المرصاد نت
في كل عواصم هذا الوطن العربي قتلتم فرحي .. كلمات كالصاعقة كانت تلوك صداعاً قاسياً قارصاً في رأسي حين دخلت أرض مطار عاصمة عربية هي مسقط رأسي والتي قضيت فيها أجمل أيام عمري وسنوات الطفولة البريئة وريعان شباب مفعم بحب الأهل والوطن..
بعد دقائق معدودة من هبوط الطائرة بعد عشرات الساعات من الطيران والمطارات وصلت أخيراً ورغم أن الوقت كان متاخراً تجاوز الحادية عشر ليلاً إلا أن ملامح وجوه ركاب الطائرة تشير بأنهم يشعرون بغمرة سعادة الوصول ولقاء الأحبة رغم مشاقة السفر الطويل.
أصطف القادمون في طابور المسافرين الأجانب أخترت هذا الطابور لحوزتي على جنسية أجنبية لأنني أدركت بعد تجارب سابقة بأن جنسية البلد الأم لا تحمي أبناء الوطن الأم بالأمل المنشود ... لتساءله عن المشاركة في مظاهره طلابية تنديداً بمجزرة حصلت قبل عقود من الزمان .
خف الصداع قليلاً عندما رايت طابور الأجانب يسير بسرعة ملوحظة أكثر من طابور "أبناء " الوطن . حاملي الجوازات الأجنبية ذوي الملامح الأوربية يمرون على نافذه موظف الحكومة بسرعة نموذجية ! أما ذوي الملامح الشرقية فهناك تدقيق أكثر في وثيقة السفر للتمحص في مكان الولادة.
حاولت قصاري جهدي أن أخفي غضبي وحزني لأن التعليمات التي ينفذها الموظف ليست بمحض إرداته وردة فعل المسافر المقصودة وغير المقصودة تختلف بإختلاف الأفراد إلا أن هذه الإجراءت بنفس الوقت ومع تراكم تكراراها اليومي تبني "بقصد" ثقافة سائدة مقيته تفرق بين أبناء الوطن الواحد..
أختتم كل أفراد الطابور من أمامي وخلفي معاملة الدخول وبعدها بقيت الوحيد أنتظر رحمة موظف المخابرات الساذج والذي ينتظر قرار مرؤوسيه بالإفراج عن جواز سفري في وقت تجاوز منتصف الليل بكثير...
يسال عن سبب الزيارة ..ومكان الإقامة.. وأسماء أسرتي الذين سازورهم في زيارة طارئة لم تتجاوز أيام الأسبوع الواحد.
المفارقة التي من الجدير الإشارة لها عندما وصلت إلي مكان إقامتي في المهجر البعيد ... لم تتجاوز معاملة جواز السفر عند العودة .. الدقيقة الواحدة .. تخللها جملة وأحده "أهلاً بك في الوطن" Wolcome home" أعدت لي هذه الجملة صداعاً قاسياً من جديد وفي داخلي أقول أنني لن أجعل لصوص الوطن يبعدوننا عنه .. ولن يكون تصرف موظف بسيط ساذج سبباً في تبرير البعد عنه وسأستمر في الذهاب والإصرار بالعوة للوطن والأهل ما إستطعت إليه سبيلا...
كتب : مناضل حرزالله
المزيد في هذا القسم:
- سلطة بلا شرعية وبلا مسؤولية! لا أسال عن الكهرباء عندما لا أشاهد قناة جغرافيا شنال وبقية البرامج العلمية والوثائقية. كما لا أسال عن “النت” عندما يكون الـ”يو إس بي” شغال، ويكفيني تقط...
- هل سيطلق اللقاء القادم آخر رصاصة على نعش مسلسل الغدر والخيانة؟ المرصاد نت يعتقد الكثير بأن قيادات الأطراف اليمنية المتنازعة شكلياً انها هي من تقوم بتعيين من يمثلها إلى أي (مفاوضات) مزمعة بينها سواء بإشراف الأمم المتحدة او...
- رساله للمجلس السياسي الأعلي ! بقلم : أ. نايف القانص* المرصاد نت -تحركات وتصريحات ولد الشيك عمر مريبه ومخادعة ولا تخدم الا العدو .-انه يمشي ضمن سيناريو سعودي أمريكي كلما تورط العدو وضعف امام ابطال الجيش واللجان ا...
- الفرسان الذين يذرفون دموع التماسيح !بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت يتظاهر بعضهم بالفروسية النادرة وذرف دموع التماسيح والحَنَج المزيف على الدولة الجارة الكبرى والأموال العربية المنهوبة .. هههههههههه، وكأنه يتقاضى بع...
- إنفلات امني وانتهاك للسيادة الوطنية والضحايا يمنيين!! مازالت اياد الاثم والعمالة والإجرام مستمرة في قتل الابرياء وازهاق أرواح اليمنيين ، العسكريين منهم والمدنيين ، العلماء منهم والنواب والاكاديميين ، الثوار منهم وا...
- الصراع النهيوسعودي ! بقلم : فهمي اليوسفي المرصاد نت ترجمتي للصراع الراهن بين الامارات والسعودية الذي طفى على السطح بمحافظة عدن هذا الصراع يحمل ملامح ان له علاقته بالمطبخ التنافسي بين إمريكا وبريطانيا...
- المشاكل الرئيسية في الملف اليمني... ماهي الحلول وأسباب تصفية الحمدي ؟ المرصاد نت المشاكل والتحديات التي تواجه الشعب اليمني في انحاء الجمهورية اليمنية في الشمال والجنوب في الشرق والغرب تتلخص في بندان رئيسان من المشاكل. المشكلة ا...
- اليمن “مفترق طرق”! المرصاد نت كلهم لصوص يتاجرون بدماء وقوت ومعيشة المواطن لهم أكثر من أربع سنوات عجاف في حرب عبثية دمويه لهم فيها مكاسب ومغانم كثيرة بينما الشعب يعاني من الدمار ا...
- اليمن طريق مسدود ! بقلم : أحمد العربي* المرصاد نت السعودية تقف الان في مفترق طرق جميعها تنتهي بحائط لا تستطيع تسلقه ولا تستطيع هدمه فمنذ بدء الحرب السعودية على اليمن وتطورها ميدانيا وعسكريا والسعود...
- من قتل شرف الدين، ولماذا..؟! من يقول رأياً هل يحصد رصاصة، ومن يحمل فكراً هل يجني عبوّة ناسفة، ومن يتبنّى قضية هل يُذبح في غرفة نومه، ومن يقف إلى جانب حق من الحقوق المكفولة شرعاً وقانوناً؛ ه...