المرصاد نت - متابعات
أفشل الجيش اليمني واللجان الشعبية أمس محاولة القوات الموالية لـتحالف العدوان قطع خطوط الإمداد من صنعاء إلى الحديدة. وعلى رغم الغطاء الجوي الكثيف الذي أدى إلى وقوع عشرات الضحايا في صفوف المدنيين عجزت تلك القوات عن الوصول إلى منطقة كيلو 16. مع ذلك يبدو أن السعودية والإمارات ستمضيان في رطم رأسهما بالجدار مستفيدتَين من الدعم الأميركي الذي جدّده جيمس ماتيس
بتغطية أميركية متجدّدة وغير موارِبة، صعّد تحالف العدوان على اليمن هجومه على مدينة الحديدة بادئاً ما ظهر أنها حملة «أرض محروقة» من أجل إحداث خرق في المدينة الساحلية، وقطع طرق الإمداد الرابطة بينها وبين العاصمة صنعاء. حملة سرعان ما استبقت الامبراطورية الإعلامية الخليجية نتائجها الفعلية على الأرض بعمليات التضخيم والتهويل المعتادة، والتي استكملتها القيادات الموالية لـ«التحالف» بإعلان السيطرة النارية على منطقة كيلو 16 الواصلة بين صنعاء والحديدة. لكن ما هي إلا سويعات حتى انكشفت تلك العمليات عن مقتلة استُدرجت إليها الميليشيات المدعومة إماراتياً لترتدّ على إثرها إلى حيث بدأت هجومها.
وأدعت القوات الموالية لـتحالف العدوان أمس سيطرتها على منطقة كيلو 7 عند المدخل الشرقي لمدينة الحديدة بعد «قصف قوس النصر ومنطقة كيلو 10 » في حين تحدثت الوسائل الإعلامية السعودية والإماراتية عن «قطع جميع خطوط إمداد القوات اليمنية المشتركة إلى منطقة كيلو 16» التي أصبحت «تحت السيطرة النارية للفصائل والمليشيات الموالية لها». لكن مصادر مطلعة نفت صحة تلك المزاعم موضحة ما حصل ظهر الأربعاء بالقول إن الجيش اليمني واللجان الشعبية أفسحا المجال أمام الميليشيات المدعومة إماراتياً للتقدم بضعة كيلومترات في منطقة كيلو 10 من أجل الوصول بها إلى منطقة الجميشة (وهي إحدى المناطق التي يمرّ عبرها خطّ صنعاء - الحديدة) حيث كانت القوات المشتركة قد أعدّت لها كميناً محكماً وهجوماً من الاتجاهات كافة أوقع في صفوفها خسائر بشرية ومادية فادحة.
هذه الخسائر فنّدتها وزارة الدفاع اليمنية بصنعاء مُبيّنةً في حديث مصدر فيها نشرته وكالة الأنباء «سبأ» الرسمية أن الجيش واللجان كبّدا الألوية المهاجِمة والبالغ عددها ثلاثة «يتقدمّها لواء المدعو اللحجي» 14 قتيلاً وأكثر من 30 جريحاً أغلبهم في حالة حرجة. وأفاد المصدر بأن الكمين أدى كذلك إلى تدمير ثماني مدرعات أميركية من نوع «أشكوش» وأربعة أطقم عسكرية. وأكد «كسر الزحف الواسع الذي سانده طيران العدوان بأكثر من 50 غارة» أدت إلى مقتل ما لا يقلّ عن 10 مدنيين وإصابة 20 آخرين. ووفقاً لمصدر في مكتب الصحة في مدينة الحديدة فإن طيران تحالف العدوان استهدف المدنيين في فرزة صنعاء وفي منطقة الكشوبع في كيلو 16 ما أسفر عن سقوط 30 ضحية بينهم نساء وأطفال. وأشار المصدر إلى أن الطيران منع لساعات فرق الإسعاف من الوصول إلى مكان الجريمتين.
الجريمتان الجديدتان وما سبقهما وما سيلحقهما، تجد السعودية والإمارات في الموقف الأميركي غطاءً ممتداً للاستمرار في ارتكابه من دون الاكتراث لنداءات المنظمات الدولية. وهو غطاء تولّى وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس أمس تأكيده بادعائه في بيان في شأن شهادته أمام الكونغرس أن الرياض وأبو ظبي «تتخذان إجراءات ملموسة لخفض الخطر على المدنيين والبنية التحتية المدنية والذي تتسبب به العمليات العسكرية لهاتين الحكومتين».
شهادة زور سرعان ما أثارت انتقادات من قبل الجماعات الحقوقية والشخصيات الرافضة لحرب اليمن ومنها منظمة «أوكسفام أميركا» التي رأت أن شهادة بومبيو «تظهر أن وزارة الخارجية تقدم الدعم الأعمى للعمليات العسكرية في اليمن من دون أي التزام بالحقائق أو القانون الأخلاقي أو الإنساني». ووصف العضو الديموقراطي في الكونغرس رو خانا من جهته، تلك الشهادة بأنها «مهزلة»، قائلاً في تغريدة على «تويتر»: «لقد قصف السعوديون عمداً حافلة مليئة بالأطفال. هناك إجابة أخلاقية واحدة فقط: إنهاء دعمنا لهذا التدخل في اليمن». وطالب سكوت أندرسون من معهد «بروكنغز»، بدوره، الكونغرس بـ«طلب الحصول على مزيد من المعلومات على أساس شهادة بومبيو ومواجهته إذا لم تكن المعلومات كافية».
وعلى رغم أن بعض المسؤولين والمحللين الغربيين يعتقدون أن «الرياض بدأت تفقد تأييد مجلس الشيوخ الأميركي والمملكة المتحدة إلى جانب كونها باتت تفتقد بالفعل تأييد الكثيرين في ألمانيا وإسبانيا» وفق ما ذكرت صحيفة «ذا غارديان» البريطانية إلا أن لا شيء إلى الآن يدل على إرادة غربية وتحديداً أميركية في إنهاء الحرب وهو ما يجعل جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث الذي توجّه أمس إلى سلطنة عمان غير ذات معنى. وفي انتظار تبدل الموقف الأميركي يصرّ تحالف العدوان على محاولته تحقيق إنجاز في مدينة الحديدة إذ إن «الكل يعتقد أن (السيطرة على) الحديدة أمر مستحيل. وسنثبت لهم خطأهم» وفق ما نقلت «رويترز» عن مصدر كبير في «التحالف».
إصرار يبدو أقرب إلى التعنّت والنزق منه إلى الإرادة المستنِدة لمعطيات واقعية حتى في نظر المراقبين المحايدين الذي يصفون الخطة السعودية - الإماراتية للسيطرة على الحديدة بـ«استراتيجية بونكرز» (في إشارة إلى شخصية كرتونية غبية) مؤكدين أن قوات «التحالف» «هشّة تماماً وسوف يتمّ إذلالها» وفق ما يرى وزير التنمية الدولية السابق في المملكة المتحدة أندرو ميتشيل. ويعتقد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني توم توغندات من جانبه أن الرياض وأبو ظبي «ترتكبان خطأ استراتيجياً من خلال سعيهما إلى إحكام سيطرتهما على الحديدة» لافتاً إلى أن القوات الموالية لهما «غير مجهّزة من أجل العمل كإدارة مدنية في الحديدة».
المزيد في هذا القسم:
- هل بدء انفراط عقد تحالف العدوان السعودي على اليمن؟ المرصاد نت - متابعات انسحبت القوات السودانية المشاركة ضمن التحالف السعودي في اليمن من بعض مناطق تمركزها غربي البلاد وفقاً لمصدر عسكري. وقالت مصادر عسكرية إن ا...
- أسوشيتد برس: منع لقاحات الكوليرا من دخول اليمن لـ"تعنت أطراف الصراع" ! المرصاد نت - متابعات كشف تحقيق صحفي أن أطراف النزاع في اليمن منعوا شحنة محملة بلقاحات الكوليرا من دخول البلاد بينما كان الوباء يفتك باليمنيين الذين يرزحون تحت...
- على طريق الحل السياسي: اتفاقات السويد تُطلق مسار المفاوضات ! المرصاد نت - متابعات انتهت مشاورات السويد أمس باتفاق في الحُديدة وتفاهم في تعز إلى جانب اتفاق تبادل الأسرى في تقدم كافٍ لبدء جولة ثانية الشهر المقبل على أن تح...
- مخطط اماراتي يستهدف الساحل الغربي بتوطين السلفيين وعودة المرتزقة من البقع الى عدن المرصاد نت - متابعات قالت مصادر سياسية مطلعة إن قيادة القوات الاماراتية في عدن تجري اتصالات بقيادات قوات الحزام الأمني في محافظات عدن و لحج و أبين. وأشارت ...
- تعز: إنفلات أمني وإنتشار للقاعدة وتبادل الإتهامات بين الفصائل المرصاد نت - متابعات نفذت الفصائل المسلحة الموالية لتحالف العدوان في تعز حملة أمنية للقبض على ما اسموهم " الجماعات الإرهابية " ضمن حملة اتفقت عليها الفصائل ال...
- صاروخ باليستي يهدم حلم الغزاة والمرتزقة في باب المندب المرصاد نت - سبأ اعلنت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية مساء الاثنين اطلاق صاروخ باليستي على تجمعات الغزاة والمرتزقة في باب المندب. مصادر عسكرية اكدت ...
- المبعوث الأممي: إتفاق الحديدة لا يزال سارياً ! المرصاد نت - متابعات قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث إن اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة لا يزال سارياً، مؤكدا ترا...
- شهداء وجرحى وغارات هستيرية لتحالف العدوان في عدة محافظات ! المرصاد نت - متابعات استشهد وجرح ثلاثة عشرَ مواطناً يمنياً بينَهم نساء واطفال بغارات لتحالف العدوان السعودي وبنيرانِ مرتزقتِه في محافظتَي الحديدة وحجة خلالَ ا...
- إرادة اليمنيين: أقوى من آلة الحرب السعودية المرصاد نت - حسن زين الدين 3سنوات مرّت على عدوان التحالف بقيادة السعودية على اليمن. العدوان لم يوفّر الرياضة اليمنية التي تعرّضت لخسائر كبيرة لكن رغم ذلك فإ...
- حكومة هادي ترفض التمديد لبعثة محققي الأمم المتحدة المرصاد نت - متابعات أعلنت حكومة هادي اليوم رفضها التمديد لبعثة من المحققين التابعين لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بعدما دعت البعثة أمس إلى السماح لها ب...