معاناة اليمنيين تدخل سنة خامسة من العدوان والحرب !

المرصاد نت - متابعات

أوضح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك أن هناك 10 ملايين يمني على شفى المجاعة التامة وهناك أكثر من 3 ملايين في حالة سوء تغذية تامة نصفهم Sanaa Hagah2019.2.20من الأطفال.

لوكوك أشار إلى أن أكثر الاحتياجات تتركز في مناطق اللجوء والنزوح سيما في محافظة حجة ولفت إلى أن الاقتصاد اليمني منهار وقيمة الريال رغم تحسنها بعد ضخ مال سعودي في البنك المركزي لا يزال منخفضاً جداً.

وإذ أضاء على تمكن برنامج الغذاء العالمي من تقديم مساعدة لـ 10 ملايين في كانون أول/ديسمبر 2018 وتمكن منظمة الصحة العالمية من وضع حد لانتشار الكوليرا، شكى لوكوك من عرقلة نقل المعونات والوقود فيما "لا تزال 4 سفن لنقل الوقود تحمل ما يكفي من طاقة لـ 15 يوماً لكل اليمن ممنوعة من الرسو بقرار حكومي يمني".

معاناة اليمنيين تدخل سنة خامسة عدواناً وحرباً عبثية

يواصل الجوع والفقر إنهاك معظم سكان اليمن البالغ عددهم نحو 28 مليونا في وقت يقترب فيه البلد العربي من دخول العام الخامس من عدوان وحرب دموية أوجدت أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
استمرار العدوان والحرب أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق وسط تحذيرات دولية متكررة من مجاعة محتملة تهدد ملايين اليمنيين.
في ظل عذا العدوان والحرب المتواصلة على اليمن أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان الخميس الماضي أن 80 بالمئة من السكان (حوالي 24 مليونا)، بحاجة لشكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية بينهم 14.3 ملايين بحاجة حادة لتلك المساعدات وأن أكثر من 20 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي بينهم قرابة 10 ملايين يعانون من مستويات حادة من الجوع. و بأن نسبة المحتاجين للمساعدات زادت بنحو 27 بالمئة مقارنة بالعام الماضي.

مع تلك الأرقام المأساوية يستمر الوضع الإنساني في التدهور مع اقتراب العدوان والحرب على اليمن من عامها الخامس في مارس/ آذار المقبل وبات ملحوظا في كل المدن اليمنية انتشار المتسولين في الشوارع والأسواق وعلى أبواب المساجد بحثا عن أموال زهيدة تقيهم من الجوع.

ملايين الأسر اليمنية باتت تعيش دون دخل مستمر؛ مما أجبر الكثيرين على البحث عن أي مصدر للعيش في رحلة يومية مأساوية.

بثياب رثة وجسد هزيل يتنقل الطفل محمد مقبل (12 عاما) في أحياء صنعاء لتجميع المواد البلاستيكية وبيعها لمعارض تشتريها كي تعيد تدويرها. يعمل مقبل يوميا ليعيل أسرته المكونة من خمسة أشخاص يعيشون وضعا إنسانيا صعبا في غرفة واحدة يستأجرونها. وقال مقبل نزحت أنا وأفراد أسرتي قبل أشهر من مدينة الحديدة (غرب)؛ بسبب القتال الدائر هناك قوي تحالف العدوان ومليشياتها تحاول السيطرة على المدينة الساحلية الاستراتيجية على البحر الأحمر .

رغم تقديم المساعدات الدولية بشكل متكرر إلى اليمن إلا أن ثمة شكاوى من عدم وصولها إلى الكثيرين؛ بسبب التلاعب بها وهو ما أدى إلى استمرار وتوسع المأساة الإنسانية.
وقالت عفاف الأبارة وهي صحفية يمنية معنية بالوضع الإنساني إن معاناة اليمنيين تزداد كل يوم بل كل ساعة وتابعت: عندما تخرج مثلا في شوارع صنعاء ترى العشرات من الأمهات الطاهرات يقفن في الشوارع يسألن الناس بعض الريالات وأعينهن تفيض من الدمع؛ فالجوع دفعهن إلى الخيار الصعب، وهو سؤال الناس. وأردفت: مشهد آخر يؤلمك أكثر عندما تمر في بعض الشوارع وترى عمال الأجر اليومي ووجوههم شاحبة وعليها علامات اليأس فهم أحد أكثر الشرائح تضررا بعد أن انعدمت أعمالهم بسبب العدوان والحرب؛ مما دفعهم إلى سؤال الآخرين طلبا للعون.

وشددت على أن الوضع الإنساني يزداد تفاقما في كل يوم في ظل استمرار العدوان والحرب على كل المستويات.. لا شىء يوقف الكارثة بحق الإنسان اليمني سوى السلام وعودة المواطنين إلى مصادر دخلهم. وتابعت: نجد بيانات وإنذارات متكررة لمنظمات الأمم المتحدة عن الجوع والمجاعة وغيرهما لكن منذ أكثر من أربع سنوات لم يلمس الكثيرون المساعدات على أرض الواقع.. المواد الغذائية لم تصل إلى الجميع بل لفئة قليلة من الناس. ودعت الأمم المتحدة إلى الكشف بشفافية عن كيفية توزيع مساعداتها.. أين تذهب ومن الذين يوزعونها.. اليمنيون يموتون جوعا والمساعدات الأممية تُباع في السوق السوداء ولسان حال المحتاجين يقول: نسمع جعجعة ولا نرى طحينا.

وقال الباحث الاقتصادي سعيد عبد المؤمن إن الوضع الإنساني يزداد سوءا في كل المجالات خاصة في مجال المواد الغذائية وأضاف في العام الماضي كانت مطاحن البحر الأحمر بمحافظة الحديدة تعمل وتغطي جزءا كبيرا من احتياجات الناس من الدقيق واليوم اختفى الدقيق بشكل كبير وارتفعت أسعاره وتابع: نلاحظ أيضا في العام الحالي أن المواد التي يتم استيرادها من الخارج ولاسيما القمح تزداد رداءة بشكل كبير.

ومضى قائلا: أسعار القمح والدقيق ترتفع والكميات لا تتوفر بشكل مناسب، وهو ما ينطبق أيضا على السكر والأرز.وزاد بأن الأمطار كانت قليلة في الفترة الماضية، ما أدى إلى انخفاض المنتجات الزراعية محليا.وحذر من أن الأشهر المقبلة ستكون صعبة جدا على غالبية اليمنيين فلا يوجد مؤشر على انتهاء أزمة الحديدة "المدينة ومينائها" أو تشغيل الموانئ الأخرى بشكل جيد أو إيجاد بدائل محلية بدعم دولي حقيقي.

ولم يفلح اتفاق وقعته أطراف الأزمة برعاية الأمم المتحدة أواخر العام الماضي في تسوية الوضع في الحديدة والموانىء. وشدد على أنه يجب أولا إيقاف العدوان والحرب لتخفيف الأزمة الإنسانية فهذه الحرب الهمجية على اليمن باتت عبيثة وكلما طالت زاد ضررها بشكل أكبر خاصة في المناطق الزراعية التي يعاني أصحابها من مشاكل متعددة كارتفاع أسعار الوقود وصعوبة التنقل.

ودعا عبد المؤمن إلى ضرورة أن يبحث المجتمع الدولي عن آليات أفضل لتحسين الجانب الغذائي كدعم بعض التجار المحليين الموثوق بهم من أجل استيراد المواد الغذائية وإيصالها إلى اليمن بأسعار مناسبة. واقترح على المنظمات المانحة تقديم مبالغ محددة بالدولار عبر البنوك اليمنية للموظفين الذين انقطعت رواتبهم منذ أكثر من عامين على أن تصل إلى حسابات بنكية خاصة بهم لتخفيف الوضع الإنساني المتفاقم.

خمس سنوات حرب وقوي تحالف العدوان السعودي لا زالت عاجزة أمام اليمن
التحالف السعودي وبعد ما يقرب من خمس سنوات حرب دمرت وألحقت أضراراً جسيمة في مختلف مظاهر الحياة في اليمن غير انه لا يكاد يخلو يوم واحد من خبر تبثه وسائل الإعلام السعودية عن مواكب تشييع الجنود الذين يسقطون بنيران القوات اليمنية الأمر الذي لا يُعد سوى أحد شواهد الفشل السعودي بتحقيق انتصار في اليمن ينهي على الأقل قدرة اليمانيون على اقترابهم من مناطق سعودية حدودية. وعوضاً عن ذلك يبرز حضورها شرقاً في محافظة المهرة حيث لا وجود للقوات اليمنية المشتركة بقدر أنه تطبيق لأجندة أطماعها غير المعلنة.

و شهدت الأيام الأخيرة ارتفاعاً في وتيرة الهجمات التي ينفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية باتجاه العمق السعودي. وشملت الزحف باتجاه مواقع حدودية متفرقة حيث أعلنت القوات اليمنية سيطرتها على العديد من المرتفعات في جحفان في منطقة جيزان ومواقع أخرى في بلدة رشاحة الشرقية والغربية في منطقة نجران بالإضافة إلى تكثيف القصف المدفعي والصاروخي وأعمال القنص التي استهدفت جنوداً سعوديين في نقاط حدودية مختلفة في جيزان ونجران المرتبطتين بشريط حدودي مع محافظة صعدة معقل الحركة.

وفيما يواصل تحالف العدوان السع-إماراتي أمريكي قصفه الجوي اليومي في المناطق الحدودية ومحافظة صعدة خصوصاً تدور المواجهات وفقاً لمصادر ميدانية على الحدود بين القوات اليمنية المشتركة من جهة وبين قوات النظام السعودي (من تشكيلات الجيش وحرس الحدود المختلفة) إلى جانب المرتزقة الموالين للهارب هادي التي تقدمت من الجانب السعودي من أكثر من جبهة حدودية باتجاه صعدة وشاركت إلى جانبها في الشهور الأخيرة بمعارك حدود صعدة قوات سودانية كجزء من تحالف العدوان على اليمن علماً أن المعارك تدور في مناطق جبلية وعرة بالغالب ما عزز من تحولها إلى معركة استنزاف.

وإذا كانت الحدود مع العدو السعودي على رأس دوافع التدخل العسكري السعودي المباشر بالحرب منذ أربع سنوات تحت زعم دعم حكومة الفار منصور فقد تحولت الحدود الجنوبية السعودية إلى أحد أبرز مظاهر الفشل العسكري السعودي. وبينما تروج وسائل الإعلام التابعة للرياض عن انتصارات يحققها المرتزقة مدعومة من تحالف العدوان السعودي باتجاه صعدة لا يكاد يمر يوم دون أن تقر الرياض بمقتل جندي من الجيش السعودي خلال المواجهات في الحد الجنوبي.

وفي الوقت الذي لا تتحدث فيه وزارة دفاع النظام السعودي عن أعدادهم تتناول وسائل الإعلام أخبار الجنائز التي تقام في مدن مختلفة من البلاد بما يعزز ما يعلنه الإعلام الحربي اليمني عن هجمات ومواجهات في قرى وبلدات سعودية لكنهم في المقابل لا يعترفون أيضاً بسيطرة مرتزقة منصور على مواقع حدودية من الجانب اليمني.

وفيما تتواصل مواجهات صعدة بين القوات اليمنية ومرتزقة تحالف العدوان السعودي بوتيرة يومية فإن ذلك لم يمنع صنعاء من استمرار تهديد مناطق حدودية تابعة للسعودية. وتقول مصادر محلية إن بعض المعارك تتخذ طابع الكر والفر لكن الأهم بالنسبة لليمنيين أنهم لا يزالون قادرين على إلحاق خسائر يومية بالسعوديين والمرتزقة رغم العدوان والحرب التي يتعرضون لها منذ سنوات.

وبينما يواجه النظام السعودي أزمة مع المجتمع الدولي منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وكنتيجة للحرب الفاشلة في اليمن وما خلفته من آثار كارثية يرى يمنيون أن أحد أسباب الفشل السعودي هو انصراف تحالف العدوان السعودي الإماراتي إلى البحث عن موطئ قدم في المناطق اليمنية الاستراتيجية جنوباً وشرقاً على حساب المعركة مع انصار الله الذين لا يزالون يسيطرون على أغلب محافظات شمال ووسط وجنوب غرب البلاد بما فيها العاصمة صنعاء.

وتعد محافظة المهرة البوابة الشرقية لليمن على الحدود مع سلطنة عُمان شاهداً على انصراف قوي تحالف العدوان السعو-إماراتي إلى تعميق نفوذهم في محافظات بعيدة عن مركز الصراع مع انصار الله. وتسعى الرياض إلى مد أنبوب لتصدير النفط عبر محافظة المهرة إلى بحر العرب وتكثيف تواجدها العسكري قرب الشريط الحدودي اليمني مع سلطنة عُمان. إلا أن تحركاتها مثل أبو ظبي لم تعد بعيدة عن أعين اليمنيين الذين تنتشر غالبيتهم في المحافظات التي تكتوي بنار العدوان والحرب.

ولا يزال تحالف العدوان السعودي عاجز عن إنهاء التهديدات التي تطاول حدود النظام السعودي على الأقل ممن تعتبرهم ذراعاً لخصمها الإقليمي إيران ولا يزالون يمثلون قوة تتحكم بأجزاء غير قليلة من الشمال اليمني بعد أربع سنوات من العدوان الحرب كما أنهم يطورون أنفسهم عسكرياً على غرار الإعلان عن طرز جديدة من الصواريخ أو الطائرات المسيرة من دون طيار.

المزيد في هذا القسم: