المرصاد نت - لقمان عبدالله
رحّب البيت الأبيض بما وصفه بأنّه خطوة أولى من جانب السعودية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن كما رحّب بقرار فتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء قائلاً إن ملايين اليمنيين يعانون حالياً من الحرمان الشديد.
لا معنى لدعوة البيت الأبيض إلى فتح المنافذ لإيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن والدعوة أيضاً إلى إحياء المسار السياسي، في وقت تدفع فيه واشنطن بتوفيرها مظلة حماية للرياض في مجلس الأمن ومنع إدانتها في المنظمات الإنسانية والحقوقية ما يزيد من تعنتها في رفض وقف الحرب والاستمرار بعدم القبول بالجلوس إلى طاولة المفاوضات.
لا قيمة فعلية لدعوات الإدارة الأميركية وبعض عواصم الغرب ولا سيما بريطانيا في التباكي على الوضع الإنساني الكارثي بعد رفض العاصمتين التخلي عن تسليح الرياض والتي كان آخرها صفقة تسليحية متطورة لقذائف موجهة بدقة عالية بقيمة 7 مليارات دولار من شركتي رايثيون Raytheon وبوينغ Boeing كجزء من اتفاق الأسلحة الذي وُقِّع مع أميركا بقيمة 110 مليارات دولار أثناء زيارة الرئيس دونالد ترامب الأخيرة للسعودية في أيار/ مايو الماضي.
تمارس واشنطن التضليل والنفاق بترحيبها بتخفيف الرياض الحصار على الموانئ والبحرية الأميركية تشارك بشكل فعال في حصار الشواطئ اليمنية وكان موقع «مونيتور» الأميركي قد تطرق في الأسبوع الماضي إلى الإحصاءات التي تشير إلى زيادة واشنطن في عهد ترامب من وتيرة دعمها «التحالف»، رغم تصاعد القلق في أوساط الرأي العام وأعضاء الكونغرس الأميركيين حيال حرب اليمن. وأشار إلى أن فرق الاستشاريين الأميركيين لا تزال تدعم العمليات «التحالف» على طول الحدود السعودية ــ اليمنية.
ونقل الموقع عن مصدر في «البنتاغون» قوله إن وزارته زادت على مدى العام من حجم دعمها لعمليات التحالف بمقدار يزيد على الضعف، ولا سيما على صعيد توفير خدمات التزود بالوقود جوّاً. وزاد أن وزارة الدفاع في خلال العام الحالي، زودت قوات التحالف بنحو 480 ألف غالون من وقود الطيران، بزيادة تقدر بـ 140% عن العام السابق. كذلك لفت الموقع إلى أن طائرات الصهريج الأميركية نفذت 2363 مهمة تتعلق بنقل الوقود جواً في أجواء منطقة القرن الأفريقي منذ بدء الحرب على اليمن من دون توضيح البلدان المعنية بهذه المهمات لكن الموقع أكد أن إدارة ترامب خلافاً لما يصرح به مسؤولو وزارة الدفاع واصلت تزويد الطائرات السعودية على نحو أوسع وأكبر ولا سيما في شأن الغارات على اليمن.
في غضون ذلك تصمت واشنطن في كل مرة عن إجراءات تشديد الحصار التعسفي والجماعي بحق الشعب اليمني إفساحاً في المجال أمام الرياض لاستغلال الحصار لتحقيق أهدافها، وتوظيف الوضع الإنساني سياسياً وحرف الأنظار عنه من خلال إلقاء التهم على من أطلق «صاروخ الرياض» ومن أوصله إلى الجانب اليمني. ويأتي الصمت الأميركي على اعتماد الرياض استراتيجية التجويع والإفقار وانتشار الأمراض والأوبئة بعدما عجزت الأخيرة عن تحقيق أي من أهدافها في الميدان. وبعد ارتفاع الأصوات المنددة بالوضع الإنساني الكارثي لا تذهب واشنطن إلى إدانة الحصار واستنكار إغلاق المنافذ بل تنتظر بيانات حلفائها المريبة والمماطلة برفع الحصار فتعمد إلى الترحيب. وكأن السماح لعدد من طائرات الأمم المتحدة في الهبوط في مطار صنعاء هو عمل بطولي يستحق الترحيب.
وختم بيان البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا تزال تعتقد بأنه يجب وضع نهاية لهذا الصراع المدمر والمعاناة التي يسببها وذلك من خلال مفاوضات سياسية. وكان عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديموقراطي كريس ميرفي قد كسر الصمت شارحاً بالصور من على منبر مجلس الشيوخ كيف أن دعم الولايات المتحدة للحرب في اليمن سمح بأكبر أزمة إنسانية في العالم.
السيناتور الديموقراطي عرض خلال كلمته صوراً لأطفال يعانون من المجاعة، قائلاً إن وباء الكوليرا ما كان ليصيب هؤلاء لولا الدعم الأميركي.
وكشف كيف أن الولايات المتحدة تقدّم المساعدة للطائرات السعودية في تحديد الأهداف فضلاً عن تزويدها بالوقود، مضيفاً «الولايات المتحدة جزء من هذا التحالف، والحملة العسكرية التي تسببت بوباء الكوليرا ما كانت لتحصل من دوننا».
إلى ذلك تتزايد الآراء العالمية التي تنظر إلى واشنطن بوصفها شريكة في الحرب على اليمن منذ بدايتها. وتعتبر بعض المنظمات الإنسانية، ومنها «هيومن رايتس ووتش»، أن واشنطن بتنسيقها ومساعدتها العمليات العسكرية للتحالف هي طرف في النزاع، ومن ثم هي ملزمة بالتحقيق في الهجمات غير القانونية التي شاركت فيها.
المزيد في هذا القسم:
- المهرة تقاوم المشروع السعودي وترفض التواجد العسكري! المرصاد نت - رشيد الحداد أخيراً استغلت الرياض سقوط طائرة عمودية في صحراء محافظة المهرة (شرقي البلاد) مدعية أن الطائرة كانت في مهمة مطاردة إرهابيين. يشكّك الكث...
- الأمم المتحدة: إنهيار الاقتصاد اليمني يدفع بالبلاد إلى حافة المجاعة الواسعة الإنتشار! المرصاد نت - متابعات حذرت الأمم المتحدة من تداعيات كارثية للانهيار المتسارع للأوضاع المعيشية على حياة ملايين السكان اليمنيين حيث إن تدهور قيمة العملة اليمنية ق...
- السعودية والامارات تقضمان الجنوب اليمني: قواعد عسكرية بتغطية أميركية المرصاد نت - متابعات ليس هناك صورة واضحة إلى أين يمكن أن تصل السعودية والإمارات بالنسبة للاطماع في المحافظات الجنوبية اليمنية التي دخلتها خاصة في ظل الصمت الد...
- من جنيف إلى صنعاء: "غريفيث" بين "عقارب" الوقت و"عقارب" السلام! المرصاد نت - متابعات يبدو أن الامتحان الذي يخوضه المبعوث الأممي إلى اليمن لم ينتهِ بعد، فبعيد إخفاق مؤتمر جنيف وعودة وفد العدوان دون حضور وفد صنعاء الذي حالت ...
- الأمم المتحدة تتنصل عن دورها و الشعب اليمني يستغيث المرصاد نت - متابعات ازدادت أعدد النازحين من مختلف المناطق الساحلية بالتزامن مع التصعيد العسكري لدول تحالف العدوان السعودي على اليمن ووجهت الهيئة الوطنية لإدا...
- الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد تُحيل قضية التهرب الضريبي لشركة سبأفون إلى النائب الع... أقرت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد في اجتماعها اليوم برئاسة رئيس الهيئة القاضي أفراح بادويلان نتائج جمع المعلومات والتحري في البلاغ المتعلق بالتهرب الضري...
- 65 قتيلا وجريحا من المرتزقة في شبوة والإصلاح يقر بمشاركته في المعارك المرصاد نت - شبوة ارتفع عدد القتلى في صفوف مرتزقة العدوان إلى 25 عنصرا وأكثر من 40 جريحا خلال تصدي الجيش واللجان الشعبية لهم في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة ...
- إذاعة المانية: العدوان على اليمن خلف الجوع والموت ودمر الشريان الغذائي في الحديدة المرصاد نت - متابعات تناولت إذاعة شمال ألمانيا في موقعها الرسمي بالانترنت، الوضع الإنساني الكارثي الذي خلفه العدوان السعودي الأمريكي في الحديدة بشكل خاص وفي ا...
- الأمم المتحدة : الوضع الإنساني في اليمن "صادم" المرصاد نت - متابعات وصفت الأمم المتحدة أمس السبت الأوضاع الإنسانية في اليمن بـ"الصادمة" وذلك في ختام مهمة استمرت 5 أيام للوقوف على ما آلت إليه الأوضاع في الي...
- صنعاء تحيي الذكرى الـ 43 لاستشهاد الرئيس الحمدي المرصاد-متابعات أحيا تنظيم التصحيح اليوم الأحد ، الذكرى الـ 43 لاستشهاد الرئيس إبراهيم الحمدي وأخيه عبدالله، بفعالية خطابية بالمركز الثقافي بص...