المرصاد نت
ينظر اليمنيون بعيونا باكية وقلوباً حزينة وآمالاً محطمة تتحدث بالألم والحسرة وهي تحبس الدموع عن سوء الحال الذي أوصلتهم إليه الحرب، وخسارتهم للأمن والأمان بسبب استمرارها حتى صارت نظرات عيونهم مرآة عاكسة للمقارنة بين واقع اليوم المأساوي والأمس الذي لم يكن مقبولاً حينها لكنهم مع ذلك يتباكون عليه ويتمنوا العودة إليه.
وبعيداً عن الحسابات السياسية واجنداتها وأهدافها ومصالحها الخفية والظاهرة يتساءلون ماذا جنوا من الحرب؟ وهم يودعون عامها الرابع ويستقبلون عاماً جديداً من الاقتتال في ظل إحباطهم وتراجع آمالهم من تنفيذ اتفاق ستوكهولم المتضمن وقف الحرب والانسحاب من الحديدة بعد أن صار في نظرهم اختبار لصدق النوايا للمتحاربين في إمكانية الوصول إلى سلام دائم وشامل وطي صفحة الاقتتال.
على الرغم من اختلاف اليمنيين، حول كثير من القضايا وانقسامهم، واصطفافهم وموالاتهم للأطراف المتحاربة، وهو ما يعكسه المشهد العام للحرب، من حالة التضاد والتأييد لمواقف المستفيدين من استمرار الحرب، إلا أن البسطاء وهم الغالبية الخاسرون من الحرب، ولم يجنوا منها شيء سوى القتل والدمار والجوع والأوبئة والتطرف، وانتشار العنف والعنف المضاد وخلق واقعًا مشجعًا وملائماً على إعادة إنتاج الأزمات والصراعات في المستقبل، إذا لم يتحقق السلام وإنهاء مخلفات الحرب وافرازاتها.
تثير الاحصائيات الصادرة عن المنظمات الأممية مخاوف المراقبين للوضع في اليمن، التي تؤكد إن اليمنيون أصبحوا بفعل الحرب بين مخالب المرض والشر والقتل وكوارث إنسانية لا نهاية لها، بعد أن أعلنت منظمتي اليونيسف والصحة العالمية يوم الخميس، عن زيادة حادة في حالات الإصابة والوفيات بالكوليرا في اليمن وأنه "منذ بداية العام وحتى 17 آذار/مارس الحالي تمّ الإبلاغ عن حوالي 109 آلاف حالة إصابة بالكوليرا والاسهال المائي الحاد في اليمن، فضلا عن 190 حالة وفاة مرتبطة بالمرض منذ كانون الثاني/يناير".
لا تزال جهود السلام ووقف القتال الذي أسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين، ما بين 10 الاف الى 60 الفا بحسب تقديرات الأمم المتحدة، متعثرة في ظل مخاوف من الفشل بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان يوم أمس الأول "إن عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة لم تسفر حتى الآن، إلا عن القليل من حيث خريطة الطريق أو نتائج مهمة، وكانت هناك نظريات وحجج تنتقد العملية، لكن يبدو أن المشاكل التي تعوق التقدم تدور حول الفشل في الفهم الكامل للطبيعة المعقدة للصراع". وأن عملية السلام "تمر حاليا في طريق مسدود بينما تعمق الحرب المظالم، وتمزيق النسيج الاجتماعي وتحطيم دولة هشة بالفعل" وأزمة إنسانية ساحقة تستمر في النمو حيث يحتاج حوالي 80٪ من السكان إلى المساعدات.
تدخل الحرب في اليمن عامها الخامس التي تعد شريحة الأطفال هم أكبر ضحاياها، حيث تم تجنيد أكثر من 2,700 طفل فيما تم تزويج ثلثي الفتيات قبل أن يبلغن سن الثامنة عشر، بتدشين مرحلة جديدة من الاقتتال في محافظة إب على عكس ما كان متوقع من الطرفين بتنفيذ ما اتفقا عليه في السويد بشأن الانسحاب من الحديدة ووقف الحرب، إلا إذا كان يراد من تنفيذه نقل مكان المعركة من الحديدة والانسحاب منها على أصوات المدافع التي هزت أرجاء محافظة إب وبالدماء التي تسال في تعز.
لا يزال طريق السلام وعراً ومزروعاً بالأشواك، ولا تزال إرادة المتحاربين تبحث عن نصراً يستحيل أن تحرزه الأطراف المتحاربة وكأنهما يلاحقا السراب، في ظل غياب إرادة شعبية تطالب بالسلام بعيداً عن المتحاربين وهو الموقف المطلوب من اليمنيين المتضررين من الحرب الذين يبحثون عن الإجابة لتساؤلهم، ماذا جنى اليمنيون من الحرب؟
كتب : نهى البدوي
المزيد في هذا القسم:
- إنتصارات الجرذان ! بقلم الشيخ :عبدالمنان السنبلي المرصاد نت أن تأتي بعد ما يقارب السنتين وقد حشدت من الأعراب والنصارى واليهود مالم يحشده أجدادك في (الخندق) ثم تملأ الدنيا ضجيجاً ونعيقاً معلناً أنك قد أسقطت م...
- حكومة المغرم ! بقلم : علي جاحز المرصاد نت كانت ولادة الحكومة مساء اول امس بشارة مهمة للشعب اليمني وان لم يظهر ذلك على تقاسيم وجهه التي خانتها وعود البشارات و انهكتها صفعات الخيبات مرارا الا...
- أي نعيمآ نرجوه .. من قعر جهنم ؟ بقلم : د:علي الطائفي المرصاد نت قد يكون العنوان غريبآ على القارئ للوهله الأولى ولكنه الواقع المرير و المفروض على كل اليمنيين ؟! لمن يرجو خيرآ من المفاوضات القادمه مع (مرتزق...
- (أنا) ورحلة البحث عن وطن ! بقلم : الشيخ عبد المنان السنبلي المرصاد نت في إحدى فنادق الرياض بعد أن وصلت في وقتٍ متأخرٍ إلى هناك، ها أنا الآن أحمل حقيبتي على كتفي وأُقادُ إلى إحدى الغرف التي يُفترض أن تكون مقر إقامتي ال...
- الموضوع / معركة تحرير الجنوب بسم الله الرحمن الرحيم بقلم : حسين زيد بن يحيى معروفاً عن أبناء الجنوب الأحرار رفضهم المطلق للتواجد الأجنبي على أرضهم الطاهرة ، تاريخياً قاوموا الغزاة الرومان...
- رسالة مفتوحة للسيد/عبد الملك الحوثي ,,, عن سجل الانتخابات!! ... كنت أحد المتابعين للخطاب الأخير للسيد عبدالملك الحوثي الذي تطرق من خلاله للعديد من القضايا المتعلقة بالجسد الوطني وبالذات فيما يخص السجل الانتخابي وهو خطاب ممتا...
- بعد عام ونصف من العدوان الاجرامي البشع والغادر والمتوحش ... أين مبدأ الحيطة والحذر؟ بقلم: ... المرصاد نت لاشك وبدون اي جدال ان ماقامت به قرن الشيطات اسرة بني سعود وتحالفها بقصف صالة العزاء في القاعة الكبرى لهو جريمة ابادة جماعية وتعد من الجر...
- الحديدة ... وطن في انتظارك ! بقلم : حميرالعزكي المرصاد نت في #الحديدة بحر هادر وحائر ، وموج هائج وقلق ، وشواطئ رحبة مضطربةفي الحديدة أمعاء خاوية و ههم سامية ، قلوب لينة ونفوس عصية ، أجساد سمراء ومشاعر غراء...
- الوجه الحقيقي لحزب الإصلاح ! بقلم : د.يوسف الحاضري المرصاد نت 100%من المنتميين إلى حزب الإصلاح شاركوا في العدوان على اليمن سواء كانوا قيادات أو فئة وسطى أو شعبية وذلك كالتالي :-- جزء منهم هربوا مشرشفين للسعودي...
- ﻧﻬﻢ .. ﺳﺘﺎﻟﻴﻨﺠﺮﺍﺩ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ! بقلم : صدام حسين عمير المرصاد نت ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩة ﻣﺎ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺑﻤﻨﺎﻃﻖ أﻭ ﻣﺪﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺮﺣﺎ لأﺣﺪﺍﺙ عظيمة ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ البسيطة ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﻜﻮﻥ سببا في ﺍﻓﻮﻝ حقبة معينة ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺑﺰﻭﻉ ﻋﻬﺪ ﺟﺪﻳﺪ....