سلطة بلا شرعية وبلا مسؤولية!

m.almaqaleh 

لا أسال عن الكهرباء عندما لا أشاهد قناة جغرافيا شنال وبقية البرامج العلمية والوثائقية.

كما لا أسال عن “النت” عندما يكون الـ”يو إس بي” شغال، ويكفيني تقطعات وتدخلات وزارة بن دغر الموقرة.

نعم لهذه الأشياء الصغيرة تكون حاجتنا للدولة ضرورية، وضرورية جداً.

وإذا ما توفرت هذه الحاجات لا بأس حينها أن نتنازل عن بعض “قنافتنا” من أجل حاجتنا الضرورية، وفقا للنظرية الشهيرة “الحاجة أم الضرورة”.

وإذا كان هذا هو حال حاجتنا اليوم لخط الإنترنت أو للتيار الكهربائي، فكيف يكون الأمر بالنسبة لحاجتنا للأمن وحفظ الكرامة والديزل، وقبل ذلك وبعده، حاجتنا إلى لقمة العيش الحلال، وللتعليم بحده الأدنى و… و… الخ..؟

في اليمن، تخلت السلطة الممتدة عن كل مسؤولياتها تجاه ضروريات الناس الأساسية، كالأمن وحماية الدماء والأعراض للناس، وحفظ الكرامة الوطنية والإنسانية، وفوق هذا وبعده، فقدت شرعيتها التوافقية، دون أن تمتلك شرعية دستورية أو إنجازية، بل تحولت إلى مجموعة من اللصوص والمرتشين وناهبي حقوق وأموال الشعب. ومع هذا، وبوقاحة لا حدود لها، تجد البعض يطالب الناس بألا يخرجوا شاهرين صدورهم، بل سيوفهم، وليس فقط أصواتهم، لإسقاطها.

ألم يقل أبو ذر الغفاري: عجبت لمن لا يجد قوت يومه ولا يخرج شاهرا سيفه!

مشكلتنا هي أن الشباب ينتظرون من الشيوخ أن يمنحوهم إشارة البدء، في حين لا يدركون أنهم لن يمنحوها أبداً.

كما لا يدركون أن غالبية أبطال التاريخ وقادة الثورات، كانوا تحت سن الـ40 من العمر، ونادرا ما قاد تغييرا من بلغ من العمر عتيا ورب أوزعني!

بادروا يا شباب وشابات اليمن، إلى التغيير، وقدموا التضحيات في سبيله، ولا تكونوا ردود فعل أبداً، أو تنتظروا حلولاً من ظهر الغيب، وتأكدوا أنه لا يمكن أن يحدث التغيير في أي مكان في الحياة، إلا بشيء من المغامرة، ويقيني أن أفعال هذه السلطة المنخورة الأخلاق والقيم، وإخراج اليمن من تحت قبضها، تستحق أكثر من مغامرة، وأكثر من خروج، وأكثر من ثورة!

هل الانغماسي في النار؟!

لا تصدقوا أي واحد من هؤلاء الشيوخ والوعاظ، إذا قال لكم إنه يرفض الإرهاب، أو أنه ضد الإرهاب القاعدي، إلا في حالة واحدة، وهي أن يجزم صاحب هذه الفتوى بأن الإرهابيين “الانغماسيين” الذين يفجرون بأنفسهم لقتل الناس، ولتدمير المنشآت، هم مجرمون وقتلة، وفي النار وبئس القرار.

شخصياً، لم أسمع أحداً من هؤلاء يقول إن الانتحاري القاعدي في النار، ولا توبة لمن يقتل النفس المحرمة، الأمر الذي يجعلني أجزم بأن هؤلاء المشائخ والوعاظ هم في الأصل دعاة الإرهاب، وأغطيتهم الدينية للجريمة.

جمع التكسير والتضليل!

كل من يجمع في كتاباته وتصريحاته بين “تنظيم القاعدة” وجماعة “أنصار الله”، إنما يغطي الإرهاب، ويحرف أنظار الناس عن جرائم القاعدة الوحشية، ويمنح القتلة فرصة للخروج من المسؤولية والعقاب.

أما لماذا..؟ فلأن من يقول ذلك يعلم جيداً أن “أنصار الله” لا يغتالون، ولا يخطفون، وبالضرورة لا يذبحون، ولا يرتكبون جرائم انتحارية أو انغماسية، لا ضد اليمنيين، ولا ضد الأجانب، ولا هم يحزنون. وهذه هي الأعمال الإرهابية. أما حمل السلاح وأسبابه، فهذه حاجة أخرى، ولا مساحة لها الآن.

والمهم هو أن من يجمعون في خطابهم بين الحوثيين والقاعديين، يزيفون وعي الناس، ويدعمون الجريمة والإرهاب، بوعي كامل، ومع سبق الإقرار والترصد.

تغريدات:

1. تكون القاعدة حق عفاش، وإلا حق محسن، وإلا حق الإصلاح، وإلا حق الجن والعفاريت. بالنسبة لي، المسؤول عن منع أعمالها ومحاكمة مرتكبي جرائمها، هو هادي والحكومة والأجهزة الأمنية.

2. أفضل طريقة لانتشار “أنصار الله” على مستوى المناطق اليمنية المختلفة، هي طريقة الاستقواء عليهم بتنظيم القاعدة!

3. لا يعرف حجم الغباء الذي تتمتع به هذه السلطة المؤدلجة سوى خصومها!

4. الحقيقة لا تحصل عليها من مصدر واحد.

المزيد في هذا القسم:

  • نزغ التكفير عند ( الإصلاح ) الرئيس هادي حتى اللحظة استطاع الامساك بحكمة بملفات الازمة اليمنية الشائكة , استمرارها دون حل جذري لاشكالياتها المتعددة يجعلها عرضه للخروج عن السيطرة في اية لحظة... كتبــوا