أقول تبرأة للذمة أمام الله وأمام الشعب اليمني شمالاً وجنوباً. اتفق العربان والغربان على تقسيم اليمن والتحاصص (التقاسم) فيما بينهم جميعاً بعد تدميره بالكامل كل بحسب مشاركته المادية في العدوان وذلك بصرف النظر عن الظرف او الحالة الإنسانية الكارثية التي هي آخر همهم. إن ما يحدث الآن من عدوان على اليمن هو ليس ضد او مع هذا الطرف او ذاك ولا مع هذه الطائفة او تلك، بل انه الجشع المهيمن على العربان والغربان معاً معتبرين ان اليمن أصبح لقمةً صائغة يريدون أبتلاعه.
الحصار:
قبل الإستطراد في غايات وأهداف العربان والغربان من العدوان على اليمن دعوني أعرج لأول مرة على ما نحن فيه الآن.
تركنا مطار جيبوتي قبل ساعات في طريقنا للعودة الى بلدان مختلفة بعد إسبوعين كاملين قضيناها مع بعض الزملاء
في مطاردات للهيئات الدولية ومحاولات لإختراق الحصار جواً ام بحراً الى صنعاء او عدن او الحديدة او المخاء. طرقنا كل الأبواب، ألتقينا برؤوساء بعثات الامم المتحدة ومنظماتها، الصليب الأحمر، وكالات ومنظمات الإغاثة، السفارات وملحقياتها، تواصلنا مع الأصدقاء من مختلف التخصصات ذات العلاقة من طيارين وبحارين وأطباء ودبلوماسيين، الجميع كان يعد بتقديم المساعدة ثم بعد يوم او ايام يعتذر. تم إعادتنا عدة مرات من ميناء جيبوتي بل حتى من على متن بعض السفن والقوارب في عرض البحر إلى البر. صحيح ان ثمة من يستطيع العودة الى اليمن من العالقين جواً او بحراً ولكن بعد عناءٍ شديد وطول إنتظار والتعرض للتفتيش اذا كان عن طريق الجو فيما يسمى بمطار بيشا في ما تسمى (بالسعودية) حيث يتعرض البعض منهم للتحقيق ومن ثم التوقيف والإختطاف. عموماً لم تكن تنطبق علينا مواصفات (العالقين)، لذا حاولنا أساليب اخرى مختلفة لكن كلها بائت بالفشل، لم تغب عنا حتى فكرة الإلتحاق بالباخرة الإيرانية عندما علمنا انها ستمر عبر جيبوتي لكنها خذلتنا ايضاً.
وجدنا ان الحصار على اليمن حصار محكم وخانق في نفس الوقت. العشرات من السفن الإغاثية والتجارية عالقة في عرض البحر بإنتظار تصاريح العبور. التروبيدوز والفرقاطات البحرية والعسكرية تملاء الطرق البحرية المؤدية الى اليمن. إنه حصار محكم ومتعمد لتجويع وتركيع الشعب اليمني لإجباره على التسليم.
المؤامرة:
لا يمكن للعربان والغربان تنفيذ عدوانهم بشكل فج وممنهج وفي ظل سكوت دولي مهين ومنحط إلا في حالة وجود أطراف داخلية (يمنية) متنازعة ومنقسمة الى أكثر من فريق، وأطراف خارجية دولية أخرى متماهية ومتواطئة مع العدوان. في الحالة اليمنية لدينا فريقان داخليان، كلاهما مدعوم من قوى العدوان. ( قبل ان يذهب تفكيركم بعيداً... إنتظروا حتى نهاية السلسلة لهذا المنشور الذي سيضع الجميع امام الصورة الكاملة حول التآمر الذي يدور على يمننا الحبيب) هذه القوى الخارجية تعمل مع الفرق الداخلية وتدعمها كما لو ان أحد طرفي المعادلة يقوم بتمثيل دور البطل (protagonist) والطرف الآخر بدور الخصم (antagonist) بالمعنى الدرامي للكلمة. بمعنى ان هناك فريق داخلي برئاسة عبده هادي الدنبوع وأتباعه الذين يقفون مع العدوان بشكل صريح وواضح رغم إرتدائهم قمصان العفة والشرف الذين فروا بقياداتهم الى الخارج وظل أتباعهم في الداخل وهولاء يخدمون الخارج من أجل إنتصار العدوان ليقوموا بتمثيل قواه وباروناته وكهنته في الداخل بالوكالة مستقبلاً. وهناك طرف داخلي آخر يتظاهر بالوقوف مع الثورة ودعمها ولكنه في واقع الأمر يديرها بشكل غير مباشر ويأكل الثوم بأفواه الثوار الحقيقيين. هذا الطرف هو الأخطر لأنه يلقى الدعم السري والغير مباشر من بعض قوى العدوان بحكم علاقاته الإستراتيجية معهم، (أقول البعض، لأن آخرين لا يعلم بكل تفاصيل ما يدور خلف الكواليس بالكامل رغم إشتراكهم في العدوان) بينما هو وفي ذات الوقت يلقى دعم خارجي خفي آخر وبحبل سري قديم مع قوى تتظاهر بوقوفها مع الثورة. هذا الطرف بالذات هو من ينفذ ويدير معظم فصول اللعبة.
المزيد في هذا القسم:
- ولد الشيخ في صنعاء في محاولة انقاذ الموقف السعودي ! بقلم : صلاح القرشي المرصاد نت عبثا يحاول ولد الشيخ ومن خلفة ان يلعب على احداث خرق في الجبهة الداخلية اليمنية واحداث شق كبير بين الرئيس السابق علي صالح وحركة انصار الله ، عبر ...
- الحالة الحزبية.. نقد التجربة سال حبر كثير في تشريح الحالة الحزبية، لأقلام رأت في الراهن السياسي مناخاً مؤاتياً، للإفصاح عن نوازع مكبوتة، ظلت أسيرة الترقب، للتعبير عن هذا المخزون المتفجر، ...
- من منجزات ثورة 21 سبتمبر ! بقلم :أمة الملك الخاشب المرصاد نت يا ترى لماذا فقط بعد ثورة 21 سبتمبر دون غيرها من الثورات في اليمن قام بعدها بعدة أشهر أكبر وأعتى عدوان وتحالف عالمي ضدها لمحاولة اجهاضها ؟ لم...
- بناء الدولة بين الإدارة والسياسة المرصاد نت إذا ما تجاوزنا الحديث عن معضلة البناء في ظل الحرب والحصار وتفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية جراء استمرار العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا فإن ...
- الحاج ترامب في بلاد الحرمين ! بقلم: زيد البعوه المرصاد نت لم يتبقى الا حوالي أربعة اشهر حتى يطل علينا شهر ذي الحجه وسوف يحج الناس من كل الدول الى بيت الله الحرام والشعب اليمني للعام الثالث على التوالي ممنو...
- المثالثة: رئيس جنوبي وعاصمة شمالية ورئيس وزراء من تعز الاستقرار بحاجة الى توازن, وشعور بأن هناك توزيع عادل للسلطة بين مُختلف المناطق في اليمن, ومن هذا المنطلق أرى أنه بات لازماً اشراك المنطقة الوسطى والغربية في الس...
- شكرا للجيش واللجان الشعبية ! بقلم : عبدالله علي صبري المرصاد نت احتفلت صنعاء بعيد الفطر متحدية العدوان والحصار وشهدت العاصمة اليمنية خلال الأيام الماضية زحاما شديدا في السير وفي محلات التسوق وفي متنزه...
- لماذا يتخلى الانصار عن قوتهم ويذهبون الى ميادين ضعفهم ؟ المرصاد نت السعودية والامارات وامريكا واسرائيل وهادي والمرتزقة المحليين والاجانب وكل الاعداء والاصدقاء وكل انصار الله وكل خونتهم ولصوصهم وعبد الكريم ومحمد عبد...
- بان كي مون ..عذر أقبح من ذنب ! بقلم : د . بثينه شعبان المرصاد نت يكاد المرء لا يصدق ما يجري في هذا العالم من انحدار لمستوى الأداء وغياب للقيم والمبادئ الأساسية والخضوع للابتزاز وسلطة المال، وخصوصاً بعد أن قامت...
- قصتي مع المبادرات قصة طويلة طيب مبادرة من من ومبادرة الى من ؟هناك ثلاث اهداف للثورة هي اسقاط الجرعة واسقاط الحكومة والبدء بنتفيذ ما اتفق عليه في مؤتمر الحوار وامر هذه الاهداف او تحقيق...