المرصاد نت - متابعات
تواصل تصاعد التهديدات المتبادلة بين الفصائل الموالية للتحالف، توازياً مع تصاعد الصدامات الميدانية بينها في المحافظات الجنوبية في معادلة بات من الواضح أن نتيجتها ستكون مواجهة واسعة بين مرتزِقة حزب “الإصلاح” وقوات ما يسمى “المجلس الانتقالي” حيث شهدت الأيّام الماضية تلميحات إلى “حسم عسكري” بين الطرفين في الوقت الذي بدأت فيه مليشيا الانتقالي الحديثَ بوضوح عن توجّـه لتصفية “الإصلاح” من المشهد بإشراف من السعودية والإمارات وبتعاون من “طارق عفاش” في إطار مخطّط سبق وكشفت عنه مصادرُ سياسية مطلعة.
في سياق الصدامات الجديدة أطلق نائب رئيس ما يسمى “المجلس الانتقالي” القيادي هاني بن بريك أمس الأول تهديداً جديداً واضحاُ لحزب الإصلاح وحكومة هادي قال فيه إنه إذَا توجّـه “الإخوان” للتحَرّك نحو عدن فإنهم “سيجنون على أنفسهم” ملوحاً بمعركة طاحنة. تهديد جاء بعد أيام من محاولة قوات “إصلاحية” الدخولَ إلى عدن حيث تم منعها من قبل قوات “المجلس” في نقطة العلم وعقب ذلك كان وزير النقل بحكومة هادي قد توعد بـ”سحق الانتقالي”.
هذا الصدام جاء مصادقة عملية على فشل اتّفاق ما يسمى “اتّفاق الرياض” بين الطرفين وهو الاتّفاق الذي انتهت مهلته المحدّدة بدون أن تنفذ أي من خطواته وسط تبادل الاتّهامات بين الطرفين بالإفشال والعرقلة. ثبوت فشل “الاتّفاق” والمصادقة عليه بالتهديدات العسكرية المتبادلة وجه الأنظار نحو المشهد الميداني فالمواجهة بين الطرفين هي النتيجة المتوقعة لهذا الفشل وقد كان الوضعُ الميداني بين الطرفين خلال الفترة الأخيرة، مليئا بالمؤشرات التي تؤكّـد توجّـههما نحو مواجهات واسعة “لحسم المعركة”.
من تلك المؤشرات معلومات وتقارير تواترت من محافظة شبوة تفيد بأن “الانتقالي” يجهز لخوض معركة واسعة لطرد الإصلاح من المحافظة بشكل كامل وبدعم من تحالف العدوان وبالذات الجانب الإماراتي الذي ألمحت وسائلُ إعلامه أَيْـضاً إلى احتمالية الاستعانة بتنظيم “القاعدة” التكفيري لحسم المعركة.
إلى ذلك وفيما لا زال “الإصلاح” يواصل تحشيدَ وتعزيز وجوده داخل محافظة شبوة أفادت مصادرُ ميدانية بأنه بدأ مؤخراً بتجنيد الآلاف من المقاتلين في محافظتي أبين ولحج حيث قالت المصادر: إن الحزبَ بدأ عملية تجنيد خلال الأيّام الماضية لتشكيل لواءين عسكريين أحدهما في أبين والآخر في منطقة الصبيحة بلحج بقوام 6 آلاف عنصر الأمر الذي يمثل مؤشرا إضافيا على اقتراب مواجهة واسعة بين الطرفين في المحافظات الجنوبية.
“الانتقالي” يلوح بمخطّط التخلص من “الإصلاح” بالتعاون مع “طارق عفاش”:
في الكواليس تبدو المواجهةُ الواسعة المرتقبة بين الطرفين في المحافظات الجنوبية مرتبطة بمخطّط أوسع بدأت ملامحُه بالظهور أكثر، مؤخراً وهو مخطّط لإزالة حزب الإصلاح من المشهد بشكل نهائي في مختلف المحافظات التي يتواجد فيها التحالف. هذا المخطّط كان قد كُشف قبل فترة من قبل مصادر سياسية مطلعة كان من بينها نائب وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ بصنعاء حسين العزي الذي قال إن الإمارات اعتمدت خطةً لتصفية الإصلاح من تعز ومن المحافظات الجنوبية وذلك عن طريق استخدام “طارق عفاش” لمهاجمة الإصلاح واغتيال قياداته في تعز والسيطرة عليها في الوقت الذي يتم استخدامُ قوات الانتقالي للمهمة ذاتها.
“قوات الانتقالي” بدأت الحديثَ بشكل رسمي عن هذا المخطّط خلال الأيّام الماضية وهو ما ظهر بوضوح في تصريحات للمرتزِق “هاني بن بريك” لخّص فيها عناصر جبهة تحالف العدوان بـ”السعودية والإمارات والمجلس الانتقالي وطارق عفاش” وقال: إن ما عدا ذلك هو “نهب وكذب ودجل” في إشَارَة صريحة إلى إزالة الإصلاح نهائيا من المشهد.
وعاود بن بريك التأكيدَ على هذا المخطّط أمس الأول بتصريح آخر قال فيه إن “الحلَّ الوحيد هو تمكين (الانتقالي) من الجنوب وتمكين ودعم طارق عفاش في الشمال” وهو تصريح تبلورت فيه أَيْـضاً كُـلُّ المعلومات والتقارير التي أكّـدتها مصادرُ مطلعة خلال الفترة الأخيرة حول توجّـه دول التحالف للتخلص من حزب الإصلاح ودعم المرتزِق “طارق” للسيطرة على تعز. وكان الإصلاح في تعز قد عبّر عن استشعاره لهذا المخطّط بتجميع الآلاف من مجنديه في معسكر جديد شُكل بدعوة من القيادي “حمود المخلافي” كما قام الإصلاحُ بتحريك تظاهرات موجهة ضد “طارق عفاش” في مؤشر يؤكّـد إدراكه للمخطّط الذي يواجهه.
حديث “الانتقالي” عن هذا المخطّط بوضوح بدأ مباشرة بعد إعلان عملية “البنيان المرصوص” التي نفذتها قواتُ الجيش واللجان الشعبيّة في الجبهة الشرقية والتي تلقى فيها “الإصلاح” هزيمة ساحقة إذ يبدو أن تحالفَ العدوان لن يمنح “الإصلاح” فرصة أُخرى وسيمضي بالمخطّط قريباً.
ومن مؤشرات هذا المخطّط أيضا، ما كشفته مصادر مطلعة مؤخراً عن بدء تحَرّكات إماراتية في محافظة مأرب، لتشكيل لواء عسكري على غرار ما يسمى “الحزام الأمني” الموجود في المحافظات الجنوبية والذي يتبع مليشيا “الانتقالي” ويخوض المعارك مع حزب الإصلاح وهو ما يعني بدء العمل على تقويض سيطرة الإصلاح على ما تبقّى له داخل مأرب وصولا إلى التخلص منه، وبحدوث ذلك ستكون جوانب المخطّط قد اكتملت في تعز والمحافظات الجنوبية ومأرب ولا يبقى بذلك أية منطقة نفوذ للإصلاح.
ويبدو هذا المخطّط نتيجة طبيعية لتسلسل الأحداث بين أطراف المرتزِقة خلال الفترة الأخيرة إذ بدأت مؤشرات تحجيم دور “الإصلاح” بالظهور بشكل واضح ورسمي منذ إعلان ما يسمى “اتّفاق الرياض” الذي جاء أصلا بعد طرد الإصلاح من عدن برعاية سعودية إماراتية ومنعه من العودة إليها برغم كونه الممثّلَ الرئيسي لحكومة هادي وبالتالي فإن التخلص النهائي منه بعد كُـلّ هذا يبدو منطقيا وتشهد له معطيات الواقع.
المزيد في هذا القسم:
- المؤامرات تحقق أطماع أبوظبي في اليمن والقرن الأفريقي المرصاد نت - متابعات لا تبدو لأطماع الإمارات ومؤامراتها حدود فهذه الدويلة الصغيرة ذات العدد المحدود من السكان والتي لطالما كانت تحت حماية القوى العظمى لا تفتأ...
- جزيرة سقطرى بين الإرهاب والتدويل والحكم الذاتي المرصاد نت - متابعات تعتبر جزيرة سقطرى اليمنية من اكبر الجزر اليمنية والعربية والتي يعود تاريخها الى آلاف السنوات ونظرا ً ًلموقعها الفريد وتنوعها الحيوي الناد...
- صراع اليمنيين من أجل البقاء يتعمق مع تفاقم الأزمة في العام الرابع! المرصاد نت - متابعات قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقرير لها يرصد معاناة اليمنيين والصراع من أجل البقاء مع تفاقم الأزمة في البلاد وأك...
- محتجون يغلقون إدارة أمن عدن والسفير الامريكي يلتقي المحافظ المعين المرصاد نت - متابعات أغلقت حراسة مبنى ديوان محافظة عدن أبواب المبنى ومنعت الموظفين من الدخول لمزاولة أعمالهم. وقال موظفون في ديوان المحافظة أن الحراسة الأم...
- مكاتب البريد والتوفير البريدي تعلن استمرار تقديمها لخدمات المواطنين خلال اجازة العيد.. أعلنت الهيئة العامة للبريد والتوفير البريدي استمرار فتح مكاتبها في جميع المحافظات والمديريات خلال إجازة عيد الأضحى المبارك. وأوضح بيان صادر عن الهيئة تلقت وك...
- أربع سنوات حرب.. كيف أنقلب التحالف على السلطة اليمنية الشرعية؟ المرصاد نت - عبد السلام قائد بعد أربع سنوات من تدخل التحالف السعودي الإماراتي في الحرب واندلاع عملية "عاصفة الحزم" العسكرية في 26 مارس 2015م ودخول الحرب عامها ...
- حكومة هادي ترفض التمديد لبعثة محققي الأمم المتحدة المرصاد نت - متابعات أعلنت حكومة هادي اليوم رفضها التمديد لبعثة من المحققين التابعين لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بعدما دعت البعثة أمس إلى السماح لها ب...
- الأمم المتحدة تنفي مزاعم ايقاف مساعداتها لليمن الأمم المتحدة2نفت الأمم المتحدة صحة الانباء التي نشرتها بعض وسائل الإعلام اليمنية، منسوبة إلى مصادر مجهولة، عن إعتزام الأمم المتحدة وقف المساعدات التي تقدمّها إ...
- محمد عبدالسلام : نوايا العداون ومرتزقته تجاه السلام غير جادة وأتفاقيات ظهران الجنوب هي ا... متابعات : أكد الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام أمس الأربعاء أن نوايا العداون السعودي الأمريكيومرتزقته تجاه السلام ما زالت غير جادة. وقال عبد ال...
- الجنوب نحو الفوضى والصراع على النفوذ المرصاد نت - أحمد الحسني انفراط عقد الشراكة بين الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي من جهة وبين حكومة هادي من جهة أخرى بعد القرارات التي اتخذها هادي وقضت بإبعاد ...