"الشعب يريد إسقاط النظام"، شعار ارتفع في فوضى ما يسمونه الربيع العربي وكانت إحدى تعبيرات تلك الفوضى هو استنساخهذاالشعار كما هو في البلدان التي حدثت فيها احتجاجات شعبية بدءا من تونس مروراً بمصر فاليمن وليبيا والبحرين ، إضافة إلى احتجاجات ضعيفة في السعودية وسورية ، في السعوديةتم قمعها وسطتجاهل عالمي وسرى ذلك القمع إلى البحرين متحولا إلى احتلال سعودي للمنامة ، وفي سورية كان الأمر مختلفاًللغاية فقد جاء العالم كله إليها مانحاً الشعب السوري المتحضر مواد خام للتخلف والتطرف والإرهاب الممول سعوديا وقطرياوتركياًوالمدعوملوجستيامن الوهابية والسلفية الجهادية وخريجيالسجون من القتلة المجرمين والمدمنين والشواذ الذين استقطبوا أمثالهم من كل بقاع العالم ليقيموا في سورية الحضارة حرية وديمقراطية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً .
لم يكن بوسع السعودية أن تطبقفي اليمنمافعلتهفي البحرين المجاورة لها ، فاستخدمت غير ذات الشوكة ، حيث وزعت من علمهاذي السيفين ،سيف للمنامة وآخر لدمشق وتبرعتبالنخلة لصنعاء الحميمة .
شعار إسقاط النظام لم يكن واقعياً بالمجمل في ظل غياب التراكم السياسي والاجتماعي والثقافي الذي يسنده ، على أن إرهاصات التغيير كانت متوفرة بصور نسبية متفاوتة في مختلف البلدان العربية ، ففي بعض البلدان ترقى تلك الإرهاصات إلى تغيير النظام لا إسقاطه وفي بعضها الآخرترقى إلى إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية لازمة . هنا جاءت الفوضى لتعبر عن اختلال وانفصاميخلط بين هذاوذياك، فحيث يجب تغيير النظام اتجهت أنظمة الثورات المضادة إلى تبني فكرة الإصلاحالمعبر عن إعادة إنتاج النظام كما في اليمن ،وحيث يجب الإصلاح فقط كان التوجه لدعم إسقاط النظام وليس فقط تغييره كما في سورية التي لم يسقط نظامها ولم يكن المقصودذلكبقدرماكانالمراد إسقاط الدولة السورية بماتكتنزهمن تاريخ حضاري ولما تضطلعبهمندور قومي ريادي.
لنعود إلى(النخلة)التي تبرعتبهاالرياضلحميمتهاصنعاء لنؤكد بأن شعار إسقاط النظام الذي ارتفع في ساحات وميادين التغيير والحرية في اليمن بدءا من مدينة تعز لم يكن واقعياً لسبب بسيط جداً هو عدم وجود نظام أصلاً فضلا عن عدم وجود دولة بمفهومها السياسي المتعارف عليه ، وهذا ما انكشفوانجلىفي الفصولالاولىمن نصف ثورة 11 فبراير2011م ،منهنافإنشعار(الشعب يريد دولة ونظام)هو الشعار الواقعي الذي كان يجب على الثوار رفعه وتبنيه والعمل على تحقيقه ، فعندمالايكونالشعارمنطلقاً مناحتياجات الشعب ومعبراً عنمتطلبات البلد سرعان ما يتحول إلى مطية يحقق من خلاله الانتهازيون مصالحهم الخاصة التي لا علاقة لها بإسقاط النظام ولا بتغييره ولا بإصلاحه فهم أكثر من يدرك عدم وجود نظام وهم أنفسهم جزء من هذه العدمية .
( ثورة ضد الفساد )هوالشعار الذي يميل إلى رفعه الثوار اليومايذانابتفعيل عملية استعادة الثورة وإكمال رسم نصفها الآخر وتصحيح ما شاب النصف السابقانطلاقاً من 11 فبرايرالمقبل في ذكراه الثالثة التي تشكل فرصة أخيرة لإنقاذ قيمالتغيير في الوعي الجمعي مرحلياًوالذي قد يُحدث تحولا استراتيجيا في المستقبل ، شعار يستوجب التوقف عنده وإعادة توجيهه حتى لا يقع في فخ المحاكاة السلبية بين الشعار والواقع،الأهداف والمتطلبات،وباختصارضرورةالتمييز بين ماكان وماهو كائنوماينبغيأن يكون .
ما كانقبل 11 فبراير 2011مهو باختصار :عصابةأحمريةتستخدم قفازات من ألوان أخرىلتحاول أن تظهر أنها دولة ، وهي ليست أكثر من حالة (ديولة) كما أوضحت في مقال سابق ، والثورة على هذا الوضع كان تقتضي إلقاء القبض على أفراد العصابة الأساسيين ووضعالقفازتفي دولاب التقاعد ، وما هو كائن وباختصار هو عصابةأحمريةأعادت ترتيب صفوفها وتبديل مواقعها وقفازات قديمة أضيف إليها قفازات جديدة ويراد الظهور بحالة دولة ، وهي ليستاكثرمن (ديولات)في طور التشكلكما أوضحت في مقال سابق أيضاً . وهنا طرأت معطيات جديدة مهمة يجب الالتفات إليها لتوخيمايجبفعله ثورياً إزاءها ، أهم تلك المعطيات ، أن العصابة حصلت على حصانة عنكلماسبقأن اقترفته من جرائم وتشرعن للجرائم الحالية والمقبلة ،ويوجد مجتمع دولي ومجلس أمن وممثل للأمم المتحدة في اليمن يضبط إيقاع توزيع اليمنعصبوياًللحصول على عدة عصابات تضمن كل عصابة أن ترصدمنمنهوباتهاالمؤقلمةمايفيبأقساط الديون المستحقة للبنك الدولي وبقية المؤسسات الخارجيةبما يكرس الارتهان وغياب السيادة، وتلتزم كل عصابة بعدم التعدي على الأخرى ،ويقدم كل زعيم عصابة تقريرا مفصلاً عن إقليمهبشفافيةودونها عقوبات محتملة ،وهو وضع لم يتحقق بعد بل جار العمل عليه في المرحلة المقبلة .
وعود على بدء، فإن شعار ( ثورة ضد الفساد )قد يكون شعاراً واقعياً ومحاكياً لظروف الراهن شرط أن تكونمفاعيله دالةبصورة مباشرة على الفساد(السياسي)بدرجة أساسيةباعتبار أن كل فساد آخر هو فرع له ، ومقتضى ذلك أن تتضمن أهداف الثورةوشعاراتهاالرديفةبحيث تتسم بالموضوعية وتجتنب التخصيصوالشخصنةالتالي :
الدولة المدنية .. هدف أساسي وشعار جامع لما دونه .. ويسبقه التالي :
إعلان(سقوط)المبادرة الخليجية والتسوية السياسية ومخرجات مؤتمر الحوار(بالفشل)
إعلان مبادرة يمنية وطنيةبديلةوحشد التأييد لهاشعبياً
إعلان خارطة طريق سياسية موازية
إعلان إقليمين للثورة ، شمالي وجنوبي يؤيد كل منهما الآخرلكل سقفهولانزاعبينهما
إعلان مقاطعة أيانتخابات أو استفتاءأو أي عمل إجرائي مشابهوفقاً للتسوية السياسية الفاشلة
إعلان رفض الوصاية الأجنبية
البدء في تشكيلتكتل سياسي للمعارضة
إسقاط الحصانة والعزل السياسي لموقعيها والمستفيدين منها...
يتبع ....
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المزيد في هذا القسم:
- تصادم المؤتمر والانصار....حقيقة مؤجلة أم رهان خاسر ! المرصاد نت لاشك ان التجربة المريرة التي مررنا بها علمتنا جميعا_ إلا من أبى _ ان التعاطي مع الواقع والحقائق بعقلانية وبتحييد للعاطفة وحده كفيلا في تمكيننا من ق...
- خلفيات العدوان على مطار عدن كتب : عبدالباسط الحبيشي تتصادم الأخبار والتحليلات وتتناقض ببعضها عن الخلفيات واسباب تفجير مطار عدن ومن يقف ورائها رغم بساطة الأمر ومعرفة الجُناة الحقيق...
- مقاولة على الراس ! بقلم : ازال الجاوي المرصاد نت ثار جدال واسع منذ يوميين حول موضوع تجنيد ابنائنا وارسالهم الى الحدود السعودية لدفاع عنها من بعض مقاولين البشر في الحقيقة ان هذا الموضوع ليس...
- سلسلة قضايا فساد كارثية ..الشعور بلا شعور ' الحلقة الثالثة ' ! بقلم : علي القاسمي المرصاد نت كنت قد تناولت في الحلقتين الماضيتين قضيتي فساد تعد من اكبر واخطر القضايا فساداً على المستوى المحلي إن لم تكن على المستوى العربي والعالمي، وهي من جم...
- بعد عام ونصف من العدوان الاجرامي البشع والغادر والمتوحش ... أين مبدأ الحيطة والحذر؟ بقلم: ... المرصاد نت لاشك وبدون اي جدال ان ماقامت به قرن الشيطات اسرة بني سعود وتحالفها بقصف صالة العزاء في القاعة الكبرى لهو جريمة ابادة جماعية وتعد من الجر...
- الحرب السعودية على اليمن 3 المرصاد نت وحشية العدوان ومواضعات السقوط .. استطاعت أمريكا أن تجرجر نظام آل سعود إلى حافة الهاوية ليس في اليمن فحسب بل في المنطقة العربية بأسرها حيث أشعلها ال...
- غني يا انشـــراح وارقصي ياصبوحة كتب: منير الماوري 1-محافظ لحج السابق ناصر الخبجي يشتري عماره خمسه إدوار في مصر في الشيخ زايد ب عشره مليون جنيه مصري 2- محافظ تعز السابق...
- لن نركع لكم ولن نستسلم ! بقلم : أحمد سيف حاشد المرصاد نت متورمون بالنفط والمال .. يعيشون التخمة والبذخ.. يمتلؤون بالكبر والغطرسة.. غارقون بهجة وزهو وفرح.. مهوسون بالخيلاء والتعالي ويوغلون بشرور البداوة ا...
- التهاون والتفريط في الثوابت والسيادة الوطنية! المرصاد نت قد نتفق أو نختلف في الرؤى والمعتقدات الفكرية والثقافية أو في توجهاتنا السياسية ..الخ…وهذه سنه طبيعية في البشر والخلق بل هي ظاهرة صحية وتنوع م...
- إنها الجولة الأخيرة ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت ما يحدث راهناً هو أن القوى المتآمرة على اليمن تلفظ نفسها الأخير من خلال الضغط شعبياً على حركة أنصار الله المدافعة عن كرامة اليمن لتُلقي بأسلحتها...