المرصاد نت - متابعات
في ظل تأكيدات أن أحداً لا يريد حرباً تتطور الأحداث في الخليج بعد تبادل احتجاز ناقلتي نفط بين بريطانيا وإيران وذلك فيما تبرز تحركات تدل على وساطات لتهدئة الأوضاع أبرزها زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي يوم السبت المقبل إلى طهران، بعدما سبقه رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بالوصول اليوم الاثنين إلى العاصمة الإيرانية.
وفيما تؤكد الدول الأوروبية أنها ستستمر في استخدام "الورقة الدبلوماسية" يبقى التصعيد مسيطراً على الخلافات الأميركية - الإيرانية وكانت آخر محطاته إعلان إيران اعتقال شبكة تجسس تعمل لصالح واشنطن.
وأعلنت وزارة الخارجية العمانية في تغريدة عبر "تويتر" أن بن علوي سيتوجه إلى طهران السبت "في إطار العلاقات الثنائية والتشاور المستمر بين البلدين وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في المنطقة".
جاء ذلك فيما كان عبد المهدي وصل عصر اليوم إلى العاصمة الإيرانية، برفقة مسؤولين أمنيين ومستشارين حكوميين ووزراء في زيارة مفاجئة لم يُعلن عنها مسبقاً. وفيما قال مسؤول عراقي رفيع إن الحكومة العراقية تريد أن يُبقي الإيرانيون العراق بعيداً عن أزمتهم الحالية مع واشنطن ذكر تلفزيون "العالم" أن عبد المهدي قد يطرح خلال زيارته عقد "قمة إقليمية" في بغداد، وهي دعوة ستجد ترحيباً من قبل إيران بحسب التلفزيون.
في غضون ذلك كانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي تستعد لمغادرة منصبها تعقد اليوم اجتماع أزمة وزارياً في مقر الحكومة البريطانية، لمناقشة مسألة "الحفاظ على أمن الملاحة في الخليج" بشكل خاص والتدابير التي تعتزم لندن اتخاذها للرد على احتجاز إيران ناقلة النفط "ستينا إمبيرو" التي ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز. وأعلن المتحدث باسم ماي للصحافيين أن "السفينة احتجزت تحت ذرائع خاطئة وغير قانونية وعلى الإيرانيين الإفراج عنها فوراً". وأضاف "نحن لا نبحث عن مواجهة مع إيران، لكن الاستيلاء على سفينة تقوم بأعمال قانونية، أمر غير مقبول وينطوي على تصعيد كبير".
أوروبياً كان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، يقول إن بلاده لن تتبنّى موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب إزاء إيران واستراتيجية الضغوط القصوى الأميركية، لكنها تضع تهدئة التصعيد من خلال الدبلوماسية على قائمة الأولويات. وأكد ماس من باريس بعد مباحثات مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، أن أوروبا ستستمر في استخدام "الورقة الدبلوماسية"، قائلاً "ما نحتاج إليه هو تهدئة التصعيد، وزميلاي البريطاني والفرنسي لديهما الرأي نفسه".
في المقابل كانت السلطات الإيرانية تنفي تقارير بريطانية بأن الناقلة "ستينا إمبيرو" قد احتجزت داخل المياه العمانية مشيرة إلى أنها أوقفتها داخل المياه الإيرانية بعد "انتهاكها القوانين الدولية". وأعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، في مؤتمر صحافي أن الناقلة البريطانية "لم تحتجز ردا على توقيف السفينة الإيرانية". واعتبر أن إجراء بلاده "قانوني وأمني لحفظ أمن مضيق هرمز".
من جهته أكد وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي أن بلاده بعد توقيف ناقلتها في مياه جبل طارق واجهت "تصرفاً غير قانوني" في الخليج، معتبرا أن احتجاز الناقلة البريطانية تأكيد "أن إيران لديها الإرادة والقدرة للرد على أي تهديد". في السياق حذر القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني قائد مقر "خاتم الأنبياء" غلام علي رشيد الولايات المتحدة من الحرب مع بلاده قائلاً إن "أثمان الاعتداء على الأراضي الإيرانية ستكون باهظة وأكثر من مكاسبه".
وفي جديد التصعيد الأميركي الإيراني أعلنت وزارة الأمن الإيرانية تفكيك شبكة تجسس أميركية في مراكز حساسة وحيوية في القطاعين العام والخاص خلال العام الماضي، مؤكدة أن البعض من أفرادها صدرت بحقهم أحكام الإعدام. وأعلنت الوزارة أن "العملاء" كانوا يتجسسون على إيران لصالح الاستخبارات المركزية الأميركية. وبث التلفزيون الإيراني وثائقياً قال إنه يُظهر ضابطة في الاستخبارات المركزية الأميركية وهي تجنّد إيرانياً في الإمارات. وتقول امرأة لإيراني في الوثائقي "لأن هناك الكثير من ضباط المخابرات في دبي. الوضع خطير جداً".
ومع تسارع الأحداث في الخليج خلال الأسبوعين الماضيين وفي ظلّ حرب الناقلات بين إيران والغرب أعلنت القيادة المركزية الأميركية أول أمس السبت عن عملية "الحارس" لحماية حرية الملاحة في مياه الخليج في وقت لا تبدو فيه بعد مواقف حلفاء واشنطن واضحة تجاه أي تحالف عسكري في هذا الشأن.
ولفتت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، مساء أمس الأحد إلى أنّ بريطانيا قلقة من قواعد الاشتباك الخاصة بخطّة الولايات المتحدة لتشكيل قوة بحرية دولية، طال انتظارها. وأشارت إلى أنّ هناك أصلاً عملية لمكافحة القرصنة تعتمدها الأمم المتحدة قبالة الصومال، في حين تعمل بالفعل فرق عمل مشتركة في الخليج، متخصّصة بالأمن ومكافحة تهريب المخدرات.
وذكرت الصحيفة أنّه توجد أيضاً مشكلات بشأن تمويل أي عملية جديدة أوسع تقترحها القيادة المركزية الأميركية، لكنّ الأهم من هذا كلّه، أنّ بريطانيا تخشى أن تتحوّل القوافل التي تقودها الولايات المتحدة في الخليج، عن طريق الخطأ، من أمر سلبي ودفاعي إلى أمر أكثر تقلباً.
بدورها تبدو اليابان حتّى الساعة متردّدة إزاء هذا التحالف حيث أكد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أنّه لم يقرّر بعد كيفية الردّ على الطلب الأميركي المتوقع لإرسال قوات بحرية يابانية للانضمام إلى تحالف عسكري لحماية المياه الاستراتيجية قبالة إيران واليمن. وأكد آبي، اليوم الإثنين، أنّ بلاده تريد بذل كلّ ما في وسعها لتهدئة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، قبل أن تردّ على طلب أميركي متوقع لإرسال قواتها البحرية لحراسة منطقة مائية استراتيجية قبالة إيران.
وأضاف أنّ طوكيو تودّ أن تؤدي ما تعتبره دوراً فريداً لها لتهدئة التوتر، قبل أن تتخذ قرار الانضمام إلى الولايات المتحدة. وتابع في مؤتمر صحافي بعد فوز الائتلاف الحاكم بزعامته في انتخابات مجلس المستشارين التي أجريت، أمس الأحد: "لدينا تاريخ طويل من الصداقة مع إيران والتقيت برئيسها أكثر من مرة وكذلك مع زعماء آخرين".
وكان آبي قال أمس الأحد، خلال فرز الأصوات لانتخابات مجلس الشيوخ: "بدأنا نسمع تفكير الولايات المتحدة في هذا التحالف ونريد الاستمرار في الاستماع بعناية"، مضيفاً: "تتمتع اليابان، في الوقت نفسه بعلاقات ودية مع إيران". وأكد أنّ بلاده ستواصل بذل الجهود الدبلوماسية للمساعدة في تحقيق الاستقرار في المنطقة مشيراً إلى أنّه يودّ التحدث مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.
ويتزامن هذا الموقف مع إعلان الحكومة اليابانية اليوم الإثنين أنّ مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أجرى محادثات مع مساعد الأمن لرئيس الوزراء الياباني شوتارو ياشي تمّ خلالها على ما يُعتقد مناقشة خطة أميركية لتشكيل تحالف متعدّد الجنسيات لحماية الملاحة التجارية في الشرق الأوسط.وأكد كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا اللقاء في مؤتمر صحافي رافضاً التعليق على ما ناقشه المسؤولان.
بدوره قال بولتون للصحافيين عقب المحادثات "أجرينا مناقشة مثمرة للغاية بشأن مجموعة واسعة من القضايا".
وكان وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا اتفقوا أمس الأحد على "العمل معاً من أجل ضمان أمن الملاحة البحرية بمضيق هرمز".وذكر بيان مشترك لوزراء خارجية الدول الثلاث نُشر على موقع وزارة الخارجية البريطانية، أنّ وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت اتفق، أيضاً، مع نظيريه الفرنسي جان إيف لودريان والألماني هايكو ماس، خلال اتصال هاتفي، على أن "حركة الملاحة الآمنة للسفن في مضيق هرمز أولوية قصوى لدى الدول الأوروبية، وعلى ضرورة تجنب أي تصعيد محتمل في المنطقة".
ومساء الجمعة أعلنت بريطانيا احتجاز إيران ناقلة نفط تابعة لها في مضيق هرمز لـ"عدم مراعاتها القوانين البحرية الدولية".وجاء احتجاز ناقلة النفط بعد ساعات من إعلان محكمة في جبل طارق، تمديد احتجاز ناقلة نفط إيرانية لثلاثين يوماً، بعد أسبوعين من ضبطها، في عملية شاركت بها البحرية الملكية البريطانية للاشتباه بأنها كانت متوجهة إلى سورية لتسليم حمولة من النفط، في انتهاك لعقوبات أميركية وأوروبية.
المزيد في هذا القسم:
- سويسرا تمنع شركة عسكرية من التعاون مع السعودية والإمارات! المرصاد نت - متابعات بعد تحقيقات استمرت لعدة أشهر قررت الحكومة السويسرية منع شركة "بيلاتوس" السويسرية لصناعة الطائرات من العمل بالسعودية والإمارات بسبب خرق هذ...
- تدريبات عسكرية دولية بمشاركة الامارات و"اسرائيل" في أمريكا المرصاد نت - متابعات أكدت مصادر عسكرية اسرائيلية لصحيفة “هآرتس” الاسرائيلية، أن سلاح الجو الاسرائيلي سيشارك بعد حوالي اسبوعين في تمرين جوي دولي في...
- عمدة لندن : ترامب لعبة بيد المتطرفين ونظرته "جاهلة"! المرصاد نت - متابعات افادت CNN ان صادق خان أول عمدة مسلم في لندن تحدث في مقابلة معها حول موقف المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب من المسلمين. ...
- كيف تحول التطبيع مع "اسرائيل" من جريمة الى موقف حكومي في السودان؟! المرصاد نت - متابعات "تطبيع العلاقات مع إسرائيل يمثل خطا أحمر" كلام لطالما ردده وتغنى به الرئيس السوداني عمر البشير ولكن اليوم على مايبدو فان الحكومة السوداني...
- سياسة العصا والجزية .. نظرية ترامب مع السعوديّة المرصاد نت - متابعات جدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظرته الاقتصاديّة تجاه السعوديّة الموقف الأمريكي الجديد الذي أعاد ترامب ترديده في مقابلة خاصة مع وكالة ...
- إسرائيل ــ السعودية: تخادم أم خدمات أحادية الاتجاه؟ المرصاد نت - علي حيدر لا يحتاج المراقب إلى الكثير من المعلومات الخاصة كي يدرك بأن العلاقات بين النظام السعودي وكيان الاحتلال الإسرائيلي ستخرج إلى العلن في وقت ...
- فلسطينيو الـ48.. حدود التأثير ورحاب العزيمة! المرصاد نت - متابعات بين مطرقة الانتماء والثقافة، وسندان الواقع الإسرائيلي، ثمة الكثير من الهواجِس التي تستحوذ على اهتمام شرائح من المجتمع الفلسطيني داخل الكي...
- بريطانيا تتهم روسيا بالتدخل في انتخاباتها عام 2019! المرصاد نت - متابعات اتهمت الحكومةُ البريطانية جهاتٍ روسيةً بالسعي للتدخلِ في الانتخاباتِ العامةِ لعامِ 2019 من خلالِ تسريبِ وثائقَ حكومية، مشيرةً لحصولِ تلك ا...
- يوسف القرضاوي: الداعية الإسلامي الذي أثارت مواقفه كثيراً من الجدل المرصاد-متابعات توفي الداعية المصري الشيخ يوسف القرضاوي حسبما ورد الاثنين في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر. وجاء في التغريدة:"انتقل إلى رحمة الله سماحة ...
- فيسبوك ويوتيوب يرضخان لطلبات كيان الاحتلال الإسرائيلي المرصاد نت - رآي اليوم ذكرت مصادر صهيونية أن موقع التواصل الاجتماعي الشهير فيسبوك خضع لرغبات حكومة العدو بعد توقيع اتفاق يلبي كل طلبات الأخيرة وذلك بعد رضوخ م...