المرصاد نت - ماجد طه
لا يزال الاقتصاد التركي يتعرض لهزة كبيرة تزداد مع انهيار أسعار الليرة التركية التي خسرت نحو خُمس قيمتها مقابل الدولار الأميركي منذ بداية هذا العام فيما ستعمل الزيادة في أسعار النفط على رفع العبء المالي على الاقتصاد التركي في ظل ترديه وهو ما يدفع ــ وفق أوساط سياسية في أنقرة ــ إلى سعي مشترك مع إيران لإيجاد سبل جديدة لمواصلة التداول والتبادل في ظل العقوبات المستمرة بما أن هذا التعاون يخدم كلا الطرفين.
وطهران هي الأخرى نالت حصتها من الضغط الاقتصادي وقد يتلاقى انخفاض الليرة التركية مع الريال الإيراني علماً بأن هذا الانخفاض تسبّب في احتجاجات داخل الجمهورية الإسلامية.
ورغم استمرار الضغوط الأميركية بشأن العلاقة بإيران، إلى جانب التوترات المتعددة بين تركيا والولايات المتحدة لا تظهر أي علامات على انحسار التبادل بين أنقرة وطهران إذ بدأ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو حديثه في لقائه المفتوح مع محرري وكالة «الأناضول» يوم الجمعة الماضي بالقول إن «أنقرة لا ترى العقوبات الأميركية الأخيرة على إيران قراراً صائباً... محاولات عزل إيران عن المنطقة قد تؤدي إلى أضرار كبيرة» كما سبق له أن قال إن المطالب الأميركية بوقف تداول النفط مع إيران «سوف تتجاهلها أنقرة».
الأمر نفسه كان قد أكده وزير الاقتصاد نهاد زيبكجي في مؤتمر سابق نهاية الشهر الماضي حينما قال إن قرارات اتخذتها الولايات المتحدة بشأن هذه القضية «ليست ملزمة لنا» مضيفاً: «تركيا لن تلتزم إلّا بقرار للأمم المتحدة في هذا الاتجاه». وآنذاك، كانت إدارة دونالد ترامب قد أعلنت أنها ستفرض عقوبات على جميع مستوردي النفط الإيراني بحلول الرابع من تشرين الثاني المقبل.
والمشكلة في هذا الإطار أن إيران لا تزال ــ حتى هذه اللحظة ــ أكبر مصدر لواردات النفط الخام إلى تركيا إذ تشكل هذه الصادرات نحو نصف ما استوردته أنقرة من خارج البلاد في الربع الأول من هذا العام وفقاً لأرقام رسمية.
وكانت تركيا قد التفّت على عقوبات أميركية ضد إيران في الماضي لذلك تواجه معاملاتها المصرفية والتجارية تمحيصاً أكثر من السابق منذ كشفت وزارة الخزانة الأميركية عن «خطة تركية ــ إيرانية شاملة لخرق العقوبات» نتج عنها اعتقال تاجر الذهب الإيراني التركي رضا ضراب الذي تحوّل من متهم إلى شاهد ادّعاء ضد نائب رئيس بنك «خلق» التركي الحكومي محمد هاكان أتيلا وذلك بعد توصله إلى صفقة مع المدعي العام الأميركي يخفف الأخير بموجبها التهم الموجهة إليه.
والعملية التي كان يديرها ضراب عبر «خلق» بمساعدة مسؤولين أتراك كانت تهدف إلى الحصول على الأموال الناتجة عن مبيعات النفط والغاز الإيرانيين عبر شراء كميات هائلة من الذهب وشحنها إلى الجمهورية الإسلامية مقابل شحن كميات كبيرة من الدولارات الأميركية التي تم استثمارها في شركات ومؤسسات إيرانية إلى تركيا.
والآن تنتظر أنقرة مفاجأة «الخزانة الأميركية» حول حجم الغرامة التي من المرجح أن تفرض على «خلق» التابع للدولة ومن المرجح أن تقدر بمليارات الدولارات. لذلك سيحدد حجمها التأثيرات في القطاع المصرفي التركي في الوقت الذي تكافح فيه الشركات المحلية الكبيرة من أجل سداد قروض الشركات الأجنبية.
ومن المفارقات أن الخلاف الذي يلوح في الأفق حول العقوبات يتزامن مع جهد منسّق من إدارة دونالد ترامب لإصلاح العلاقات مع تركيا التي يُنظر إلى دعمها على أنه حاسم في سياستها الخاصة في مواجهة إيران. فالرئيس رجب طيب إردوغان الذي أعيد انتخابه لولاية أخرى مدتها خمس سنوات بسلطات موسعة (كان قد تلقّى تهنئة سريعة من نظيره الإيراني حسن روحاني) حريص جداً على إعادة العلاقات مع واشنطن لكن بشروط محسنة عن قبل تشمل «وقف الشراكة المستمرة للبنتاغون مع المسلحين الأكراد السوريين في شمال سوريا وممارسة المزيد من الضغوط على رجل الدين التركي فتح الله غولن الذي يقيم في بنسلفانيا ويُتهم بصورة أساسية بالتدبير لإطاحة إردوغان في تموز 2016.
المزيد في هذا القسم:
- كتاب تاريخ في السعودية يصف المقاومة ضد "الإحتلال" بـ"الإرهاب"! المرصاد نت - متابعات أقرت وزارة التعليم السعودية، الثلاثاء بوجود كتاب تاريخ تعتمده بعض المدارس في المملكة يصف أعمال المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي...
- الجيش العربي السوري يسيطر على مشرع الـ1070 غرب حلب المرصاد نت - متابعات سيطر الجيش العربي السوري وحلفاؤه اليوم الثلاثاء على مشروع الـ1070 شقة غربي مدينة حلب بعد معارك عنيفة مع المسلحين وبدأ الجيش ال...
- صحيفة تشيكية: السعودية تتجه نحو القاع بسبب اخفاقاتها الخارجية المتتالية المرصاد نت - متابعات اعتبرت صحيفة "ليتيرارني نوفيني" التشيكية أن المملكة السعودية تتجه نحو القاع بسبب اخفاقاتها الخارجية المتتالية التي منيت بها سياساتها المك...
- «تسونامي» ابن سلمان... العرض متواصل المرصاد نت - متابعات لليوم الثامن عشر على التوالي يستمر الأمير محمد بن سلمان في احتجاز أبناء عمومته من الأمراء إلى جانب رجال أعمال ونافذين كبار في السعودية ضم...
- ليبيا : معركة طرابلس تدخل شهرها الخامس: لا حلول في الأفق! المرصاد نت - متابعات في الرابع من نيسان/ أبريل الفائت أطلقت قوات المشير خليفة حفتر هجوماً على العاصمة طرابلس وذلك بعدما شنّت حملة ناجحة سيطرت خلالها على أغلب ...
- واشنطن بوست: السعودية زنزانة من القرن الماضي المرصاد نت - متابعات قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إن السعودية “الجديدة” التي وعد بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في رؤيته لع...
- كيف يترجم محور المقاومة انتصاراته؟ المرصاد نت - متابعات تراخت رياح الارهاب والتخريب التي اصابت سوريا والعراق، وكادت ان تصيب لبنان لولا وعي اللبنانيين للأخطار المحدقة بهم وتحصين الوضع السياسي ال...
- عطوان: سياسات السعودية العدوانية في اليمن و سوريا والعراق و ليبيا ارتدت عليها المرصاد نت - رآي اليوم اربعة تفجيرات تهز السعودية في يوم واحد واخطرها في الحرم النبوي الشريف.. ما هي الرسالة التي تريد “الدولة الاسلامية” ايصالها؟...
- واشنطن تكبح "التفاؤل الخليجي": أمامنا أشهر لحلّ فعلي المرصاد نت - متابعات دعت الولايات المتحدة وبريطانيا والكويت جميع الأطراف على سرعة احتواء الأزمة الراهنة مع قطر وإيجاد حل لها في أقرب وقت ومن خلال الحوار. و...
- مباحثات بين الرياض وتل آبيب لمد خط أنابيب غاز يربط الرياض بإيلات ! المرصاد نت - متابعات كشفت وكالة "بلومبرغ" الاقتصادية في تقرير نشرته اليوم الخميس نقلا عن مسؤول إسرائيلي أن النظام السعودي وكيان الاحتلال الإسرائيلي أجريا مباح...