هناك الكثير من المناضلين الشرفاء الذين يناضلوا بشرف ويبذلون الغالي والثمين والرخيص أيضاً من أقوات أسرهم من أجل عزة أوطانهم، وحتى لا ينالوا هذا الشرف تم إقصائهم وتشريدهم بتعمد وسبق إصرار وترصد لأن بقائهم يشكل خطراً داهماً على المتربصين بالبلاد ومع ذلك مايزالوا يقومون بعملهم الوطني بصمت من منافيهم.
ومن ناحية أخرى هناك الكثير من الشهداء الذين قتلوا بتعمد وعن سبق إصرار وترصد من قبل أعداء الوطن بهدف التخلص منهم نهائياً بعد أن فشلوا في إقصائهم وإبعادهم. جعلهم هذا الفشل يحقدون ويكرهون بشدة على مثل هذه القامات والهامات الوطنية ولكن حالة الغل والحسد والغيرة من هؤلاء الأبطال تجاوزت كل الحدود لدرجة يصعب تصديقها وهي الغل والحسد حتى على القتل نفسه الذي ربما قد يؤدي بحياة الضحية إلى الشهادة، اي أن مجرد إستشهاد الضحية يشكل أكبر معاناه للقاتل كأعلى درجة من درجات الغل والحسد، ولذا يقوم هؤلاء المجرومون من حرمانه قهرياً من الشهادة.
تمر الذكرى السابعة عشر على إستشهاد المناضل عمر الجاوي دون أن يعلم الكثير من اليمنيين بأن النظام المشترك برئاسة المخلوع علي عبدالله صالح لم يبتز الشهيد عمر الجاوي في حقوقه المشروعة من مرتبات وإستحقاقات في حياته وبعد مماته هو وأولاده، بل أكثر من ذلك فقد حاول حرمانه حتى من لقب الشهادة التي منحها لجار الله عمر ومحمد عبدالملك المتوكل وأحمد شرف الدين وغيرهم بينما حرمها على آخرين وعلى رأسهم الشهيد عمر عبدالله الجاوي. لقد مات شهيدنا الثائر الكاتب الأديب الشاعر والسياسي والمفكر عمر الجاوي مقتولاً بالسم، ومع ذلك وعند إسعافه تم محاصرة الإطباء من نجدته، بل وقد تم محاصرته من الحصول على الحبوب المهدئة ناهيك عن الحُقن البسيطة العادية وذلك للإستمراء بتعذيبه قبل إستشهاده.
ليس هذا هو مقام التحدث عن تاريخ الشهيد عمر الجاوي فتاريخه النضالي والسياسي والأدبي الحافل غنيٌ عن التعريف، وأقل جزئية وأصغرها من هذا التاريخ أنه كان الوحيد الذي يقاوم ظلم وأبتزاز وفساد وصعلكة المخلوع علي عبدالله صالح وجهاً لوجه في كل المناسبات الغير وطنية لدرجة تلقيه التهديد المباشر له بالقتل من الرئيس نفسه.
الشهيد عمر الجاوي كان الوحيد الذي قاوم وبشده إقامة تكتل (اللقاء المشترك) الذي أثبت التاريخ بأنه كان أكبر إسفين في جنازة أحزاب "المعارضة". كان رأي الشهيد هو؛ أن تكوين إئتلاف اللقاء المشترك يعني تسليم كل الحراك والفعل السياسي المعارض للمكونات المتطرفة وإخضاعها لإبتزاز وبيع وشراء السلطة فضلاً عن التخلي وإسقاط المسيرة الديموقراطية. وهذا ما حصل بالفعل. أين هو اللقاء المشترك الآن؟.
وبهذه المناسبة أتقدم بإسمي وبإسم حركة خلاص بالشكر لجماعة أنصار الله على تسمية شارع من شوارع العاصمة بإسم الشهيد المغبون الأستاذ عمر الجاوي كبادرة بسيطة لرد الإعتبار لكل القامات الوطنية من شهدائنا الأبرار، وإني أشد على أيديهم بأن يعلنوا المزيد من هذه المبادرات بأسماء العديد من الشهداء والمناضلين لاسيما من شهداء أبناء الجنوب الذين قدموا التضحيات من أجل اليمن والوحدة اليمنية.
3 يناير 2015
المزيد في هذا القسم:
- الاحتلال يتجدد ..فماذا عنا؟ المرصاد نت حتى الآن لا يزال البريطانيون يقيمون الفترة التي أمضوها في احتلال الجنوب وخصوصاً السنوات الأخيرة من الاحتلال التي شهدت مواجهات مسلحة مع الثوار اليمن...
- الدور الايراني المبالغ فيه ! بقلم : أ. أزال الجاوي المرصاد نت (قال ايران لم تقتل حتى يمني واحد)في حديث اقرب الى التحقيق مع رجل امن مهم في دولة عربية ما كان يسأل عن الدور الايراني المزعوم في اليمن وخاصة في المج...
- ما بعد 21 سبتمبر ليس مثل ما قبله ! بقلم : أمة الملك الخاشب المرصاد نت ها هي الذكرى السنوية الثانية لثورة الواحد والعشرين من سبتمبر 2014م تمّر علينا، الثورة التي كانت بداية تاريخ جديد ومرحلة جديدة بالنسبة لليمن حيث ومن...
- نبض الريح ! عن المفهوم الخاطئ للشراكة والتوافق ! المرصاد نت كلما مرَّ الوقت كلما زادت بعض الأحزاب السياسية التي أدمنت البقاء في السلطة في تغولها واستمرائها لممارسة لعبة الفهم الخاطىء لمفهومي التوافق وا...
- فقط للعلم ...! بقلم : حسين زيد عقيل بن يحيى المرصاد نت بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد فقط للعلم ... من في قلبه مرض والمرجفين والمؤلفه قلوبهم (الطلقاء) والمنافقين .... ذلك القط...
- قضيتنا كبيرة ويقينية ! بقلم : محمد محمد المقالح المرصاد نت القضية التي نحملها وندافع عنها قضية صحيحة وكبيرة وتمنح كل من يقف الى جانبها قوة هائلة وعزيمة لا تلين وحجة متينة ومتماسكة لا يستيطع ابلغ واقدر المحا...
- بعد اغتيال شرف الدين ..أنصار الله أمام استحقاق شرف الثورة !!! كتبوا للمرصاد في مقال سابق بعنوان ( أنصار الله بديلاً عن الاشتراكيين ) يعود إلى نوفمبر 2013م ذكرت بوضوح أن " مشاركة الحوثيين ( أنصار الله ) في مؤتمر الحوار...
- هل تعلمون؟ ماهو السِر الخطير لبقاء الوحدة ؟ بقلم عبدالباسط الحبيشي هل تعلمون لماذا الوحدة اليمنية باقية وراسخة رسوخ الجبال وستبقى الى الأبد ؟ رغم كل الدسائس والمؤامرات والحروب على اليمن وشعبه منذُ آلاف السنين ورغم وجود الكثير ...
- لا بد من الاتفاق ولو طال الأمد ! بقلم : عبدالعزيز الحزي المرصاد نت كثيرا ما نسمع هذا البيت الشعري أو هذه المقولة الشهيرة (لابد من صنعاء ولو طال السفر) ،لكن لسان حال الواقع يقول “طال علينا الأمد، دون التوصل إل...
- إنتصارات الجرذان ! بقلم الشيخ :عبدالمنان السنبلي المرصاد نت أن تأتي بعد ما يقارب السنتين وقد حشدت من الأعراب والنصارى واليهود مالم يحشده أجدادك في (الخندق) ثم تملأ الدنيا ضجيجاً ونعيقاً معلناً أنك قد أسقطت م...