المرصاد نت - متابعات
لم تسجّل تركيا أي اعتراض على الرد الميداني الذي استهدف موقع إطلاق القذائف «الكيميائية» التي طاولت أحياء حلب الغربية أول من أمس؛ وبعد اتصالات نشطة مع الجانب الروسي خلصت إلى أن هدف هذا «الاستفزاز» عرقلة مسار «اتفاق سوتشي»..
بقيت أطراف مدينة حلب الغربية مسرحاً للتوتر منذ إعلان «اتفاق سوتشي» الروسي ــــ التركي مسجّلة اشتباكات وقصفاً متقطعاً خلال الشهرين الماضيين لم تحدّ منه التهدئة المضمّنة في «الاتفاق» ولا «المنطقة المنزوعة السلاح» المفترضة التي تشمل الريف المحاذي للمدينة من الغرب والجنوب الغربي.
هذا التصعيد بلغ أول من أمس إحدى ذراه عبر قصف نفذته الفصائل المسلحة المنتشرة قرب منطقة الراشدين تسبب في إصابة أكثر من 100 مدني في أحياء الخالدية وجمعية الزهراء وشارع النيل بحالات اختناق حادة ومتوسطة. الاعتداء الذي استخدمت فيه قذائف تحوي مواد كيميائية (غير محددة بدقة بعد) أفضى إلى رد ميداني عبر غارات جوية استهدفت مواقع إطلاق تلك القذائف على أطراف حي «الراشدين 4».
وأتت تلك الغارات بعد إبلاغ القوات الروسية الجانب التركي عنها بشكل مسبق عبر قنوات الاتصال المشتركة. ورغم مرور ما يزيد على يوم على الهجوم لم تخرج أيّ تصريحات غربية واضحة تُدينه أو تشير إليه في الحد الأدنى عدا تأكيد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن بلاده لا تملك معلومات كافية في هذا الشأن. وبينما استنكرت روسيا وإيران هذا الاعتداء طالبت دمشق مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بالتحرك وإدانته، وإجبار الدول التي تسهم وتسهّل نقل أسلحة إلى الجماعات المسلحة على الالتزام بالقرارات الدولية. ووفق المتوقع خرجت الفصائل المسلحة التي ترعاها تركيا كما «هيئة التفاوض» المعارضة، لتنفي الرواية الرسمية وتتهم الحكومة بفبركة الاعتداء بما يتيح لها بدء عمل عسكري جديد وإعاقة العملية السياسية على حد تعبير رئيس «الهيئة» نصر الحريري.
وفي مقابل تلك الادعاءات التي ساقتها «الهيئة» المعارضة و«الجبهة الوطنية للتحرير» لنفي المسؤولية عن الاعتداء وتحميلها إلى الجانب الحكومي كان لافتاً الموقف التركي الرسمي تجاه الهجوم وتجاه ردّ الفعل الميداني عليه. فتركيا لم تدن الاعتداء ولكنها رأت أن هدفه الإضرار بـ«اتفاق سوتشي» كما أنها ــــ وبصفتها دولة ضامنة لتنفيذ الاتفاق ــــ لم تسجّل اعتراضاً على الغارات التي استهدفت مواقع في ريف حلب الغربي والتي تعدّ الأولى من نوعها منذ منتصف أيلول الماضي. ويشير موقف أنقرة هذا إلى عدم اعتراضها على دقة المعلومات التي استندت إليها موسكو ودمشق للرد على مصادر القصف.
ورغم حساسية الاعتداء إلا أنه لن يقود على الأرجح إلى تسخين خطوط التماس بما يفضي إلى معركة واسعة على أطراف مدينة حلب؛ وهذا ما تشير إليه بوضوح طبيعة الرد المباشر والمحدود والمنسّق مع الجانب التركي. غير أنه سيشكّل نقطة مهمة في سياق الضغط الروسي على تركيا، للالتزام بتنفيذ الاتفاق الخاص بمحيط إدلب ضمن مهل زمنية معقولة. ويتساوق ذلك مع الاتصالات العسكرية النشطة بين روسيا وتركيا والتي كان آخرها أمس بين وزيري دفاع البلدين.
ووفق المعلومات التي أوردتها وزارة الدفاع التركية، فقد تبادل الوزيران «الآراء بشأن الاستفزازات الأخيرة التي لا هدف منها سوى الإضرار باتفاق سوتشي». وقد يحضر هذا الهجوم في سجالات لاحقة ضمن «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية»، لا سيما أن الأخيرة سوف تعمل في مطلع العام المقبل على «تحديد المسؤولين عن الهجمات الكيميائية في سوريا» بعدما تم تعديل ولايتها (في نظامها الداخلي) الأسبوع الماضي، لتشمل تحميل المسؤولية لا التحقيق فقط، رغم اعتراض روسيا والصين.
وعلى صعيد آخر أبدت تركيا بوضوح تخوفها من توجه القوات الأميركية إلى نصب «نقاط مراقبة» على الحدود السورية ــــ التركية في شرق الفرات. وأعرب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أول من أمس عن اعتقاده بأن إنشاء نقاط مراقبة أميركية سيزيد من تعقيد الوضع المعقد أصلاً هناك مضيفاً أنه أبلغ الجانب الأميركي موقف بلاده السلبي من هذه الخطوة. وأتى ذلك في وقت وسّع فيه تنظيم «داعش» هجماته في محيط جيب هجين في شرقي دير الزور ما تسبب في مقتل عشرات من عناصر «قوات سوريا الديموقراطية» في محيط بلدة البحرة وحقل التنك النفطي.
أما ديبلوماسياً فقد اتفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، و المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا على ضرورة العمل على تشكيل «اللجنة الدستورية» قبل نهاية العام الحالي. وجاء ذلك في لقاء جمعهما قبل أيام على هامش مؤتمر في روما. ووصف دي ميستورا تشكيل «اللجنة» بأنه «نقطة بداية يمكن أن تغير المعطيات لأن في ذلك فائدة للجميع وبينهم الرئيس بشار الأسد».
المزيد في هذا القسم:
- الانقسام يعزّز التدخل الأميركي: أزمة كبيرة تنذر بعودة الفوضى المرصاد نت - متابعات تتفاقم الأزمة في بلاد الرافدين بسبب خلافات «القوى الشيعية» وفق ما يوضح مصدر عراقي مطلع مؤكداً أن إيران لم تنجح - إلى الآن - في جمع القوى ...
- عناصر الكيان الصهيوني يدنسون المسجد الاقصى ذكرت مؤسسة أهلية فلسطينية تعنى بشؤون المقدسات ان 100 إسرائيلي، بينهم 60 مستوطنا والباقين من عناصر المخابرات الإسرائيلية، اقتحموا المسجد الأقصى في القدس ال...
- الرئيس بشار الاسد: من يحمي بلده من الارهاب فهو وطني والحرب في سوريا والعراق واحدة المرصاد نت - متابعات اكد الرئيس بشار الاسد أن من يقوم بحماية بلده من الإرهابيين ويقوم بحماية سيادتها فهو وطني وليس وحشي. وفي مقابلة مع شبكة "إن بي سي...
- باكستان تنتقد "الصمت الدولي" تجاه كشمير: "العالم يتفرّج كما فعل مع هتلر"! المرصاد نت - متابعات انتقد رئيس وزراء باكستان عمران خان، اليوم الأحد المجتمع الدولي على خلفية قضية إلغاء نيودلهي الحكم الذاتي لكشمير مشبّهاً الأمر بالتغاضي عم...
- هيومن رايتس ووتش : المحاكم السعودية مهزلة قضائية المرصاد نت - متابعات وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش القرارت الصادرة عن المحكمة السعودية بحق عدد من ابناء المنطقة الشرقية بأنها “مهزلة قضائية”. وو...
- ضجّة في قصور بني سعود: نحو عودة «الشراكة»؟ المرصاد نت - لقمان عبدالله لم يعد الحراك المتسارع في البيت الداخلي السعودي خافياً. اتصالات حثيثة لاسترضاء الساخطين ولمّ شمل الأسرة بعد أزمة اغتيال جمال خاشقجي...
- أرتفاع حصيلة ضحايا إعتداء مانشستر إلى 22 قتيلاً المرصاد نت - متابعات أعلنت الشرطة البريطانية ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مانشستر من 19 قتيلاً إلى 22 بينهم أطفال وإصابة نحو 60 آخرين في التفجير الذي صنفته السلطات...
- عشرات الكويتيين الدواعش منهم ولاة وإعلاميون يقاتلون في سوريا المرصاد نت - متابعات يقاتل العشرات من الكويتيين في صفوف تنظيم "داعش" الارهابي من بينهم تولوا مناصب قيادية حسبما نقلت صحيفة "الرأي" الكويتية في عددها الصادر...
- أم الإرهاب تدعي أنها مهددة بـ "الإرهاب الإسلامي"؟ المرصاد نت - متابعات إن عملية الدهس التي حدثت الأمس في القدس المحتل حملت معها نتائج وترددات كبيرة في عالم السياسة حيث أدت هذه العملية إلى إعادة القضية الفلسطي...
- مع تقدم الجيش: أنقرة تفاوض موسكو... بمعـركة سراقب! المرصاد نت - متابعات أكثر من 15 قرية في عمق جبل الزاوية دخلها الجيش، أمس، ليصبح قريباً جداً من حصار جبل شحشبو والنقطة التركية الموجودة ضمنه فيما تجرى معارك عن...