"اجتماع مكة"..انقاذ الأردن ام فرض زعامة بن سلمان

المرصاد نت - متابعات

عقدت قمة مكة الرباعية "السعودية والامارات والكويت والاردن" في مكة المكرمة في وقت يعتبر الاحتجاج الاردني الشعبي المستورد محل تأمل .. صفقة القرن على الطريق .. وتربعAbdallah2018.6.11 بن سلمان على عرش السعودية وشيك جدا بنظر الكثيرين.

الوضع في الاردن اصبح مضطرباً بسبب قانون ضريبة الدخل وارتفاع اسعار السلع الاساسية والوقود غير ان استقالة الحكومة وتكليف الرزازي بتشكيل اخرى لم يخفف من حدة الوضع المضطرب.

وفي اعقاب تفاقم الوضع الاردني دعا الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ملك الاردن وامير الكويت صاحب الاموال وولي عهد الامارات صاحب النفوذ، لمناقشة ما يسمى تقديم مساعدات الى الاردن لاعادة الاستقرار الى هذا البلد في وقت عزت فيه بعض وسائل الاعلام اضطراب الوضع في الاردن الى قطع المساعدات السعودية والامريكية عنه والعامل الرئيسي لذلك هو نتيجة المعارضة الامريكية والسعودية لمشاركة الاردن في الاجتماع الطارئ الاخير لقادة منظمة التعاون الاسلامي في تركيا والذي كان يهدف حماية الشعب الفلسطيني.

وباعتقاد هذه المجموعة فان اي دولة تعارض مشروع صفقة القرن الامريكية يجب معاقبتها وخنقها من اول وهلة كي تكون عبرة لغيرها باعتبار ان الموقف الاردني اتى خلافاً للصفقة والذي ركز بطبيعة الحال على اقامة علاقة طويلة الامد مع الكيان الاسرائيلي.

وفي النهاية سيتم تنفيذ مشروع صفقة القرن في بيئة هادئة وبعيدة عن اي توترات على الرغم من انه يمكن اعتبار كل التحليلات المذكورة اعلاه جزءاً من الحقيقة ما يحدث هذه الايام في الاردن الا انه لا يبدو انها تمثل كل الحقيقة.

التاريخ يشهد على ان الاردن كانت دائما من السباقين الى التطبيع مع اسرائيل خلال العقدين الاخيرين ومن السباقين أيضا في إقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني.

في الوقت ذاته فإن الموقع الاستراتيجي والجيوسياسي الهام الذي يتمتع به الاردن من خلال مجاورته لسوريا والعراق والسعودية وفي النهاية اسرائيل يجعل اختلال الامن وعدم الاستقرار في هذا البلد ليس مضرا بصفقة القرن فحسب بل خطيرا عليها خاصة وان القسم الأعظم من سكان الاردن هم فلسطينيو الاصل وعدم الاستقرار في الاردن يعني زيادة معارضة وجود هؤلاء على أراضي الاردن. وهو الامر الذي ليس بنفع أمريكا ولا اسرائيل ولا السعودية ولا الامارات ولا الدول التي اعترفت بوجود اسرائيل في الخفاء والعلن ولا اولئك الذين صمتوا ويصمتون أمام انتقال السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس وامام مجازر الاحتلال التي وقعت بحق المتظاهرين الفلسطينيين في مسيرات العودة.

اذا أضفنا الى هذه المسائل مسألة تفريغ مجلس التعاون خلال السنة الاخيرة من مفهومه الذي اسس عليه ووضعنا الى جانب هذا اللقاء الثنائي بين بن سلمان وبن زايد والتوافقات بينهما وعدم دعوة البحرين الى الاجتماع، الدعامة الاساسية لمغامرات هذين الشابين، ودعوة الكويت الغنية ودعوة بن زايد بدلا من الامير الى اجتماع مكة، فسيكون واضحا تمام ان هدف هذا الاجتماع هو أكبر من إنقاذ الاردن من عدم الاستقرار. وهو ليس إلا عبارة عن سعي لتقوية مكان بن سلمان كملك مقبل للسعودية وفرضه كقائد للعالم العربي والاسلامي، قائد يسعى جاهدا لإخراج المجتمع السعودي عن الدين، بهدف التقرب من الغرب أكثر وكسب دعمه خاصة أميركا التي يضع بن سلمان تقوية العلاقات معها على رأس أولوياته ويرى بن سلمان أنه للوصول الى هذا الهدف فإن الخطوة الأولى تبدأ من تخطي الخط الاحمر للعالم الاسلامي، وهو الاعتراف رسميا باسرائيل.

وعلى هذا الاساس يتضح الهدف من المساعدة في إعادة الاستقرار للأردن الذي فهم ملكه الرسالة الاميركية الاسرائيلية السعودية حول الثمن الذي قد يدفعه في حال مخالفته لاسرائيل وصفقة القرن اذن فأول نتائج اجتماع مكة وبالطبع الهدف الاصلي له هو فرض بن سلمان كقائد للعالم الاسلامي والعربي وطبعا فإن هذا جزء قليل مما تأمل إليه السعودية من هذا الاجتماع.

«قمة مكة»: 2,5 مليار دولار للأردن
 انتهت «قمة مكة» بتقديم حزمة مساعدات للأردن بلغ حجمها 2.5 مليار دولار بهدف «دعم الأردن الشقيق للخروج من الأزمة الاقتصادية التي يمر بها» في أعقاب موجة من الاحتجاجات ضدّ مشروع قانون ضريبة الدخل.

بعد قرابة أسبوع على اندلاع الاحتجاجات الشعبية في الأردن دعت السعودية إلى لقاء قمة أردني ــ سعودي ــ إماراتي ــ كويتي في مكة. اللقاء الذي جمع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وأمير الكويت صباح الأحمد الصباح، وحاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، إضافة إلى الملك الأردني عبد الله الثاني في قصر الصفا في مكة ليلاً خلص إلى تعهّد كل من السعودية والكويت والإمارات بتقديم حزمة مساعدات للأردن يبلغ حجمها 2.5 مليار دولار بحسب ما ذكر بيان مشترك للدول الثلاث في ختام القمة.
وأوضح البيان بحسب وكالة الأنباء السعودية «واس» أن هذا المبلغ سيتمثّل بـ«وديعة في البنك المركزي الأردني وبضمانات للبنك الدولي لمصلحة الأردن وبدعم سنوي لميزانية الحكومة الأردنية لمدة خمس سنوات وبتمويل من صناديق التنمية لمشاريع إنمائية».
وأبدى الملك الأردني عبد الله الثاني «شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على مبادرته (...) ولدولتي الكويت والإمارات على تجاوبهما مع هذه الدعوة وامتنانه الكبير للدول الثلاث على تقديم هذه الحزمة من المساعدات التي ستسهم في تجاوز الأردن لهذه الأزمة»، بحسب «واس».
«دعم الأمان الاجتماعي»
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن يوم أمس تقديم 20 مليون يورو إضافية للأردن هذا العام لـ«دعم الأمان الاجتماعي».
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني خلال مؤتمر صحافي في عمان «ستجدون الاتحاد الأوروبي دائماً إلى جانبكم يقدّم الدعم الكامل لجهود الإصلاح». وأوضحت أن الأردن يلعب دوراً حيوياً في المنطقة بحكمة وبتوازن فريدين دور نقدره عالياً ونودّ دعمه بكل السبل المتاحة بما فيها الاقتصادية والمالية».

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية