رغم الإصطفاف الذي برزت معالمه مؤخراً , والفرز الجديد الذي شكّله الواقع واتضاح الرؤية والضرورة السياسية حالياً الذي تبدو فيه جميع القوى السياسية شديدة الشبه والتقارب في أغلب المواقف الداخلية والخارجية باستثناء جماعة الإخوان في اليمن ويمثلهم حزب التجمع اليمني للإصلاح , إلاّ أن ذلك التقارب في الرؤى والمواقف والأهداف لم يُترجم على أرض الواقع بشكلٍ فعلي خصوصاً بين قيادات الأحزاب والقوى والمكونات السياسية .
يلحظ التقارب والود بين الأعضاء والقواعد لمختلف التيارات الذين جمعتهم ووحدت مواقفهم ممارسات الإخوان العدوانية وتعرضهم جميعاً للإتهامات واختلاق الأكاذيب ضدهم جميعاً وهو ما استدعى من أعضاء وقواعد كل الأطراف فهم حقيقة ما يروج عن الآخرين مقارنة بما مر بهم انفسهم على يد الاخوان ونتج عنه عدم تصديقه , بل وصل الأمر إلى يحلل كل طرف حقيقة أي ترويجات تحاك ضد طرف آخر مستلهماً من تجربة سابقة كان هذا الطرف أو ذاك قد وقع ضحيةً لها من نفس الطرف المؤذي للجميع المتمثل بحزب الإصلاح الإخواني المتنصل عن إخوانيته لفظاً نظراً للمتغيرات السياسية بالمنطقة رغم احتفاظهم بذات السلوكيات المتبعة بمختلف الدول التي وقعت ضحية فكرهم مع اختلاف الضرر الذي ألحقوه بدولة على الأخرى .
وفي حين يتشدق الإخوان بكلماتٍ ومصطلحات جرى تعميمها عليهم غلافها حب الوطن والخوف على مصلحة البلاد يؤكد الواقع والتجربة المعاشة معهم ببطلانها جملةً وتفصيلاً , ولا يتذكرون تلك العبارات المنمقة سوى حين يشعرون بافتضاح أمرهم ومدى استيعاب الطرف المقابل لحقيقتهم .
التأخير في التقارب بين مختلف القوى في البلد الذي يعول عليه إيجاد إيجاد مصالحة وطنية حقيقية تخرج الوطن والمجتمع من عثرته يعود إلى الإخوان أنفسهم الذين صنعوا سياجات متعددة بين كل طرف وآخر معتمدين في ذلك على ترسانتهم الإعلامية التي بنوها , واستدعاء الموانع التي يجسمونها مستندين على دراساتٍ لفكر ونفسيات الأطراف المواجهة لهم , وخلق تابوهات لإخافة كل طرف من الآخر يستدعونها حسب الحاجة إليها جاعلين من أنفسهم شرطي مرور لخطوط سير العلاقات السياسية وحتى الإنسانية والإجتماعية لجميع الأطراف , ولا يسمحون بتحرك أحد منهم إلا بعد ضمان مغادرة الطرف الآخر وبما يخدم أهدافهم التي تكون في مصلحتهم دون غيرهم , معتمدين على تجربتهم الطويلة في العمل السري وخبرة الكثير من عناصرهم ضمن جهاز الأمن السياسي الموكل إليه تسريب الشائعات وخلق الأراجيف لعقود طويلة فائته .
الحقيقة الجلية أنه لا يمكن ايجاد اي تقارب مهما كان مشروع وايجابي دون المكاشفة مع النفس ورسم الأهداف والتخلي عن الأنانية الذاتية خصوصاً بعد ان اتضح لكل الأطراف أن الإخوان دون غيرهم هم من قد وقع الجميع ضحيةً لهم , وإذا كان هناك من عامل مشترك رئيسي يربط الجميع فهو تعرضهم للاعتداءات والخيانة والاتهامات والسب والتشهير من قِبل حزب الإصلاح الذي يميل لطرف دون آخر حسب مصلحته لتحقيق مكاسب آنية ثم يكشر عن أنيابه ويعتدي عليهم بعد انتهاء ما دفعه للتودد لأي طرف .
وتصل الوقاحة بالإخوان إلى إعتبار أي تقارب بين طرف وآخر خيانة عاملين بالمثل القائل : خذوهم بالصوت لايغلبوكم , مما يمنع التركيز لدى الآخرين الذين يفرون امام عواء الإعلام الإخواني دون أن يكونوا قد ارتكبوا أي خطأ حقيقي , وتبلغ الوقاحة ذروتها حين يصور حزب الإصلاح للآخرين وجود تقارب بين مكونين سياسيين غير موجود على أرض الواقع سوى في مخيلتهم المريضة , لكنهم من حيث لا يعلمون يشكلون تقارباً فعلياً مع المدى عن غير قصد .
المزيد في هذا القسم:
- مقاولوا المشروع السعودي لتقسيم اليمن ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت يعتقد الكثير من اليمنيين ان مايحدث من سياسات عرجاء على مستوى مواجهة الحرب او على مستوى العبث الإداري والإقتصادي وغيره في اليمن هو نتاج أخطاء غير مق...
- صوملة بنكهة اللبننة في اليمن يسير اليمن من سيء إلى أسوأ في غياب أيّ تصوّر لما يمكن أن يكون عليه البلد في المستقبل. يعتقد المتفائلون أن البلد سيصير بلدانا عدّة، خصوصا أن هناك شمال الشمال الذ...
- اليمن.. نُخب هذا الزمان! المرصاد نت مهما كانت المبررات التي تتخذها بعض النخب بشأن ما يحدث على أرض الواقع اليوم من انحطاط سياسي وإنساني تطور إلى انحطاط أخلاقي وممارسات مشينة مثل نكران ...
- ما بعد خطاب الرئيس بوتين هل عادت اجواء الحرب الباردة لتخيم على مسرح السياسة الدولية مره اخرى كما كان الحال عليه اواخر القرن الماضي ؟ ! ان لم يكن الأمر كذلك فان (العالم) ما بعد خطاب ال...
- هل يدرك نخب الداخل سلاح الكذب السعودي وخطورته علي مستوى الساحة العربية ؟ بقلم : فهمي اليو... المرصاد نت الكذب علي الله وباسم بيت الله ..أتناول بإختصار شديد تحليل اكذوبة ال سعود بتوجيه إتهام للحوثين والرئيس السابق علي صالح باستهداف مكة المكرمة لإ...
- الشعب اليمني سيخيب ظن المتآمرين عليه من جديد ! بقلم : محمد الحسني المرصاد نت يحتفي اليمنيون غدا الأحد بالذكرى السادسة والعشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية 22 مايو 1990 في ظل استمرار عدوان غاشم عليه يكاد يتحالف الكون جميعه...
- حزب الاصلاح .. يبدل جلدته مثل الافاعي ! بقلم : أمة الملك الخاشب المرصاد نت اليدومي .. يقول أن التحالف الإسلامي الذي أسسته السعودية إنجاز عظيم يجب أن يشتد عوده ويدعو الى تفعيله بعد أن نام تقريبا ولم ينجز اي مهمة تبهج نفس ال...
- من إغتيال الحمدي إلى إغتيال الحوثي! المرصاد نت من إغتيال الحمدي إلى إغتيال الحوثي كتب : أ.عبدالباسط الحبيشي* تعمدنا بإستمرار منذُ البداية ان نضع الجميع أمام الصورة العامة للحيلولة دون الوقوع ف...
- إما الوصاية وإما التقسيم ! بقلم : عبدالله الدومري العامري المرصاد نت هذا هو لسان حال قوى العدوان السعوأمريكي بعد ان فشلت في تنفيذ المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي يريدون فرضه على الشعب اليمني مخطط تقسيم اليمن إلى أقا...
- استهداف البنك المركزي ... تحويل اليمن إلى مقبرة جماعية ! بقلم : ابراهيم محمد الهمداني المرصاد نت لم يكتفِ تحالف العدوان الإرهابي العالمي بما اقترفه ويقترفه من جرائم ومجازر بحق المدنيين الأبرياء، ولم يخفف من وقع الهزائم النكراء التي يتلقاها...