علقها أوباما مشيرة إلى أن تلك الفترة شهدت سعي الكونغرس لاتخاذ خطوات لوقف بيع تلك الأسلحة.

وقالت الصحيفة إن الأكثر أهمية "هو أن أمريكا باعت السعوديين مليارات الدولارات من الأسلحة ذات التقنية العالية لمساعدتها".

ونشر التقرير بعضا من المعلومات التي وردت في "بيانات نقل الأسلحة بمعهد أبحاث السلام الدولي التابع لمعهد ستوكهولم الدولي" والتي كشفت حجم السلاح الذي زودت به واشنطن السعودية والذي تضمن "طائرات وقنابل ليزرية وقنابل غاز وصواريخ جو-أرض".Alhudidaah2018.12.13

وفي سياق متصل تصدرت السعودية لائحة الدول المستوردة للأسلحة بالعالم خلال عام 2017 بينما كانت الولايات المتحدة أكبر مصدر للأسلحة إلى الرياض متقدمة على المملكة المتحدة وفرنسا والصين ولم تمنع الانتقادات الكبيرة الموجهة للرياض -على خلفية الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان وفق منظمات حقوقية ولا التورط بحرب اليمن- عدداً من دول الغرب من مواصلة تزويد السعودية بالأسلحة.

وتقدمت السعودية على الهند كأكبر مستورد للأسلحة في العالم خلال العام الماضي بحسب معهد أبحاث السلام الدولي ومقره ستوكهولم وقررت المملكة "النفطية" زيادة كبيرة في حجم إنفاقها العسكري منذ بدء هجومها في اليمن عام 2015 حتى بلغ 69.4 مليار دولار العام الماضي.

وخلال نفس العام استوردت الرياض أسلحة بقيمة 4 مليارات دولار وفقا للمعهد الذي يستخدم مؤشرا قوامه تكلفة الوحدة المعروفة لإنتاج معدات عسكرية بدلا من قيمة العقود وكانت الولايات المتحدة المصدر الرئيسي للأسلحة التي حصلت عليها الرياض بين عامي 2015 و2017 تليها المملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وسويسرا وكندا.

وقامت أربع دول من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين) ببيع السعودية 90% من المعدات العسكرية التي استوردتها بين عامي 2015 و2017 ويضع مركز الأبحاث "أي أتش أس ماركيت" السعودية على رأس الترتيب العالمي لمستوردي الأسلحة قبل الإمارات الشريكة في تحالف العدوان على اليمن.

وتتهم منظمة العفو الدولية (أمنستي) العديد من الدول الغربية بالتواطؤ مع السعودية "في انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب" على خلفية تزويد الرياض وحلفائها بالأسلحة.

وأحصى موقع "يمنداتا بروجكت أورغ" 16749 عملية قصف جوي شنها تحالف العدوان السعودي الإماراتي بين مارس/آذار 2015 ومارس/آذار 2018 استنادا إلى عدد كبير من المصادر ضمنها وكالات الأنباء ومواقع التواصل والمنظمات غير الحكومية والسلطات المحلية بالإضافة إلى قصف المدنيين والمدارس والمستشفيات كما تندد المنظمات غير الحكومية بالحصار البحري الذي يحد من إيصال المنتجات الغذائية. وتستخدم بهذا الحصار الذي تفرضه الرياض وأبو ظبي فرقاطات باعتها فرنسا وفقا لتوني فورتان من "مرصد التسلح".

المزيد في هذا القسم: