اعادة الوحدة اليمنية وأسباب تراجعها كتب : عبدالباسط الحبيشي

443711881 828846672638877 4452868058781606258 nللمؤمنين بالوحدة فقط

ما سأكتبه في هذا المقال يتجاوز التفكير العقلاني او بالأصح الوعي الإصطناعي الذي تفرزه الثقافة السائدة المبنية على التفكير المادي. لذا اقترح على القارئ المؤمن التركيز قدر المستطاع خلال قراءته لأن فهم محتوى هذا المقال وإستيعابه سيساعد على تجاوز المحنة اليمنية وأستقبال العصر الذهبي الجديد.

عندما كان الشعب اليمني تواقاً لتحقيق الوحدة بكل جوارحه شمالاً وجنوباً، تحول ذلك التوق والشغف إلى إرادة وهي عبارة عن نية صادقة انبثقت من وجدان وجوارح الشعب. هذه النية ليست عمل مادي وليست تخطيط إداري وليست ايضاً سياسة رسمية بل ان كل السياسات الدولية والصهيونية تقف ضد تحقيق هذا الحلم اليمني منذُ قرون طويلة بينما كانت في الأفق طاقة إلهية تعمل بشكل ميتافيزيقي مستجيبة لإرادة الشعب التي كانت تسير وفقاً لمعايير النواميس الكونية في الترابط ووحدة الوجود وتتكاثف معها أفقياً وعمودياً لصناعة الحدث الوحدوي العظيم ليشكل اللبنة الأولى لوحدة الأمة العربية.

عندما وصلت هذه الطاقة الوحدوية المتوهجة في أفئدة الشعب إلى مستوى ذروتها اكتسحت كل الرهانات المضادة لوحدة اليمن وتجاوزت كل المخططات العدوانية لتمزيق البلاد فتم إعادة توحيد اليمن إندماجياً بإتفاق بأقل من صفحتين فقط رغم معارضة الكثير من السياسيين ومشائخ القبائل شمالاً وجنوباً.

شكلت إعادة الوحدة اليمنية نكسة حقيقية وهزيمة نكراء لقوى الظلام ولكل اعداء اليمن الذين لم يؤلوا او يستثنوا جهداً لإجهاضها لعقودٍ طويلة حيث قد احاكوا ضدها المؤامرات أعظمها اغتيال الرئيس الحمدي في ليلة إعلانها مع أخيه الرئيس سالم ربيع علي الذي تم اغتياله لاحقاً لنفس السبب.

ادرك اعداء اليمن بأنه لا يمكن إيقاف زخم وتطور الوحدة اليمنية إلا بحرب ضروس بين المتنافسين على السلطة ولا يمكن كسرها إلا بالفتنة وشق الصف والحروب الداخلية المستمرة بين الأطراف المتصارعة، فتم استغلال ضعفاء النفوس وضعفاء الإيمان والمرتزقة والعملاء والخونة في الداخل للبدء بهذه الحملة لزعزعة هذا الإنجاز العظيم وصولاً إلى حرب ٩٤ المشؤومة وذلك ليتسنى كسر تلك الإرادة الوحدوية وانهيار ذلك النَفَس الوحدوي في نفوس الشعب اليمني ودَهوَرة الأوضاع بعد إثخان الجروح بين الأخوة وغرس الحقد والكراهية حتى الجذور حتى يُقال او يُطرح السؤال: ماذا صنعت لكم الوحدة؟. هل هذه هي الوحدة التي تمنيتم تحقيقها ؟

طبعاً كان يحدث ذلك في زمنٍ لا يعرف أحدٌ منا السر وراء إعادة الوحدة التي لم تأتي بالقوة ولم تأتي بالسياسة ولم تأتي بالدعم الخارجي في ظل وجود تلك البيئة الإقليمية العدوانية المستمرة ضد وحدة اليمن، بل جاءت بإرادة الشعب اليمني وطاقاته الإبداعية التي مازالت، رغم كل ما حدث، تتدفق وتشتعل في وجدانه.

نتيجة لتلك الفتنة الممولة خارجياً طرأت تلك الشعارات الإنفصالية "الوحدة او الموت" "إستعادة دولة الجنوب" "الجنوب العربي" وسبقتها حملة من الإغتيالات طالت العديد من الوحدويين وتشريد الكثير منهم خارج البلاد التي ادت في الأخير إلى حرب ٩٤ التي كان هدفها الأساسي ايجاد شرخ واسع وصدمة طاقية قوية في قلوب اليمنيين لتتسلل من خلالها روح الهزيمة وفقدان الثقة بالوحدة وزعزعتها إلى القعر لاسيما بعد بث تلك الوعود الفضفاضة الكاذبة بالجنة الموعودة لأبنائنا في الجنوب التي اثبتت زيفها وبهتانها، ومع ذلك لم يفقد ابناء اليمن الأمل في إعادة تسوية الأرض وبناء اليمن الجديد فسارعوا إلى عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي وضع النقاط على الحروف ولكن العدو كان متربصاً ومختبئاً في ثنايا واروقة ذلك المؤتمر مدججاً بعملائه ومرتزقته الذين افسدوا مخرجاته ولم تكن ابوظبي وباريس غائبةً عنه. والدليل على ذلك انظروا إلى من يحكم اليوم أشلاء اليمن وأطلاله. الم يُصبح أمين عام ذلك المؤتمر رئيساً للوزراء راهناً … وهو الذي اختطف مسودة مخرجات الحوار وتم القبض عليه متلبساً؟؟؟ هذا فقط على سبيل المثال. فكان بدلاً من تنفيذ مخرجات الحوار تم اختطافها وتنفيذ مخطط العدوان ومحاولة تقسم اليمن بدلاً عنها..

إن الطاقات النورانية الكامنة في ثنايا وخلايا الإنسان اليمني هي اليوم من ستسقط ذلك المخطط العدواني وهي ايضاً من ستسقط كل العملاء والخونة من مليشيات كالحة وأمرائهم من قراصنة وقُطاع طُرق الذين يعملون كجلادين وسجانين لليمن واليمنيين.

يتبع …..

المزيد في هذا القسم: