المرصاد نت - متابعات
ذكر تقرير جديد أن الحرب تقوم بتجويع شعب اليمن وأنه لا يمكن لأي مساعدات إنسانية دولية أن تطعمهم إذا ما استمرت الظروف الراهنة.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية في مؤتمر صحفي خاص بعنوان أدوات الألم: النزاعات والمجاعة في اليمن أنه “بدون تغيير فوري وجوهري في المسار فإن أجزاء من البلاد في القرن الحادي والعشرين وتحت إشراف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من المرجح أن ينتهي بها الأمر إلى المجاعة”.
مجموعة الأزمات الدولية هي منظمة تقوم بعمل أبحاث في النزاعات وتقدم مقترحات لمحاولة حلها. وتقول إن الكارثة المتوقعة في اليمن هي نتيجة مباشرة للقرارات التي تتخذ من أجل “تسليح الاقتصاد” واستخدام الأموال النقدية ودفع المرتبات وتوفير الغذاء لإضعاف الجانب الآخر وهزيمته.
وتضيف إن هذه الإجراءات “صحبتها لامبالاة وفي بعض الأحيان دور التسهيل الذي لعبه المجتمع الدولي بما في ذلك الأعضاء الرئيسيون في مجلس الأمن مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا”.
وتوصي المجموعة من اجل تجنب المجاعة بأن على التحالف الذي تقوده السعودية والذي يقوم بدعم هادي وكذلك الحوثيين وحلفاءهم وقف المعركة القادمة من أجل السيطرة على مدينة الحديدة، الميناء الرئيسي في اليمن، الذي تسيطر عليه قوات الحوثيين ويحاصره السعوديين.
ومن شأن القتال أن يغلق الحديدة حيث قام السعوديون بالفعل بقصف أرصفة ورافعات تستخدم لتفريغ الإمدادات، مما أدى إلى اختناقات وتأخير. يتم استيراد 90 في المائة من الأغذية إلى اليمن، 70 في المائة منها عن طريق الحديدة وذلك قبل الحرب.
المساعدة العاجلة:
وتقول مجموعة الأزمات أن اليمن يواجه أزمة غذاء تُعد الأكثر خطورة في العالم. وتقدر الأمم المتحدة أن 17 مليون يمني، 60 في المائة من السكان، بينهم ثلاثة ملايين تمت إضافتهم في بداية هذا العام، يعانون من انعدام الأمن الغذائي وانهم بحاجة لمساعدة عاجلة.
سبع محافظات من محافظات البلاد البالغ عددها 22 على وشك المجاعة ويمكن ان تنزلق بسهولة الى مجاعة كاملة. وتتأثر كل من المناطق التي تسيطر عليها قوات هادي وقوات الحوثيين. وتقول المجموعة نقلا عن صندوق الأمم المتحدة للاطفال أن ” منظمة اليونيسيف ذكرت أن 460 الف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد”.
وتؤكد المجموعة أن “أزمة الجوع المتطورة لها جانب العرض والطلب على حد سواء،مع وجود عنصر أساسي هو أن المقاتلين يسعون إلى الحرب بأية وسيلة دون اهتمام يذكر أو وضع اعتبار للسكان “.كما نقلت عن رجل أعمال قوله ان الجانبين يشتركان فى تحقيق ارباح.
وتقول المجموعة أن التحالف الذي تقوده السعودية “أعاق مرارا وتكرارا حركة المساعدات والسلع التجارية إلى السكان”.
وتقول أن الوضع قد يزداد سوءا إذا حاول التحالف السعودي “كسر الجمود الذي كان قائما إلى حد كبير منذ سبتمبر 2015 بمحاولة الاستيلاء على ساحل البحر الأحمر، بما في ذلك الحديدة”. ويقول السعوديون أن عليهم أخذ الميناء “لوقف تدفق الأسلحة” إلى الحوثيين وإجبارهم على التفاوض.
مبادرة السلام:
غير ان مجموعة الازمة تقول ان “حكومة هادي المدعومة من السعودية قد رفضت رسميا مبادرة السلام الاخيرة للمبعوث الخاص للامم المتحدة” وتقول ان الحديدة يتم مراقبتها من قبل قوات التحالف والامم المتحدة وتحذر المجموعة من أنه إذا استولت حكومة هادي على الحديدة، “هناك اجماع واسع النطاق بين اليمنيين بأنها ستستخدم السيطرة على الميناء لمواصلة الضغط اقتصاديا على المناطق الخاضعة للحوثيين” من أجل تدمير وحدتهم “وإحداث ثورة داخلية”.
وحينما يكون الغذاء متوفر لا يكون لدى اليمنيين الوسائل اللازمة لشراء ما يكفي من الطعام. حيث تقول المجموعة أنه ” بعد عامين من القتال البري والقصف الجوي أصبح الاقتصاد في حالة يرثى لها. تقترب العائلات والمجتمعات المحلية من نقطة الانهيار، بعد أن باعت أملاكها وأنفقت مدخراتها واستنفدت شبكات الدعم الموسعة “.
والأسوأ من ذلك هو ثلاثة ملايين من المشردين داخليا والنساء والفتيات ” الذين عادة ما يكونون اقل من يأكلون [في الأسرة] وفي ديسمبر 2016 شكلوا 62 في المائة من أربعة ملايين شخص [من أصل 25 مليون] يعانون من سوء التغذية الحاد “.
صحيفة “إيريش تايمز” البريطانية - مايكل جانسن
=======
لا يذهب 2 مليون طفل في البلد الفقير إلى المدارس لأن الذهاب إلى المدارس أصبح خطيرا ولأنه توجب عليهم العمل هل يعقل أن بلد بالكامل قد نُسي تماما؟ يبدو الأمر كذلك! فنظرا إلى كثرة الصراعات والأزمات في العالم لا تنقل وسائل الإعلام أي أخبار عن اليمن إلا نادرا. منذ عامين وأفقر بلد في الشرق الأوسط غارق في الفوضى والبؤس. يعاني ما يقرب من نصف مليون طفل هناك من سوء التغذية الحاد- إنها مأساة تحدث بعيدا عن الرأي العام العالمي.
انقسم البلد المطل على البحر الأحمر بصورة فعلية في هذه الحرب الأهلية. ويتكرر الحديث عن حرب بالوكالة بين حكومة هادي المدعومة من قبل السعودية والقوات اليمنية وبدون البحث الجاد عن حل سياسي، ستصبح البلد مهددة بتحولها إلى دولة فاشلة. جماعات إرهابية، مثل القاعدة وداعش، تقوت شوكتهم في ظل هذا الفراغ.
التفجيرات وانعدام الأمن والأزمة الاقتصادية، كل ذلك أثر وبشدة على التماسك الاجتماعي للبلد. ولأن التجارة الدولية قد توقفت تقريبا، لم تعد المواد الغذائية تصل إلى اليمن. وفي هذه الأثناء، يعيش كل اثنين من السكان بأقل من دولارين في اليوم. ولم يعد أمام الكثيرين من خيار سوى الاقتراض لشراء قوت أطفالهم أو أنهم مضطرون لترك بعض من وجبات الطعام. ولأن الوضع أصبح خطيرا، بل وأصبح من الواجب على الأطفال أن يعملوا، لم يعد يذهب حوالي 2 مليون طفل في اليمن إلى المدارس. وبفعل اليأس والقنوط، سمحت كثير من العائلات بتجنيد الأولاد صغار السن وتزويج الفتيات الصغيرات على أمل أن يحصلن على معيشة أفضل.
قالت خولة، التي نُقل طفلها محمد ابن العام الواحد إلى المستشفى في صنعاء بسبب سوء التغذية الحاد: “قبل الحرب، كان زوجي موظفا ويحصل على ما يكفي من المال. وعندما بدأت المعارك وانهار كل شيء حاولنا زراعة الخضار في مزرعتنا. ولكن ذلك كان أمرا صعبا. والآن ليس لدينا شيء”.
وبالنسبة للأطفال أمثال محمد، أصبح خطر موتهم عشرة أضعاف غيرهم من الأطفال، لأن جهازهم المناعي أصبح ضعيفا ولم يعد لديهم مقاومة ضد الأمراض – التي يتعرضون لها على سبيل المثال بسبب المياه الملوثة. كما أنهم سيصابون بأضرار دائمة في النمو البدني والعقلي بشكل عام.
تناشد اليونيسيف وبشدة أطراف النزاع والمجتمع الدولي فعل ما من شأنه الحيلولة دون وقوع مجاعة في اليمن وإمداد المواطنين بالمواد الغذائية الأساسية. وهناك حاجة ماسة لمزيد من الموارد.
وفي نفس الوقت، يجب على طرفي النزاع العودة إلى طاولة المفاوضات. وسيكون ذلك بمثابة خطوة في الاتجاه الصحيح، خاصة إذا ما اتفقت كل الأطراف على وقف الهجمات على البنية التحتية المدنية مثل إمدادات المياه والمدارس وعدم تجنيد المزيد من الأطفال. فالمساعدات الإنسانية الدولية ليست بالبديل عن إيجاد حل للصراع وإنما رسالة للشعب بأن العالم غير مبال بأطفال اليمن.
صحيفة “ميتل بايريشيه” الألمانية - رودي تارندن*
* المتحدث باسم منظمة اليونيسيف فرع ألمانيا.
ترجمة: جواهر الوادعي - نشوى الرازحي - المراسل نت
المزيد في هذا القسم:
- ألف يوم على الحرب: بن سلمان يواصل ضرب الرأس بالجدار المرصاد نت - خليل كوثراني قبل أيام قدّم محمد بن سلمان إحدى أهم «وثائق» حرب اليمن التي سيحتفظ بها أرشيف المؤرخين كما سيتعاملون مع وثيقة لا تقل أهمي...
- معركة ميناء الحديدة: مناورات مفضوحة للعدوان واختبار لزيارة بن سلمان واشنطن المرصاد نت - لقمان عبدالله كثر الحديث في الأسابيع الأخيرة عن نية قوى تحالف العدوان ضد اليمن الاتجاه إلى الحسم العسكري في الساحل الغربي وبالتحديد محافظة الحديدة...
- الطيران الأمريكي يقصف سيارة ويقتل جميع ركابها في المحفد أكد مصدر خاص للمرصاد بمحافظة الضالح أن طائرة أمريكية بدون طيار اقدمت على قتل عدد من اليمنيين صباح اليوم الثلاثاء في عملية قصف صاروخي استهدف سيارة على منطقة ال...
- أَهَـالي عدن يصرخون: أين الكهرباء.. أين الوقود.. يا حكومة الرياض؟ المرصاد نت - صدى المسيرة نٌشر تقريــرٌ مفصّــلٌ وشامل عن جحيم عدن ما بعد الاحتلال وما تعانيه مستشفياتها لانعدام الكهرباء وعددٌ صــادمٌ لوفيات مرضى ال...
- قرار نقل البنك المركزي بعيون الدبلوماسيين والمحلليين: حكومة هادي أعلنت الحرب على كل اليمني... المرصاد نت - رويترز واحد ترليون وثلاثمائة مليون ريال يمني هي القيمة النقدية المتداولة في الأسواق المحلية اليمنية والتي يُمَنِّي الفار هادي نفسه بتجفيفها بغية ...
- الامم المتحدة والعدوان يبيعان الكلام .. المدنيون وحدهم يدفعون الثمن في الحديدة! المرصاد نت - متابعات تنفيذاً للوعود الجدية واستكمالاً لإتفاق السويد بدأ الجيش واللجان الشعبية اليمنية سحب قواتهم من ميناء الصليف ورأس عيسى ولاحقاً من مرفأ الح...
- عشرات الوفيات... والإصابات في ازدياد: «إنفلونزا الخنازير» يضرب اليمن! المرصاد نت - رشيد الحداد تعيش العاصمة صنعاء حالة رعب منذ أكثر من أسبوع، جرّاء تفشّي وباء «إنفلونزا الخنازير» الذي أودى بحياة العشرات من المواطنين وأصاب مئات آ...
- مسيرة حاشدة بالعاصمة صنعاء تحت شعار 'لن يخضع الشعب اليمني للحصار الأمريكي السعودي' المرصاد نت - صنعاء شهدت ساحة باب اليمن بالعاصمة صنعاء عصر اليوم الجمعة مسيرة جماهيرية حاشدة شارك فيها عشرات آلاف المواطنين تحت شعار “لن يخضع الشعب ال...
- دور بريطانيا السري في حرب السعودية القذرة في اليمن المرصاد نت - متابعات كشفت صحيفة (الديلي ميل) أمس الأحد أن الجيش البريطاني يقوم سريا بتدريب القوات السعودية على القتال في اليمن حيث تتهم السعودية بارتكاب ...
- الجنوب نحو الفوضى والصراع على النفوذ المرصاد نت - أحمد الحسني انفراط عقد الشراكة بين الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي من جهة وبين حكومة هادي من جهة أخرى بعد القرارات التي اتخذها هادي وقضت بإبعاد ...