هل خطر الكيان السعودي أكبر خطراً من الكيان الأسرائيلي !

المرصاد نت - أحمد الحباسي

لم تعد أمريكا و إسرائيل هي الخطر الأكبر على العرب صار الخطر الأكبر سعوديا  Ksa Israil.2016.4.20.2


فالنظام السعودي يملك كل مقومات الخطر و دوافعه و دواعيه ، النظام السعودي يملك السلاح و يملك المال النفطي و يملك فيروس التكفير الوهابي القاتل ، هذا المجموع الفتاك يساوى ثلاثة مرات مفعول القنبلة النووية و بقاء المنطقة و الدول العربية مرتبط بزوال هذا النظام الدموي العنيف ، و لا ننسى أن هذا النظام يخدم إسرائيل و أمريكا في المنطقة و هما يوفران الدعم السياسي و الإعلامي بما في ذلك الصمت الخجول حول مجازر النظام ضد الشعوب العربية و ضد الشعب السعودي و البحريني و اليمنى بالذات ، و إسرائيل في هذا المجال لا تخفى صداقتها الممتنة للملكة على جهودها لإنهاك دول المقاومة ووئد كل صوت يقاوم الوجود الأمريكي الصهيوني في المنطقة العربية ، هذا مدون و موثق في الصحف ووسائل الإعلام الصهيونية و لا يحتاج من المتابعين كثيرا من الجهد .

يعلم الجميع أن النظام في سوريا و النظام في إيران مختلفات في كثير من الأشياء من بينها أن سوريا هي بلد من بلدان المقاومة العربية ضد الاحتلال الصهيوني ، هذا ثابت و موثق أيضا و لا يحتاج إلى كثير من البيان ، بهذا المعنى فالرئيس بشار الأسد لا يملك تغيير هذه البوصلة و لا هذه الكراهية السورية للعدو الصهيوني نتيجة كم من الأحقاد التي فرضتها إسرائيل على الأمة العربية بسبب بربريتها ووحشيتها و نيتها الاستعمارية التي تطلبت دفع الآلاف الشهداء منذ قبل وعد بلفور المشئوم ، و يعلم الجميع أن نشأة النظام السعودي ذاته مرتبطة من الأساس بالصهيونية العالمية و بالغدر البريطاني و بالنفاق الغربي المنحاز لدولة إسرائيل و عائلة آل سعود العميلة ، و حين تشن السعودية هجومها الإرهابي على سوريا لإسقاط النظام فهذا يعنى منطقيا أن هذه ” الخدمة” السعودية هي هدية للصهاينة و مطلب أمريكي لا أكثر و لا أقل ، فالنيات المسمومة السعودية لم تعد مستترة لحد أن لا تظهر للعيان و حجة مساندة ما يسمى بالثورة السورية من بلد لا يؤمن بالتغيير و لا بالمعارضة و لا بحقوق الإنسان أصلا لا تستقيم لا ذوقا و لا واقعا في رأى كل المتابعين .

يعتبر أل سعود بانخراطهم في ضرب العراق و سوريا و اليمن و ليبيا و مصر و تونس سيضربون ما يسمى بالمشروع الإيراني في المنطقة العربية ، هذا منطق أعور مخجل يرد على مطلقيه لان هذه الدول أكبر من جميع النواحي من السعودية ، و هذه الدول ليست “قاصرة” حتى تحتاج لحماية نظام تحميه المخابرات الصهيونية و الأمريكية، فالسعودية أهون من بيت العنكبوت و هي مجرد محمية صهيونية يستمر نظامها بفضل الرعاية الصهيونية ، أما من ناحية إيران فهي قوة لا يمكن لنظام المافيا السعودي كسرها أو اعتراض توجهاتها أو مواجهة علاقاتها بالدول العربية مهما بذل هذا النظام من ضغوط معززة بالضغوط الصهيونية الأمريكية ، و المشروع الإيراني المتمثل في نصرة فلسطين أو في إنشاء علاقات تبادل مصالح مع الدول العربية يتقدم بكثير من العقلانية الإيرانية التي لا تخير حرق المراحل و القفز في المجهول أو إثارة القلاقل ، في حين لم يعد للملكة وجود فاعل إلا في الجامعة العربية و هي منظمة فقدت مشروعيتها بعد أن ساندت ضرب العراق و سوريا و ليبيا و اليمن.

طبعا هناك ضغينة شعبية عربية ضد النظام السعودي بالذات ، ضغينة تزيد يوميا بشكل كبير ، و لعل هذه الضغينة هي أكثر ما حققته السعودية منذ مشاركتها القبيحة في إسقاط العراق ، فضرب سوريا و تشريد أهلها و تدمير بنيتها لا يمكن أن يترك إلا الضغينة و الحقد ، و ضرب الشعب اليمنى بهذه الوحشية لا يمكن أن يفرز في وجدان هذا الشعب إلا رصيدا هائلا من الكراهية و الضغينة و إذلال الشعب المصري و اللبناني بهذه المعونات لا يمكن أن يترك في النفوس إلا شعورا متصاعدا بكراهية نظام آل سعود ، حالة الكراهية واضحة للعيان و لا تحتاج إلى دليل أو بيان و يكفى رؤية المظاهرات المصرية منذ يومين و الاستماع و قراءة ما أفرزته وسائل الإعلام المصرية من كلام جارح نحو هذا النظام القذر ، فمشاعر الكراهية الشعبية العربية لا تسكتها مليارات الدولارات النفطية و يكفى الاستماع إلى ” مشاعر ” السيد وئام وهاب رئيس حزب التوحيد العربي اللبناني ضد هذا النظام الفاسد لتفهم هذه القيادة “منزلتها” في صدور الشعوب العربية .

المملكة السعودية خطر زاحف و مبيد و ” مضر بالصحة” العربية ، المملكة خطر على هذه الأمة لان سياسيتها الخارجية هي سياسة صهيونية مضاف إليها مزيج من الكراهية و الغرور المالي السعودي ، المملكة لا تملك ثوابت قومية عربية و هي دولة مغامرة تملك مشاريع مفخخة هادفة إلى بث الفوضى و زرع الكراهية و زعزعة أمن الدول العربية دون استثناء بما فيها الدول الخليجية التي تشعر بخطر مشروع هذا النظام العميل على مستقبلها كجزء من منظومة عربية تدمرها السلطات السعودية باستعمال إرهاب الدولة سلاحا فتاكا يؤمن لإسرائيل السيطرة الكاملة على مستقبل هذه المنطقة الحيوية و يؤمن لأمريكا عدم بذل خسائر بشرية و غنم منطقة مفتتة قابلة للتطويع ، أيضا المملكة هي الرحم القذرة التي ولدت الإرهاب و أشاعته و شيعته في المنطقة العربية و في العالم لتصيب الإسلام بوصمة العنف و التكفير و الدم ، في هذا السياق تتفوق السعودية على إسرائيل في كل مجالات التدمير المعنوية و المادية للمنطقة العربية لتصبح الخطر الأكبر قبل إسرائيل ، و هذه الحقائق المرعبة لم تعد تحتاج إلى بيان أو تقييم .

بانوراما الشرق الاوسط

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية