المرصاد نت
سمع الجميع مندوبة أمريكا في مجلس الأمن وهي تندد بما اسمته استهداف اليمنيين مكة المكرمة معتبرة ذلك مساسا بمقدسات المسلمين .
أمريكا الشيطان الأكبر مركز الشر في العالم وقيادة الصهيونية الأشد عداوة للإسلام كدين ومنهج بشري عالمي وصاحبة اخطر مشروع يستهدف المشروع المحمدي الرامي الى تعميم العدل والخير والسلام في العالم، تشتعل فيها الغيرة والنخوة والحمية على أقدس مقدسات الأرض ومنطلق الرسالة السماوية والمشروع المحمدي (مكة المكرمة ) ، وتقود وراءها المواقف كالقطعان في مجلس الأمن ليضللوا العالم بان مكة في خطر.
وممن الخطر يا ترى ؟!! من اليمن بلد الحكمة والإيمان ، ومن اليمنيين أهل الحكمة والإيمان وأنصار الرسالة السباقين وأصحاب القلوب اللينة والأفئدة الرقيقة، الذين تحملوا كل ذلك الطغيان وكل تلك الجراح وأبوا ان ينحرفوا عن مبادئهم وأخلاقهم التي رضعوها جيلا بعد جيل من هدي الدين المحمدي، فلم يستهدفوا هدفا مدنيا واحدا في أبشع حرب وفي مواجهة أوقح خصم وحيدين امام تواطؤ العالم وتآمر قوى الاستكبار بوجههم، فكيف سيستهدفون المكان الذي يقدسونه أكثر من أي شعب في العالم.
لكن ليست المشكلة هنا ، بل في مكان آخر،
دعونا نجيب على السؤال : هل ممكن ان تدافع أمريكا عن مكة المكرمة من قبيل الغيرة على مقدسات المسلمين بالفعل ؟!
ما يفهمه الجاهل ان أمريكا دائما لاتدافع الا عن شيء لها فيه مصلحة ومنفعة ، ولا يمكن ان تسجل مجرد موقف الا ومقابل ذلك منفعة مضمونة، و هنا يبرز سؤال آخر : من يحمي الآخر أمريكا ام مكة المكرمة ؟!
سيكون الجواب السهل في مخيلة العقول السطحية أن أمريكا تحمي مكة المكرمة من الحوثيين والانقلابيين والصالحيين وإيران والمجوس ووووو الخ، بينما في الواقع أمريكا لاتحمي مكة وانما تحمي وجودها وبقاء نفوذها وسيطرتها على المنطقة برمتها وعلى قرارها بل و تحمي سيطرتها على عقول وأفكار سكان المنطقة من الزعماء الى الرعية.
ولكن كيف لمكة المكرمة ان تحمي أمريكا ؟!
نحن نعرف ان آل سعود هم اليد القوية لأمريكا ولمشروعها في المنطقة ، وبهم تستطيع ان تطوع الحكومات وتضلل الشعوب وتدجن العقول بحيث تصبح قادرة على تمرير ما تريد و فرض ما تريد وكسب ما تشاء من ثروات وخلق ما تشاء من فتن وصراعات وتدمير ما تشاء من بلدان ومقدرات وتفكيك ما تشاء من روابط بين الشعوب والمجتمعات لتضمن واقعا عربيا وإسلاميا هشا ضعيفا .
ونعرف أيضا ان اليد الأمريكية الأقوى في المنطقة (آل سعود ) يعتمدون في المقام الأول في تدجين العقول وتضليل الشعوب وتمرير مشاريع الفتن والصراعات والتفكيك عبر ما تصدره من مشاريع دينية تضليلية وخطاب ديني مسموم وأفكار دينية ملغومة مستغلة بذلك سيطرتها على الأماكن المقدسة والحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، التي تعتبر لدى العوام منبع الدين القويم ومرجعية الإسلام القاطعة ، وكل ما يمكن أن يأتي من هناك فهو الحق وما سواه الباطل .
آل سعود اليد الأمريكية الأقوى تحمي مصالح أمريكا وتحمي نفوذها وتعمل على تضليل وخداع الناس لأجلها مستخدمة مكة المكرمة وقدسيتها، وهنا نفهم كيف تحمي مكة المكرمة أمريكا وكيف تستفيد أمريكا من المقدسات الإسلامية وتسخرها لصالح مشاريعها الصهيونية في المنطقة ليس من الآن بل منذ عقود طويلة من الزمن.
في مكة المكرمة يجري تسويق الأفكار الداعشية وبيعها للبسطاء، ومن مكة المكرمة يصدح خطباء بالتحريض ضد كل مشروع يناوئ أمريكا، وخلال مواسم الحج الى مكة المكرمة يجري تحريم الدعاء على إسرائيل وأمريكا ويعلو صوت الدعاء بالوبال والثبور على اي مسلم غضبت عليه أمريكا.
بالمختصر المفيد، حول آل سعود مكة المكرمة إلى ورقة دينية بيد أمريكا وتخدم أهداف ومشاريع أمريكا وأفرغوها من قدسيتها ووظفيتها الحقيقية لأجل أمريكا وخوفا على نفوذ ومصالح أمريكا.
والآن نعود لنسأل انفسنا : من يحمي الآخر .. مكة المكرمة ام أمريكا ؟!
المزيد في هذا القسم:
- ليس دفاعاً عن راجح باكريت ولكنها الحقيقة!! كتب أنيس منصور الحقيقة ان راجح باكريت وقع ضحية وربما أضحية بحكم معرفتي به سابقاً وعلاقتي بمكتب السفير الـ جابر،. ظل المتحكم الأول في قرار محافظة المهرة ضباط سعوديين تبع الـ ج...
- آهات وطن. تنتابني الحيرة الدائمة منٌذ طفولتي وأنا أشاهد وطني الحبيب تتقاذفه أمواج الحيرة والأمل أشاهده يتلوى ألما وينزف دما على مر سنيناً طويلة وما أن يبزق على دروبه بص...
- ومضات رمضانيه..! بقلم /شاهر سعد "وتوبوا إلى الله جميعا أيها ألمؤمنون لعلكم تفلحون"الظلم ظلمات .. كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيّته.. أبعث برسالتي هذة الى المواطن عبد الملك بدر الدين الحوثي والى...
- خطوة في الاتجاه الصحيح ! بقلم : حميد دلهام المرصاد نت ونحن نعيش اجواء العدوان الغاشم، والحصار الخانق، والاستهداف المباشر لشعبنا العظيم.. وما يطالعنا به وفد الرياض من جديد التعطيل، والتعليق، على طاول...
- تطور إرهابي .. انتحاري في الذاري! أقدم انتحاري على تفجير سيارته المفخخة بعد أن قادها إلى قرب مقر أنصار الله، عشية اليوم الأول من شهر رمضان المبارك في منطقة الذاري التابعة لمديرية الرضمه بمحافظة ...
- الارهاب لا يكافح " الارهاب " اعتقد اننا في بلدنا , واننا محرمي الدم والمال والعرض . واعتقد ان لنا دولة مسئوليتها حماية البلد و حماية مواطنيه . واعتقد ان هناك نظا...
- اليمن أسوار وأسرار ! بقلم : علي جاحز المرصاد نت بعد مرور ثلاث سنوات من العدوان الامريكي السعودي على اليمن هل يجوز أن نقول لازلنا صامدين وثابتين؟ أم أن المفترض أن نقول صرنا اكثر صمودا وثباتا ؟هل ي...
- لتنشيط ذاكرة اليدومي ! بقلم :عبدالملك العجري المرصاد نت محمد اليدومي الرجل الاول في حزب الاصلاح قال ان ايران تحاول اضاعة الوقت في مشاورات الكويت لتعيد ترتيب اوراقها في المنطقة واتهم قوى دولية بانها تس...
- كشف المستور ! بقلم : عبدالملك الحجري المرصاد نت ما فهمت ايش كان قصده اللي قال : ان الحديدة أبعد من عين الشمس ... وبعد يوم تماما قال : تعالوا خذوها ! وخذوا معها كمان كل الموانئ البرية والبحرية وال...
- سبتمبر الذي لا يغرب ! هو أيلول / سبتمبر الذي لم ولن يغرب عن سماء اليمن ، وليس له أن يتبخر من ذاكرة اليمنيين بما حمل ويحمل منذ 1962م من معادلات متعثرة للتغيير الذي يأبى أن يتحقق كما...