المرصاد نت - ناصر عوض لزرق
العاشر من أغسطس كان اليوم الذي خرج فيه آخر رجالات حكومة هادي وذلك بعد دخول وساطة سعودية قادت إلى وقف المواجهات بين الحكومة وقوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً . منذ هذا التاريخ والعاصمة المؤقتة عدن ومحافظتا لحج وأبين تقعان تحت سيطرة قوات الحزام الأمني الموالي للانتقالي وبقيت حكومة هادي كلها خارج اليمن جراء التمرد على الدولة.
بقيت عدن ولحج وأبين تحت حكم الانتقالي الجنوبي وبقي هو المسئول الأول والأخير عن توفير المرتبات والخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والأمن كونه القوة التي انقلبت وبسطت نفوذها في المكان . شهران من حكم الانتقالي إلا أن المواطن لم يلمس شيئا وظل يناشد توفير أبسط مقومات الحياة التي صارت معاناة يومية يعاصرها وتفشي الفساد بشكل مخيف ومرعب ومنها قضية البواخر الإماراتية التي تحمل وقود الكهرباء التي تم التلاعب بها بشكل غير رسمي.
حكم الانتقالي
تولى المجلس الانتقالي الجنوبي إدارة العاصمة المؤقتة عدن ومحافظتي لحج وأبين إلا أنه تخلى عن مهمة القيام أي أعمال كانت تقوم بها السلطات الحكومية قبل طردها بانقلاب ثاني بعد الانقلاب الأول في يناير 2018م حيث تنصلت عن صرف المرتبات وتوفير الكهرباء والماء وعجزت عن ضبط الأمن في هذه المحافظات .
وجهت رئاسة المجلس الانتقالي اتهاماتها للحكومة بالوقوف خلف معاناة المواطنين في المناطق التي تقع تحت سيطرة المجلس مطالباً الحكومة بمواصلة صرف المرتبات وتوفير الخدمات الأساسية من خارج اليمن . ووعد رئيس الجمعية العمومية للمجلس الانتقالي اللواء أحمد سعيد بن بريك بدفع مرتبات الجيش ووزارة الداخلية وذلك بعد اجتماعه بقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن مؤخرا، إلا أن ذلك لم يحدث، ورجح سبب فشل صرف المرتبات لرفض الشرعية دفعها وهي التي لم يعترفوا بها وطردوها من مقر العاصمة المؤقتة عدن.
تصفية حسابات
يحمل الثامن والعشرون من أغسطس 2019م تاريخاً لموعد انطلاق مرحلة المداهمات والاعتقالات التي قامت بها قوات الحزام الأمني في العاصمة المؤقتة عدن وذلك بعد سقوط مفاجئ للمقرات الأمنية والمؤسسات الحكومية لقوات تابعة للشرعية دون إطلاق رصاصة واحدة . تسبب سقوط عدن بخروج لقيادات كبيرة في الحزام الأمني مصحوبة بأطقم كثيرة إلى خارج عدن إلا أنها سرعان ما رجعت مجدداً إلى المدينة وقام بفرض السيطرة على المؤسسات الحكومية والمقرات الأمنية .
هذه الخطو صاحبتها الخطوة الثانية والتي عمدت على مداهمة منازل مسئولين ونشطاء معارضين لهم وقيادات تعمل في الحكومة كما حملت الطابع المناطقي في كثير من الحالات لاقت عمليات المداهمات والاعتقالات استياء وسخط كبيرين لدى أوساط المواطنين في عدن، غير أن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي نفى أن تكون للمجلس صلة بما يحدث من مداهمات واعتقالات توصلت إلى حد انتهاك الحرمات .
لم تقف رئاسة المجلس الانتقالي متفرجة ودافعت عن نفسها ونشر قياديون في المجلس تصريحات لهم يؤكدون ان هناك مخططا لإسقاط العاصمة المؤقتة عدن وبقية المحافظات الجنوبية في مستنقع الإرهاب – حسب تصريحات لقياداتهم. أكدت قيادات في المجلس أن انقلابهم على الشرعية يأتي من أجل محاربة الفساد وتشكيل حكومة كفاءات مناصفة بينهم وبين الشرعية حيث لجأت في تصريحاتها التأكيد على أنهم مع فخامة الرئيس هادي وضد فساد حكومته غير أنهم مؤخراً شنوا عليه حملة شرسة .
تقدم وفد الانتقالي - وبحسب تسريبات لمصادر - بطلب إلى قيادة السعودية بالحصول على حقيبة وزارة الداخلية في أي تشكيل قادم للحكومة الجديدة كما أشارت تسريبات من مصادر أخرى إلى أن الانتقالي طالب بحقيبتين وزاريتين ومنصب محافظ . هذه التسريبات بالحصول على حقائب وزارية وجدت النفي القاطع على لسان نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك الذي أكد أن هدف وفد الانتقالي في جدة ليس المناصب والحقائب حسب ما تناقلتها وسائل الإعلام والصحف. هاني بن بريك أورد هذا النفي في تصريح له في 19 أكتوبر 2019م وأكد أن ذهاب وفد الانتقالي إلى جدة جاء من أجل توحيد الجهود للقضاء على مشروع إيران وهو هدف الانتقالي في هذه المرحلة وأنه لم يذهب للمحاصصة في الحكومة مطلقاً ولا هذه غايته .
بعث وزراء ومسؤولون في حكومة هادي تهديدات كثيرة بُدئت في عملية الانقلاب والتي اتهموا فيها دولة الإمارات في الوقوف خلف هذا الانقلاب الذي جاء من طرف مشارك في تحالف دعم حكومة هادي جلّ تصريحات الحكومة حملت معها رسائل التهديد والوعيد بأنها ستعود إلى العاصمة المؤقتة عدن وستحكم من جديد كما هنأت دولة الإمارات بهذا النصر الذي قادته عبر المجلس الانتقالي الجنوبي – حسب تصريحاتهم .
وبرزت تصريحات وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري كونه الرجل الوحيد الذي صمد في وجه المجلس الانتقالي واحزمته وقواته وظل يصارعهم حتى جاءت الوساطة السعودية التي أوقفت المواجهات وأرسلت لجنة إلى وزير الداخلية أحمد الميسري .بعث الميسري تصريح مسجل له من الرياض أكد فيه أنهم خرجوا إلا أنهم سيعودون وأن هناك معركة فاصلة ستحدد الفائز، وانما ذهبوا ليعودوا مجدداً.
حوار من طرف واحد
دعت السعودية الأطراف المتصارعة "حكومة هادي والانتقالي" إلى طاولة الحوار في جدة لحل الخلاف بين الطرفين والتوصل إلى حلول ترضي الطرفين وتعمل على انجاح التحالف العسكري السعودي الذي جاء بذريعة استعادة سلطة هادي باركت الطرفان مقترح الحوار وسافر وفد من المجلس الانتقالي إلى جدة السعودية وعلى رأس هذا الوفد اللواء عيدروس الزبيدي ورأى الانتقاليون خيراً في هذا الحوار .
بين وفد الانتقالي أن هذا الحوار هو المخرج الحقيقي والحل الوحيد وسارع ناشطو وإعلاميو الانتقالي بنشر تسريبات واخبار عن عقد لقاءات في جدة بين حكومة هادي والانتقالي فيما اهتمت الصحف والمواقع والقنوات الإماراتية بهذا الحوار وظلت تنقل تصريحات لوفد الانتقالي بخصوص حوار جدة .
وافقت حكومة هادي على المشاركة في حوار جدة إلا أنها أعطت شرطاً واحداً وهو أن يكون الحوار مباشرة مع دولة الإمارات وليس المجلس الانتقالي . وكذب وزير الداخلية كل الأخبار والتصريحات التي أشارت إلى عقد جلسات من حوار جدة وأكد أن الحوار لن يكون إلا بين حكومة هادي والإمارات فقط . وأكد الميسري أنه لن يكون هناك أي حوار مع وفد المجلس الانتقالي وأن أي حوار لابد أن يكون مع الإمارات التي تقود المجلس الانتقالي الجنوبي والتي تموله .
خرجت تسريبات عن بنود طرحت في حوار جدة واتفق عليها الطرفان إلا أن الواقع يحاكي غير ذلك حيث وأن حكومة هادي قد بدأت تحركاتها دون أي واقع يثبت عن عقد جلسة واحدة بين الشرعية والانتقالي أو التوصل إلى حل شامل للطرفين .
حمل يوم الثلاثاء 15 أكتوبر 2019 عودة وزراء في حكومة هادي إلى مدينة سيئون بمحافظة حضرموت حيث كان وصول هؤلاء الوزراء تمهيداً لوصول نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري ووزير النقل صالح الجبواني اللذين وصلاء يوم السبت 19 أكتوبر 2019م اعتبر مراقبون أن وصول وزراء الشرعية إلى سيئون هي الخطوات الأولى لوصول بقية الحكومة والرئاسة من الرياض والعودة للحكم من داخل الأراضي اليمنية حيث وأن وصول الوزراء حمل تصريحات بأن الرحلة القادمة ستكون إلى محافظة شبوة ومن ثم محافظة أبين .
خرج وزير الداخلية أحمد الميسري بتصريح لوسائل الإعلام أكد فيه أن قدومهم هذا يعد تمهيداً لعودة الحكومة والرئاسة إلى أرض الوطن، وأن رحلتهم ستنطلق من سيئون صوب عتق عاصمة محافظة شبوة ومن ثم الاتجاه صوب محافظة أبين.
عودة وزراء في حكومة هادي يحمل الكثير من الرسائل التي تشير إلى فشل حوار جدة بعد إصرار الحكومة على رفض الجلوس على طاولة الحوار ما لم تكن الإمارات هي الطرف المتحاور معهم . يؤكد مراقبون أن عودة حكومة هادي إلى سيئون يبين أن هناك تفاهمات يمنية مع التحالف السعودي يمكن فيها من عودة الشرعية لتولي أمور المحافظات الجنوبية فيما بات أمر وفد الانتقالي في جدة مجهولاً.
المزيد في هذا القسم:
- أعتراف أمريكي بمشاركتها في الحرب على اليمن.. ونوابُها يطالبون بالإنسحاب ! المرصاد نت - متابعات صادف مجلس النواب الأمريكي في جلسته المنعقدة مساء الأمس على مشروع قانون لوقف الدعم العسكري الأمريكي لتحالف العدوان السعودي الإماراتي...
- انهيار الاقتصاد اليمني بين الحرب والمؤامرة الخارجية وتقاعس التحرك الداخلي! المرصاد نت - متابعات الحرب الاقتصادية نوع من أنواع الحروب التي تستخدم ضد الدول بهدف إخضاع واستسلام هذه الدول لمخططات ومشاريع دول أخرى عندما تعجز هذه الدول عن ...
- تحت عنوان الارهاب: القوات الإماراتية تواصل التنكيل بأعضاء الاصلاح في حضرموت المرصاد نت - متابعات تسعى الامارات عبر قواتها في محافظة حضرموت إلى تكريس وتعميق قبضتها العسكرية على المحافظة من خلال مواصلة التضييق والاعتقالات لكوادر وأعضاء ...
- سري للغاية .. إتفاق بين حزب الإصلاح والحوثيين بتسليم جبهات مدينة تعز مقابل جبهة الكدحة وا... المرصاد نت - متابعات كشف قيادي سلفي تابع لكتائب أبو العباس السلفية التي تقاتل الجيش واللجان الشعبية في تعز عن صفقة سرية أقرَّها أعلى هرم حزب الإصلاح وعرضها قا...
- العدوان ومرتزقته يواصلون خرقهم لوقف إطلاق النار لليوم الـ53 على التوالي المرصاد نت - محافظات استمر العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته اليوم الخميس في خرق وقف إطلاق النار في عدة محافظات يمنية لليوم الـ53 على التوالي. ففي محافظة ...
- رئيس المجلس السياسي لأنصارالله يلتقي مكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار المرصاد نت - صنعاء إلتقى رئيس المجلس السياسي لأنصار الله الأستاذ صالح الصماد اليوم الإثنين بوفد من مكون الحراك الجنوبي المشارك في الحوار الوطني والموقع على...
- باعتراف سعودي: انقلاب موازين المعركة في منفذ الطوال واتهام الموالين اليمنيين بالخيانة المرصاد نت - متابعات شهد منفذ الطوال الحدودي في جانب جيزان السعودية انقلابا محوريا في سير العمليات العسكرية من حيث أمسكت القوات اليمنية بزمام المبادرة وتوليها ...
- تعز : عودة الاشتباكات بين كتائب أبو العباس وحزب الإصلاح المرصاد نت - متابعات عادت الاشتباكات بين فصيل أبو العباس السلفي وفصل جزب الإصلاح "الإخوان المسلمين -فرع اليمن" وسط مدينة تعز بعد أيام على توقفها وجاءت الاشتبا...
- طيران العدوان يلقي قنابل عنقودية ويقتل 4 صيادين بساحل الحديدة المرصاد نت - متابعات استشهد أربعة صيادين في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء جراء غارات شنها طيران العدوان السعودي الأمريكي استهدف ساحل مديرية الدريهمي بمحافظة ...
- إغلاق المنافذ اليمنية وقصف السفارة السعودية ..ماذا بعد ؟ المرصاد نت - المساء برس استهدفت طائرات تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن مقر السفارة السعودية في العاصمة صنعاء وهي رسالة سياسية أكثر منها عسكرية وفقا...