التحول في حرب اليمن وخطوات ترامب في القدس

المرصاد نت - متابعات

قال موقع "ديبكا" الإسرائيلي إن الرئيس الأميركي وإدارته قد رفعوا مؤخراً من زخم الحراك السياسي والعسكري والاستخباري على ساحة الشرق الأوسط.Trumb2017.12.4


وجاء في تقرير نشره الموقع (3/12/2017) إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) مايك بومبيو كان صريحاً عندما تحدث يوم السبت (2/12/2017) في محاضرة له ألقاها أمام كبار الضباط ورجال الأمن الأمريكيين الذين شاركوا في منتدى "رونالد ريغن" السنوي للدفاع وذلك عندما كشف وهو الأمر الذي لا يفعله عادة رؤساء أجهزة المخابرات،  أنه بعث بـ "رسالة" إلى الجنرال قاسم سليماني، قائد قوات القدس وقائد الجبهات الإيرانية في سوريا والعراق. "لقد أرسلت رسالة" قال بومبيو وذلك "بعد أن ألمح (سليماني) إلى أن القوات التي يقودها تستطيع أن تشكل تهديداً على المصالح الأمريكية في العراق". وفي رده على الأخبار الواردة من إيران والتي أفادت بأن الجنرال سليماني لم يقرأ الرسالة، وحتى أنه لم يفتحها قال بومبيو: "يجب عليّ أن أكون صريحاً معكم. إن رفضه فتح الرسالة لم يكسر قلبي" مضيفاً "إن ما قلناه له في الرسالة هو أننا نرى فيه وفي إيران المسؤولين. ونحن نريد أن يفهموا هو وإيران هذا الأمر بصورة واضحة جداً".

وأضاف موقع "ديبكا" إنه وبكلمات أخرى حسب مايك بومبيو قررت إدارة الرئيس دونالد ترامب وضع حد للنشاطات الحرة للقيادة الإيرانية التي تعمل بواسطة الجنرال سليماني في العراق وفي سوريا والتي لا يوجد حتى الآن، ما يزعجها.

وقال الموقع بما أنه من الضروري بل ويجب، الافتراض أن رسالة التحذير الأمريكية الاستثنائية لن تكون لها أية أهمية ما لم تكن مترافقة بالأفعال فإن الولايات المتحدة الأمريكية قد اتخذت في نهاية الأسبوع بالاشتراك مع حليفتَيْها السعودية وإسرائيل بضع خطوات على الجبهات الأربع: العراق وسوريا واليمن والفلسطينيين. وهنا يجب أن نرى بل أن نأمل ألا تنتهي هذه الاندفاعة الأمريكية التي جاءت بعد شهور عديدة من الشلل المطلق لواشنطن في موضوع الشرق الأوسط، ألا تنتهي بشكل مفاجئ.

في العراق: وصلت قوات أمريكية كبيرة إلى قاعدة كيوان الموجودة إلى الغرب من كركوك. وقد انقسمت هذه القوة الأمريكية إلى قسمين: القسم الأول منها، والذي يبلغ بضع مئات من الجنود بقي في القاعدة، بينما تحرك القسم الثاني (الجمعة 1/12/2017) إلى الشرق باتجاه طوز خورماتو في شرق العراق وسيطر على قاعدة الصديق الجوية على بعد حوالي 35 كيلو متر إلى الغرب من هذه المدينة الإستراتيجية. كما تقع المدينة على بعد 100 كيلو متر إلى الغرب من الحدود الإيرانية العراقية، وعلى مسافة 163 كيلو متر من بغداد. ووفق المصادر العسكرية لموقع "ديبكا" فإن هذه هي المرة الأولى، خلال السنوات الأربع عشرة الأخيرة (منذ الغزو الأمريكي للعراق 2003)، التي يقوم فيها الأمريكيون بنشر قوات تابعة لهم قريبة إلى هذا الحد من الحدود الإيرانية. والحديث يدور هنا أيضاً عن تلميح لرئيس الحكومة في بغداد حيدر العبادي بضرورة وقف شراكته الإستراتيجية مع إيران والتي وجدت تعبيراً عنها في احتلال كركوك وحقولها النفطية في منتصف تشرين الأول / أكتوبر من هذه السنة. فواشنطن لن تسمح بالسيطرة الإيرانية، التي يخطط لها سليماني، على حقول النفط في كركوك.

في سوريا: هاجم سلاح الجو الإسرائيلي فجر يوم السبت (2/12/2017)، إلى جانب مدينة الكسوة التي تقع على مسافة 14 كيلو متر جنوب غرب دمشق، وحوالي 50 كيلو متر من هضبة الجولان، هاجم اجتماعاً سرياً لقادة القوات الموالية لإيران العاملة في سوريا، حسب إدعاء موقع "ديبكا". وقد اجتمع قادة هذه القوات العاملين تحت إمرة الجنرال سليماني في جلسة في مقر قيادة اللواء 91 التابع للجيش السوري. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها إسرائيل هدفاً للجنرال سليماني.

في اليمن: أعلن علي عبد الله صالح الرئيس اليمني السابق والحليف الرئيسي للحوثيين ولإيران في الحرب اليمنية أعلن يوم السبت (2/12/2017) أنه مستعد حسب قوله "لفتح صفحة جديدة" أي أنه يترك الحلف مع إيران ومع الحوثيين وذلك شريطة أن ترفع قوات التحالف – أي السعودية واتحاد الإمارات النفطية العربية – الحصار البحري والجوي الذي فرضته على اليمن وأن توقف الهجمات التي تقوم بها. ونتيجة لهذا الإعلان اندلعت المعارك بين قوات علي عبد الله صالح وبين الحوثيين. وأشار موقع "ديبكا"، نقلاً عن مصادر استخبارية، إلى أن الانتقال المفاجئ لعلي عبد الله صالح الذي توجد له سنوات طويلة من العلاقات الوثيقة مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، لم يكن مصادفة. والحديث يدور هنا عن جهد استخباري مكثف أمريكي – سعودي لإعادة صالح إلى المعسكر العربي – الغربي وذلك بهدف تقويض المواقع الإيرانية في اليمن وفي شبه الجزيرة العربية.

في إسرائيل والسلطة الفلسطينية: طرحت إدارة الرئيس ترامب مشكلة القدس ووضعتها كشرط للتقدم في المفاوضات السياسية بين إسرائيل وبين الفلسطينيين. فقد سئمت إدارة ترامب من الموقف الفلسطيني القائل بتحقيق أهدافهم السياسية بدون إجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، في الوقت الذي يحاولون فيه إجراء مفاوضات مع الإدارة الأمريكية بدلاً منها.

وقال موقع "ديبكا" إن إدارة ترامب ليست الوحيدة التي لا تقبل هذا الموقف الفلسطيني. فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يحاول عبثاً عقد مصالحة بين رام الله وغزة، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ليسا مستعدَيْن للاستمرار في قبول هذه السياسة من قبل رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن. وهذا هو السبب الذي دفع إدارة ترامب للتهديد بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ما لم يبدأ الفلسطينيون مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، بوساطة الإدارة. وكذلك السبب الذي يدفعه (ترامب) للتهديد الآن بأنه سيعلن يوم الأربعاء القادم (6/12/2017) إما عن قراره بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، أو بدلاً عن ذلك منح الاعتراف الأمريكي بالقدس كعاصمة لإسرائيل.

وأضاف موقع "ديبكا" إنه إذا ما أراد أبو مازن والقيادة الفلسطينية إعاقة أو تأجيل خطوات ترامب فإن كل ما يتوجب عليهم فعله هو أن يرفعوا الهواتف إلى البيت الأبيض وإلى القصر الملكي في الرياض وإبلاغهما بقبول المبادرة السياسية الأمريكية – السعودية – المصرية، وأنهم مستعدون للتعاون معهم.

ويخلص تقرير "ديبكا" إلى القول إن الفلسطينيين لا يزالون إلى الآن يستخدمون لغتهم القديمة، التي أثبتت إفلاسها، بأنه ما لم يتم قبول مواقفهم وأقدمت إدارة ترامب على تنفيذ تهديداتها فإن الشرق الأوسط سيحترق وأن العنف الفلسطيني سيتجدد. وسنعرف يوم الخميس (7/12/2017) إذا ما كان الرئيس ترامب وإدارته سيستمرون في الزخم السياسي – العسكري – الاستخباري الجديد الذي بدأوا فيه في الشرق الأوسط، أم أن الفلسطينيين قد نجحوا في وقفه.

ترجمة: مرعي حطيني

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية