المرصاد نت
لايزال العدوان غارقا في مستنقع الورطة الكبيرة التي دخلها في لحظة نشوة وخيلاء دون ان يضع في اعتباره اي حسابات لاحتمال الوصول الى مثل هذه المآلات البالغة التعقيد والصعوبة ، فهو في البداية كان لايرى شيئا امامه سوى كلفة حرب خاطفة ستعيد اليمن الى حضيرة الوصاية ، غير انه اليوم بات يدرك تمام الادراك انه كلما اوغل اكثر في الحرب كلما تعقدت الامور اكثر وصارت امنيته ابعد منالا.
في الذكرى الثانية للعدوان على اليمن ، مثلما هو حري بنا ان نقف على احداث ومتغيرات عامين ساخنين عصفت باليمن والمنطقة ، فانه حري ايضا بدول ومكونات العدوان ومن يقف خلفها ومن يدور فيفلكها ان يقفوا بجدية وبعيدا عن الحماقة والطيش اللامحسوب ، على كل ما احدثته مغامراتهم الحمقاء في العدوان على اليمن من نتائج بدت كارثيتها عليهم اكبر واشد من كارثيتها على اليمن .
لم يعد ثمة شك في ان العدوان وخاصة المملكة التي تولت كبر المغامرة ، تدرك حجم المأزق الذي وقعت فيه وضحالة المستنقع الذي تغرق فيه ، غير انها لم تعد تمتلك القدرة على اتخاذ اي قرار من شأنه ان ينقذها بالمقام الاول ويقيها تفاقم المأزق وضيق الخيارات والغرق اكثر في وحول التبعات والنتائج المرتدة .
ومن هذا المنطلق ، نستطيع ان نقول ان الحلول المتاحة امام العدوان للحصول على مكاسب سياسية تحفظ للسعودية مثلا وضعها الاقتصادي والعسكري والنفوذ الجيوسياسي في المنطقة كانت في الشهر الاول من العدوان اكثر نوالا من الشهر الثاني وفي الشهر السادس اكثر نوالا من الشهر التاسع ، وهي الان بعيدة المنال وضمن خيارات صعبة ومعقدة وكل خيار اصعب من الاخر وكلفته اعلى من الاخر.
غير ان الوقت لايزال متاحا امام دول العدوان ومن ورائها امريكا في ان توقف قطار التورط المنزلق بلا فرامل ، وتراجع خطواتها العدوانية التي اوصلتها الى هذه الورطة التاريخية في اليمن ، ومن ثم تقرأ نتائج وتبعات استمرارها في مواصلة التورط اكثر في العدوان ، وهو ما سيجعلها تبحث عن مخارج مثالية واقعية ان كانت بالفعل تريد الخروج من الورطة وبأقل كلفة ممكنة .
بدا من خلال جلسة مجلس الامن الاخيرة ان المجتمع الدولي لايزال يعطي الضوء الاخضر للعدوان ليستمر ، وهو ما بدا واضحا من حديثه عن الترتيبات الانسانية ومناطق اللاجئين والمساعدات وو الخ ، وهي اشارة واضحة على ان تجربة عامين من الحرب والحصار على اليمن لم تفرز قناعات بعد بضرورة ايقاف الحرب والبحث عن حلول سياسية تشكل مخرجا جيدا للمتورطين ان لم يكن المخرج الامثل حاليا .
هذا فيما يخص وضع دول العدوان من منظور ناصح لها ، اما فيما يخص وضع اليمن كدولة وشعب وجغرافيا ، فان الامر قد يبدو مختلفا الى حد كبير، وهذا الاختلاف قد لاتدركه انظمة الخليج التي تقرأ الامور بعيون مغرورة ومتعالية ، بيد ان الامريكي والبريطاني يدركونه ويتحركون بناء عليه في الدفع بالسعودية والامارات للغرق اكثر في العدوان على اليمن وذلك ضمن سيناريو لعبة كبيرة لاتستهدف اليمن وحسب بل تستهدف تلك الدويلات المنفوخة بالفراغ السياسي والعسكري والمعزولة عن العمق العربي والاسلامي وان كانت تدعي انها تمثله وتتحرك نيابة عنه .
الاختلاف بين وضعنا ووضعم بعد مرور عامين على عدوانهم الاحمق علينا ، يمكن ان يلخص في انهم يغرقون ويتورطون في جريمة تاريخية بعدوانهم علينا وباستمرارهم في هذا الطريق المفخخ والمكلف والمجهول الخاتمة ، بينما نحن نتحرك في اطار الحق المكفول وندفع كل هذا الصلف والعدوان من منطلقات الحق والقضية العادلة وبلا كلفة ولا التزامات للخارج ونعرف وندرك جيدا الى اين نحن ذاهبون ونتحرك في مساحة امكاناتنا بدون ان نضع رقابنا في قبضة يد خارجية.
العدو يعرف والمجتمع الدولي ايضا يفهم انه وايا كانت الخيارات التي ممكن ان تطرح للحل وللخروج من المعركة فانها ستحسب مكاسب لليمن وللشعب اليمني الذي صنع بصموده معجزة كبرى ، ولن يكون المخرج السياسي في هذه المرحلة محرجا لليمن باي حال .
اليمن في طريقه الى الخلاص والانتصار وكل المراحل الماضية ونتائجها تقول ذلك ، وهذا ما يجعل ثقتنا بالله وبنصره في كل مرحلة اكبر من سابقتها .
المزيد في هذا القسم:
- الشروط الامريكية لهزيمة داعش ! بقلم : صلاح القرشي المرصاد نت لايمكن لاي دوله تنتشر في اراضيها مجموعات داعش ان تستطيع ان تهزمها لوحدها لان هناك فيتوامريكي وحلفها من الدول الاقليمية بالمنطقة تمنع ذلك او ت...
- المرتزقة والمستهلك السعودي ! بقلم : محمد الحسني يتسابق قيادات مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي هذه الأيام التي نقترب فيها من موعد انعقاد مفاوضات الكويت للحصول على نصيب من الكعكة؛ فهم بدون الحرب سيفقدون الكث...
- العدوان على اليمن أسقط أقنعة الكذب والزيف ! بقلم : هشام الهبيشان* المرصاد نت في وقت ما زالت أصداء العدوان السعودي – الأمريكي على اليمن تأخذ أبعادها المحلية والإقليمية والدولية عادت من جديد قوى العدوان لتكثف من عملياتها...
- أيها الشعب.. اصبروا.. إلى متى؟ إلى الأبـد! كتب: مهندس محمد شفيق بن حيدر مشاريع وهمية وحلول ترقيعية، حماقات ساسة وأخطاء قادة، ضاع الوطن بين الأحقاد والمناطقية، وسقط البعض في وحل المصالح الشخصية، ...
- غارات صنعاء وافتعال الأزمات ! بقلم : فاتن الفقيه المرصاد نت ما إن بدأت الغارات على العاصمة صنعاء حتى عادت الشائعات والأراجيف بانعدام المشتقات النفطية.. هذا الأسلوب القذر ليس جديداً …لا زلت أتذكر قبل عا...
- الحرب والسلام وموقف المفكرين والكتّاب الحرب والسلام وموقف المفكرين والكتّاب د. أحمد قايد الصايدي في شهر سبتمبر 1914م، أي بعد شهر واحد تقريباً من اشتعال الحرب العالمية الأولى، كتب هرمان هيسه، المف...
- سقطرى .. في مهب الامارات ! بقلم : علي جاحز المرصاد نت هناك تدني لافت ومخيف في منسوب الوعي بالقضايا الاستراتيجية في اوساط مجتمعنا مجتمع الصمود ومواجهة العدوان بالذات لدرجة ان قضية الاحتلال الاماراتي وتح...
- جدلية الانتصار على العدوان واستمراره ورسائل مهمة ! المرصاد نت الخروج من قوقعة الطابور الخامس الذي يريد أن يغرقنا في همومنا الداخلية المترتبة على معاناتنا التي خلفها العدوان يجعلنا أمام فضاء رحب ننظر من خلاله ا...
- بالمختصر المفيد.. اليمن بين القلوب والجيوب! المرصاد نت شغلونا شعارات زائفة وهتافات صورية ومواقف مصطنعة تتغنى بالوطن وتشيد به وتتشدق برفع رايته وتعليق الأنواط التي تحمل العلم الوطني والطير الجمهوري سمعنا...
- سقوط داخل السقوط ! بقلم : أزال الجاوي المرصاد نت عندما قال انصارالله ان نزولهم الى الجنوب من اجل محاربة القاعدة وداعش جن جنون البعض وقالوا ان ذلك تدخل خارجي في شؤون الجنوب الداخلية وانه لايحق لانص...