سبتمبر الذي لا يغرب !

هو أيلول / سبتمبر الذي لم ولن يغرب عن سماء اليمن ، وليس له أن يتبخر من ذاكرة اليمنيين بما حمل ويحمل منذeskan 1962م من معادلات متعثرة للتغيير الذي يأبى أن يتحقق كما لو كان مخاضاً عسيراً يشهد كل عام وكل نصف عقد وكل عقد من سنواتنا العجاف منعطفاً يبدو مؤشراً لولادة فجر جديد فما يفتأ يتحول إلى فجر كاذب لحمل كذوب دون أن يفارقنا ضوء سبتمبر كنواة لشعلة مؤجلة ، وكأنه الموعد الحصري الذي ضرب لهذا الشعب في اللوح المحفوظ .

منذ وعينا على الحياة وأجيال 26 سبتمبر تلاحقها أيقونته فلطالما عمد السبتمبريون وأشباه السبتمبريين إلى طبعه كجزء من أسمائنا وهويتنا ودليلاً إلى بلوغ المجد و لمـّا يتحقق .

بعضهم حوّل سبتمبر إلى تعويذة افترائية يطرد بها خصومة افتراضية يفصّلها الحاكم لمن يشاء على هواه ووفقاً لمقاس سبتمبر الذي يأتي أكتوبر كملحق له -عند جلّهم- وتحت عنوان الثورة (الأم) تلك التي تأكل أبناءها .. تلك التي لاتعرف حناناً ولا رحمة فتشبع أبناءها ألوان الهوان ولايزالوا يحتملون الأذى بصنوفه وهم يصونون سبتمبر من (السبتمبريين) .. أولئك الذين لاذوا بالفرار في أكثر من مرحلة عصيبة من كل مواقع الدفاع عن سبتمبر (الثورة) ، وعن معناها ومبناها فيما سطروا الملامح الأسطورية دفاعاً عن مباني بلا معاني هاهي نهباً للقادمين من صعيد النيران وبطون المآسي .

لم يكن لسبتمبرنا (أعداء) أكثر من (أدعياء) .. السبتمبريون أكثر من سبتمبر وأصحاب الحق الثوري الصاعد من الأرض إلى سدرة المنتهى في مقابل الباطل القادم من السماء إلى الأرض بوصفه حقاً إلهياً ينبغي أن يُحارب حتى آخر رمق لعسكري وضابط وقائد وصولاً إلى النهاية المؤسفة لآخر شهيد في عمران وأول هارب في صنعاء .

إذا كان سبتمبر 1962م قد قضى على ما كان يسميه السبتمبريون (العظام!) الثالوث الرهيب (الفقر والجهل والمرض) ، فلماذا يأتي سبتمبر 2014م ؟ على كل هذا الركام من "العظام" بعد مضي أكثر من نصف قرن ، والسبتمبريون أنفسهم يبررون الهزيمة تلو الأخرى بنفس الثالوث مضيفين له الرابوع المجوسي! والخاموس الشيعي والسادوس الفارسي والسابوع الإيراني دون أن يجرؤوا على إضافة الثامون السعودي والتاسوع الوهابي و(العاشور!) الأممي ، ولا ريب فقد أفقدهم سبتمبر بمفارقاته الماثلة اليوم -كما الأمس- شمساً لم تكمل إشراقها دون أن تغرب (الثورة) ودون أن تهلك (الجمهورية) !!! .

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المزيد في هذا القسم:

  • الحرب تدرك طريقها جيداً! المرصاد نت كتبت : عفراء حريريالحرب لم تضل طريقها ، على العكس تماما الحرب تبينت طريقها بوضوح ، مثلما سلكته إبتدأ أيضا بوضوح .أنتهى الوطن ( وأعني هنا الجنوب ) و... كتبــوا
  • أهلنا في الحُديدة ! المرصاد نت أكثر ما يُغضب في الحملة القائمة ضدّ الحديدة أكبر مدن الساحل الغربي لليمن ومينائه الرئيسي هو ليس الكلفة البشرية والمعاناة الانسانيّة التي يجرّها الع... كتبــوا
  • تعذيب جماعي ! تناقل المفسبوكون منذ أيام صورة ساخرة فيها ( خروف يصيح (مااااااااا) وبجواره يمني أكثر معاناة منه يصرخ (ماااااااااا كهربااااااااا غلااااااااا) ! وياليت معاناة الي... كتبــوا