تاريخ حافل من التطبيع الإسرائيلي البحريني.. والعام المقبل تبادل للسفراء

المرصاد نت - متابعات

"سيكون هناك المزيد من المفاجآت في العام المقبل" ربما تلخص هذه العبارة التي قالها "أيوب كارا" مساعد وزير الخارجية الإسرائيلي للشؤون الإقليمية الحالة المتقدمة منNatanyahoo2017.12.22 التطبيع التي وصل لها النظام البحريني والكيان الإسرائيلي


حيث يؤكد خبراء أنّ النظام البحريني يمثل رأس الحربة في التطبيع مع إسرائيل وهوا يقوم بذلك نيابةً عن عدد من الأنظمة الخليجية العميلة وعلى رأسها النظام السعودي والنظام الإماراتي يقول كارا: "نرى اهتماماً كبيراً بين أنظمة دول الخليج لإقامة علاقات مع إسرائيل".

لا يخفى على ذي عقل المستوى المتقدم من التطبيع كما أنّ البحرين نفسها لا ُتخفي ذلك أو حتى تخجل منه بل على العكس تماما؛ بدأت بإرسال الوفود إلى تل أبيب وباقي المدن، وذلك بهدف توسيع التطبيع مع الكيان الإسرائيلي كما أنّ الحاكم البحريني ذاته حمد بن عيسى آل خليفة أكد أنّه سيسمح للمواطنين البحرينيين بزيارة إسرائيل رسمياً مُديناً – أي الملك - المقاطعة العربية لإسرائيل!.

يذكر أن تصريحات نقلت عن حاكم البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، في أيلول/سبتمبر الماضي ندد فيها بمقاطعة إسرائيل تبعتها زيارة وفد بحريني رسمي من جمعية "هذه هي البحرين" إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة

ويبدو أن التهديدات الأمريكية إبان تصويت الأمم المتحدة على قرار رفض نقل العاصمة الأمريكية إلى القدس آتت أُكلها ليخرُج بعدها وزير الخارجية البحريني ويؤكد أنّ القضيّة الفلسطينية "أمرٌ ثانوي" ولا يجب من أجل هذا الأمر الثانوي؛ التهجم على الولايات المتحدة الأمريكية أو الإختلاف معها!.

حيث دعا وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة الى مواصلة التطبيع مع كيان الاحتلال رغم قرار ترامب حول القدس مؤكداً أنه ليس من المفيد افتعال معركة مع امريكا حول "قضايا جانبية" في اشارة الى قضية القدس وفلسطين.

الإسرائيليون لم يروا في مواقف البحرين وملكها المؤيدة لإسرائيل أيّة مفاجئة حيث عزت وسائل إعلام عبرية تطور هذه العلاقات إلى الدور الذي يلعبه معهد "شمعون فيزنتال" الذي ينشط بشكل مكثف في المنامة.

وفي السياق ذاته فإنّ مستقبل العلاقة بين الجانبين (الإسرائيلي والبحريني) يبدو اليوم وأكثر من أيِّ وقتٍ مضى واضحاً وجليّاً  فالتطبيع يسير على قدمٍ وساق حيث قالت صحيفة "ميدل إيست آي" في تقريرٍ لها: "إنّ إقامة العلاقات الكاملة بين المنامة وتل أبيب سيكون في أقرب وقت ممكن ربما في العام المقبل" ويؤكد مراقبون أنّ المنامة وتل أبيب يسعيان إلى فتح سفارات في كلا البلدين وهم بإنتظار الوقت المناسب لذلك وأصبحت كافة الإجراءات شبه جاهزة.Bahrain2017.12.22

وبالعودة قليلاً إلى الوراء يتضح أنّ التطبيع البحريني مع إسرائيل ليس وليد اليوم إنما له تاريخه الطويل فأول اجتماع جمع الجانبين كان في العام 2000 عندما التقى ولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة بوزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي آنذاك "شمعون بيريز" وذلك على هامش اجتماعات مؤتمر "دافوس" العالمي.

موقع ويكليكس هو الآخر كشف عن برقية صادرة في مارس/آذار من عام 2005 عن السفارة الأميركية في البحرين وموجهة إلى الخارجية الأميركية وحملت الرقم "05MANAMA397" أكدت أن مساعد وزير الخارجية الشيخ عبد العزيز بن مبارك آل خليفة قال إن وليّ العهد البحرين التقى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز خلال مؤتمر دافوس أيضاً.

وأثناء مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر من عام 2007 عقد وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة اجتماعاً موسّعاً مع اللجنة اليهودية الأميركية في نيويورك وفي العام ذاته دعا الملك البحريني خلال زيارةٍ له لمقر مؤسسة "American Friends of Lubavitch" الداعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة دعا أعضاء تلك الجمعية إلى المجيء إلى البحرين يقول: "لدينا أرض مخصصة لمن يعود منكم إلى البحرين إنكم موضع ترحيب مثل مواطنينا".

وتتالت الزيارات التطبيعية خلال الأعوام اللاحقة ليشهد العام 2016 تطوراً كبيراً في التطبيع البحريني الإسرائيلي حيث التقى الملك بالحاخام مارك شنير في مارس/آذار في قصره بالمنامة ونقلت حينها صحيفة جيروزليم بوست العبرية عن الحاخام قوله إن الحاكم البحريني قال له: "إنها مسألة وقت قبل أن تبدأ بعض الدول العربية بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل".

أما آخر تلك الزيارات التطبيعية فهي زيارة وفد بحريني إسرائيل وذلك للمرة الأولى وبشكل علني وهو ما وصفته القناة الثانية الإسرائيلية بأنه "تحقيقاً لرسالة حاكم البحرين حمد بن عيسى آل خليفة عن التسامح والتعايش والحوار بين الديانات"!.

وزار وفد بحريني يضم 24 شخصا من جمعية "هذه هي البحرين" الاحتلال الإسرائيلي  قبل أسبوعين وبشكل علني للمرة الأولى بحسب ما كشفت عنه القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي وأوردت القناة في تقرير لها أن الزيارة التي أستمرت أربعة أيام ليست سياسية وإنما تحقيقا لرسالة حاكم النظام البحريني "حمد بن عيسى آل خليفة" حول التسامح والتعايش والحوار بين الديانات المختلفة.

وقد تجول أعضاء الوفد السبت في البلدة القديمة في القدس المحتلة برفقة مراسل القناة الذي أجرى مقابلات مع عدد من أعضاء الوفد.

من جانبه صرّح فضل الجمري أحد أعضاء الوفد البحريني الزائر لإسرائيل من جمعية "هذه هي البحرين" أن حاكم البحرين حمّله رسالة سلام لجميع أنحاء العالم.

وأتت الزيارة في الوقت الذي تتواصل فيه حالة الغضب الشعبي العربي والفلسطيني ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس واعتبار المدينة عاصمة لإسرائيل.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي نقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن حاكم البحرين شجب المقاطعة العربية لإسرائيل في حديث نقله عنه الحاخام أفرهام كوبر رئيس مركز شمعون روزنتال في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية.

وتابع الحاخام كوبر: إن حاكم البحرين أبلغه أن لمواطني بلاده الحرية في زيارة إسرائيل، رغم أن الدولتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية..

وأوضحت أن أول ظهور لرفض حاكم البحرين المقاطعة العربية لإسرائيل كان خلال اجتماع بالعاصمة المنامة مع حاخامين أميركيين من مركز سايمون ويسنثال في فبراير/شباط الماضي

وطردت وزارة الأوقاف وشؤون المقدسات الإسلامية الفلسطينية وعدد من المقدسيين الوفد البحريني التطبيعي الذي كان يزور الاحتلال الاسرائيلي من داخل المسجد الأقصى معتبرين أن التطبيع خيانة وكان قد دعا الحراك الشبابي للاعتصام أمام حاجز بيت حانون لمنع والتصدي لدخول الوفد البحريني إلى قطاع غزة بعد قيامه بزيارة تطبيعية إلى دولة الاحتلال.

ونقلت مصادر أن الأوقاف والمقدسيين طردوا الوفد البحريني المكون من 24 شخصا ينتمون إلى جمعية تدعى "هذه هي البحرين"وبحسب ما نقلت القناة الثانية الإسرائيلية فإن الزيارة تأتي لتعزيز رؤية حاكم البحرين حمد بن عيسى حول ضرورة التسامح والتعايش بين الأديان.

وتجول أعضاء الوفد السبت في البلدة القديمة بالقدس المحتلة برفقة مراسل القناة الثانية الذي أجرى مقابلات مع عدد منهم.

وكان مواطنون بحرينيون أطلقوا حملة واسعة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تحت عنوان "البحرين تقاوم التطبيع" تبرؤوا خلالها من زيارة مواطنيهم لإسرائيل وأكدوا وقوفهم التام إلى جانب القضية الفلسطينية.

ومن نافل القول إنّ البحرين لا تُشكل في سلوكها هذا إلّا جسراً سيعبر عليه عددٌ من الدول العربية الراغبة في التطبيع حيث كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية أن الكيان السعودي والإسرائيلي يعقدان اجتماعات موسّعة بهدف التباحث حول إقامة علاقات اقتصادية بينهما وأولى خطوات هذه العلاقات بحسب الصحيفة هي السماح لإسرائيل بإقامة بعض الصفقات في الخليج وكذلك السماح للخطوط الجوية الإسرائيلية "العال" بالتحليق فوق الأجواء السعودية.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية