المشهد اليمني المأزوم بين المعطيات والمستجدات .. والمواقف الإقليمية !

المرصاد نت - متابعات

يبقى المشهد اليمني مأزوماً بين المعطيات والمستجدات والمواقف الإقليمية الجديدة التي رسمتها الإمارات بوفودها إلى إيران والذي فسره الكثير بأن الإمارات لم تأت إلى اليمن إلا بتكليف دولي Yemen Yenen2019.8.4من أجل مطاردة الأخوان المسلمين وتمزيق اليمن إلى عدة دويلات وزرع الفوضى عن طريق الجماعات التي دعمتها وأحزمتها الأمنية ومن ثم الرحيل.

بينما آخر يرى المشهد اليمني المتقلب حسب الإتجاهات والمواقف الدولية والأقليمية . ليصبح الأعداء أصدقاء . والإصدقاء أعداء حسب المصالح المشتركة . وقد رصدت ونشرت بعض المصادر زيارة القياديان في حزب الإصلاح حمود المخلافي وخالد الأنسي - لإيران مؤخراً بصورة سرية . وخاصة بعد خذلان السعودية لحزبهم والتنكيل بهم من قبل الإمارات وتفسر هذة الزيارة بتسليم الملف اليمني لايران لتدعمهم سياسياً وعسكرياً مما جعل الإمارات تسابق الرياح لتعقد تصالحاً مع ايران خوفاً من تهديد الجماعات الإخوانية والشيعية داخل الإمارات وهذا يثبت إنسحاب الإمارات المفاجئ من اليمن وبشروط تُملي عليها إيران ..

وربما كان أول شرط تنفذه الإمارات لإثبات حسن النوايا التخلص من الجماعات التي رعتها ودعمتها خلال الفترة السابقة إبتداءاً من عدن حتى الساحل الغربي لتهامة لتفسح الطريق وتمهده لحليفها في صنعاء سلطة الأمر الواقع وما حدث من إنفجارات في عدن وقتل أهم الأذرع الإماراتية في المحافظات الجنوبية (ابو اليمامة) مع غياب تام لقيادات إماراتية في العرض العسكري وراح ضحيتها العشرات وفي نفس اللحظة إنفجارات في أمن الشيخ عثمان ولحقه اليوم التالي مباشرة إنفجارات وهجوم عسكري مسلح على معسكر في أبين يتبع الحزام الأمني المدعوم إمارتياً.

وبعد كل ماجرى ويحدث من متغيرات على الساحة اليمنية يتفاجئ الجميع بتصريحات صحفية لوضاح الدبيش الناطق الرسمي لماتسمي بالقوات المشتركة في الساحل الغربي التي تنطوي تحتها ( حراس الجمهورية بقيادة طارق عفاش - والوية العمالقة الجنوبية – والمقاومة التهامية) ليدلي الدبيش بأن القوات المشتركة على أهبة الإستعداد وفي كامل جاهزيتها لتحرير ميناء الحديدة ..

ووصف المتابعون هذا التصريح بأنه مجرد إعلان فاشل نتيجة فشل عدم تنفيذ إتفاق إيقاف الحرب في الحديدة وأن هذا التصريح مجرد من المصداقية فكيف للقوات التي تزعم تحرير الحديدة المدعومة إماراتياً وطالما الإمارات أتخذت مسلك مغايراً ومخالفاً لما جائت وزعمت من أجله وموقفها الأخير مع إيران. وأيضاً كيف لقوات مشتركة ومعتمده إعتماداً كلياً على الدعم الإماراتي في كل قرارته لتصرح بمثل هذا التصريح ومن لا يملك قراراً لا يستطع حتى تحرير ذاته قبل تحرير غيره او قطعة أرض على الواقع ومثله مثل شرعية التيه التي تتجول في شوارع الرياض وتسكن أرقى نجوم الفنادق وتركب أفخر السيارات العالمية تاركا الشعب اليمني وراء ظهرها يموت جوعاً بينما (الشرعية) مهددة بموت السمنة والتخمة والدسم الزائد الذي يحتويه أجسادهم.

ولهذا وجب على السعودية والإمارات الرحيل من اليمن قبل أن يطعنان من الداخل اليمني.. والدليل على ذلك توقف الجبهات الداخلية بين سلطة صنعاء والقوات الموالية لحكومة هادي المتهمة إخوانياً كجبهة نهم وصرواح والبيضاء والجوف والتضييق على الإخوان الدولي جعلهم يرتمون في أحضان إيران.

وهناك من نظر بعمق وأبعاد إستراتيجية في القضية اليمنية ليكشف عن الأسباب الحقيقية تجاه الحرب على اليمن بدون أي مقدمات التي تقف خلفها دول عظما بسبب (طريق الحرير). .. نعم (طريق الحرير) الذي لم يعرف عنه الكثير وهمزة وصله جزيرة سقطرى التي زادت أهميتها في ميزان القوى الكبرى بسبب وقوعها على خط التجارة العالمي الجديد وهو (طريق الحرير الصيني) التي بدأت الصين في إنشائه والذي يربط الشرق مع الغرب وسمي بطريق الحرير محاكاة لطريق الحرير قديماً وهو طريق يربط الصين مع معظم سكان العالم براً وبحراً ويوصل البضائع الصينية بأقل تكلفة مما هو عليه حاليًا ..

وتعد سقطرى محطة مهمة بالنسبة لهذا الطريق حيث من المفترض أن ترسوا بها السفن العملاقة وتفرغ حمولتها في سفن أصغر حجما وتوزع على مناطق دول أفريقيا فضلاً عن ميناء عدن الذي يحظى بأهمية كبيرة حيث ترسوا به السفن العملاقة وتفرغ حمولتها ومن ثم توزع لكافة انحاءالجزيرة العربية، ليعود على اليمن بدخل قومي كبير. ولهذا تقف دول عظما لتحرص على أن تكون لها قواعد عسكرية بجزيرة سقطرة والإفادة منها سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً .وخاصة امريكا التي تتصدر زعامة العالم إقتصادياً وعسكرياً وسياسياً لتقف في وجه هذا المشروع المهدد لزعامتها وفقدان مصالحها الاقتصادية عن طريق وكلائها في المنطقة وراء كل ذلك لتعطل هذا المشروع العملاق الذي تبنته الصين لتتصدر زعامة العالم اقتصادياً..!

لكن في الاخير يبقى السؤال لحكومة الرياض - والسعودية - زعيمة الحرب على اليمن هل تمتلك ماتسمي بالشرعية إستراتبجية جديدة لما يحدث على أرض الواقع وكذا السعودية بعد تحييدها وانغماسها في مستنقع اليمن التي دمرته باسم عاصفة الحزم وإعادة الأمل الخائب والمظلم لليمن؟

سؤال مفتوح الأفق للأيام القادمة التي ستكون كفيلة بالرد!

والله من وراء القصد

قراءة : عبدالرزاق الباشا

المزيد في هذا القسم: