كتب: عادل الشجاع شبيبة يواجه فكر الحوثي الطائفي بفكر الانتقالي المناطقي


WhatsApp Image 2024 03 19 à 09.23.09 1a541af3
نحن أمام لحظة مخزية لوزير سلطة الشرعية التي أثبتت هذه الشرعية أنها لا تملك أي مرجعية وطنية وغير ملتزمة بالقضايا الوطنية، فما هو الفرق بين انقلاب الحوثي على الدولة في صنعاء وانقلاب المجلس الانتقالي على الدولة في عدن؟ نحن أمام لحظة تعطلت فيها لغة الكلام من هول المأساة، أن نرى وزيرا في سلطة الشرعية يزعم أنه يجلس مع نائب مجلس القيادة الرئاسي الذي يحكم باسم الجمهورية اليمنية، لكنه يرفع علم دولة أخرى ليس لها وجود إلا في مخيلته وفي مخيلة أسياده الذين استأجروه لكي يكون خنجرا في ظهر وطنه .

يمكن أن نستحدث الدول، لكن لا يمكن استحداث الشعوب، إذا استحدث عيدروس الدولة الافتراضية التي تسكن خياله ، فمن أين سيأتي لها بشعب خاصة وهو لا يعترف بالشعب اليمني ولا باليمن، إن التبعية الرخيصة للطائفة كما هي عند الحوثي أو المناطقية كما هي عند الانتقالي لا تولد سوى الموت البطيء للشعب وللدولة، فالشعارات التي أطلقتها مليشيات الحوثي والانتقالي ظاهرها جذاب وواقعها كذاب .

والسؤال الذي يطرح نفسه على الوزير شبيبة وأعضاء وزارته ولاءكم لمن، إن كان لليمن شعبا ودولة، فكيف تقبلون في الجلوس بحضرة علم دولة ليس لها وجود في الواقع الطبيعي، وهي بنفس الوقت ليست الدولة التي أقسمتم بدستورها ويعترف العالم بها ؟!

لم يعد للكلام معنى ولا للصوت صدى، وكأننا نصرخ في وجه أصنام من حجر، حيث لا جواب ولا خبر، والعلة لم تعد بحاجة إلى تشخيص ولا إلى علماء تنجيم، فما يمارسه الحوثي يمارسه الانتقالي والمشكلة تكمن في سلطة الشرعية التي تواجه انقلاب الحوثي بانقلاب الانتقالي ولذلك لم تقدم لليمن شيئا، سوى أنها أجلسته في أحضان السعودية والإمارات .

بفضل هذه الشرعية، انضم اليمن إلى لائحة الدول المختطفة، فالسلطة الحاكمة في أي بلد تقوم بتأمين نظام راق ومتطور وتعمل على تحسين ظروف عيش الإنسان إلا السلطة الحاكمة في اليمن تنشر التعاسة والبؤس واليأس والقهر، فجميع الأطراف فتكت باليمن وأرسلت الشباب برحلات موت مجانية للدفاع عن مصالح شخصية وأوهام ،فأصبح نصفهم تحت التراب والنصف الآخر تائه فوق التراب .

جميع الدول تعمل على تعزيز مساحات الحريات لشعوبها عدا وطن الحريات في اليمن الذي أخذته مليشيات السلاح والفساد وقلة الكفاءة في الاتجاه المعاكس، لذلك ليس أمامنا من خيار، سوى استعادة الدولة وإعادة بناء المؤسسات بعيدا عن التقاسم والمحاصصة التي أضرت باستعادة الدولة، فمواجهة الحوثي لن تتم إلا في التوحد حول مشروع الدولة ووضع الأسس والقواعد التي تضمن قيامها .

المزيد في هذا القسم:

  • المطلوب !! في ظل الوضع الناشئ عن العدوان من قبل جارة الويل وغياب مؤسسات الدولة وعدم الرقابة عليها من الداخل فذلك يتسبب بوجود عبث داخلي خاصة وأن الجيش واللجان الشعبية ومكون... كتبــوا
  • حلقات مفقودة وأخرى متشابكة! المرصاد نت للمرة الثانية خلال شهر يعقد مجلس الأمن جلسة مغلقة بطلب من بريطانيا لمناقشة تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة فيما كان الأمين العام للأمم المتحدة قد ا... كتبــوا
  • دردشة بين أربع ثورات... التقت الثورة التونسية والمصرية والليبية واليمنية في مقهى. وقررت التونسية أن تعزم الثلاث على شاي باعتبارها "الثورة البِكْر"، وبدأت كل واحدة تتباهى بأبرز ما حقق... كتبــوا