المرصاد نت - متابعات
بات واضحاً أن جزءاً من الأزمات والحروب التي زجت بها منطقتنا تحمل في أحد وجوهها تدمير التراث الإنساني وتزوير التاريخ وطمس المعالم الحضارية التي تدل على عراقة الدول وموروثها الثقافي والتاريخي
لذلك فإن السعي إلى إخفاء الحضارة من خلال نهبها وسرقتها استراتيجية ممنهجة تقوم بها دول مارقة لا لشيء إنما لتفريغ دول معروفة بحضارتها وغناها الثقافي من مضمون تلك الحضارة – ما يحدث في اليمن نموذج-.
ومع استمرار تحالف العدوان السعودي في عدوانه على اليمن وهو على مشارف الدخول في عامه الرابع أخذت تطورات الأحداث تكشف عمّا هو أبعد مما ساقته دول العدوان من مزاعم وترهات، فكشف أن نهب الحضارة اليمنية كان جزءاً مهماً بالنسبة لدول العدوان كالذي يقوم به النظام الإماراتي بنقل حضارة اليمن على متن مراكب وطائرات إلى بلاده.
سرقة ممنهجة للتاريخ والحضارة اليمنيين يقوم بها النظام الإماراتي لإنشاء حضارة مصطنعة من خلال حضارات الآخرين الموغلة في القدم كما لفتت إلى ذلك صحيفة «المصري اليوم»، فممالك ومشيخات الخليج كيانات مصطنعة أوجدها الغرب لغايات وظيفية وجدت كحالة طارئة حيث لا جذور ولا تاريخ قديماً يتحدث عنها ولا حضارة ضاربة في التاريخ، بل هي دويلات حديثة العهد تريد أن تنمو وتتغذى وتتحضّر على حساب حضارات سبقت وجودها بقرون ويكفي أن نذكر أن الإمارات تأسست في القرن العشرين لندرك افتقارها لأدنى المقومات الحضارية ولندرك الأهداف الكامنة وراء محاولاتها الحثيثة في نهب الحضارة اليمنية، فالمراد إيقاظ أجيالهم الحالية على حقائق مزيفة بعيدة كل البعد عن الواقع وعلى المقلب الآخر تدمير اليمن كلياً وإخفاء حقيقة تمايزه في حضارته وثقافته عن محيطه الخليجي.
الحضارة اليمنية التي تعدّ من أقدم الحضارات لا تزال آثارها ماثلة حتى اليوم كمعبد شمس وسد مأرب وعرش بلقيس بينما لاشيء يوجد في ممالك ومشيخات النفط سوى ناطحات السحاب وحياة الرفاهية التافهة التي تدل على حداثة عهدها من دون أي ارتباطات بالماضي.
ما يلفت النظر من خلال محو المعالم الحضارية اليمنية التي يقوم بها النظام الإماراتي، التشابه في الفكر الإجرامي الذي قام عليه تنظيم «داعش» الإرهابي فكان لتدمير الحضارة وتشويه التاريخ نصيب من الحرب الإرهابية الشرسة التي تشهدها منطقتنا، ولاسيما في سورية والعراق والدلائل على ذلك كثيرة لا مجال لحصرها.
مقامرات النظام الإماراتي ومن خلفه السعودي ماضية في تدمير اليمن وتجويع شعبه إلى جانب الاقتتال للسيطرة والنفوذ، تقف في وجهها الصواريخ اليمنية التي فرضت وقائع جديدة دخلت على إثرها قوى العدوان على اليمن في حال من الإرباك، فوحدها الصواريخ قادرة على تشكيل ردع لقوى العدوان الذين يبحثون عن مخرج من المستنقع اليمني يحفظ لهم ما بقي من ماء الوجه إن كان موجوداً أصلاً.
هكذا تعيد بريطانيا الى ساحة اليمن… تصحيح الاخطاء بـ اداوات محلية عربية
لازال حل الخلافات في الدول العربية يقع على عاتق ثعلب الغرب (بريطانيا) كأنما مستلمة ملف حل الخلافات بين هذه الدول وهذا ما اثبت لنا التاريخ، وفي 28/11/2017 استضافت بريطانيا اجتماعا بشأن اليمن ومن المضحك ان اليمنيين لم يحضروا في هذا الاجتماع .
وحضر هذا الاجتماع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون نظراؤه في السعودية والإمارات وسلطنة عمان بالإضافة إلى نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية توماس شانون والمبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد ومعظم الحاضرين ايديهم ملطخة بـ دماء اليمنيين.
وكما تشير المعلومات الصحفية ان بريطانيا لا تبحث عن حلول سلمية في اليمن يخدم الشعب ومصالحهم بل تبحث عن حلول لاخراج حلفائهم من المستنقع الذي صنعتها امريكا واسرائيل في اليمن لهم اولاً ومن ثم تفكيك وتقسيم اليمن الى عدة اقاليم مستقلة ومصداق هذا الامر هو تصريح السفير البريطاني لدى اليمن سايمون شيركليف إن “انفصال الجنوب هو في النهاية شأن يمني وعليهم حله من خلال حوارٍ سلمي.
الدور البريطاني في الحرب على اليمن مشهود ولا يمكن غض النظر عنه عبر سياساتها المبنية على النفاق بداعي الجشع وباستغلال مخز للحرب في إشارة إلى تزويد الرياض بصفقات أسلحة متطورة ومنها قذائف محرمة دولياً ثبت أنها صناعة بريطانية وكذلك بتوفير الغطاء السياسي للنظام السعودي في المحافل الدولية والمؤسسات الإنسانية والحقوقية بالتعاون مع الإدارة الأميركية.
وكما تشير صحيفة ” اندبندنت” البريطانية يتمثل المستوى العسكري في الخبراء والفنيين البريطانيين وكذلك صفقات السلاح والذخيرة التي زادت بنسبة 500% منذ بداية الحرب على اليمن بل إن حجم تجارة السلاح وصل إلى 4,6 مليارات دولار في العامين الأولين بعد شراء الرياض قنابل بريطانية محرمة دولياً تم العثور عليها في أماكن القصف بما ينتهك القانون الدولي أما في المسار السياسي، فلندن وواشنطن تقدمان الدعم الكامل للسعودية في المفاوضات وكذلك بالضغط على صنعاء وأيضاً بتأمين الغطاء للمملكة في مجلس الأمن ومنع إدانتها لجرائمها أمام المنظمات الحقوقية والإنسانية.
لقد كانت عدن ولا زالت محط أنظار كثير من الدول الطامعة في إرساء قواعد لها على البحر الأحمر والخليج ومن ثَمَّ السيطرة على المحيط الهندي، والحصول على السيطرة الاقتصادية والسياسية في تلك المنطقة فتوالت على عدن الكثير من القوات و الدول المستعمرة واليوم الدور الاماراتي في جنوب اليمن يعيد ذاكرة احتلال بريطانيا لعدن والجزر اليمنية وبدأت بريطانيا نفوذها في اليمن باحتلال جزيرة بريم في مدخل البحر الأحمر سنة 1799 م ونظرا لأهمية عدن كمفتاح البحر الأحمر قامت عام 1839 م باحتلالها بعد مقاومة عنيفة من السكان.
بدأت بريطانيا نفوذها في اليمن باحتلال جزيرة بريم في مدخل البحر الأحمر سنة 1799 م, ونظرا لأهمية عدن كمفتاح البحر الأحمر قامت عام 1839 م باحتلالها بعد مقاومة عنيفة من السكان.
اما بريطانيا اليوم تسعى مجددا لاحتلال عدن والمحافظات الجنوبية لكن بفارق وهو تصحيح الاخطاء السابقة وعلى سبيل المثال، التحرك العسكري من قبل دويلة الامارات وهو انشاء الحزام الأمني في كل من عدن وأبين ولحج، جنوبي اليمن، وهو يتكوّن من فصائل عدة بقيادات محلية على مستوى المديريات و بتدريب وتسليح جيوش محلية في أكثر من محافظة، كالنخبة الحضرمية في حضرموت والنخبة الشبوانية في شبوة وأخيراً النخبة المهرية التي ما زالت غير قادرة على السيطرة في المهرة بسبب مواقف القوى المحلية منها دون اشعار تشكّل خطورة كقوة كبيرة مجتمعة وتشكيل جيش وطني يمني الذي يثير مخاوف الجهات المعنية، وهذا هو تصحيح احد اخطائها في بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى حيث وضع الجنرال الإنكليزي جاكوب خطة لتشكيل قوات يمنية محلية لتخفيف العبء عن القوات البريطانية في جنوب اليمن والذي باء بالفشل.
ان الامارات تنفذ وتكرر نفس الخطة البريطانية في اليمن الّا وانها تصحح الاخطاء وتختار لاعبين اخرين في تنفيذ هذه المهمة عبر تضعيف الهوية القومية اليمنية وتقسيم اليمن.
هبا علي أحمد – تشرين
المزيد في هذا القسم:
- بريطانيا: الاحتجاجات والضغط الحقوقي يؤجّل زيارة «مجرم الحرب»؟ المرصاد نت - متابعات وسط حملة واسعة تقودها جمعيات ومنظمات حقوقية وإلى جانبها أعضاء في مجلس العموم البريطاني أفادت بعض الأنباء عن تأجيل زيارة ولي العهد السعودي...
- تقرير أمريكي يفضح التحالف "حيلة هيلي والحرب على اليمن" المرصاد نت - متابعات اختارت إحدى المجلات الأميركية عنوان "حيلة هيلي والحرب على اليمن" لتقرير موسع يكشف مساعي الولايات المتحدة من استخدام صواريخ اليمن كشماعة ل...
- الاحتلال الإماراتي يعبث بالجنوب ..إنتاج مليشيات وأستنسخ سجون تعذيب! المرصاد نت - متابعات وسّع الاحتلالُ الإماراتي دائرةَ تصعيده الميداني، فبعد أيام من تشكيل مليشيات ما يسمى "النخبة" الموالية له في محافظة المهرة يسعى اليوم لتشك...
- طيران العدوان يلقي قنابل عنقودية ويقتل 4 صيادين بساحل الحديدة المرصاد نت - متابعات استشهد أربعة صيادين في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء جراء غارات شنها طيران العدوان السعودي الأمريكي استهدف ساحل مديرية الدريهمي بمحافظة ...
- مقتل العشرات من المرتزقة في خرق جديد لليوم الـ33 على التوالي المرصاد نت - محافظات قتل العشرات من مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي اليوم الجمعة في خرقهم لوقف إطلاق النار لليوم الـ 33 على التوالي .ففي محافظة تعز ...
- هل ما زلنا نشك في مطامع السعودية؟؟؟ المرصاد-متابعات أكد رئيس لجنة اعتصام مديرية شحن الحدودية في محافظة المهرة، الشيخ حميد زعبنوت، أن الحراك الشعبي لأبناء المحافظة كشف عن الأطماع العسكري...
- مرتزقة العدوان يخطفون 45 من أبناء قرى الصراري وأحراق المنازل وتفجير جامع جمال الدين المرصاد نت - متابعات مايحدث في قرية الصراري هو ممارسات وحشية وجرائم ضد الانسانية تثبت وبما لايدع مجالا للشك بأن تحالف العدوان قد وجد فقط لخدمة وتمكين القاعدة ...
- جلسة مجلس الأمن .. اليمنيون ضحية مؤامرة ولد الشيخ وتحالف العدوان السعودي وحكومة هادي المرصاد نت - متابعات عقد مجلس الأمن الدولي مساء اليوم جلسته المقررة للنظر في مستجدات ملف الأزمة اليمنية حيث خصصت بداية الجلسة التي بدت ساخنة هذه المرة للاستما...
- 17 شهيد وجريح في غاراتين للعدوان أستهدفت ناقلتي نفط في إب المرصاد نت - متابعات استشهد 8 مدنين وأصيب 9 أخرين بجروح في إحصائية أولية جراء غارتين شنها طيران العدوان السعودي الأمريكي بمحافظة إب فجر اليوم الإثنين. وأوض...
- التحالف يرد على الحوثيين بشأن "خرق الهدنة" وشن غارات جوية على محافظة الضالع في اليمن المرصاد-متابعات نفى التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، الأربعاء، أن يكون قد نفّذ ضربات جوية على محافظة الضالع، واصفًا مزاعم الحوثيين بـ"العارية عن الصحة". ...