الأصل والعماد في شعار (ثورة ضد الفساد) !

eskanar shaher 6-1-2014

"الشعب يريد إسقاط النظام"، شعار ارتفع في فوضى ما يسمونه الربيع العربي وكانت إحدى تعبيرات تلك الفوضى هو استنساخهذاالشعار كما هو في البلدان التي حدثت فيها احتجاجات شعبية بدءا من تونس مروراً بمصر فاليمن وليبيا والبحرين ، إضافة إلى احتجاجات ضعيفة في السعودية وسورية ، في السعوديةتم قمعها وسطتجاهل عالمي وسرى ذلك القمع إلى البحرين متحولا إلى احتلال سعودي للمنامة ، وفي سورية كان الأمر مختلفاًللغاية فقد جاء العالم كله إليها مانحاً الشعب السوري المتحضر مواد خام للتخلف والتطرف والإرهاب الممول سعوديا وقطرياوتركياًوالمدعوملوجستيامن الوهابية والسلفية الجهادية وخريجيالسجون من القتلة المجرمين والمدمنين والشواذ الذين استقطبوا أمثالهم من كل بقاع العالم ليقيموا في سورية الحضارة حرية وديمقراطية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً .

لم يكن بوسع السعودية أن تطبقفي اليمنمافعلتهفي البحرين المجاورة لها ، فاستخدمت غير ذات الشوكة ، حيث وزعت من علمهاذي السيفين ،سيف للمنامة وآخر لدمشق وتبرعتبالنخلة لصنعاء الحميمة .

شعار إسقاط النظام لم يكن واقعياً بالمجمل في ظل غياب التراكم السياسي والاجتماعي والثقافي الذي يسنده ، على أن إرهاصات التغيير كانت متوفرة بصور نسبية متفاوتة في مختلف البلدان العربية ، ففي بعض البلدان ترقى تلك الإرهاصات إلى تغيير النظام لا إسقاطه وفي بعضها الآخرترقى إلى إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية لازمة . هنا جاءت الفوضى لتعبر عن اختلال وانفصاميخلط بين هذاوذياك، فحيث يجب تغيير النظام اتجهت أنظمة الثورات المضادة إلى تبني فكرة الإصلاحالمعبر عن إعادة إنتاج النظام كما في اليمن ،وحيث يجب الإصلاح فقط كان التوجه لدعم إسقاط النظام وليس فقط تغييره كما في سورية التي لم يسقط نظامها ولم يكن المقصودذلكبقدرماكانالمراد إسقاط الدولة السورية بماتكتنزهمن تاريخ حضاري ولما تضطلعبهمندور قومي ريادي.

لنعود إلى(النخلة)التي تبرعتبهاالرياضلحميمتهاصنعاء لنؤكد بأن شعار إسقاط النظام الذي ارتفع في ساحات وميادين التغيير والحرية في اليمن بدءا من مدينة تعز لم يكن واقعياً لسبب بسيط جداً هو عدم وجود نظام أصلاً فضلا عن عدم وجود دولة بمفهومها السياسي المتعارف عليه ، وهذا ما انكشفوانجلىفي الفصولالاولىمن نصف ثورة 11 فبراير2011م ،منهنافإنشعار(الشعب يريد دولة ونظام)هو الشعار الواقعي الذي كان يجب على الثوار رفعه وتبنيه والعمل على تحقيقه ، فعندمالايكونالشعارمنطلقاً مناحتياجات الشعب ومعبراً عنمتطلبات البلد سرعان ما يتحول إلى مطية يحقق من خلاله الانتهازيون مصالحهم الخاصة التي لا علاقة لها بإسقاط النظام ولا بتغييره ولا بإصلاحه فهم أكثر من يدرك عدم وجود نظام وهم أنفسهم جزء من هذه العدمية .

( ثورة ضد الفساد )هوالشعار الذي يميل إلى رفعه الثوار اليومايذانابتفعيل عملية استعادة الثورة وإكمال رسم نصفها الآخر وتصحيح ما شاب النصف السابقانطلاقاً من 11 فبرايرالمقبل في ذكراه الثالثة التي تشكل فرصة أخيرة لإنقاذ قيمالتغيير في الوعي الجمعي مرحلياًوالذي قد يُحدث تحولا استراتيجيا في المستقبل ، شعار يستوجب التوقف عنده وإعادة توجيهه حتى لا يقع في فخ المحاكاة السلبية بين الشعار والواقع،الأهداف والمتطلبات،وباختصارضرورةالتمييز بين ماكان وماهو كائنوماينبغيأن يكون .

ما كانقبل 11 فبراير 2011مهو باختصار :عصابةأحمريةتستخدم قفازات من ألوان أخرىلتحاول أن تظهر أنها دولة ، وهي ليست أكثر من حالة (ديولة) كما أوضحت في مقال سابق ، والثورة على هذا الوضع كان تقتضي إلقاء القبض على أفراد العصابة الأساسيين ووضعالقفازتفي دولاب التقاعد ، وما هو كائن وباختصار هو عصابةأحمريةأعادت ترتيب صفوفها وتبديل مواقعها وقفازات قديمة أضيف إليها قفازات جديدة ويراد الظهور بحالة دولة ، وهي ليستاكثرمن (ديولات)في طور التشكلكما أوضحت في مقال سابق أيضاً . وهنا طرأت معطيات جديدة مهمة يجب الالتفات إليها لتوخيمايجبفعله ثورياً إزاءها ، أهم تلك المعطيات ، أن العصابة حصلت على حصانة عنكلماسبقأن اقترفته من جرائم وتشرعن للجرائم الحالية والمقبلة ،ويوجد مجتمع دولي ومجلس أمن وممثل للأمم المتحدة في اليمن يضبط إيقاع توزيع اليمنعصبوياًللحصول على عدة عصابات تضمن كل عصابة أن ترصدمنمنهوباتهاالمؤقلمةمايفيبأقساط الديون المستحقة للبنك الدولي وبقية المؤسسات الخارجيةبما يكرس الارتهان وغياب السيادة، وتلتزم كل عصابة بعدم التعدي على الأخرى ،ويقدم كل زعيم عصابة تقريرا مفصلاً عن إقليمهبشفافيةودونها عقوبات محتملة ،وهو وضع لم يتحقق بعد بل جار العمل عليه في المرحلة المقبلة .

 وعود على بدء، فإن شعار ( ثورة ضد الفساد )قد يكون شعاراً واقعياً ومحاكياً لظروف الراهن شرط أن تكونمفاعيله دالةبصورة مباشرة على الفساد(السياسي)بدرجة أساسيةباعتبار أن كل فساد آخر هو فرع له ، ومقتضى ذلك أن تتضمن أهداف الثورةوشعاراتهاالرديفةبحيث تتسم بالموضوعية وتجتنب التخصيصوالشخصنةالتالي :

الدولة المدنية .. هدف أساسي وشعار جامع لما دونه .. ويسبقه التالي :

إعلان(سقوط)المبادرة الخليجية والتسوية السياسية ومخرجات مؤتمر الحوار(بالفشل)

إعلان مبادرة يمنية وطنيةبديلةوحشد التأييد لهاشعبياً

إعلان خارطة طريق سياسية موازية

إعلان إقليمين للثورة ، شمالي وجنوبي يؤيد كل منهما الآخرلكل سقفهولانزاعبينهما

إعلان مقاطعة أيانتخابات أو استفتاءأو أي عمل إجرائي مشابهوفقاً للتسوية السياسية الفاشلة

إعلان رفض الوصاية الأجنبية

البدء في تشكيلتكتل سياسي للمعارضة

إسقاط الحصانة والعزل السياسي لموقعيها والمستفيدين منها...

يتبع ....

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المزيد في هذا القسم:

  • تجارة الفقراء وصناعة الترهات! المرصاد نت ماذا تستطيع أن تكتب إزاء وطن يعج بالترهات، وطن لا ترى فيه سوى زيف الحقيقة وزمن بعيد من الثرثرة والوهم والميول الى العدوان لقد أصبحنا ذكرى شعب كان ي... كتبــوا
  • تضامنوا معي ما دمت حياً بينكم أصبح حرفة يقتات عليها المئات إن لم يكن الآلاف, للقتل في اليمن قصة أخرى, قصة لا تخطر على بال أحد من الذين يعيشون خارج حدودها.القتل في اليمن مهنة شريفة, تجعل ... كتبــوا
  • لماذا لا ينتصر أحد في اليمن؟ المرصاد نت بمناسبة الاستعداد لدخول الحرب في اليمن عامها الخامس لم يعد مستغربا لدى الكثيرين ان الحرب في اليمن إنما صيغت كحرب محدودة لا نهاية لها حرب مثخنة بجراح... كتبــوا