«سوتشي» ينطلق اليوم بحضور أممي وأنقرة تبحث عن إنجاز ميداني

المرصاد نت - متابعات

بدأت الوفود السورية بالوصول إلى سوتشي للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي يعقد على مدى يومين في المدينة بدءاً من اليوم وغداً .Sotshai2018.1.29


وقد وصلت ثلاث طائرات من دمشق إلى سوتشي المدينة الواقعة جنوب روسيا وعلى متنها أكثر من 300 مشارك على أن تصل اليوم أيضاً ثلاث طائرات من العاصمة السورية.

المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف رأى أن غياب بعض أطراف المعارضة لن يؤثر على مؤتمر سوتشي.

بدوره قال ألكسندر لافرينتيف مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا إن عدد من ممثلي الهيئة السورية للمفاوضات يشارك في مؤتمر الحوار الوطني السوري بسوتشي بصورة فردية.

وأضاف لافرنتيف أن الكرد ممثلون في المؤتمر ولكن الدعوات وجهت إليهم على أساس فردي.

كما أوضح المتحدث باسم الكرملين أن نتائج مؤتمر سوتشي ستقدم للأمم المتحدة لتطوير وتطبيق عملية جنيف تحت رعايتها.

مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف قال بدوره إن المعارضة السورية المعتدلة تشارك في المؤتمر رغم التهديدات.وأشار إلى أن 71 شخصاً من المعارضة المعتدلة يصلون على متن طائرة خاصة إلى سوتشي.

المتحدث الرسمي باسم وفد هيئة التفاوض السورية المعارضة يحي العريضي رأى من جهته أن الحوار الوطني بسوتشي "ليس في الظروف المناسبة" حيث سيتم تأليف 6 لجان ضمن مؤتمر سوتشي من بينها لجنة تنظيمية وأخرى رئاسية وثالثة دستورية تضم 4 أعضاء.

من جهتها نقلت وكالة سانا عن مصادر في سوتشي قولها إن المسودات التي نشرت عن اللجان أو البيان الختامي للمؤتمر "غير دقيقة على الإطلاق" من جهته دعا تيار الغد السوري المعارض برئاسة أحمد الجربا أعضاءه إلى حضور مؤتمر سوتشي كضمان لتمثيل سياسي معبر عن الشعب السوري.

وقال التيار في بيان له إنه "على الرغم من مشاعر الكثيرين الذين لا يوافقون على هذا المؤتمر إلا أن التيار يشدد على عدم عزوف أطياف المعارضة عن التمثيل السياسي ولاسيما أنها وافقت على الحل السياسي بحسب قرار مجلس الأمن 2254.

هذا وتحدثّت مصادر قريبة من مؤتمر سوتشي عن وجود اتصالات مباشرة ستتخلل مؤتمر الحوار الوطني السوري بين ممثلي الحكومة وقوى المعارضة وأن البيان الختامي سيُصاغ من قبل ممثلين عن كافة المناطق السورية التي أرسلت مندوبين إلى سوتشي رأت أن بنود الأمم المتحدة الـ 12 قد يتضمنّها البيان الختامي للمؤتمر بالكامل.

وكشفت مصادرعن بعض وثائق مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر في سوتشي اليوم 29 وغداً 30 من الشهر الجاري وتناولت الوثائق الوضع الميداني في سوريا وتفاصيل عن عملية أستانا فضلاً عن المحطات والأحداث الأساسية التي وقعت منذ اندلاع الحرب، وأيضاً المساعدات الإنسانية الروسية لسوريا.

إحدى وثائق "مؤتمر الحوار الوطني" والتي جاءت تحت عنوان "عن الوضع في سوريا وحولها" ذكرت أنّه بعد اندلاع النزاع في سوريا عام 2011 لا يزال اليوم جزء كبير من البلاد منطقة نزاع مسلح حيث يحارب الجيش السوري تشكيلات متنوعة من المسلحين، بما فيها مجموعات ترتبط بتنظيم "القاعدة" و"داعش".

وأشارت الوثيقة إلى أنّ التحالف ضد الإرهاب الذي بدأ بقيادة واشنطن في 23 أيلول/ سبتمبر عام 2014، متجاوزاً مجلس الأمن الدولي وبدون التنسيق مع الحكومة السورية، وقامت القوات الجوية الأميركية وحلفاؤها مراراً بقصف مواقع للقوات السورية زاعمة أن تلك الضربات كانت عن طريق الخطأ، حيث أسفر قصف التحالف في 18 أيلول/ سبتمبر عام 2016 عن مقتل أكثر من 60 شخص من أفراد الجيش السوري وتدهور كبير في الوضع العملياتي في منطقة مدينة دير الزور المحاصرة من إرهابيي داعش.

وذكّرت الوثيقة بأنّ روسيا اضطرت لاستخدام حق النقض الفيتو 8 مرات بما في ذلك 6 مرات بالإشتراك مع الصين ما بين عامي 2011 و2017، لمنع اعتماد قرارات متحيزة وغير متوازنة في مجلس الأمن، بما في ذلك قرارات تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة حول إمكانية التدخل العسكري الأجنبي في الشؤون الداخلية لسوريا.

وبحسب الوثيقة فإنّ "الخطوة البناءة الأولى" تمثلت في لقاء "مجموعة العمل" بشأن سوريا الذي عقد في 2012 بجنيف برئاسة مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا آنذاك كوفي عنان حيث تمّ اعتماد بيان جنيف بالإجماع والذي تضمن العناصر الرئيسية للتسوية السلمية للأزمة في سوريا من خلال الحوار بين الحكومة والمعارضة.

ولفتت إلى أنه في الجولة الأولى من مفاوصات جنيف في آذار/ مارس 2016، لم يرفض ممثلو دمشق ولا المعارضة ما تمخضت عنه المحادثات من وثيقة "المبادئ الأساسية للحل السياسي للأزمة في سوريا" وقد وقّع الجانبان اتفاقاً بشأن الحل الشامل للأزمة السورية بالوسائل السلمية في المناطق المتفق عليها في سوريا ووثيقتين أخريين هما: مجموعة من التدابير لمراقبة وقف إطلاق النار وبيان حول الاستعداد لإطلاق مفاوضات السلام.

وأشارت الوثيقة إلى بعض محطات التفاهمات التي مرّت بها الأزمة السورية أبرزها في أيار/ مايو 2017 تم في لقاء أستانا الدولي الرابع التوقيع على مذكرة تفاهم حول إنشاء أربع مناطق لوقف التصعيد في سوريا وفي تموز/ يوليو 2017 تمّ في عمّان التوافق على مذكرة تفاهم بين خبراء من روسيا والأردن والولايات المتحدة حول إنشاء منطقة وقف التصعيد في جنوب غرب سوريا أي في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء.

في 22تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 عقد في سوتشي لقاء ثلاثي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وأظهرت المحادثات أن المواقف المبدئية للدول الثلاث الضامنة لعملية أستانا حول قضية التسوية السورية تجعل من الممكن مواصلة تطوير التنسيق الثلاثي لصالح التسوية السورية وعلى أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

الوثيقة ذكّرت أيضاً بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قاعدة حميميم بسوريا في 11 كانون الأول/ ديسمبر 2017 حيث أمر بسحب جزء كبير من القوات العسكرية الروسية من سوريا.

وفي كانون الأول/ ديسمبر 2017 ،عقد لقاء أستانا الدولي الثامن وفي تمّ التوافق على مواعيد عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في 29-30 يناير 2018 واللقاء الثلاثي التحضيري لممثلي البلدان الضامنة لعملية أستانا في 19-20 يناير.

وثيقة حول عملية أستانا

الوثيقة الثانية التي حملت اسم "حول عملية أستانا" تطرّقت إلى تطبيق نظام وقف إطلاق النار في سوريا وذكّرت بأنّه في كانون الأول/ ديسمبر 2016 تم تطبيق نظام وقف العمليات القتالية على كافة الأراضي السورية بمشاركة دمشق وفصائل المعارضة المسلحة، التي تنشط بشكل أساسي في شمال سوريا وأخذت روسيا وتركيا على عاتقهما دور الضامن لتطبيق النظام ثم انضمت إيران لاحقاً.

في شباط/ فبراير 2017 عقد في أستانا اللقاء الدولي الثاني حول سوريا والذي شاركت فيه مجدداً وفود الحكومة السورية والمعارضة المسلحة و"ترويكا" البلدان الضامنة كما شاركوا بصفة مراقب ممثلين عن الولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة والأردن وخلال اللقاء تم التوافق على وثيقة جرى توقيعها حول المجموعة المشتركة لتحديد كافة شروط وقف إطلاق النار بما فيه فصل المجموعات الإرهابية لتنظيم داعش و"جبهة النصرة" عن فصائل المعارضة المسلحة.

وفي تموز/ يوليو 2017، نظمت في جنيف وبرعاية الأمم المتحدة جولة المشاورات السابعة بين السوريين حيث تم خلال الاتصالات بين الأطراف السورية تحقيق تقدم على صعيدين: مناقشة المسائل الدستورية والحقوقية وتوحيد صفوف المعارضة أيضاً.وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2017 عقد لقاء أستانا الدولي السابع وتم خلاله التوصل إلى اتفاق مبدئي حول نقاط المراقبة ونقاط المرور والتفتيش في محيط منطقة إدلب.

وأشارت الوثيقة إلى أنّه في كانون الأول/ ديسمبر 2017 عقد لقاء أستانا الدولي الثامن وتمّ فيه الاتفاق بشكل نهائي وتبني بيان مشترك حول المهمة الإنسانية لإزالة الألغام في سوريا وحول معالم التراث الثقافي المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي واللائحة التنفيذية بمجموعة العمل الخاصة بإطلاق سراح المحتجزين وتحرير الرهائن وإطلاق السجناء وتسليك جثامين القتلى والبحث عن الموقوفين.

وثيقة حول المساعدات الإنسانية الروسية لسوريا

الوثيقة الثالثة التي حصلت عليها الميادين جاءت تحت عنوان "حول المساعدات الإنسانية الروسية لسوريا" وتشرح بالأرقام والتواريخ المأساة الإنسانية وضحايا الحرب السورية والمساعدات الإنسانية التي قدمتها موسكو للشعب السوري على مدار الأزمة.

بحسب بعض إحصائيات الوثيقة فقد سُجّل في عام 2017 عودة 721,647 ألف شخص سوري إلى منازلهم، وأنّ نحو 85% من مواطني سوريا تحت خط الفقر، وأكثر من 9 مليون سوري محتاج للمواد التموينية، كما أن 25% فقط من المزارع تصلها المياه دون انقطاع، ويبلغ عدد المحتاجين للمساعدة 13,5 مليون إنسان، أي ما يعادل أكثر من نصف سكان البلاد.

كما ذكرت الوثيقة أنّ الوضع في سوريا يتفاقم لا سيما بسبب العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب والقيود المفروضة من قبل عدد من البلدان والاتحادات الإقليمية في مقدمتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومن ضمنها العقوبات والقيود على قطاع الرعاية الصحية.

ونوهت الوثيقة إلى أنّ روسيا من المانحين الرئيسيين، الذين يقدمون المساعدات الإنسانية لسوريا، إذ يعتبر برنامج الأغذية العالمي لمنظمة الأمم المتحدة القناة الرئيسية لنقل المساعدات التموينية الروسية إلى سكان سوريا، وقد بلغت قيمة المساهمة الروسية في نشاط الوكالة الإنسانية في سوريا خلال خمس سنوات 24,5 مليون دولار أميركي وخلال 17 شهراً تمّ تنفيذ 309 عملية إسقاط مظلي للمساعدات الإنسانية (6 آلاف طن من المواد التموينية لنحو 93,5 ألف نسمة) وبلغت كلفة تلك العمليات 65 مليون دولار.

في عام 2016 تم إيصال 3000 طن من المساعدات الإنسانية (مواد تموينية، مستلزمات طبية وأدوية، ومواد أساسية) إلى محافظات حماة، وحمص، والحسكة، واللاذقية، وحلب.
وقد بلغ إجمالي وزن المساعدات الإنسانية التي أرسلتها روسيا إلى سوريا منذ بداية النزاع العسكري في البلاد أكثر من 2254,5 طن.

وبمبادرة من غبطة البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا قامت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في عام 2014 بجمع مبلغ 1,3 مليون دولار و70 طن من المساعدات الإنسانية للمتضررين السوريين جرى تسلميها إلى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ومفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون.

الي ذلك حاولت تركيا بمؤسساتها العسكرية والإعلامية وبمشاركة الرئيس رجب طيب أردوغان التسويق لدخول قواتها جبل برصايا شمال غرب بلدة أعزاز كإنجاز ميداني لافت للعدوان المستمر منذ تسعة أيام على عفرين بالتوازي مع أنطلاق أعمال مؤتمر «الحوار الوطني» في سوتشي الروسية بمشاركة من الأمم المتحدة وغياب وفد «هيئة التفاوض» المعارضة

وفيما يدخل العدوان التركي على عفرين يومه التاسع على التوالي تنطلق اليوم أعمال مؤتمر «الحوار الوطني» الذي تنظمه روسيا في سوتشي وسط مقاطعة من قبل «هيئة التفاوض» المعارضة وحضور المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا. المؤتمر الذي أعلنت القوى الكردية الرئيسية المحسوبة على «حزب الاتحاد الديموقراطي» مقاطعتها له بعد إطلاق «غصن الزيتون» من قبل أنقرة، سينعقد على يومين وبحضور ما يزيد على ألف شخصية سورية (وفق التقديرات)، تختلف انتماءاتهم وحجم تأثيرهم.

التأكيد على تغيّب القوى الكردية المنضوية ضمن «الإدارة الذاتية»، جاء أمس على لسان الرئيسة المشتركة لـ«الهيئة التنفيذية لفيدرالية شمال سوريا» فوزة يوسف، التي أكدت أن «الإدارة الذاتية لن تشارك في مؤتمر سوتشي بسبب الوضع في عفرين». وأوضحت أن «الضامنين في سوتشي هما روسيا وتركيا، والاثنتان اتفقتا على عفرين».

أما التحرك العسكري التركي، فقد اتخذ زخماً أكبر قبيل انطلاق «مؤتمر سوتشي»، إذ كثّفت القوات هجومها على عدد من المحاور الحدودية في عفرين، وسيطرت على عدة مواقع لـ«وحدات حماية الشعب»، وسط حملة قصف جوي ومدفعي واسع على عدد كبير من البلدات هناك. وأرادت أنقرة أمس، التسويق لإنجاز على الأرض، من شأنه أن يغيّر طابع العملية البطيء وغير الفعال، خلال أيامها الأولى.

فبينما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يؤكّد أمام حشد جماهيري في ولاية جوروم، قرب السيطرة على جبل برصايا (أقصى شمال شرق منطقة عفرين)، كثّفت القوات التركية والفصائل المسلحة التي تقاتل إلى صفها، الهجوم على نقاط «الوحدات» ضمن الجبل ومنطقة قسطل جندو المجاورة له من الجهة الجنوبية. وتمكنت تلك القوات مدعومة بقصف كثيف من سلاحي الجو والمدفعية من السيطرة على قمة الجبل التي تشرف على بلدتي معرين وأعزاز (جنوب شرق) وعلى معبر باب السلامة (شرق) وفق ما أعلنت مصادر عسكرية تركية رسمية.

وتزامن التطور الميداني مع وجود وفد إعلامي من وسائل إعلام عالمية، بينها أميركية، في بلدة أعزاز، وذلك بدعوة من الجيش التركي للاطلاع على سير عملية «غصن الزيتون». ونشرت وسائل إعلام تركية تسجيلاً لأحد العسكريين الأتراك، وهو يرفع العلم التركي على «أحد أبراج المراقبة الدفاعية في قمة الجبل»، بالتزامن مع بدء تعزيز النقاط الدفاعية في الجبل، خوفاً من هجوم معاكس قد تنفذه «الوحدات» الكردية لاستعادة الجبل المهم.

وبينما أكدت الفصائل المسلحة العاملة مع الأتراك، سيطرتها على قمة برصايا وبلدة قسطل جندو نفت وسائل إعلام كردية ذلك، وأكدت استمرار الاشتباكات في عدد من نقاط الجبل، وداخل البلدة. وقصفت القوات التركية بلدات قبلي وخليل وحمام التابعة لمناطق عفرين وشيخ الحديد وجنديريس، مسببة وقوع عدد كبير من الضحايا والمصابين بين المدنيين. كما استهدفت بلدات عدة في ناحيتي بلبل ومعبطلي.

بُشرى أردوغان بإنجاز قواته على أطراف منطقة عفرين، ترافقت مع تهديدات بتوسيع العمليات العسكرية لتشمل مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي. وقال الرئيس التركي إن بلاده «ليس لديها أطماع لاقتطاع أراضٍ من سوريا» مضيفاً أن منطقة عفرين سوف تشهد عودة للنازحين «بعد تطهيرها من الإرهابيين... وكذلك إدلب». بدوره قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن تعليقاً على الدعم الأميركي المقدم لـ«الوحدات» الكردية إن «تمكين قوة إرهابية في سوريا يشكل تهديداً لحلف الناتو، ويهدد سلامة أراضيها ووئامها العرقي الاجتماعي» معتبراً أن على «حلفاء تركيا» دعم عمليتها العسكرية في شمال سوريا.

على صعيد آخر وبينما يصل المشاركون تباعاً إلى مدينة سوتشي الروسية للمشاركة في مؤتمر «الحوار الوطني» ينتظر حضور بعض الشخصيات المعارضة التي سبق أن أبدت ترحيبها بالمؤتمر وسط مقاطعة شخصيات أخرى ممن صوّتوا ضمن «هيئة التفاوض» المعارضة لمصلحة الحضور. وكانت «الهيئة» قد أعلنت مقاطعتها المؤتمر بعد تصويت معظم أعضائها ضد الذهاب إلى سوتشي، فيما وافق 10 من أصل 34 عضواً على الحضور.

ويفترض أن «مسودة البيان الختامي» للمؤتمر تتضمن بنود الورقة التي قدمها المبعوث الأممي للطرفين السوريين في جولة محادثات جنيف الثامنة. وتشمل تشكيل «لجنة دستورية» يشارك فيها الطرفان الحكومي والمعارض من أجل التوافق على تعديلات دستورية برعاية الأمم المتحدة، إلى جانب دمج عمل تلك اللجنة في مسار محادثات جنيف (فيينا). وأكدت «المسودة» التزام سيادة سوريا واستقلالها وحق الشعب السوري في تقرير مستقبل بلاده واختيار نظامه السياسي بالوسائل الديموقراطية إلى جانب التشديد على أن تكون سوريا «دولة ديموقراطية غير طائفية تقوم على المواطنة المتساوية» وعلى رفض «الإرهاب والتطرف والطائفية والالتزام بمكافحتها» وضمان سلامة النازحين وحقّهم في العودة إلى ديارهم.

الي ذلك أكد وزير الداخلية التركي سليمان سويلو أمس الاحد أن أنقرة عيّنت محافظين ومسؤولي أمن اتراك في 3 مدن بشمال سوريا خاضعة للاحتلال التركي واشار سويلو في كلمته خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم بمدينة دنيزلي ان تركيا عينت ولاة ومدراء أمن وقيادات درك في كل من أعزاز وجرابلس ومارع مشيرا إلى آمال بلاده في أن يحظى 3.5 مليون لاجئ سوري بالأمان والاستقرار داخل أراضيهم من خلال العمليات العسكرية القائمة في سوريا.

وشدد سويلو مرة أخرى على أن بلاده لا تطمع في أراضي أي دولة ولم يسبق وأن سجل التاريخ هذا قائلا: "بصفتي وزير الداخلية أعلن أن لدينا اليوم ولاة وقيادات أمنية وقادة قوات درك في كل من أعزاز وجرابلس ومارع.. نحن من ضمنّا عودة نحو 100 ألف سوري إلى أراضيهم والتقاء هؤلاء الأطفال مرة أخرى بذكريات آبائهم وأمهاتهم وأجدادهم في ظل الأمان والاستقرار الذي حققناه.. " على حد قوله.

وأطلقت تركيا عملية "درع الفرات" في 24 أغسطس 2016 وانتهت باحتلال الجيش التركي والفصائل السورية المعارضة لمثلث جرابلس أعزاز الباب داخل سوريا.

كما أطلقت في العشرين من شهر يناير 2018 عدوانا جديدا على سوريا باسم عملية "غصن الزيتون" بهدف السيطرة على مدينة عفرين وإقامة شريط أمني داخل سوريا على امتداد الحدود مع تركيا بعمق 30 كم.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية