المرصاد نت - متابعات
رسمياً، أعلن الجيش العربي السوري منطقة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي وجيب ريف حماة الشمالي منطقة «خالية من الإرهاب المسلح» مؤكداً أن «العمل جارٍ لتطهير هذه القرى والبلدات من العبوات الناسفة وحقول الألغام». وبعدما حاصر الجيش «الجيب» ليومين متتاليين، عقب سيطرته على خان شيخون بدأ صباح أمس التقدم والانتشار داخل قراه ومدنه من دون أن يلقى مقاومة تُذكر إذ كانت الفصائل المسلحة قد أخلت المنطقة منذ ليلة تحرير خان شيخون.
اليوم باتت مدن خان شيخون وبلداتها مورك، اللطامنة، لطمين، كفرزيتا، بالإضافة إلى عديد من القرى الصغيرة والتلال المحيطة تحت سيطرة الجيش تماماً. وبهذا يكون الأخير قد سيطر على كامل محافظة حماة باستثناء عدد من القرى في سهل الغاب في أقصى الريف الحموي الشمالي الغربي.
وبينما كانت قوات الجيش تتقدم في «الجيب» وتحكم طوقاً حول نقطة المراقبة التركية في بلدة مورك كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يؤكد خلال زيارة لبيروت أن بلاده لا تعتزم إخلاء نقطة المراقبة في مورك مضيفاً بالقول: «لسنا هناك (نقطة مورك) لأننا لا نستطيع المغادرة ولكن لأننا لا نريد المغادرة»، قبل أن ينفي أن تكون القوات التركية في النقطة «معزولة»، كما تشير الوقائع الميدانية. ورأى جاويش أوغلو أن هذه النقطة «ليست مطوّقة... قوات النظام تقود أنشطة في محيطها، ونناقش هذه المسألة مع روسيا وإيران». إلا أن المعطيات الميدانية تشير بنحو واضح وحاسم إلى أن النقطة التركية باتت بحكم المعزولة عن محيطها حيث أظهرت مقاطع فيديو تناقلها ناشطون وإعلاميون قوة للجيش العربي السوري وهي تتقدم على مسافة قريبة في محيط النقطة التركية التي تضمّ عدداً من الجنود الأتراك فضلاً عن معدات وآليات عسكرية.
في غضون ذلك أعلن كلّ من الكرملين ومكتب الرئاسة التركية عن اتصال جرى بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان يوم أمس قبل أن تكشف الرئاسة التركية عن زيارة يعتزم أردوغان القيام بها لروسيا في 27 آب الجاري. وبحسب بيان الكرملين فقد ناقش الرئيسان إلى جانب «القمة الخامسة القادمة للدول الضامنة لعملية أستانا في أيلول... جوانب أخرى من التسوية السورية بما في ذلك العمل الذي تقوم به روسيا وتركيا وإيران بالتعاون مع الأمم المتحدة بشأن تشكيل وإطلاق لجنة دستورية».
وأشار البيان أيضاً إلى أنه «جرت مناقشة قضايا التعاون الروسي التركي في سياق استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب، واتُّفق على تكثيف الجهود المشتركة للقضاء على التهديد الإرهابي الناشئ من هذه المنطقة، وضمان تنفيذ مذكرة سوتشي». بدورها قالت الرئاسة التركية إن أردوغان أبلغ نظيره الروسي بأن «هجمات الجيش العربي السوري في شمال غرب البلاد تُسبّب أزمة إنسانية كبرى وتهدد الأمن القومي التركي»، وأبلغه بأنها «انتهكت وقفاً لإطلاق النار في إدلب وألحقت الضرر بالجهود الرامية إلى حل الصراع في سوريا».
وتطرح هذه المعطيات الميدانية بالإضافة إلى المفاوضات والمحادثات الجارية، تساؤلات عن أجواء القمة الروسية ـــ التركية ـــ الإيرانية المزمع عقدها في أنقرة في 16 أيلول/ سبتمبر المقبل، إذ تبدو العلاقة بين تركيا وروسيا محكومة بتطورات الميدان التي أتت لمصلحة الأخيرة بنسبة كبيرة بينما تبدو أنقرة في موقع من يحاول الدفاع عن «المكتسبات» التي حققتها في السنوات الماضية وخصوصاً انتشار نقاط المراقبة التابعة لها.
«فصائل إدلب»: الهزائم ترسم خريطة السيطرة والتحالفات
إلى ذلك ضربت خريطة المجموعات المسلحة في «جيب إدلب» موعداً مع مشهدية جديدة تبدو حتمية الارتسام بوصفها واحداً من منعكسات التقدم المطّرد للجيش العربي السوري وحلفائه في ريفي حماة وإدلب. ولم تشذّ الأجواء في كواليس المجموعات المسلحة في خضمّ المعارك الراهنة عن المألوف في حالات كهذه. تبادُل الاتهامات حاضر بشدة، شأنه شأن تخندق المجموعات في تكتلات يضمر بعضها العداء لبعضها الآخر.
«النصرة»: الهزائم لا تفسد لـ«السطوة» قضية!
ليست هذه المرة الأولى التي تذوق فيها «هيئة تحرير الشام/ النصرة» طعم الهزيمة ولا يبدو أنها ستكون الأخيرة. ويذخر سجل «فتية الجولاني» بهزائم كبرى في جغرافيات مختلفة إلى حدّ يمكن القول معه إن «النصرة» لم تحقق انتصارات حقيقية في السنوات الثلاث الماضية إلا في معارك «الإخوة الأعداء» التي تخوضها بين وقت وآخر ضدّ مجموعات مسلحة أخرى. على أن كل الهزائم السابقة لم تؤدّ إلى انحسار هيمنة «النصرة» وكانت دائماً ما تجد وسائل تعيد عبرها تكريس سطوتها وتفوقها على بقية المجموعات.
وعلى رغم الهزائم الراهنة لا تزال «النصرة» حاضرة بقوة في محافظة إدلب، وبدرجة أقل في ريف حلب الغربي (يُنافسها بصمت «فيلق الشام»). والواقع أن معظم المناطق التي خسرتها المجموعات المسلحة في المعارك الأخيرة لم تكن تُعدّ نقاط نفوذ مطلقة لـ«النصرة» التي تتشبّث بقوة بمدينة إدلب ومحيطها، وريفها الغربي وصولاً إلى مشارف جسر الشغور وريفها الشمالي الشرقي امتداداً نحو ريف حلب الغربي وريفها الشمالي الغربي وصولاً نحو الحدود. وتؤكد معلومات متقاطعة من مصادر مختلفة أن «النصرة» تولي اهتماماً خاصاً في الفترة الراهنة لتحصين تمركزاتها في مناطق «غرب أوتوستراد حلب دمشق» بصورة تُذكّر بما آلت إليه الأمور عقب معارك «شرق السكة»، والتي يمكن عدّها ممهداً فعلياً لمعارك اليوم (انطلقت أوائل عام 2018م وأفضت إلى استعادة الجيش مطار أبو الضهور ومساحات من ريف إدلب الشرقي.
«فيلق الشام» الحاصد الصامت!
بصمت لافت نجح «فيلق الشام» في تعزيز حضوره في المشهد العسكري ومن دون الاضطرار إلى خوض معارك كبرى منذ سنوات. كان تشكيل «الجبهة الوطنية للتحرير» واحدةً من أبرز خطوات توسيع نفوذ «الفيلق» الذي يُعدّ الممثل العسكري الأبرز لـ«جماعة الإخوان المسلمين» ويُحسب على أنقرة بشكل تام. استفاد «الفيلق» من معارك التصفية التي شنّتها «تحرير الشام» ضدّ «حركة نور الدين زنكي» وورث سريعاً مناطق سيطرة الأخيرة في ريف حلب الغربي . عُقدت محادثات طويلة وفي نُسخ متعددة بين «الفيلق» و«جبهة النصرة» بغية الوصول إلى حالة توفيقية تُفضي إلى تشكيل «كيان اندماجي جامع» غير أنها لم تُتوّج بالنجاح لأسباب كثيرة من بينها حرص زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني على عدم خسارة البنية التنظيمية لجماعته علاوة على حسابات معقدة يفرضها وجود «المهاجرين» («الجهاديون» غير السوريين) في صفوف «النصرة».
المؤكد أن مساعي «الفيلق» لم تتوقف بعد، وأن خططاً أخرى للاندماج يتم العمل عليها وراء الكواليس مع تغيير جوهري مفاده التركيز على «الاندماج الإداري» عبر السعي إلى دمج «حكومة المؤقتة» بـ«حكومة الإنقاذ» . تؤكد معلومات أن «الفيلق» دشّن قبل شهرين جولة محادثات جديدة في هذا الشأن تواصل خلالها مع مختلف الأطراف وصولاً إلى التواصل مع أشخاص بعينهم والخوض في تفاصيل تسلّمهم «حقائب حكومية» في التشكيل الموعود. وعلى رغم أن الظروف الراهنة تعيق ظاهرياً المضيّ في خطط من هذا النوع فالثابت أن خطط «الفيلق» لا ترتبط بالوقت الراهن بل ترمي إلى ترتيب أوراق المراحل المقبلة.
«القاعدة» و«الغد الغامض»
علاوة على «تحرير الشام» التي تظلّ شديدة التمسك بـ«العقيدة الجهادية» تبرز مجموعات «جهادية» أخرى. الفارق بين الطرفين أن خيار «تحرير الشام» ذهب ــــ منذ خروج خلافها مع «القاعدة» إلى العلن ــــ نحو استبعاد خطاب «الجهاد العالمي» من أدبياتها والتزام خطاب يؤكد «سورنة جهادها». وخلافاً لذلك تتشبّث الجماعات الأخرى بـ«عولمة الجهاد» وتعلن ولاءها لتنظيم «القاعدة». على رأس تلك المجموعات، يأتي تنظيم «حرّاس الدين» الذي يُعدّ بمثابة ممثل رسمي لـ«القاعدة» في سوريا. في شباط الماضي وصلت العلاقة بين «الحرّاس» و«تحرير الشام» إلى حافة الاحتراب قبل أن يتم احتواء الموقف لاحقاً.
أفرزت تطورات تلك المرحلة تعزيزاً لصراع نفوذ غير معلن داخل «الحرّاس» بين جناحين: سوري وغير سوري (أردني في الدرجة الأولى). اللافت أن الشهرين الأخيرين شهدا خسارة التنظيم المتطرف عدداً من أبرز الوجوه القيادية «المهاجرة» المناهضة لمهادنة الجولاني والمعارِضة في الوقت نفسه لأي تفاهم مع أنقرة. وتلا ذلك دخول «حراس الدين» على خط التفاهم مع «تحرير الشام» في معارك «جيب إدلب» عبر غرفة «وحرّض المؤمنين» التي تضمّ أيضاً «جبهة أنصار الدين» وهي «قاعدية» الولاء، وترافق ذلك مع صدور بيان عن «التنظيم الأم» يدعو «مبايعيه» إلى «النفير ونبذ الخلافات». يبدو جلياً أن «حراس الدين» و«أنصار الدين» يتشاطران غموضاً في مسيرتهما المستقبلية داخل سوريا بخلاف «تحرير الشام» التي تمتلك خيارات أوسع.
بينما ينفرد «الحزب الإسلامي التركستاني» بخصوصية معقدة يفرضها ارتباطه الكبير بأنقرة وحرصه في الوقت ذاته على عدم التحلل من «بيعتين» لتنظيمي «طالبان» و«القاعدة». يسيطر «التركستاني» على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية (ريف إدلب الغربي) إضافة إلى عدد من القرى والبلدات كما يحضر بقوة على جبهات ريف اللاذقية الشمالي ويحتفظ بعلاقات تحالف وطيدة مع «تحرير الشام» وقد خاض اشتباكات ضارية في المعارك الأخيرة ضد الجيش العربي السوري.
«جيش العزّة»: العد العكسي؟
«الحلقة الأضعف» في ما آلت إليه خريطة السيطرة العسكرية اليوم هي «جيش العزّة» الذي ضاقت نقاط سيطرته كثيراً وتجمّعت «كتلته الصلبة» في محيط نقطة المراقبة التركية في مورك، ليرتبط مصيره برغبات أنقرة. كان «العزة» أحد الرافضين للاندماج في «الجبهة الوطنية» (تشكلت في أيار من العام الماضي). وجاء ذلك في إطار محاولات قادته الحفاظ على نفوذهم، واللعب في «مساحة استقلال» تتيح لهم الإفادة من حظوتهم عند الأميركيين بغية التمايز عن المجموعات القابعة تحت العباءة التركية بشكل مباشر.
في الوقت نفسه حرص «العزة» على عدم تأزيم الأجواء مع «هيئة تحرير الشام» لإدراكه أنها أشد المؤهلين لتصفية أي فصيل فارتبط معها بتفاهمات غير معلنة في شأن المناطق التي يحضر فيها الطرفان، أو يتجاوران. لم تمنع تلك التفاهمات من تبادل الطرفين الاتهامات على وقع تقدم الجيش في المعارك الأخيرة ويسود اعتقاد راسخ لدى «جيش العزة» مفاده أن «غدر تحرير الشام كان سبباً مباشراً في الاضطرار إلى الانسحاب من التمركزات الفاعلة» .
الخيارات المتاحة اليوم أمام «العزة» ليست كثيرة وتنحصر في الاندراج تحت «العباءة التركية» ما سيتمخض عنه انضواؤه في «الجبهة الوطنية» على الأرجح أو الدخول تدريجياً في طور التشرذم وربما الاضطرار لاحقاً إلى خوض مواجهات مع «تحرير الشام» بذرائع لن يصعب إيجادها ما قد يمهد غالباً إلى تفكك «العزة» وتفرّق من تبقى من مقاتليه بين الفصائل.
أردوغان إلى موسكو عاجلاً ودمشق لا تتراجع
لم يجد الكثيرون أي تفسير منطقي للاتفاق التركي - الروسي الذي سمح بموجبه بوتين للقوات التركية بدخول جرابلس في 24 آب 2016 لتسيطر على الشريط الحدودي السوري مع تركيا غرب الفرات. وكان من الصعب أكثر على هؤلاء أن يفهموا لماذا وافق بوتين على دخول الجيش التركي إلى عفرين وبعدها إقامة 12 نقطة مراقبة تركية حول إدلب والمدن التابعة لها وفق إتفاق سوتشي.
وكانت مهمة هذه النقاط هو الفصل بين المجموعات المسلحة والجيش العربي السوري في مناطق خفض التصعيد بعد ان خرج مسلحوا هذه المجموعات بعائلاتهم من مناطقهم المحاصرة في الغوطة الشرقية ومخيم اليرموك ومناطق سورية أخرى وهو ما حقق آنذاك للدولة السورية تفوقاً عسكرياً ونفسياً.
وأستغل الرئيس أردوغان بدوره هذه المعطيات وعلاقات أنقرة مع المجموعات المسلحة ليعمل على ترسيخ تحالفه العقائدي مع جميع الفصائل المتواجدة غرب الفرات وتعزيز تواجده العسكري في المنطقة. وهذا ما قاله الرئيس بوتين ووزير خارجيته لافروف عندما أنقرة بالتهرب من إلتزاماتها التي تعهدت بها في إتفاق سوجي في أيلول2018. فلم تتخذ أنقرة والرأي لموسكو أي إجراء عملي لنزع السلاح الثقيل من النصرة وحليفاتها الارهابية وفق التصنيف الدولي ولأن أردوغان لم يرضى لنفسه أن يقال عنه بأنه حارب الإسلاميين.
وأستمر أردوغان في حشد قوات إضافية في نقاط المراقبة التي تحولت إلى ممرات إستراتيجية لنقل السلاح الثقيل والمتطور للمجموعات المسلحة، والقول هنا لبثينة شعبان مستشارة الرئيس الأسد. وكانت كل هذه المعطيات تصب في نهاية المطاف في مصلحة تركيا في إدلب والمناطق المجاورة وبالتالي لدعم علاقاتها مع الفصائل والمجموعات والكتل البشرية الموالية للرئيس اردوغان سياسياً وعقائدياً.
وجاء الاتفاق التركي الأخير مع واشنطن التي تدعم بعض المجموعات في إدلب ومنها جيش العزة ليزعج الرئيس بوتين الذي قال الأسبوع الماضي "في إتفاق سوجي كانت النصرة تسيطر على 60% من إدلب والآن على 90".وكان كلام بوتين هذا سبباً لزيارة مفاجئة للرئيس أردوغان إلى موسكو الثلاثاء (27 اغسطس) وقد يؤجل بعدها القمة الثلاثية المقررة في أنقرة بسبب الخلافات. مع المعلومات التي تتوقع نسف كل الجسور بين بوتين وأردوغان في سوريا بعد أن بات واضحاً أن دمشق المدعومة من طهران مصممة لحسم مشكلة إدلب هذا العام مهما كلفها ذلك.
وهو ما سيكون كافياً لمزيد من التوتر إذا طلبت دمشق من نقاط المراقبة التركية الـ 12 الانسحاب طالما هي ستستمر في عملياتها على محورين الأول معرة النعمان وسراقب لفتح طريق حلب دمشق والثاني بإتجاه جسر الشغور التي شهدت أول مجزرة نفذها الإرهابيون في 4 حزيران 2011 . فالجميع يعرف أن الجيش السوري سينتقم للشهداء بلا محالة خاصة وأن الجسر المتاخمة للحدود التركية بوابة تسلل الإرهابيين الى الريف اشمالي للاذقية وبالقرب منها حميميم التي سينتقم الروس أيضاً لها بعد أن تعرضت للكثير من هجمات الطائرات المسيرة التي يطلقها الإرهابيون.
وهم الأخطر لأنهم من الشيشان وأزبكستان وداغستان وصمم بوتين للقضاء عليهم بالكامل حتى لا يشكلوا أي خطر مستقبلي على بلاده والصين أيضاً فالبعض من هؤلاء الإرهابيين من مسلمي الاويغور. فيما يبدو واضحاً أن موضوع نقاط المراقبة التركية سوف لن يحسم مصير الجسر ومعرة النعمان وبعدها إدلب بل أيضاً مصير عشرات الآلاف من القوات التركية المنتشرة غرب الفرات على طول الحدود السورية مع تركيا من جرابلس الى عفرين. ويتواجد في هذه المنطقة أيضاً حوالي 50 ألف من عناصر مختلف المجموعات المسلحة التي تقوم تركيا بتدريبهم وتدريب كوادرها الاخرى التي يريد لها الرئيس أردوغان أن تساعده في المساومة مع روسيا وإيران خلال العمل من أجل الحل النهائي للازمة السورية وفق حساباته العقائدية والسياسية والاستراتيجية في سوريا وعبرها في المنطقة عموماً. كل ذلك مع إستمرار تواجد 3.5 مليون سوري في تركيا وأكثر من مليون موجودين في إدلب ومحيطها ومعهم حوالي 50 ألف من إرهابيي النصرة وحليفاتها.
ويراهن الكثيرون هنا على رد الفعل الروسي والإيراني المحتمل على كل هذه الحسابات التركية بعد أن فقد بوتين وروحاني ثقتهما بأردوغان الذي أراد أن يساومهما بإتفاقه مع ترامب وأعترف بإحتلاله لشرق الفرات على الرغم من موقف واشنطن السلبي ضدّ تركيا في موضوع أ-400.
وفي نهاية المطاف يبدو واضحاً أن حسابات أردوغان باتت صعبة أولاً غرب الفرات مع إصرار دمشق على تحرير كامل الأراضي السورية وثانياً بالفخ الذي نصبه الأميركان له في الشمال السوري بإعتراف العديد من الدبلوماسيين والجنرالات المتقاعدين الأتراك الذين لا يثقون بأمريكا أبداً ويدعون أردوغان للمصالحة مع الأسد فوراً. ويراهن هؤلاء على الخطوة التي قد تكون الأخيرة في مسلسل مناورات ومغامرات أردوغان بعد ما يسمى بالربيع العربي الذي خسر فيه سمعته التي كانت له قبل هذا الربيع. فأراد أردوغان أن يحيي من خلال هذا الربيع ذكريات الخلافة والسلطنة العثمانية فأوصلته الى طريق مسدود وخطير داخلياً في السياسة والاقتصاد والديمقراطية وخارجياً في العلاقة مع الجميع بإعتراف رفاق دربه كعبد الله جول وأحمد داوداوغلو وعلي باباجان.
المزيد في هذا القسم:
- حزب الله نصرُ العرب والإسلام المرصاد نت - متابعات وصف وزراء خارجية الأنظمة العربية حزب الله بالإرهابي وتعهّدوا بمُلاحقته ومُلاحقة أنصار الله وبالتأكيد أضمروا مُلاحقة حماس والجهاد الإسلامي...
- الاتفاق النووي يهتزّ: خرق «تعويضي» لا يغلق باب الدبلــوماسية ! المرصاد نت - متابعات دخلت إيران المرحلة الثانية من مسار يستند إلى برنامج شامل أعدّته عقب تجدد الحملة الأميركية عليها منذ الانسحاب من الاتفاق النووي. مرحلة خُر...
- "أبو غريب" و"فرض القيم".. هكذا جاء رد بن سلمان على بايدن المرصاد-متابعات شهدت المباحثات التي عقدت في قصر السلام بجدة بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الأمريكي جو بايدن، استعراض عدد من القضايا ...
- اسرائيل تخطف المئات من أطفال اليهود الذين قدموا من اليمن المرصاد نت - متابعات تشهد إسرائيل مجددا ضجة واسعة بعدما طافت على السطح مسألة اختفاء أو إخفاء مئات الأطفال اليهود من أصل يمني وصلوا كمهاجرين مع عائل...
- المغاربة يعتبرون السعودية "عنوان الخيانة" لتصويتها ضد أحتضانهم كأس العالم المرصاد نت - متابعات "السعودية عنوان الخيانة" هكذا عنونت جريدة "اليوم 24" اليوم مقالا للتعليق على موقف السعودية في تصويتها ضد ترشح المغرب لاحتضان كأس العالم و...
- دحض ادّعاءات ابن فرحان: سيّاح إسرائيليّون في السعودية! المرصاد نت - متابعات نوّهت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس بـ«المعاملة الممتازة» التي تلقّاها سائح إسرائيلي في السعودية بعدما كشف هويّته للشرطة ما مَكّنه من دخول ا...
- بوتين يجدد استعداد موسكو التعاون الدولي الوثيق في محاربة “الإرهاب” المرصاد نت - متابعات جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد موسكو للتعاون الدولي الوثيق بمختلف الصيغ في مجال محاربة ما يسمى الإرهاب.جاء ذلك في رسالة وجهه...
- مناورات لـ«الناتو» وإجراءات انتقامية: كييف تتعمّد استفزاز موسكو ! المرصاد نت - متابعات بين التهديد وتبادل الاتهامات تتصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية وسط انقسام غربي حول تمديد العقوبات على موسكو. التوتر في آزوف حُمل إلى قمة &...
- الحرس الثوري الإيراني يقصف بصواريخ بالستية مقرات داعش في دير الزور شرق سوريا المرصاد نت - متابعات أعلنت العلاقات العامة في قوات حرس الثورة الإسلامية الإيرانية أن قواتها أطلقت صواريخ على مقر لقيادة مسلحين إرهابيين في دير الزور شرق سوريا...
- لبنان بين الإستشارات والشارع وتحضيرات أمنية وشعبية ! المرصاد نت - متابعات لم يصدر بعد عن مجموعات الحراك الشعبي قرار يكشف ما هي الخطة التي ستعتمد لمواكبة الإستشارات النيابية الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية...