أبرز التطورات السياسية والعسكرية في المشهد السوري

المرصاد نت - متابعات

مع كل يوم جديد يتبدّى إصرار الدولة السورية وحلفائها على استعادة السيطرة على محافظة إدلب. وزير الخارجية السوري وليد المعلّم أكّد من موسكو اليوم أن «سوريا في المرحلة Almoallam2018.8.30الأخيرة لتحرير كامل أراضيها من الإرهاب»؛ فبعد المحافظة الأخيرة التي يحتفظ المسلحون بالسيطرة شبه الكاملة عليها لن يكون للتنظيمات «الإرهابية» وجود فعلي على الأراضي السورية. إرادة الدولة السورية، في استعادة إدلب تدفع موسكو في اتجاهها أيضاً كما تحظى بـ«تفهّم» دولي عبّر عنه مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، بقوله إن مسلحي «هيئة تحرير الشام» (النصرة) «إرهابيون يتعيّن إلحاق الهزيمة بهم».

وقال المعلم في مؤتمر صحافي في موسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إن «سوريا في المرحلة الأخيرة لإنهاء الأزمة وتحرير كامل أراضيها من الإرهاب ولهذا تريد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الاعتداء عليها بهدف عرقلة عملية التسوية السياسية ومساعدة تنظيم جبهة النصرة الإرهابي» الذي يسيطر على القسم الأكبر من منطقة إدلب. وهنا أبرز ما قاله المعلم:
- نحن وروسيا شركاء في مكافحة الإرهاب وحققنا إنجازات كبرى ونحن على مسافة قريبة من إنهاء هذا الإرهاب.
- سيكون لأصدقائنا في روسيا الأولوية في برنامج إعادة الإعمار في سوريا.
- لا يمكن أن ننسى جهود الدول التي تآمرت علينا في عرقلة مكافحة الإرهاب.
- واشنطن تحاول إعادة سيناريو الكيميائي في إدلب لشن عدوان على سوريا.
- سنمارس حقنا في الدفاع عن النفس وتداعيات العدوان ستصيب العملية السياسية وسيتطاير شررها في كل مكان.
- جبهة النصرة اعتقلت معظم أعضاء لجان المصالحات في إدلب بعدما فتحنا معبر أبو الظهور.
- مهما فعلوا فقرار القيادة السورية هو مكافحة جبهة النصرة في إدلب مهما كانت التضحيات ولكن الأولوية للمصالحات المحلية التي قمنا بها في مناطق عديدة في سوريا.
- إذا أراد الغرب المساعدة في عودة النازحين يجب أن يساعد في إعادة إعمار البنى التحتية ورفع العقوبات.
- الوجود الأميركي في سوريا عدواني وغير شرعي ولم يطلب أحد من واشنطن أن ترسل جنودها إلى سوريا.
- الاستخبارات البريطانية ترعى «الخوذ البيض» وتفبرك معهم مسرحية الكيميائي في إدلب.
- تم اختطاف مجموعة أطفال لتمثيل مسرحية الكيميائي في إدلب وهم يريدون القيام بعدوان ثلاثي لإنقاذ «جبهة النصرة».

أبرز ما قاله لافروف:
- نرفض محاولات بعض الدول الغربية استمرار استخدام الأكاذيب المتعلقة بالسلاح الكيميائي، ولدينا حقائق حول تخطيط الإرهابيين لتنفيذ استفزازات باستخدام السلاح الكيميائي.
- لقد حذّرنا شركاءنا الغربيين من دعم الاستفزازات الكيميائية الجديدة في إدلب.
- أميركا ودول غربية لها تجربة في ملف السلاح الكيميائي كذريعة لمهاجمة الجيش السوري.
- الدول الغربية لها تجارب طويلة في تنفيذ الاستفزازات وخلق الذرائع لتبرير العدوان على سوريا كما جرى في مسرحيَّتي خان شيخون ودوما.
- واشنطن تتراجع عن وعودها بالخروج من سوريا بذريعة مختلفة كل مرة.
- الجانب الأميركي يحاول منع المجتمع الدولي من مساعدة سوريا في عملية بناء اقتصادها وإعادة إعمارها.
- عازمون على الاستمرار بالعلاقات مع إيران ولا سيما في ظل دورها في مكافحة الإرهاب عبر عدد من المستشارين.
- واشنطن خسرت عسكرياً في سوريا عبر من درّبتهم، والآن تريد عبر السياسة منع عودة اللاجئين السوريين.

دي مستورا: لإخراج المدنيين من إدلب
مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، كان له حصته من التصريحات بخصوص إدلب أيضاً؛ إذ أعلن استعداده للتوجّه إلى المحافظة بهدف تأمين إقامة «ممر إنساني» من أجل إجلاء السكان المدنيين قبيل هجوم وشيك يعدُّ له الجيش العربي السوري. وقال خلال مؤتمر صحافي في جنيف: «أنا مستعد مرة أخرى... للمساهمة شخصياً وجسدياً في تأمين ممر إنساني موقت يتيح للسكان المدنيين الخروج».

كما شدّد على ضرورة «ضمان إجلاء المدنيين إلى مناطق مجاورة تحت سيطرة الحكومة». وشدّد على أهمية وجود دعم «بنّاء وفعال» من دمشق إذ ان «الممر الإنساني» المحتمل سيمرّ على الأرجح في مناطق تسيطر عليها دمشق. وقال: «عدا عن التوجه إلى تركيا، ليس أمام المدنيين خيار آخر كي لا يكونوا موجودين في أماكن قد تشهد معارك». والأهم بحسب دي ميستورا هو تجنب «تصعيد متسرّع يمكن أن يؤدي بسهولة إلى أسوأ السيناريوات». كما أضاف: «ستكون مأساة في هذه المرحلة بعد معاينة صعوبة السنوات السبع (للحرب السورية)». وقدّر المبعوث الخاص بـ«حوالى 10 آلاف رجل بالإضافة إلى عائلاتهم» عدد مقاتلي «هيئة تحرير الشام»/ «جبهة النصرة» الذين «لا يشكك أحد في أنهم إرهابيون يتعيّن إلحاق الهزيمة بهم».

بوغدانوف: «وجود الإيرانيين بيد الرئيس الأسد»Fly Usa2018.8.30
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف أن قرار وجود القوات الإيرانية في سوريا هو قرار «يتّخذه الرئيس السوري بشار الأسد وحده فقط». وقال: «الرئيس السوري الشرعي طلب منا (روسيا) ومن الإيرانيين إرسال قواتنا العسكرية لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه في سوريا». وأضاف: «حتى الإيرانيون قالوا إن مسألة وجودهم في سوريا يقرّرها الرئيس السوري وليس الإيرانيون أنفسهم ولا الروس بل رئيس دولة ذات سيادة».

بوغدانوف شدّد أيضاً على أن «الجيش العربي السوري يجب أن يبسط سيطرته على مناطق شرق الفرات بعد خروج الأميركيين». وقال: «لدينا جواب يجب أن تكون السلطات السورية موجودة هناك. إذا كان الأميركيون يقولون إنهم قضوا على تنظيم داعش فما هي المشكلة… ما كان يجب أن يكون هذا من البداية (وجود القوات الأميركية حول الفرات)، ما هو الهدف من بقائهم هناك اليوم؟».

من جهة أخرى بحث بوغدانوف خلال اتصال هاتفي يوم أمس مع رئيس «هيئة التفاوض السورية» نصر الحريري «مسار التسوية السورية بموجب قرار مجلس الأمن الرقم 2254». وتم خلال الحديث، التأكيد على ضرورة «الاجتثاث التام للجماعات الإرهابية بما فيها داعش وجبهة النصرة من كامل الأرض السورية».

مناورات روسية في المتوسط مطلع أيلول

أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن روسيا ستجري مناورات واسعة في البحر المتوسط خلال الفترة من 1 إلى 8 أيلول/ سبتمبر بمشاركة 25 سفينة بقيادة الطراد «مارشال أوستينوف» و30 طائرة بما في ذلك القاذفات الاستراتيجية «تو-160»، والطائرات المضادّة للغواصات من طراز «تو-142إم كا» و«إيل-38» والمقاتلة «سو-33» وطائرات «سو- 30 إس إم» التابعة للقوّات البحرية الروسية المتمركزة في البحر الأبيض المتوسّط.

نشاط أميركي شرق الفرات: نحو الضغط على «الوجود الإيراني»

رفعت واشنطن مستوى تحركاتها في مناطق شرق الفرات، عبر نشاط عسكري وسياسي غير مسبوق يهدف إلى تعزيز الهيمنة الكاملة على القرار السياسي والعسكري واستغلال ذلك لتنفيذ سياسياتها ضد «الوجود الإيراني» والضغط على الحكومة السورية

تبرز التحركات الأميركية النشطة في الشمال والشرق السوريين قبل أقل من شهرين على انتهاء مهلة قرار الرئيس دونالد ترامب تمديد وجود قوات بلاده في سوريا لمدة ستة أشهر وبينما يستعد «التحالف الدولي» لإطلاق «المعركة الأخيرة» ضد «داعش» والتي أجّلت لمدة طويلة. وجاء هذا النشاط بعد وقت قصير من الإعلان عن أول جولة حوار بين ممثلين عن «مجلس سوريا الديموقراطية» والحكومة السورية بهدف الوصول إلى «تسوية» لوضع المناطق الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديموقراطية» في إشارة إلى أن واشنطن تملك أوراق الملفين السياسي والعسكري لتلك المناطق. ولا ينفصل الجهد الأميركي عن مسار العلاقات الأميركية ـــ التركية المتوتر كما ينصبّ في إطار الهدف المتمثّل في «إضعاف النفوذ الإيراني في سوريا».

وبعد زيارات عدة لوفود أميركية خلال الأشهر الماضية قام السفير الأميركي السابق في البحرين وأحد ممثلي وزارة الخارجية وليام روباك بجولات استعراضية في أرياف الحسكة ودير الزور والرقة ومنبج وعين العرب. وأكد خلال لقائه المجالس المدنية والعسكرية في تلك المناطق أن قوات بلاده «مستعدة للبقاء في سوريا كما قال الرئيس ترامب بوضوح، لضمان القضاء نهائياً على تنظيم داعش والتركيز على انسحاب القوات الإيرانية ووكلائها أيضاً».

التحركات السياسية ترافقت مع أنباء عن دخول أكثر من 800 شاحنة تحمل معدات وذخيرة وأسلحة إلى النقاط والمعسكرات الأميركية في شرق الفرات تمهيداً لإطلاق معركة ضد «داعش» في منطقة هجين ولتعزيز الوجود العسكري.

كذلك صدرت تسريبات عن نصب واشنطن أجهزة رادار متطورة في مطارين عسكريين قرب عين العرب ورميلان كجزء من خطة لتنفيذ «حظر جوي». وهو ما سوّقت له وسائل إعلام تركية التي نقلت عن مصادر محلية معلومات تفيد بأن «واشنطن نشرت ثلاثة أنظمة رادار متطورة في مناطق تل بيدر وعين العرب وصرين بالإضافة إلى 13 نظام رادار محمول وثابت للمراقبة والاستطلاع».

وتزامن ذلك مع تقارير أشارت إلى صياغة المبعوث الأميركي الجديد إلى سوريا جيمس جيفري توصيات للإدارة في البيت الأبيض تضمنت فرض «حظر جوي وبري» في شمال وشرق نهر الفرات لمنع الجيش العربي السوري والقوات الحليفة له من التحرك عسكرياً نحو تلك المناطق. ولكن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أوضح أمس أن «روسيا لا تمتلك معلومات حول الأنباء التي تتداولها وسائل الإعلام عن استعدادات تجري من قبل الولايات المتحدة لنشر منظومة دفاع جوي في سوريا».

ووسط الحراك الأميركي النشط، وتصريحات روباك الأخيرة قال القائد العام لـ«قسد» مظلوم عبدي إنه «لا يوجد رسمياً أي قرار بانسحاب القوات الأميركية من سوريا وهناك معلومات تفيد بأن الإدارة تناقش إمكانية الانسحاب من عدمها» مضيفاً أن «ممثل الرئيس الأميركي لدى التحالف بريت ماكغورك قال إن قرار البقاء أو الانسحاب هو حالياً في مرحلة صناعة القرار ودراسة صياغته».

وفي السياق نفسه رأى مستشار الرئاسة المشتركة في «حزب الاتحاد الديمقراطي» سيهانوك ديبو أن «الحظر الجوي والبري الأميركي يخدم ويصون وحدة الأراضي السورية ضد مشاريع تركيا في المنطقة». ورأى ديبو أن «هذا التطور الأميركي قد يكون بالتنسيق مع روسيا... ولا يتعارض مطلقاً مع خطوة الحوار مع الحكومة». ووصف ديبو الذي كان أحد أعضاء الوفد الذي زار دمشق مؤخراً اللقاء مع ممثلين عن الحكومة السورية بأنه «جس نبض لمعرفة أفكار الطرفين» متمنياً أن «تستمر اللقاءات حتى ترقى إلى مستوى التفاوض للوصول إلى حل سياسي وفق مبدأ اللامركزية وصيغة الإدارة الذاتية التي تحفظ وحدة سوريا».

إلى ذلك عقدت «حركة المجتمع الديمقراطي» الكردية التي تتزعم الملف السياسي والخدمي للشمال السوري اجتماعها السنوي الثالث في مدينة رميلان حيث قررت فيه التحول من حركة سياسية إلى إطار لمؤسسات المجتمع المدني. وقالت الحركة في البيان الختامي لمؤتمرها إن «الضرورات التنظيمية والسياسية تستدعي التحول في بنية الحركة إلى إطار ومظلة لمؤسسات المجتمع المدني». وأكد البيان أن «الحركة تسعى إلى التأسيس لمشروع سوري ديمقراطي يلبّي طموحات مكونات الشعب السوري وذلك في نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية» وشهد ختام المؤتمر انتخاب كلّ من غريب حسو وزلار جكر رئيسين مشتركين للحركة خلفاً لآلدار خليل وآسيا العبدالله.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية