حدث وتعليق.. الإمـارات «تتحضّـر» على حسـاب اليمن!

المرصاد نت -  متابعات

بات واضحاً أن جزءاً من الأزمات والحروب التي زجت بها منطقتنا تحمل في أحد وجوهها تدمير التراث الإنساني وتزوير التاريخ وطمس المعالم الحضارية التي تدل على عراقة Eimarat2018ye.2.15الدول وموروثها الثقافي والتاريخي


لذلك فإن السعي إلى إخفاء الحضارة من خلال نهبها وسرقتها استراتيجية ممنهجة تقوم بها دول مارقة لا لشيء إنما لتفريغ دول معروفة بحضارتها وغناها الثقافي من مضمون تلك الحضارة – ما يحدث في اليمن نموذج-.

ومع استمرار تحالف العدوان السعودي في عدوانه على اليمن وهو على مشارف الدخول في عامه الرابع أخذت تطورات الأحداث تكشف عمّا هو أبعد مما ساقته دول العدوان من مزاعم وترهات، فكشف أن نهب الحضارة اليمنية كان جزءاً مهماً بالنسبة لدول العدوان كالذي يقوم به النظام الإماراتي بنقل حضارة اليمن على متن مراكب وطائرات إلى بلاده.

سرقة ممنهجة للتاريخ والحضارة اليمنيين يقوم بها النظام الإماراتي لإنشاء حضارة مصطنعة من خلال حضارات الآخرين الموغلة في القدم كما لفتت إلى ذلك صحيفة «المصري اليوم»، فممالك ومشيخات الخليج كيانات مصطنعة أوجدها الغرب لغايات وظيفية وجدت كحالة طارئة حيث لا جذور ولا تاريخ قديماً يتحدث عنها ولا حضارة ضاربة في التاريخ، بل هي دويلات حديثة العهد تريد أن تنمو وتتغذى وتتحضّر على حساب حضارات سبقت وجودها بقرون ويكفي أن نذكر أن الإمارات تأسست في القرن العشرين لندرك افتقارها لأدنى المقومات الحضارية ولندرك الأهداف الكامنة وراء محاولاتها الحثيثة في نهب الحضارة اليمنية، فالمراد إيقاظ أجيالهم الحالية على حقائق مزيفة بعيدة كل البعد عن الواقع وعلى المقلب الآخر تدمير اليمن كلياً وإخفاء حقيقة تمايزه في حضارته وثقافته عن محيطه الخليجي.

الحضارة اليمنية التي تعدّ من أقدم الحضارات لا تزال آثارها ماثلة حتى اليوم كمعبد شمس وسد مأرب وعرش بلقيس بينما لاشيء يوجد في ممالك ومشيخات النفط سوى ناطحات السحاب وحياة الرفاهية التافهة التي تدل على حداثة عهدها من دون أي ارتباطات بالماضي.

ما يلفت النظر من خلال محو المعالم الحضارية اليمنية التي يقوم بها النظام الإماراتي، التشابه في الفكر الإجرامي الذي قام عليه تنظيم «داعش» الإرهابي فكان لتدمير الحضارة وتشويه التاريخ نصيب من الحرب الإرهابية الشرسة التي تشهدها منطقتنا، ولاسيما في سورية والعراق والدلائل على ذلك كثيرة لا مجال لحصرها.

مقامرات النظام الإماراتي ومن خلفه السعودي ماضية في تدمير اليمن وتجويع شعبه إلى جانب الاقتتال للسيطرة والنفوذ، تقف في وجهها الصواريخ اليمنية التي فرضت وقائع جديدة دخلت على إثرها قوى العدوان على اليمن في حال من الإرباك، فوحدها الصواريخ قادرة على تشكيل ردع لقوى العدوان الذين يبحثون عن مخرج من المستنقع اليمني يحفظ لهم ما بقي من ماء الوجه إن كان موجوداً أصلاً.

هكذا تعيد بريطانيا الى ساحة اليمن… تصحيح الاخطاء بـ اداوات محلية عربية

لازال حل الخلافات في الدول العربية يقع على عاتق ثعلب الغرب (بريطانيا) كأنما مستلمة ملف حل الخلافات بين هذه الدول وهذا ما اثبت لنا التاريخ، وفي 28/11/2017  استضافت بريطانيا اجتماعا بشأن اليمن ومن المضحك ان اليمنيين لم يحضروا في هذا الاجتماع .Yemen Eimarat2018.2.15

وحضر هذا الاجتماع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون نظراؤه في السعودية والإمارات وسلطنة عمان بالإضافة إلى نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية توماس شانون والمبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد ومعظم الحاضرين ايديهم ملطخة بـ دماء اليمنيين.

وكما تشير المعلومات الصحفية ان بريطانيا لا تبحث عن حلول سلمية في اليمن يخدم الشعب ومصالحهم بل تبحث عن حلول لاخراج حلفائهم من المستنقع الذي صنعتها امريكا واسرائيل في اليمن لهم اولاً ومن ثم تفكيك وتقسيم اليمن الى عدة اقاليم مستقلة ومصداق هذا الامر هو تصريح السفير البريطاني لدى اليمن سايمون شيركليف إن “انفصال الجنوب هو في النهاية شأن يمني وعليهم حله من خلال حوارٍ سلمي.

الدور البريطاني في الحرب على اليمن مشهود ولا يمكن غض النظر عنه عبر سياساتها المبنية على النفاق بداعي الجشع وباستغلال مخز للحرب في إشارة إلى تزويد الرياض بصفقات أسلحة متطورة ومنها قذائف محرمة دولياً ثبت أنها صناعة بريطانية وكذلك بتوفير الغطاء السياسي للنظام السعودي في المحافل الدولية والمؤسسات الإنسانية والحقوقية بالتعاون مع الإدارة الأميركية.

وكما تشير صحيفة ” اندبندنت” البريطانية يتمثل المستوى العسكري في الخبراء والفنيين البريطانيين وكذلك صفقات السلاح والذخيرة التي زادت بنسبة 500% منذ بداية الحرب على اليمن بل إن حجم تجارة السلاح وصل إلى 4,6 مليارات دولار في العامين الأولين بعد شراء الرياض قنابل بريطانية محرمة دولياً تم العثور عليها في أماكن القصف بما ينتهك القانون الدولي أما في المسار السياسي، فلندن وواشنطن تقدمان الدعم الكامل للسعودية في المفاوضات وكذلك بالضغط على صنعاء وأيضاً بتأمين الغطاء للمملكة في مجلس الأمن ومنع إدانتها لجرائمها أمام المنظمات الحقوقية والإنسانية.

لقد كانت عدن ولا زالت محط أنظار كثير من الدول الطامعة في إرساء قواعد لها على البحر الأحمر والخليج ومن ثَمَّ السيطرة على المحيط الهندي، والحصول على السيطرة الاقتصادية والسياسية في تلك المنطقة فتوالت على عدن الكثير من القوات و الدول المستعمرة واليوم الدور الاماراتي في جنوب اليمن يعيد ذاكرة احتلال بريطانيا لعدن والجزر اليمنية وبدأت بريطانيا نفوذها في اليمن باحتلال جزيرة بريم في مدخل البحر الأحمر سنة 1799 م ونظرا لأهمية عدن كمفتاح البحر الأحمر قامت عام 1839 م باحتلالها بعد مقاومة عنيفة من السكان.

بدأت بريطانيا نفوذها في اليمن باحتلال جزيرة بريم في مدخل البحر الأحمر سنة 1799 م, ونظرا لأهمية عدن كمفتاح البحر الأحمر قامت عام 1839 م باحتلالها بعد مقاومة عنيفة من السكان.

اما بريطانيا اليوم تسعى مجددا لاحتلال عدن والمحافظات الجنوبية لكن بفارق وهو تصحيح الاخطاء السابقة وعلى سبيل المثال، التحرك العسكري من قبل دويلة الامارات وهو انشاء الحزام الأمني في كل من عدن وأبين ولحج، جنوبي اليمن، وهو يتكوّن من فصائل عدة بقيادات محلية على مستوى المديريات و بتدريب وتسليح جيوش محلية في أكثر من محافظة، كالنخبة الحضرمية في حضرموت والنخبة الشبوانية في شبوة وأخيراً النخبة المهرية التي ما زالت غير قادرة على السيطرة في المهرة بسبب مواقف القوى المحلية منها دون اشعار تشكّل خطورة كقوة كبيرة مجتمعة وتشكيل جيش وطني يمني الذي يثير مخاوف الجهات المعنية، وهذا هو تصحيح احد اخطائها في بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى حيث وضع الجنرال الإنكليزي جاكوب خطة لتشكيل قوات يمنية محلية لتخفيف العبء عن القوات البريطانية في جنوب اليمن والذي باء بالفشل.

ان الامارات تنفذ وتكرر نفس الخطة البريطانية في اليمن الّا وانها تصحح الاخطاء وتختار لاعبين اخرين في تنفيذ هذه المهمة عبر تضعيف الهوية القومية اليمنية وتقسيم اليمن.

هبا علي أحمد – تشرين

المزيد في هذا القسم: