المرصاد نت - متابعات
حقق الجيش العربي السوري مزيدا من التقدم في ريف حماة الشمالي ببسط سيطرته مجددا على بلدتي "تل ملح" الاستراتيجية و"الجبين" بعد معارك خاضها مع إرهابيي "النصرة" اثر هجوم مباغت نفذته القوات السورية على مواقع المسلحين في البلدتين.
وتمكن الجيش العربي السوري امس الاثنين من استعادته السيطرة مجددا على قريتي الجبين وتل ملح شمال محردة في ريف حماة الشمالي بعد معارك عنيفة مع عناصر تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي والميليشيات المتحالفة معه والذين استقدموا قبل أيام تعزيزات كبيرة من أرياف حماة وإدلب ليزجوا بمواجهة الجيش على هذه الجبهة التي اعتقدوا أنهم لن يخسروا فيها أي معركة ولن يهزموا فيها من أي قرية احتلوها سابقا.
وأسفرت هذه المعارك عن مقتل العديد من مسلحي الجماعات الارهابية، وعرف من الإرهابيين القتلى في معارك تل ملح الإرهابي خالد هيثم العمر وهو من أخطر الإرهابيين في "جبهة النصرة"، فيما لاذ من بقي حياً منهم بالفرار وتمكن الجيش من تحقيق تلك النتيجة خصوصا بعد قطع خطوط إمداد "النصرة" بين بلدة اللطامنة والزكاة بريف حماة الشمالي وتدمير طيرانه الحربي رتلا عسكريا قوامه 22 دراجة الية جبلية وعدة شاحنات بيك اب زودة برشاشات متوسطة وثقيلة كان متجها من أرياف المعرة يرافقه إرهابيون مما يسمى قوات النخبة في ميليشيا "العصائب الحمراء" التابعة لـ"النصرة".
وكان الجيش العربي السوري بدأ ليل الأحد الماضي عملية عسكرية ضد مواقع "جبهة النصرة" داخل بلدتي تل ملح والجبين بريف حماة الشمالي، واستطاع عبر الهجوم المباغت من تحرير البلدتين وقتل وجرح عدد من المسلحين ونتيجة لاستعادة الجيش السوري السيطرة على البلدتين، بات طريق محردة – السقيلبية آمنا بالكامل، وذلك بعد أسابيع من انقطاعه بفعل العمليات العسكرية. وتعمل وحدات الجيش على تثبيت نقاط دفاعية بمحيط البلدتين تحضيرا ً للمرحلة القادمة من التقدم في المنطقة وطرد "النصرة" من المنطقة المنزوعة السلاح في ريفي حماة و إدلب.
وتزامنت مع تلك المعارك زيارة نوعية لقيادات في الجيش العربي السوري لجبهات ريف حماة وهو ما قاله مدير شبكة القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية مازن إبراهيم بإن رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية اللواء رمضان رمضان وقائد اللواء الخامس، خيرت أحمد محلة، قاما بجولة ميدانية على جبهات حماة وإدلب وأضاف إبراهيم أن الجولة الميدانية للقياديين البارزين برفقة ضباط آخرين كانت على "خط النار" على الخطوط الأولى للمعارك في ريفي حماة وإدلب بالتزامن مع هجمات جديدة تشنها قوات الجيش العربي السوري على مواقع الميليشيات الارهابية المسلحة في المنطقة.
هذا التقدم الذي حققه الجيش العربي السوري انما اتى بسواعد ابناء سوريا وهذا حسب تصريح رئيس إدارة العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الفريق أول سيرغي رودسكوي الذي كشف أن تحليق سلاح الجو الروسي في سوريا تم تقليصه إلى الحد الأدنى، ويتم كجزء من التدريب القتالي والاستكشاف الإضافي للوضع واضاف رودسكوي: أن كلا من روسيا وتركيا تتخذ التدابير لتحديد بشكل دقيق وتدمير نقاط النار التي تعود للمسلحين في سوريا والمعدات ومستودعات الذخيرة، قائلا "بالتعاون مع زملائنا الأتراك نتخذ تدابير لتحديد وتدمير نقاط النار للإرهابيين ومعداتهم وأسلحتهم ومستودعات الذخيرة".
كما شن الطيران الحربي غارات مكثفة على الإرهابيين في السرمانية ودوير الأكراد بريف حماة الغربي ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين، على حين أغار الطيران الحربي على مواقع ونقاط انتشار تنظيم «النصرة» وحلفائه في خان شيخون وعابدين والأربعين والهبيط، ما أسفر عن مقتل العديد من أفراد التنظيم وجرح آخرين وتدمير عتادهم الحربي أيضاً.
وكان الجيش السوري بدأ في مطلع شهر أيار الماضي عملية عسكرية ضد التواجد الإرهابي في المنطقة المنزوعة السلاح بعد فشل الضامن التركي في تطبيق اتفاق سوتشي وإخراج المسلحين وعتادتهم من المنطقة المتفق أن تكون منزوعة السلاح وتمكنت القوات السورية من تحرير عشرات القرى والبلدات في ريفي حماة وإدلب وسهل الغاب وتخليص القرى المدنية من إرهاب مئات المسلحين بعد سقوطهم قتلى وجرحى بنيران الجيش السوري.
مشروع "المنطقة الامنة" شرق الفرات.. ماذا وراءه؟
تمر العلاقات التركية الأمريكية بحالة توتر بسبب الصراعات الداخلية والخارجية بين البلدين والتي ألقت بآثارها على الملف السوري وخصوصا في شرق الفرات. فقد اثارت صفقة الصواريخ الروسية لتركيا غضب اميركا ووصل إلى التهديد بالغاء صفقة طائرات إف خمسة وثلاثين واستبعاد تركيا من برنامج الانتاج والتدريب وفرض عقوبات اقتصادية أوسع ويرى مراقبون ان إصرار تركيا على الصفقة الروسية له اهداف على رأسها الخروج من عباءة واشنطن خاصة مع زيادة الملفات الخلافية اهمها الملف السوري والأكراد. هذا في الشأن الداخلي التركي.
اما على صعيد العلاقات الخارجية فيبدو ان تركيا ضاقت ذرعا بالتسويفات الامريكية وباتت تهدد بشن عملية عسكرية في الشمال السوري بذريعة وجود بؤر ارهابية تهدد امنها، الامر الذي دفع بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان ووزيري الخارجية تشاووش اوغلو والدفاع خلوصي اكار أن يتحدثوا عن عملية عسكرية شرق الفرات أيا كانت مخرجات الحوار مع واشنطن.
وجاء ذلك عقب لقاء بين وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مع الممثل الأمريكي الخاص لشؤون سوريا جيمس جيفري بحثا خلاله مسألة إقامة منطقة آمنة شرق نهر الفرات، وأعرب عن انزعاج أنقرة من لقاءات مسؤولين أمريكيين مع قياديين في وحدات الحماية الكردية. وشدد أكار خلال اللقاء على ضرورة اقامة المنطقة الآمنة بالتنسيق بين تركيا والولايات المتحدة، وإخراج الوحدات الكردية من المنطقة.
من جانبه اعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن أنقرة لم تتوصل بعد إلى اتفاق مع واشنطن بخصوص عمق وإدارة المنطقة الآمنة شمال سوريا وأكد أوغلو أن المقترحات الأمريكية بشأن المنطقة الآمنة لا ترضي تركيا كما أن الطرفين لم يتفقا على إبعاد المسلحين الأكراد من المنطقة. كما لفت إلى أن واشنطن بينت عن نوايا "غير صادقة" عندما التقى مسؤولوها العسكريون زعيما من وحدات الحماية الشعبية الكردية.
وحول الموقف التركي المتشدد والتهديدات المتكررة بشن عملية عسكرية في الشمال السوري يري محللون ان الدافع وراءها هو لمنع فرض عقوبات أمريكية جديدة على انقرة. فقد قال المحلل السياسي نصير العمري: ان "التهديدات التركية متكررة، وقديمة جديدة، وربما تكون هذه التهديدات خطوة استباقية لمنع فرض عقوبات أمريكية جديدة على تركيا، أو للتفاوض نحو إبقاء تركيا في المشهد السياسي السوري مستقبلا"وعبر العمري عن اعتقاده بأنه إذا كان هناك بالفعل عمل عسكري تركي، فسيكون عملية محدودة، تعتمد فيها على حلفائها داخل سوريا.
إلى ذلك قامت تركيا بإرسال معدات عسكرية إلى الحدود الجنوبية لمدينة سانليورفا مع سوريا ووصلت قافلة عسكرية مؤلفة من 12 مركبة مدرعة مع وحدات القوات الخاصة والحافلات إلى المنطقة الحدودية مع سوريا عند مدينة رأس العين وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار في نهاية شهر تموز/ يوليو الجاري عن احتمال بدء عملية تركية جديدة في شمال سوريا إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من التوصل إلى اتفاق بشأن منطقة أمنية في المنطقة.
وصدر الثلاثاء بيانا عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي التركي اكد أن أنقرة تعتزم مواصلة جهودها لإنشاء منطقة أمنية على طول حدودها في شمال سوريا. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق إن أنقرة مستعدة لشن عملية في شرق الفرات، وكذلك في المنبج ضد وحدات حماية الشعب الكردية، إذا لم تسحبها الولايات المتحدة من هناك. وقال في وقت لاحق إنه قرر تأجيل بدء العملية العسكرية في سوريا بعد محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 14 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وبعد ذلك أعلن الرئيس الأمريكي سحب القوات من سوريا.
هذه التدخلات المتكررة في الشأن السوري كانت محل استنكار من سوريا حيث أعربت عن استنكارها الشديد لاستمرار التدخل الأمريكي الهدام فيها والذي يرمي إلى إطالة أمد الأزمة وتعقيدها مجددة رفضها القاطع لأي شكل من أشكال التفاهمات الأمريكية التركية التي تشكل اعتداء صارخا على سيادة ووحدة سوريا أرضا وشعبا.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين: تؤكد سوريا مجددا رفضها القاطع لأي شكل من أشكال التفاهمات الأمريكية التركية والتي تشكل اعتداء صارخا على سيادة ووحدة سوريا أرضا وشعبا وانتهاكا فاضحا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وان الذرائع التي يسوقها النظام التركي في عدوانه على سوريا بحجة الحفاظ على أمنه القومي تكذبها سلوكيات وسياسات هذا النظام الذي شكل ولا يزال القاعدة الأساسية للإرهاب وقدم له كل أشكال الدعم اللوجستي، بحسب المصدر.
وتابع المصدر: نبهت سوريا مرارا إلى مخاطر المشروع الأمريكي في سوريا والذي يستهدف كل السوريين وتجدد دعوتها بعض الأطراف التي تماهت مع هذا المشروع للعودة إلى الحاضنة الوطنية وألا تكون أداة خاسرة في هذا الاستهداف الدنيء لوحدة الوطن السوري والتخلي عن أوهام يرفضها جميع السوريين بشكل مطلق.
الأتراك والأميركان وهيئة تحرير الشام في إدلب
تحاول تركيا التموضع عند نقطة ارتكاز متوسّطة بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا لجهة مصالحهما في سوريا أملاً في حماية ما تبقَّى لها من نفوذٍ في أيّ ترتيبٍ عسكري وسياسي قد يتوصَّل إليه الطرفان بعيداً عن دول المنطقة.وتُعتَبر إدلب الورقة المتبقيّة في اليد التركية. وللحفاظ على هذه الورقة سبق أن سرَّبت الصحافة التركية تفاصيل خطةٍ تركيةٍ تقضي بضمّ إدلب ومحيطها إلى منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" في ريف حلب على أن تتبع إدارياً للحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف المعارِض الذي أُبعِدَت منه مؤخراً القيادات غير المقرَّبة من تركيا.
وكادت التفاهُمات مع فصائل المعارضة المسلّحة أن تصل إلى اتفاقٍ يقضي بتشكيلِ إدارةٍ موحَّدةٍ عسكريةٍ ومدنيةٍ لولا تردّد هيئة تحرير الشام بشأن حلّ نفسها قبل الحصول على ضماناتٍ تركيةٍ تلبّي مصالحها بعد الاندماج وقد راهنَ كثيرون على أن تكثيف الهجوم الروسي على إدلب في الآونة الأخيرة جرى بعِلمِ تركيا ورضاها لتضييق وقت المناورة على "تحرير الشام" ودفعها سريعاً لحلّ نفسها أو تطبيق الخطّة التركية قبل نهاية العام الجاري.
من جهتها روسيا تكثِّفُ جهودها في إدلب تحت ذريعة مواجهة "هيئة تحرير الشام" التي تصنّفها تركيا منظمة إرهابية إلا أن تركيا تخشى أن يؤدِّي إضعاف "تحرير الشام" باعتبارها الفصيل الأقوى والمسيطر فعلياً إلى تسهيل الطريق أمام عودة الحكومة السورية إلى إدلب قبل التوصّل إلى حلٍّ سياسي شامل.
الولايات المتحدة الأميركية بدورها لا ترغب في أن تضع روسيا يدها على إدلب كيفما اتفق. فإدلب كما مناطق نفوذ الكرد في سوريا هي أوراق مهمة في يد الأميركيين لمساومة الروس على اتفاقٍ ثنائي يلبّي تطلّعات واشنطن وتل أبيب بانسحابٍ إيراني من سوريا مقابل تسهيل عمل القوات الروسية في تدمير "هيئه تحرير الشام" ، وحَمْل فصائل المعارضة على تقديم تنازلات سياسية في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة للتوصّل إلى حلٍّ سياسيّ يُنهي الأزمة في البلاد.
هذا التطلّع الأميركي، حال دونه سابقاً التذبذب في المواقف والضبابية في التوجّه، والذي يصل أحياناً إلى حدّ التناقُض لجهة البقاء العسكري في سوريا أو الخروج منها وترك الملف للدول المتصارِعة فيه. وقد بدأ الأمر يستقرّ لصالح عودة الاهتمام، حيث ساهمت التشكيلات العسكرية الجديدة مثل إبعاد وزير الدفاع جيمس ماتيس وتعيين الجنرال فرانك ماكينزي قائداً للقيادة الوسطى في الجيش الأميركي، وتسمية جيمس جيفري مبعوثاً أميركياً إلى سوريا في إعادة تقديم مُقاربة أميركية تجاه الأزمة في سوريا، تقوم على أولويات محدَّدة: القضاء على داعش والفصائل التي تتقاطع معه إيديولوجياً، إخراج إيران وحزب الله من سوريا ودَفْع العملية السياسية بين النظام والمعارضة.
التطوّر في الموقف الأميركي لجهة استعادة زِمام المبادرة في سوريا أملته الظروف الإقليمية في الآونة الأخيرة مثل: تصاعُد التوتّر مع إيران خليجياً، وشراء تركيا منظومه أس 400 الصاروخية من روسيا وانفضاض العشائر العربية عن الكرد الموالين لواشنطن، ومُضيّ التنسيق التركي الروسي بعيداً عن مصالح حلف الأطلسي.
رغم ذلك لم توفَّق زيارة المبعوث الأميركي إلى أنقرة خلال الأسبوع الماضي في التوصّل إلى تفاهماتٍ شاملةٍ حول "المنطقة الآمِنة" التي تصرّ تركيا على إنشائها في سوريا والتحالفات الأميركية الكردية تزيد من قلق الأتراك من جدّية الوعود الأميركية المقدَّمة لهم في حماية مصالحهم في سوريا.وعلى ما يبدو تراعي روسيا الحساسية الأميركية في مناطق نفوذها الكردية كما تراعى تحالفها مع تركيا. وهي لا تريد لتلك التفاهُمات الموقَّعة مع تركيا أن تنهار.
ومن العقد الكبيرة المتبقيّة أمام عودة التنسيق الأميركي التركي هي "هيئة تحرير الشام" كونها منظمة إرهابية. وهي نفس العقدة التي تتَّخذها روسيا مُبرِّراً لدعم العملية العسكرية والدَفْع باتجاه استعادة إدلب. ولهذا يعمل الأتراك على إعادة تأهيل "هيئة تحرير الشام" لخلق حوارٍ حولها مع الأميركيين والروس. وهناك تفاهُمات حصلت على ما يبدو تؤكَّد على تناغمٍ تركي مع الهيئة، حيث قامت الأخيرة بعدَّة خطوات عسكرية وسياسية وإدارية تصبّ في الصالح التركي. وتخفّف من هواجسه. فعلى سبيل المثال، قامت "تحرير الشام" بفصل ثلاثة من أبرز شرعييها وهم: أبو اليقظان المصري وأبو شعيب المصري وأبو الفتح الفرغلي، وعَزَت ذلك إلى "عدم الالتزام بسياسية الجماعة" ، واللافت أن القاسم المشترك بين المفصولين إيديولوجياً هو عداؤهم لتركيا ورفضهم التعاون معها، وتكفير فصائل مسلّحة ترعاها تركيا. وهي تضيّق حالياً على حزب التحرير في مناطق نفوذها، ولا سيما أن الأخير يكنُّ عداء للسياسات التركية. وقد انخرطت في الآونة الأخيرة في مواجهة بعض الفصائل المتطرّفة في محاولةٍ لإبعاد هذه الصفة عن نفسها فقاتلت داعش وجند الأقصى ونأت بنفسها عن "حرّاس الدين" وأعادت تشكيل مؤسّساتها، وغيَّرت الكثير من سياساتها فتوقّفت عن خطف الصحافيين وبدأت بتسليم بعض أسراها لذويهم.
وإذا كانت "تحرير الشام" تريد من هذه الخطوات الحصول على مظلّةٍ تركيةٍ تحمي مصالحها ضمن تفاهُم سياسي كامل، فإن الأتراك يرون في الهيئة فرصة لاستعادة التوازُن في العلاقات على جبهتين، مع روسيا لصدّ الهجمات التي تشنّها القوات الحكومية السورية ريثما يتمّ ترتيب وضع الحل السياسي النهائي، ومع الولايات المتحدة الأميركية للتوصّل إلى تفاهمٍ حول المنطقة الآمِنة.
ومن هنا فإن الاشتباك في إدلب وإمكانية تركيا ترتيب أوراقها يتناغم مع تصاعُدِ التوتّرِ في الخليج بين إيران والولايات المتحدة التي تريد الضغط على طهران في سوريا ضمن لعبه عضّ الأصابع التي ينتهجها كل طرف.
سوريا.. استانا 13
وفي سياق متصل اشارت الخارجية الكازاخستانية في بيان لها أن الاجتماع المقبل بصيغة أستانة سيعقد في العاصمة نور سلطان يوم غد وبعد غد (1 و2 اغسطس2019) وسيشارك في الاجتماع بنسخته الثالثة عشر الدول الضامنة “إيران وروسيا وتركيا” إضافة إلى وفد الحكومة السورية برئاسة بشار الجعفري وغياب غير بيدرسون ووفد مايسمى المعارضات.
وجاء في البيان ايضا "سيساعد في تسيير المحادثات بصفة مراقبين ممثلون رفيعون عن الأمم المتحدة والأردن إضافة إلى لبنان والعراق اللذين يشاركان في عمليةاستانة لأول مرة. وأوضح البيان أن الاجتماع المقبل سيركز على بحث مستجدات الوضع في سوريا ولا سيما في إدلب وشمال شرقي البلاد.
وكان الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أعلن في العاشر من الشهر الجاري أن اجتماع صيغة أستانة حول الأزمة في سورية سيعقد يومي الـ 1 والـ 2 من اغسطس المقبل في العاصمة الكازاخية نور سلطان.وعقد 12 اجتماعا بصيغة أستانة أحدها في مدينة سوتشي الروسية أكدت الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة خفض التصعيد.
وعلى صعيد مايمكن ان يتطرق اليه حضار استانا يمكن الاشارة الى امكانية طرح العديد من الملفّات والسلال مثل اللجنة الدستورية واللاجئين والتمهيد لحل سياسي واين اصبحت المنزوعة السلاح وهل لازال يعول عليها كاطار لتنفيذ تركيا التزاماتها، من جهتها ما تسمى المعارضات السورية والتي قرر بعضها المشاركة لتحصيل مكاسب حسب قولهم فيما ربط بعضها المشاركة في اجتماعات أستانة بضرورة طرح موضوع ما يجري في ادلب وان يكون هو الملف الوحيد الذي سيتم نقاشه للضغط على روسيا.
وذكر احد اعضاء وفدها انهم اجتمعوا وقرروا المشاركة وقال لن يتم الحديث عن شيء حاليا سوى ادلب وتأجيل الملفات الاخرى في وقت دعا رئيس ما يسمى بهيئة التفاوض الى مقاطعة استانا احتجاجا حسب زعمه على ما يجري في الشمال السوري. المعارضات بكل اطيافها اصبحت تغرد في سياقات وكانها صاحبة قرار بمعنى ان كان حضور استانا رهنا بشروطها واجندتها فالاجتماع من عدمه سيان في وقت اصبح واضحا لدى كل الاطراف في استانا وغيرها أن كل شبر من الارض السورية يجب أن تعود وتصبح تحت ظل السيادة السورية سواء ادلب وما حولها او شرق الفرات والاولويات تحددها دمشق.
المزيد في هذا القسم:
- أبو ظبي والرياض تشرعان أبواب "الخليج" و"البحر الأحمر" لـ أنقرة المرصاد نت - متابعات بعد مرور أكثر من نصف عام لا يزال إبن سلمان وحليفه عالقان عند المحطة الأولى لا بل أكثر من ذلك إذ أن النفوذ الإقليمي الذي كان إبن سلمان وإب...
- كوريا الشمالية : عودة إلى التصعيد: بومبيو «مُهندس» الاستفزاز! المرصاد نت - متابعات تصعيد جديد ظهر بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة أمس بفعل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي بسبب تصريح منه ربما كان قد فتح الباب...
- الجيش العربي السوري يُمسك الحدود شرق القامشلي ! المرصاد نت - متابعات انتشرت وحدات الجيش العربي السوري، اليوم الخميس، في المنطقة الحدودية مع تركيا، التابعة لمنطقة المالكية في أقصى شمال شرق سوريا لتكون قد أنه...
- مشادة حادة في البرلمان الأوروبي حول خروج بريطانيا من الاتحاد المرصاد نت - متابعات شهد البرلمان الأوروبي مشادة حادة خلال جلسة خاصة لمناقشة تبعات تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي. وحسب موقع ال (بي بي ...
- طهران تجدّد مبادرتها الخليجية من الكويت وتحذر واشنطن من التعرّض للناقلة الإيرانية! المرصاد نت - متابعات استكملت سفينة «أدريان داريا»، الاسم الجديد لـ«غرايس 1» الإيرانية إجراءاتها اللوجستية التي من بينها تغيير الاسم ورفع العلم الإيراني بدلاً ...
- رئيس الاستخبارات السعودية يزور اسرائيل سراً المرصاد نت - متابعات كشف موقع ديبكا الاسرائيلي عن زيارة سرية أجراها رئيس الاستخبارات السعودية خالد بن علي الحميدان خلال الأيام القليلة الماضية إلى رام الله وت...
- النظام السعودي يشتري القبة الحديدية من إسرائيل! المرصاد نت - متابعات قالت مصادر دبلوماسية بأن الرياض اشترت منظومة «القبة الحديدية» الدفاعية العسكرية من إسرائيل. وكشفت المصادر أن «هذا التطو...
- ترفيع التمثيل الدبلوماسي هل ينهي مشاكل الخرطوم وواشنطن؟ المرصاد نت - مي علي زيارة لافتة في عنوانها ونتائجها لرئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك للولايات المتحدة هي الأولى في نوعها لمسؤول سوداني بهذا المستوى منذ ع...
- معهد كارنيغي: خمسة أسئلة تتحدّى تيلرسون في حل الأزمة الخليجية المرصاد نت - متابعات نشر موقع مركز كارنيغي للشرق الأوسط مقالا بقلم الباحث "ريتشارد سوكولسكي" تحت عنوان "أزمة قطر: هل سيتمكن تيلرسون من حلها؟" مقال يتحدث عن ال...
- العراق يفتتح بشكل رسمي معبر طريبيل مع الأردن المرصاد نت - متابعات افتتح وزير الداخلية العراقي قاسم الاعرجي الاربعاء منفذ طريبيل الحدودي مع المملكة الاردنية. وقالت وسائل اعلام عراقية ان منفذ طريبيل الح...