عدن : قبول وقف إطلاق النار وتباين المصالح السعودية الإماراتية يبلغ ذروته !

المرصاد نت - متابعات

هاجم نائب رئيس مجلس النواب عبدالعزيز جباري التحالف السعودي الإماراتي متهما إياه بـ"ذبح الشرعية من الوريد إلى الوريد" بعد سيطرة الانفصاليين المدعومين إماراتياً على العاصمة Aden Yeneb2019.8.12المؤقتة عدن. وفي تعليق نشره على موقع "تويتر" قال جباري: "إلى قيادة التحالف: أصبح حديثكم عن دعم الشرعية في اليمن يثير السخرية ويدعو للضحك والبكاء في آن معاً" وتساءل جباري: "عن أي شرعية تتحدثون وقد ذبحتموها من الوريد إلى الوريد؟" واختتم جباري تغريدته بالقول: "لم يفعل الحوثي بالشرعية مثلما فعلتم بها".

إلى ذلك رحب كلٌّ من حكومة هادي وما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي الأحد بدعوة التحالف السعودي الإماراتي إلى وقف إطلاق النار في مدينة عدن.

وبعد ساعات من إعلان "المجلس الانتقالي" الترحيب بدعوة التحالف والسعودية إلى الحوار خرج نائب رئيسه هاني بن بريك، بموقف جديد صباح اليوم أعلن فيه رفض المجلس التفاوض "تحت وطأة التهديد" متحدثا عن الالتزام بـ"شرعية" الرئيس هادي والوقوف إلى جانب التحالف.

من جهتها رحبت حكومة هادي بدعوة التحالف إلى وقف إطلاق النار، ودعوته كافة التشكيلات التابعة لـ"المجلس الانتقالي" للانسحاب من المواقع التي سيطرت عليها خلال الاشتباكات الأخيرة.

 المتحدث باسم حكومة هادي راجح بادي قال أن حكومته ملتزمة "بدعوة تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية لوقف إطلاق النار" كما ترحب بدعوة السعودية للحكومة وجميع الأطراف لعقد اجتماع عاجل في السعودية لـ"الوقوف أمام انقلاب مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي على الحكومة" وكان التحالف أعلن منتصف الليلة الماضية دعوة لوقف إطلاق النار وهدد باستخدام القوة إذا لم يتم الالتزام بها إلا أن دعوته لاقت تعليقات ساخرة من أوساط يمنية باعتبارها جاءت في الوقت الضائع وبدت كما لو أنها محاولة لامتصاص الغضب.

وفيما أعلن "الانتقالي" ترحيبه بالدعوة السعودية للحوار لاقت هذه الدعوة في المقابل تحفظات في الأوساط اليمنية نظرت إليها باعتبارها محاولة لـ"شرعنة الأمر الواقع المفروض بالقوة" قبل أن تضطر السعودية لتوضيح دعوتها وجعلها مشروطة بانسحاب قوات "الانتقالي" أولاً من المواقع التي استولت عليها.

إلى ذلك استهدف التحالف الذي تقوده السعودية مناطق تشكل تهديداً مباشراً لمواقع مهمة لحكومة هادي .وأوضح التحالف أنها العملية الأولى التي ينفذها في هذا الصدد وستليها عملية أخرى في حال عدم التقيد ببيان وقف إطلاق النار في عدن والذي يهدد باستخدام القوة ضد المخالفين. وأضاف التحالف: "لا تزال الفرصة سانحة لعناصر المجلس الانتقالي للانسحاب الفوري من المواقع التي سيطر عليها بالقوة في عدن".

وكان مصدر حكومي أكد وصول نائب رئيس الوزراء وزير داخلية حكومة هادي أحمد الميسري ومعه وزير النقل صالح الجبواني وقائد المنطقة العسكرية الرابعة إلى العاصمة السعودية الرياض مساء السبت. وأكد المصدر أن الوزيرين وقائد المنطقة العسكرية وصلوا إلى الرياض على متن طائرة سعودية أقلتهم من عدن دون أن يكشف مزيداً من التفاصيل.

تباين المصالح السعودية الإماراتية يبلغ ذروته في اليمن

إلى ذلك قال موقع "نيوز ويك" الأميركي إن تباين المصالح السعودية الإماراتية الشريكين الحميمين في الحرب على اليمن، بلغ ذروته مع احتدام المعارك مؤخرا بين المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات وقوات حكومة هادي المدعومة من السعودية.

من ناحيتها قالت "صحيفة نيويورك تايمز" الأميركية إن اشتداد المعارك بين القوات الحكومية والانفصاليين في مدينة عدن أوجد شرخا في التحالف السعودي الإمارتي الهش الأمر الذي ينذر بتفاقم الحرب متعددة الأطراف في البلاد. ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن من السابق لأوانه الحكم على تفكك التحالف بين السعودية والإمارات في اليمن لكنهم عبروا عن قلقهم من استمرار القتال في اليمن، مشيرين إلى أن ذلك قد يعقد الوضع اليمني والجهود المبذولة لاحتوائه.

وقال كبير المحللين في "مجموعات الأزمات الدولية" بيتر ساليسبري لـ"نيويورك تايمز" إن توسع الصراع في اليمن ستكون له أضرار كبيرة على البلد، وقد يخلق حربا أهلية أخرى داخل الحرب الأهلية القائمة.

وتعليقا على الموضوع ذاته قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن السعودية ستفشل بشكل قاطع في هزيمة جماعة الحوثيين بدون دعم عسكري من الإمارات مما سيؤدي إلى استمرار سيطرة الحوثيين على شمال اليمن. وترى الصحيفة أن المستجدات الأخيرة في اليمن ليست سارة لإسرائيل مشيرة إلى أن توسع سيطرة الحوثيين في اليمن سيجعل من السهل على الإيرانيين تهريب الأسلحة عبر البحر الأحمر إلى حماس في قطاع غزة.

وتقول الصحيفة إن ما يبدو واضحا للعيان أن الإمارات تخلت عن الحرب في اليمن، وفشلت السعودية، ولا تزال اليمن منقسمة وغارقة في بؤسها ويمكن للإيرانيين، الاستفادة من ذلك بشكل كبير.
وأوضحت الصحيفة أن إيران ستكون قادرة على استخدام الحوثيين لتهديد حركة السفن الإسرائيلية المدنية والسفن البحرية الإسرائيلية عبر باب المندب.

واحتدمت المعارك الميدانية منذ الأربعاء الماضي في مدينة عدن وسط أنباء عن تقدم القوات الموالية للانفصاليين والمدعومة من الإمارات وسيطرتها على معسكر واحد على الأقل من معسكرات قوات الحماية الرئاسية التابعة لحكومة هادي فضلا عن منزل وزير الداخلية أحمد الميسري.

وحلّقت مقاتلات التحالف السعودي في عدن بكثافة وتحدثت أنباء لم يتسنَّ على الفور التأكد منها من مصادر حكومية عن أن المقاتلات قصفت تعزيزات لحكومة هادي كانت قادمة من محافظة أبين إلى عدن.

المزيد في هذا القسم: