نحن أمام لحظة مخزية لوزير سلطة الشرعية التي أثبتت هذه الشرعية أنها لا تملك أي مرجعية وطنية وغير ملتزمة بالقضايا الوطنية، فما هو الفرق بين انقلاب الحوثي على الدولة في صنعاء وانقلاب المجلس الانتقالي على الدولة في عدن؟ نحن أمام لحظة تعطلت فيها لغة الكلام من هول المأساة، أن نرى وزيرا في سلطة الشرعية يزعم أنه يجلس مع نائب مجلس القيادة الرئاسي الذي يحكم باسم الجمهورية اليمنية، لكنه يرفع علم دولة أخرى ليس لها وجود إلا في مخيلته وفي مخيلة أسياده الذين استأجروه لكي يكون خنجرا في ظهر وطنه .
يمكن أن نستحدث الدول، لكن لا يمكن استحداث الشعوب، إذا استحدث عيدروس الدولة الافتراضية التي تسكن خياله ، فمن أين سيأتي لها بشعب خاصة وهو لا يعترف بالشعب اليمني ولا باليمن، إن التبعية الرخيصة للطائفة كما هي عند الحوثي أو المناطقية كما هي عند الانتقالي لا تولد سوى الموت البطيء للشعب وللدولة، فالشعارات التي أطلقتها مليشيات الحوثي والانتقالي ظاهرها جذاب وواقعها كذاب .
والسؤال الذي يطرح نفسه على الوزير شبيبة وأعضاء وزارته ولاءكم لمن، إن كان لليمن شعبا ودولة، فكيف تقبلون في الجلوس بحضرة علم دولة ليس لها وجود في الواقع الطبيعي، وهي بنفس الوقت ليست الدولة التي أقسمتم بدستورها ويعترف العالم بها ؟!
لم يعد للكلام معنى ولا للصوت صدى، وكأننا نصرخ في وجه أصنام من حجر، حيث لا جواب ولا خبر، والعلة لم تعد بحاجة إلى تشخيص ولا إلى علماء تنجيم، فما يمارسه الحوثي يمارسه الانتقالي والمشكلة تكمن في سلطة الشرعية التي تواجه انقلاب الحوثي بانقلاب الانتقالي ولذلك لم تقدم لليمن شيئا، سوى أنها أجلسته في أحضان السعودية والإمارات .
بفضل هذه الشرعية، انضم اليمن إلى لائحة الدول المختطفة، فالسلطة الحاكمة في أي بلد تقوم بتأمين نظام راق ومتطور وتعمل على تحسين ظروف عيش الإنسان إلا السلطة الحاكمة في اليمن تنشر التعاسة والبؤس واليأس والقهر، فجميع الأطراف فتكت باليمن وأرسلت الشباب برحلات موت مجانية للدفاع عن مصالح شخصية وأوهام ،فأصبح نصفهم تحت التراب والنصف الآخر تائه فوق التراب .
جميع الدول تعمل على تعزيز مساحات الحريات لشعوبها عدا وطن الحريات في اليمن الذي أخذته مليشيات السلاح والفساد وقلة الكفاءة في الاتجاه المعاكس، لذلك ليس أمامنا من خيار، سوى استعادة الدولة وإعادة بناء المؤسسات بعيدا عن التقاسم والمحاصصة التي أضرت باستعادة الدولة، فمواجهة الحوثي لن تتم إلا في التوحد حول مشروع الدولة ووضع الأسس والقواعد التي تضمن قيامها .
المزيد في هذا القسم:
- المطلوب !! في ظل الوضع الناشئ عن العدوان من قبل جارة الويل وغياب مؤسسات الدولة وعدم الرقابة عليها من الداخل فذلك يتسبب بوجود عبث داخلي خاصة وأن الجيش واللجان الشعبية ومكون...
- إلى الشيخ الزنداني......فرصه للتوبه لقد كانت لأفكارك المتطرفه ومن ينهج نهجك المتطرف في التفسيرات الدينية دورا كبيرا في بروز ظاهرة التطرف والإرهاب في اليمن. بالإضافة إلى عوامل أخرى ساعد بها النظام ...
- رسالة مفتوحة لأنصار الله عن مواني عدن تزامناً مع الكنفرنس طالما وأنصار الله في الوقت الراهن متاح لهم المجال بفتح ملفات الفساد بمختلف أنواعها وأحجامها فهذا شي ممتاز وجيد بل يعتبر جزء من مكافحة الإرهاب بحكم أن ال...
- حلقات مفقودة وأخرى متشابكة! المرصاد نت للمرة الثانية خلال شهر يعقد مجلس الأمن جلسة مغلقة بطلب من بريطانيا لمناقشة تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة فيما كان الأمين العام للأمم المتحدة قد ا...
- ظهور نجل صالح على المشهد مجدداً ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت اصبحت الأطراف السياسية الخليجية وعفاس الدِم تتعاطى مع القضية اليمنية بمعزل عن مليشيات الحوثي بإعتبارها مجرد بيادق مؤقتة تم إستخدامها من قبل عفاس ال...
- دردشة بين أربع ثورات... التقت الثورة التونسية والمصرية والليبية واليمنية في مقهى. وقررت التونسية أن تعزم الثلاث على شاي باعتبارها "الثورة البِكْر"، وبدأت كل واحدة تتباهى بأبرز ما حقق...
- حزب الإصلاح إعلان للنهاية في ذكرى البداية ! بقلم : سمية الطائفي المرصاد نت بعد ستة وعشرين عاما يلجاء اليدومي للتعريف من جديد عن حزب الإصلاح بقولة نجد لزاماً علينا أن نستمر في تقديم ( الإصلاح ) إلى كل يمني على أرض الوط...
- «الشرعية» اليمنية: اسمٌ من دون مُسمّى ! المرصاد نت تآكل مع مرور الوقت الدور الوظيفي لما يُسمّى «الشرعية» اليمنية مُمثلةً في الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي إلى الحدّ الأدنى حتى...
- القدس... قضية ثابتة أم متغيرة ؟ بقلم : ضيف الله الشامي المرصاد نت تمثل القدس الشريف بالنسبة للشعوب اﻹسلامية محور ارتكاز مهم في تاريخها ومعتقدها وثوابتها ، والمسلم يرتبط فطريا منذ ولادته بكل المقدسات اﻹسلامية ار...
- العلاقة الجدلية بين الحوثي - عفاش والسعودية -الإمارات المرصاد نت رغم خبرته الطويلة بمكون الحوثيين ومعرفته بكثير من الأسرار والخفايا بهم إلا ان الصحافي عابد المهذري لم يكتشف بعد كغيره من الكثير من القيادات الحوثية...