من أسطنبول إلى الرياض: أي دوافع وراء ظهور حميد الأحمر ليبيع الوهم للسعوديين؟

المرصاد نت - متابعات

قطع القيادي في تنظيم الإخوان باليمن حميد الأحمر الاسترخاء القسري في مقر إقامته بتركيا ويمّم وجهه شطر العاصمة السعودية الرياض غير أن زيارته انتهت بإهانة.alahmar2017.4.4


وظهر الأحمر أخيراً في الرياض لأول مرة منذ أن غادر اليمن إلى تركيا في خضم المعارك التي شهدتها محافظة عمران بين  "أنصار الله" ومسلحي الإصلاح وانتهت باقتحام معقل آل الأحمر في قبيلة حاشد شمال صنعاء.
وفيما يبدو أن القيادي الإخواني حميد الأحمر وجد لوهلة في اجتماع ضم لفيفاً من القبليين اليمنيين الموالين لتحالف العدوان السعودي فرصة لتسويق نفسه لدى النظام السعودي وبالتالي استجلاب المزيد من الأموال.
بيد أن حسابات الأحمر تبددت من الوهلة الأولى إذ أن الرياض استثنته من دعوات الحضور وهو الأمر الذي لم يمنع عاشق المال والسلطة من استغلال الفرصة ليقرر حضور المؤتمر الذي لم يدع إليه أصلا.
واتهم مشاركون في المؤتمر حزب الإصلاح بمحاولة تجيير الاجتماع من خلال الزج بحميد الأحمر حيث ذكر أحد المشايخ الموالين للرياض في بيان له أنهم فوجئوا بزيارة غير مرتقبة للأحمر إلى مكان إقامتهم مؤكداً أنه تبين لاحقاً أن هذه الزيارة "غير مرخصة ولا منسقة مع الجانب السعودي وأنها تأتي في سياق إظهار حزب الإصلاح وكأنه هو الذي يرعى هذه الفعالية".

ومع أن الأحمر أبدى استعداداً ملحوظاً للعب دور حذاء تزلج لتحالف العدوان ضد اليمن إلا أنه فشل تماماً في استمالة السعوديين وكذا في اجتراح نزر يسير من الثقة وصولا إلى الرهان عليه. وحاول حميد الأحمر إثبات جدية الطاعة للتحالف السعودي بتصريحات صحفية أطلقها خلال تواجده بالرياض جاء فيها:" التحالف يدرك منهم الرجال القادرين على حل لغز الانقلاب".

وفهمت تصريحاته لدى كثيرين في سياق مزاعم توخى منها الإيحاء للمسؤولين السعوديين بقدرة على تنفيذ مهام تقلص منسوب الإخفاقات العسكرية السعودية في اليمن وبالتالي تغيير معادلة الحرب التي ما تزال الأفضلية فيها على الواقع للطرف اليمني المدافع المتمثل بقوات الجيش واللجان الشعبية رغم مرور عامين من بدء العدوان المصحوب بحصار جوي وبري وبحري خانق.

وفيما عكست التصريحات رغبة جامحة لدى الشيخ الأحمر لتقديم ملف اعتماده على رأس قائمة أذرع التحالف السعودي في اليمن فقد فجرت نقاشا ملحوظا عن طبيعة الدور الذي قد يلعبه في إطار الحرب على اليمن.
وخلصت النقاشات في مجملها إلى سؤال لم يخل من التهكم: كيف سيحقق "شيخ بائس" ما استعصى على تحالف كوني يضم 17 دولة؟!

وبالاستناد إلى معلومات من مصادر سعودية فقد غادر حميد الأحمر الرياض عائداً إلى مقر إقامته في تركيا خاليا من أية مكرمة ملكية عدا "إهانة" وجهها إليه شرطي سعودي في بهو فندق "موفمبيك" خلال إلقائه كلمة أمام قبليين يمنيين استدعتهم الرياض في غمرة إخفاقاتها العسكرية باليمن.

انتهازية إخوانية:
ودأب تنظيم الإصلاح على تنفيذ محاولات لجهة تجيير العدوان العسكري للتحالف السعودي ضد اليمن بما يخدم أجنداته الخاصة وهو الأمر الذي أثار حفيظة دول خليجية على رأسها الإمارات فضلا عن تسبب الانتهازية الإخوانية بخلافات عاصفة داخل تحالف العدوان نفسه.

في المقابل دفع سعي حزب الإصلاح إلى احتكار الدعم السعودي لحلفاء العدوان في الداخل اليمني وأيضا عجز مجاميعه المسلحة عن تحقيق أي انجاز عملي في الميدان على مدى عامين من الحرب إلى مراجعة سياستها تجاهه لتتماشى مع مواقف الدول الأخرى.
وتراجع الحماس السعودي لعلي محسن صالح الأحمر بعد أن كانت الرياض تنظر إليه كشخصية محورية قادرة على اختزال فترة الحرب وجذب العديد من القيادات العسكرية والقبلية لدعم تحالفها وهو ما لم يتحقق.

وتشير معطيات كثيرة إلى توجه جديد لدى التحالف السعودي لجهة إعادة ترتيب أدواته في اليمن حيث برزت أخيراً ما تبدو قناعة لدى النظام السعودي بعدم جدوى اللعب بورقة تنظيم الإصلاح (إخوان اليمن).
واتجهت الرياض عملياً للبحث عن أدوات بديلة، لتأدية نفس المهام القتالية التي كانت أسندتها، في وقت مبكر للجنرال علي محسن الأحمر ومجاميع حزب الإصلاح المسلحة في غير بقعة يمنية.
واستعاض التحالف السعودي عن مجاميع المرتزقة التابعين للإصلاح والجنرال علي محسن الأحمر في محور ميدي بمحافظة حجة شمال بقوات سودانية.

وفي هذا السياق جلبت الرياض أواخر مارس المنصرم لواءين إضافيين من الجيش السوداني ونقلتهما عبر جدة إلى الأطراف الشمالية الغربية لمدينة ميدي اليمنية وهي أول مرة تدخل قوات سودانية خط المعارك ضد الجيش اليمني المسنود بمقاتلي اللجان الشعبية، في هذا المحور.
وفي وقت سابق نقلت حوالي خمسة آلاف مجند من المحافظات الجنوبية عبر ميناء عدن الى ميناء عصب الاريتري حيث ينخرطون في معسكرات وقواعد عسكرية اقامتها السعودية وحلفاؤها في دول العدوان وتم نقلهم بعدها الى جبهة الحدود في محاولة لإعاقة توغل قوات الجيش اليمني ومقاتلي اللجان الشعبية في العمق الجغرافي السعودي.

وكالة خبر

المزيد في هذا القسم: