السعودية وهادي.. كان بالإمكان افضل مما كان!

المرصاد نت - معروف درين

لم يعد هناك مجال لمشاهدة مزيدا من القتل والدمار والحصار المفروض على ابناء الشعب اليمني منذ مارس 2015م وما ترتب ويترتب على ذلك من نتائج كارثية بحق اكثر من 25 مليون مواطنhadi2016.9.29


لقد أصبح كل شيء في هذا البلد شبه متوقف وشبه مشلول نتيجة الحصار البري والبحري والجوي فمعظم المصانع الخاصة والعامة تم تدميرها وهناك عشرات الالاف من القتلى والجرحى وهناك قلة في المواد التموينية وهناك حرب خبيثة تقوم بها المملكة العربية السعودية وهادي ضد ابناء الشعب اليمني كافة سواءً على الصعيد السياسي والعسكري والاجتماعي او على الصعيد الاقتصادي على وجه الخصوص!!
لم يعد هنام مجال امام المنضمات الدولية والحقوقية أن تستمر في صمتها المريب امام يحدث لهذا الشعب وسيسجل التاريخ هذا الصمت وهذا الانحياز الواضح بحق المنضمات الدولية كافة بل وسيعريها اكثر مما هي عليه امام العالم اجمع، ولكي لا نذهب بعيدا عن موضوعنا الرئيس ومحور هذه السطور فإننا نعود بالذاكرة قليلا الى ما قبل العدوان والتوقيع على مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الذين حظيا بتأييد ومباركة كل الأطراف حينها..
لقد كان الجميع قاب قوسن أو ادنى من انهاء الازمة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة لولا تدخل بعض الأطراف الداخلية والخارجية لتنفيذ المخطط التأمري ضد وطن الثاني والعشرون من مايو وتمزيقه والقضاء على كل مقدراته وبنيته التحتية وكان هناك ما يشبه تصفية الحسابات بين الأطراف السياسية الفاعلة على الساحة وظهور تحالفات جديدة كان يسعى هادي من خلالها للقضاء على قيادة المؤتمر الشعبي العام والقضاء على حزب التجمع اليمني للإصلاح، ولكن لم يتحقق له ما اراد ففشل في ذلك ودفع الثمن بأن استقال من منصبه ومن ثم غادر صنعاء الى عدن ومن ثم الى السعودية.
نعم غادر هادي العاصمة هاربا الى السعودية طالباً منها التدخل واعادته الى السلطة من جديد، ولأن مخطط العدوان على اليمن كان شبه جاهز رأينا الاستجابة سريعةٌ جدا حتى أن هادي نفسه لم يبلغ ولم يعرف بساعة الصفر كرئيس شرعي لليمن حسب ادعاء قادة السعودية التي حاولت أن تشكل تحالف ولو بصورة سريعة وعملت مع الولايات المتحدة لاستصدار قرار يجيز لها التدخل والعدوان في اليمن، وقد رأينا بعد ذلك الزيف وتشويه الحقائق وادعاء أن ما يقومون به هو من اجل مصلحة اليمن وامنه واستقراره الذي هو جزء من امن واستقرار المملكة وايضا منع التمدد الفارسي الغير موجود سوى في مخيلتهم!!
وهنا وأنا اكتب هذه السطور أطرح بعض النقاط وبعض الاستفسارات امام قادة المملكة بشكل خاص والمهتمين بشكل عام وأول هذه النقاط وابرزها أنه كان بمقدور السعودية اذا هي حريصة على امن واستقرار اليمن بالفعل عدم اعلان الحرب وتشكيل تحالف وإهدار مليارات الدولارات في شراء الأسلحة والولاءات الداخلية والخارجية حتى بعد طلب هادي منها التدخل كان بمقدورها فرض حل ورؤية سياسية تتبناها الملكة وتستصدر قرارات اممية ملزمة لذلك إن استدعى الأمر وتدعم تنفيذ مخرجات الحوار واتفاق السلم والشراكة كما هو الحال في المبادرة الخليجية التي اوصلت هادي الى السلطة2012م.
فإذا كانت الآن السعودية بعد أن قادت تحلف العدوان على اليمن ودمرت كل شيء تسعى الى حفظ ماء الوجه من خلال مبادرة وزير الخارجية الامريكي جون كيري الأخيرة بشأن اليمن والتي تنص على عودة هادي الى العاصمة صنعاء لفترة اربعين يوما وانتقال صلاحياته الى نائبه واجراء انتخابات مبكرة واستكمال كافة الاستحقاقات الدستورية، إذا كانت السعودية تسعى الى تحقيق ذلك لحفظ ماء وجهها وتهربها من تبعات العدوان البربري الغاشم فإننا نقول لها الأن وبعد كل ما جرى ويجري اصبحت عودة هادي شبه مستحيلة حتى وان استخدمتم طرق غير قانونية وغير اخلاقية لفرض ذلك بالقوة سواء من خلال نقل البنك المركزي او غيره من الإجراءات الاقتصادية التي تحارب المواطن اليمني في مأكله ومشربه.
على اية حال إن كانت السعودية حريصة على استقرار اليمن فإنه كان يمكنها ذلك من خلال تبني حلول ومبادرات سياسية ودعم ما اتفق عليه المتحاورون وإن كانت حريصة على شرعية هادي ايضا وعودته بعد تقديم استقالته من منصبه وفراره اليها فإنه كان بإمكانها فرض ذلك عبر حلول سياسية تمدد له ربما لأربع سنوات وليس لأربعين يوما فقط كما تطلب مبادرة كيري لكي يستكمل ما تم التخطيط له لتفتيت اليمن، لكن الأن اصبح الوضع معقد جدا وباتت عودة هادي وحفظ ماء الوجه للسعوديين والتنصل من تبعات ونتائج العدوان غير ممكنه خصوصا وأن الجراح غائرة ولم يتوقع ابناء اليمن ذلك من جاره شقيقة يكنون لها كل الحب والاحترام، فقد كان امام هادي والسعودية خيارات سلمية وليس الحرب والتدمير، اي نعم كان بالإمكان افضل مما كان !!
*كاتب يمني

المزيد في هذا القسم: