المرصاد نت
غير إعلان التعبئة العامة الذي أطلقته اللجنة الثورية العليا قبيل العدوان لم نسمع او نقرأ ما يفيد عن اي تحركات عسكرية خاصة بانصار الله من قبيل الحشد الى جبهة كذا
او ارسال تعزيزات الى الموقع الفلاني ، أو نقل العتاد الحربي لمنطقة ما .. و كان كل ما لدى انصار الله عسكريا يعلن في الجبهات مباشرة بشكل عملي ، مثل الصواريخ المصنعة و المطورة محليا و ايضا اطلاق الصواريخ البالستية التقليدية و غيرها ، و حتى الأهداف لم يتم الحديث عنها في الاعلام و لا حتى عبر التسريبات ، و كانت جميعها و في مقدمتها الصواريخ و بعد أن تضرب هدفها هي من تتكلم و تعلن عن نفسها و قدراتها و من قلب الحدث .. و دائما ما كان المقاتلون من أنصار الله و الجيش شديدي التكتم على انجازاتهم التي في طريقها لأن تتحقق حتى تكتمل و من ثم يتم اعلانها ..
و في المقابل لم تقف آلة الاعلام العملاقة للمعتدين و مسؤوليهم عن التسابق لإعلان الخطط و التحشيدات و التعزيزات و الاموال و استعراض السلاح و ادعاء الانتصارات التي كانت من باب الدعاية و الترويج الضخم لحالات تعيسه ، للتغطية على العجز العسكري الذريع لهذه الامكانات و القدرات و الادوات المهوله ، و للتغطية على أن ما تحقق لهم من انجازات عسكرية كانت تبعاتها عليهم ثقيلة ، حيث الخسائر المهولة و الفشل الذريع في ادارة المناطق التي سيطروا عليها و انتشار الارهاب و انعدام الامن و الخدمات ، و أيضا حولوا كل منطقة دخل اليها مقاتلوهم الى بؤر صراع مستمرة استنزفت اموالهم و عتادهم و مقاتليهم ، كما حدث و يحدث في مناطق من مأرب و الجوف و نهم و لم يحققوا أي مكسب عسكري فيها ..
و نحن الآن على أبواب معركة أو جولة جديدة من عدوانهم على اليمن و شعبه الصامد حسب ما يتوعدون و يعدون و يحشدون ، يعود المعتدون و العملاء و الخونة للحديث عن الحسم العسكري كنتيجة لفشل مفاوضات الكويت رغم ان الواقع يشهد بانهم لم يكونوا جادين لا في المشاورات و لا في تأجيل أو ايقاف الخيار العسكري في ايام المفاوضات و ما تلى اعلان وقف اطلاق النار منذ اكثر من سبعين يوما .
أي أنه لا جديد في تحشيدهم للعتاد و المقاتلين إلى مأرب اأ سواها ، لانهم لم يتوقفوا عن التحشيد و إرسال المئات من مقاتليهم الى المحارق ، و يحدث هذا بالتزامن مع خسارتهم للكثير من المواقع التي كانت بيدهم ، و من بينها مواقع جبل جالس بالقبيطة و مناطق متعدده في نهم و مارب و الجوف سيطر عليها الجيش و اللجان الشعبية مؤخرا ..
ليس دقيقا أن فترة التهدئة النسبية خلال الشهرين الماضيين كانت فرصة لدول العدوان و مرتزقتهم لتجميع صفوفهم و تجنيد مقاتلين و نقل العتاد ، لأنه لم يكن هناك ما يمنعهم من ذلك فلا يستطيع أحد ادعاء أن بإمكان الجيش و اللجان الشعبية منعهم من ادخال السلاح من الحدود الصحراوية كما في مارب و الجوف و لا من اتجاه المحافظات الجنوبية باتجاه البيضاء و تعز و لحج او منع التحاق مزيد من المرتزقة بمعسكراتهم .. كما انه ليس صحيحا مطلقا القول بأن القبول بالتهدئة و وقف إطلاق النار من أجل الحوار في الكويت كان خطأ حتى مع عدم التزام العدوان بأي من ذلك ، لأننا لا نملك الا الجنوح للسلم ان جنحوا له و لان الجيش و اللجان كانوا في أهبة الاستعداد للمواجهة و رد الصاع بصاعين ..
و الأهم هو أن فترة التهدئة و توقف الغارات النسبي منح الجيش و اللجان الشعبية فرصة لالتقاط الانفاس و نقل العتاد و منه عتاد سيدخل المعركة للمرة الاولى ، و توزيع المهام القتالية و المقاتلين و الذخائر الى حيث يجب ، بقدر اكبر و مضاعف مقارنة مع الفترات السابقة ، كما اتيح للجيش و اللجان الشعبية أيضا تطوير قواعد البيانات و جمع المعلومات العسكرية و الاستخبارية ، و حصلوا على الوقت الكافي لاستيعاب المزيد من المتطوعين في معسكرات التدريب و تطوير البرامج التدريبية و تأهيل المقاتلين الى مستوى اعلى من السابق ، و كل هذا يحدث دون أن يقول أنصار الله و الجيش أنهم أعدوا و نقلوا و حشدوا ، و في صمت يحضرون للصعقة التي ستشل المعتدين في الجولة المقبلة ، التي يعد لشن عدوانها من تبقى من مغفلي الرياض و العالم ، فالصياد الماهر هو الكتوم الذي لا تشعر طرائده بحركته و لا تسمع حتى همسه ..
ختاما تحشيد العدوان ليس بجديد بل هو اضعف من التحشيدات السابقة ، و بالمقابل فإن استعداد رجال الله لهذا التحشيد و العدوان في أعلى مستوياته و أفضل من اي مرحلة سابقة من مراحل مواجهة العدوان ، و المعارك التي يحضر لها العدوان تأتي في مرحلة ضعف سياسي يعيشها العدوان و تراجع كبير في مستوى الغطاء السياسي الدولي الذي كان مننوحا له ، و مصحوبا بانكشاف قبح و وحشية العدوان و ادواته و مبرراته ، و في الجهة الأخرى تعاطف دولي مع الشعب اليمني و ادراك اكبر لمظلوميته ، و هذه العوامل مجتمعة مع مزيد من الصمود و التوعية و المساندة للجبهات بالمال و المقاتلين ستجعل من أي جولة قادمة من العدوان في مأرب او سواها حاسمة لجهة خنق العدوان و كتم أنفاسه .. و الله ناصر المستضعفين و عليه التوكل هو حسبنا و نعم الوكيل ، نعم المولى و نعم النصير..
المزيد في هذا القسم:
- أنصار الله و فوبيا بعض الكُتّاب.. يبدو الكثير من الكُتّاب والسياسيين في اليمن يعانون حالة مرضية نفسية، يطلق عليها في علم النفس (الفوبيا) المخاوف، والتي هي متعددة المجالات، لك...
- أحلام الحاكم بأمره لا تتحقق: عام الخيبات «السلمانية» المرصاد نت في مثل هذا اليوم من عام 2017، اعتلى محمد بن سلمان سدّة ولاية العهد في السعودية. تطوّر فتح الباب على تغيرات كثيرة وعميقة في البلاد كان الأمير الشاب ...
- الخديعه الذكيه وسياسة المدى البعيدة في محاولة إبتلاع اليمن ... بقلم : الشيخ مجاهد حيدر كيف أستطاع بن سعود أن يجعل القيادات اليمنيه تعمل بكل عزيمه وإخلاص على تدمير وأضعاف وطنها اليمن ليكون لقمه صايغه يبتلعه في الوقت المناسب. تلك القيادات التي اختا...
- الإعلام الحربي إعلام جهاديّ ! بقلم : نصر الرويشان المرصاد نت الإعلام الحربي ..إعلام جهادي منذ أن بدأ عدوان قرن الشيطان الوهابي على وطننا الغالي اليمن، وهو يحاول بث الأكاذيب والشائعات لغرض التضليل وحجب الحق...
- كلام يابريطانيا كلام! المرصاد نت كلام يابريطانيا كلام ...! كتب : أ . عبدالباسط الحبيشي في المقال السابق بعنوان (عندما يريد الشعب .. يتعرى إبليس) ذكرنا كيف تعامل الشعب التونسي بذك...
- الحرب أوجعتنا يا صديقي ! المرصاد نت كم أوجعت الحرب من شرفاء وطيبين وكم يعاني فيها الأعزاء والكرماء ، وصعد فيها التافهون والمتلونون والمزدوجون متعددي الشرائح وأصبحوا أثرياء. فجأة دون تع...
- "المبعوث الأممي" جاء يكحلها أعماها ! المرصاد نت مثل شعبي ينطبق على المبعوث الأممي البريطاني الجنسيه الذي حول العمليه السياسيه إلى صراع محتدم ومناوشات إعلاميه أكثر منها جديه والتي أشعل من خلالها ال...
- هل انتم عرَب ام صهاينة؟ كتب عبدالباسط الحبيشي الخميس 12 أكتوبر 2023 الأنظمة وسلطات أمر الواقع ومليشياتها معنية اليوم اكثر من اي وقت مضى الدخول في حرب تحرير فلسطين دون لف او دوران. الحوثيون الذين يتبجحون بإ...
- يوم أخر من أيام يمن الحكمة.. الحوثيين مشروع عربي قومي ابراهيم سنجاب *كنت واحدا من القلائل فى عالم الاعلام العربي المنتهك بتقارير وكالات الأنباء الغربية وفضائيات الفوضى الخلاقة العربية الذى رأى فى حركة ...
- واقعة .. أم وقعة! كتبه خالد الرويشان واقعة مخيفة لا سابقة لها في التاريخ! أوروبا مع وحدة اليمن ومجلس القيادة الرئاسي يتحفظ! قبل أيام ، أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً وجاء فيه بالنص "يؤكد الاتحاد مج...