المرصاد نت
حرب اليمن لم يبدأها آل سعود أو آل نهيان ولذلك ليسوا معنيين بإنهائها قطعآ يتمنون إنهائها ولكنهم أضعف من ذلك بكثير فهي حرب بدأت وستنتهي من واشنطن وبالتحديد من أعضاء اللجنة المركزية للحزب الجمهوري لقد إجتمع الجمهوريون عشية إعلانها مع سفير المملكة الجبير وقرروا إعلان الحرب ليس لوقف المد الإيراني ولا لرفعة ومجد اليمن بل لتخفيض المديونية النقدية الأمريكية..
معضلة الحروب في مجملها تدور حول “Summary of the situation” أي خلاصة الحرب أو المكاسب الإجمالية أي أنه : (هل حققت الحرب أهدافها) ؟؟
في الأشهر الاولئ لحرب اليمن قمت بعمل دراسة ل (معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنئ) وخلصت فيها الئ أن حرب اليمن سوف تستمر لعشرين عام قادمة وكانت دراستي مبنية علئ اشياء علمية وبعيدة عن السياسة نظر لي الكثير بنظرات الدعابة واللامبالاة ولسان حالهم يقول (أصيبت بالزهايمر) ولم يكن أحد ليتوقع بأن تزيد الحرب عن سنه واحده فقط أو لربما ستة أشهر.
مالا يدركه الكثيرون أن في الحرب ثمة خطيئة يجب أن تقترفها وهي أن تكون طرف فيها طرف في القتل طرف في نزوح الملايين, طرف في تشريد الألاف ولذلك فحجم الكارثة يكمن بمدة الحرب فكلما كانت المدة أطول كان الرصيد الذي تقدمه الدول المشاركه في حرب ما أثقل واكبر.
في المقاييس العسكرية الحديثة لايوجد لقوة السلاح أي دور فعال في إنهاء أي حرب ولا للحصار ولا حتئ لعدد الجيوش وما يحسم الحروب عادة هي السيكولوجيا النفسية للجنود فهتلر كان قاب قوسين من اكتساح كل جيوش العالم بعتاد كلاسيكي وعدد جيش عادي وكذلك هولاكو إمتدت جيوشه لحوالي ثلثي العالم القديم وهم حفاة عراة لايملكون سوئ سيوفهم وقضية قومية يقاتلون عليها وكذلك في الحروب الحديثة لايمكن للجيوش أن تتقدم شبر واحد وهي غير مقتنعه ولو 1% بمشروعية القضية في العام 531 للميلاد كانت أراضي واسعة من الارض اليمنية قد إحتلها الأحباش ومارسوا أبشع الجرائم ضاق اليمانيون في الوجود الأفريقي في أراضيهم لم يكونوا بحاجة شيء سوئ قائد يرفع معنوياتهم حينها ذهب (سيف بن ذي يزن) الئ الفرس كانت مساعدات الفرس بسيطة ولم تكن سوئ بمثابة دفعة معنوية للشعب الذي كافح الاحباش بعدها لسنوات إستمرت مايقارب 69 عامآ من الحرب راح ضحيتها مايقارب نصف المليون رجل وفي تلك الايام كان هذا العدد يمثل ثلث عدد الرجال تقريبآ في اليمن ومن ضمن القتلئ كان (ذي يزن) نفسه بعد إغتياله بكمين مسلح من قبل الاحباش وليس كما يشاع بالسم وتعاقب بعد “ذي يزن” ملوك وإستمرت الحرب بعد موته وانتهت بطرد الاحباش في عام 599م كانت دولة الاحباش متمكنة وتمثل إحدى اقطاب القوى في العالم القديم وحشدوا لليمن مئات الآلاف ولم تكن الحرب سوئ للحفاظ علئ ماء الوجه لكي لا يقال (اليمانيون هزموا الأحباش) ولذلك فهزيمة اليمانيين صعبه وليست بالشيء السهل حتى لو كانوا يقاتلون مع الشيطان فاليمني أينما تواجد سيكون من الصعب تراجعه للخلف فعقيدتهم القبلية معقدة .
لماذا عشرون عامآ ؟
– لأن المستفيد الأكبر من حرب اليمن هو الحزب الجمهوري الأمريكي (اليمين المتطرف) بلغت ديون الولايات المتحدة مع نهاية العام 2015 مايقارب 34 تلريون دولار هذا الرقم في تناقص منذ بداية حرب اليمن ففي كل عام تقوم المملكة السعودية وحلفائها بشراء مايقارب 90% من إيرادات الولايات المتحدة من الأسلحة تبلغ ديون الولايات المتحدة حسب تقرير صندوق النقد للعام 2020 مايقارب 22 تلريون دولار أي بنقص حوالي 12 تلريون دولار النقص الحاد في مديونية الولايات المتحدة يرجع الى اسباب كثيرة منها اجرائات التقشف في عهد ترامب واسباب اقتصادية مختلفة ولكن مما لايدع مجالآ للشك فان الحرب الدائرة في اليمن لها عامل كبير في هذا النقص إذا لم يكن بشكل كامل فسيكون بشكل رئيسي, فالحرب تدر المليارات كل عام علئ وزارة الخزانة للأسف تجارة الحروب باتت اغلئ من تجارة النفط وأغلئ من جميع الموارد لأي بلد ما أي أن الحرب لن تنتهي سوئ بإنتهاء مديونية الولايات المتحدة فالإقتصاد وحده هو الذي يبني عليه أمراء الحرب تقييماتهم في جدوئ أي حرب ليس من اليوم بل منذ بداية نشوء الحياة علئ هذ الكوكب …. يتبع..
بقلم : د.فاطمة أحمد رضا - أستاذة قانون
المزيد في هذا القسم:
- الوجه الاخر للعدوان ! بقلم : حميد دلهام المرصاد نت ما من شك ان العدوان يبلغ الآن ذروته وأن الطغمة الحاقدة الحاكمة في الرياض, قد فقدت اعصابها بعد الضربة الصاروخية الموجعة فراحت تتصرف كالثور الهائج ال...
- مجزرة الحديدة وإعادة الأمل .. تحرير اليمن من اليمنيين المرصاد نت على تأوهات سعف النخيل الوادعة وأنين الأمواج النائحة غربت شمس الحديدة شاحبة الوجه مصفرّة الملامح ومعها عشرات الأرواح التي قضت نهارها في كفاح م...
- يكرهون الانفصال الفدراليون لا يعرفون ما هي وجهتهم. لست داهشا حيال مهزلة التصويت في موفنبيك التي صارت نتيجتها أغلبية أو إجماع بحسب توجهات وسائل الإعلام الحكومية وتلك التابعة للق...
- بداية معرفتي بأنصارالله ! بقلم : محمد قاضي المرصاد نت سأكون كاذبا لو قلت لكم باني مع أنصارالله من الحرب الاولى أو أني أعرف فكرهم أو منهجهم من قبل بل كان وضعي مثل وضع البعض اليوم اقدح وارجف واشكك فيهم ح...
- دمشق : هنا أخوة القاهرة وهناك أبوية الرياض ثمة مايشبه المحاكاة القدرية التي تحدث دوما فتربط دمشق بالقاهرة مهما حدثت من نتوءات تنشُد فك الارتباط حتى تلك المباشرة والجريئة التي وافق عليها الزعيم الراحل جما...
- أحداث عمران بين الحقيقة والتمني .. ما حدث في حاشد كقبيلة و ما يحدث في عمران كمحافظة بين الحقيقة و ما تتمناه مراكز النفوذ القبلية و السياسبة الفاسدة و الفاشلة أن يكون . إن ماحدث في حاشد كقبيلة و ...
- أم الامم .. الامة اليمنية العظيمة ! بقلم : أزال الجاوي المرصاد نت اكبر كذبة تاريخية ادت الى تقسيم المنطقة الواقعة من المحيط الى حدود بلاد الهند ليسهل غزوها هي تنسيب الامة اليمنية العظيمة للعرب وليس العكس رغم ان...
- إدمان العبودية/ كتب عبدالباسط الحبيشي تعودنا لدرجة مخيفة على نظام الظلم والقهر والقمع والعبودية والطاغوت المُلهم والسيد القائد الفذ المُنّزل بأمر إلهي، فعندما تحررت سوريا بهذه الطريقة، وهي طريقة طبي...
- اليمن بين قمتين ! المرصاد نت غارةً تلو غارة، تزدادُ صعوبةُ النظر في وجه اليمن المقاتل. هو يقتلُنا حياءً ويهدينا الإيمان بأن لا حياةَ بغير كرامة.. ومن يضاهي اليمن كرمًا بتلقين ال...
- الخديعه الذكيه وسياسة المدى البعيدة في محاولة إبتلاع اليمن ... بقلم : الشيخ مجاهد حيدر كيف أستطاع بن سعود أن يجعل القيادات اليمنيه تعمل بكل عزيمه وإخلاص على تدمير وأضعاف وطنها اليمن ليكون لقمه صايغه يبتلعه في الوقت المناسب. تلك القيادات التي اختا...