المرصاد نت - متابعات
لن تنتهي الصراعات في اليمن لعقود قادمة لأن بذور الثأر والكراهية التي تمت زراعتها وريها بدماء الشعب اليمني مازالت في طور النماء نعم سالت الدماء من جديد ومازالت تجري في كل شبر من الأرض
اليمنيون يقاتلون بعضهم البعض والأمريكان يقاتلون القاعدة والتحالف يقاتل اليمن كاملةً والدواعش ينتقلون من العراق وسوريا إلى موطنهم الجديد وفقاً للخطة الدولية.
الجميع يقاتل الجميع على أرض اليمن والخاسر الأكبر هم اليمنيون شمالاً وجنوباً فلم تحدث سابقة واحدة في التاريخ تقول إن دولة ما قامت بالقتال على أرض دولة أخرى وبذلت الغالي والرخيص لنصرة المستضعفين . المصالح والترتيبات هى التي تتحكم في كل التحركات . وللأسف الشديد "السياسة لا تخضع للقيم والمباديء" والمصالح هى من تتحكم بها.
انقضى عامان منذ أن شرعت السعودية والإمارات وبعض الدول العربية وبمساندة أمريكا وبريطانيا في حربها علي اليمن ولم تحقق تلك القوى الجبارة والتي تسيطر على سماء الشمال والجنوب أي نتائج تذكر سوى مزيد من الخراب والدمار والدم وتحويل البلاد لمقبرة كبيرة وتأجيج الصراعات الطائفية والعرقية والمناطقية.
مع مرور الوقت وطوال فترة الاستنزاف بدأت الفرقة والصراع الخفي يدب بين مكونات التحالف خصوصاً بين المكونين الرئيسيين وهما السعودية والإمارات كل طرف اتخذ منذ البداية موالين له وبشكل غير معلن لتحقيق طموحاته في السيطرة على جزء من الكسب يتصارع الكبار على أشلاء اليمنيين على الأرض ومن السماء تتراقص دانات المدافع والقنابل والصواريخ على الرؤوس.
صراع وأزمات انفجرت في الكثير من الأوقات وتسربت المعلومات التي تؤكدها لكن سرعان ما تعمل آلة الإعلام الجهنمية لتكذب كل الوقائع وتؤكد تماسك التحالف ومتانة العلاقة مع الجنوبيين، وهو ما تم تجسيده على الأرض في أحداث مطار عدن الشهرين الماضيين لم يجن اليمنيون في الجنوب الكثير من تلك الحرب بل ساءت حالتهم ولم يكن للدعم السعودي أو الإماراتي الأثر الكبير على الأرض فاض الكيل بالمحافظات فلجأت كل واحدة لمعالجة أمورها بالطريقة المناسبة لظروفها ولم تعر العلاقة مع حكومة عدن اهتماماً بل وضعت السيناريوهات المستقبلية وبدأ المشاركون في التحالف كل منهم يستقطب المنطقة التي يرى أنها تحقق أهدافه.
وفي الأسابيع الأخيرة بدأ اللعب على المكشوف بين الرياض وحلفائها بعد أن توغلت الإمارات بشكل غير مسبوق وبدأت تستحوذ على أكثر من نصف المحافظات الجنوبية بل وزرعت الموالين لها في حكومة "هادي" المدعومة لوجستياً ومادياً وسياسياً من الرياض ..
هنا شعر السعوديين بالخطر وقام هادي بعد مشاورات مع الرياض بإقالة "عيدروس" محافظ عدن والمعروف بولائه للإمارات وتعيين مستشاره عبد العزيز المفلحي محافظاً جديداً وهو ما قوبل برفض من حضرموت وبعض المحافظات الأخرى وأعلنوا الزحف نحو عدن نهاية هذا الأسبوع تضامناً مع المحافظ المقال.
المحافظ الجديد لم يتسلم مهام عمله في المدينة التي تملأها المشاكل الخدمية والصراعات السياسية ولا يعلم أحد ما ستحمله الأيام القادمة وهل ستشتعل حرب أهلية بين الفصائل الموالية للإمارات والموالية للرياض وأن يحارب كل فصيل نيابة عن داعميه الوضع متأزم بالفعل والصراع مشتد.
الحراك الجنوبي يرى أنه قدم الكثير من التضحيات والدماء منذ العام 1994 من أجل التحرر والاستقلال ولم يجن شيئاً حتى الآن ولذا لن يتنازل عن أي من مبادئه التي قام عليها و لن يثنيه القمع أو السجن عن أهدافه وفقاً لما قاله - العميد علي السعدي أحد مؤسسي الحراك - والذي أكد أن الأسس والمبادئ التي قام الحراك الجنوبي من أجلها لم ولن تتغير وأن الجنوبيين لن يقبلوا أن تسلب حرياتهم مرة أخرى.
وفي نفس الإطار ذهب السياسي والأكاديمي الجنوبي حسين لقور بن عيدان مؤكداً أن "الحرب قامت تحت عنوان واحد هو إسقاط مايسمي ب"الانقلاب" ومنع التدخلات الإقليمية في الجنوب وكشفت هذه الحرب أن الصراع في صنعاء ليس وليد فقط "الانقلاب" وحده بل كان الشرارة التي أظهرت كل الصراعات وأسبابها لذلك نحن لا نتحدث عن تقسيم بل عن حلول تنهي أسباب الصراع ومنها القضية الجنوبية والتي يمثل جوهرها الأساسي رفض أي وحدة بالقوة وعليه فإن من حق الجنوبيين أن يستعيدوا وطنهم و يقيموا نظامهم السياسي الذي يناسب طموحاتهم".
وأشار لقور إلى أن "الحراك الجنوبي لم يكن وليد هذه الحرب بل بدأت إرهاصاته بعد "حرب صيف 1994م التي شنتها قوي السلطة الرسمية والقبلية والدينية في صنعاء" و ناضل سلمياً لعشرات السنين و دفع ثمن غالي من شهداء و جرحى و معتقلين وطرد من العمل أغلب مناضلوه".
كل تلك الأمور تشير إلى أن الصراع الداخلي بين الرئيس هادي وحكومته وبين قادة الحراك قادم لا محالة ولن يتم تدارك هذا الأمر لأن القرار الداخلي لا يمتلكه طرف واحد بل أطراف متعددة وهو الأمر الذي قد يحول الوضع في الجنوب مستقتبلاً إلى ساحة للحروب بالوكالة بدعم من قوى إقليمية لتحقيق مصالحها وتدمير البلاد.
هل ينتظر الجنوب مصيراً أسود أم سيتغلب الجنوبيون بفعل ميراثهم الحضاري على تلك الأزمة … وينقذوا البلاد من المجهول؟
أحمد عبد الوهاب - سبوتنيك
المزيد في هذا القسم:
- بعد قصف أبوظبي.. الحوثيون يلمحون لاستهداف "إكسبو دبي" والتحالف يشن عشرات الغارات في اليمن المرصاد-متابعات ألمحت جماعة أنصار الله الحوثيين -اليوم الثلاثاء- إلى احتمال استهداف معرض "إكسبو 2020 دبي" (Expo 2020 Dubai) الذي تستضيفه إمارة دبي، وذلك بعد يو...
- العدوان يرتكب مجزرة جديدة بقصف مجلس عزاء للنساء في أرحب المرصاد نت - متابعات أستشهدت 6 نساء واصيبت 10 أخريات كحصيلة أولية اليوم الاربعاء جراء استهداف طيران تحالف العدوان لمجلس عزاء للنساء في قرية شراع بمديرية أرحب ...
- الصراع على نفط شبوة بين الانتقالي والجنرال الأحمر .. من ينتصر ؟ المرصاد نت - متابعات تشهد محافظة شبوة الواقعة جنوب شرق العاصمة صنعاء صراعاً من نوعٍ آخر صراع ليس بين شرعية وانقلاب وإنما بين أطراف داخل جناح ماتسمي بالشرعية و...
- الإنسحاب الإماراتي من اليمن.. إعتراف بالهزيمة أم إعادة تموضع وإنتشار؟ المرصاد نت - متابعات بعد أكثر من أربع سنوات من مشاركتها في الحرب على اليمن ، وأمام تنامي الإحساس بالتهديد بفعل تطورات الأزمة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية...
- نزيف الدم اليمني … وصمة العار الأبدية المرصاد نت - متابعات مرّت حوالي ثلاثة أعوام ونصف العام على بدء الحرب العدوانية ضد اليمن"26 اذار-مارس 2015" شهدت خلالها صورا مأساوية مؤلمة قل نظيرها في تأريخ ا...
- جرائم العدوان الأمريكي السعودي في انتظار العدالة المرصاد نت - متابعات مع استمرار المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان الأمريكي السعودي على مدار الساعة ضد الشعب اليمني تبرز أسئلة عديدة بشأن إمكانية تجريم أمريكا...
- العفو الدولية تُطلق حملة عالمية ضد تحالف العدوان السعودي الإماراتي ! المرصاد نت - متابعات أطلقت منظمة العفو الدولية حملة عالمية لوقف بيع السلاح إلى النظام السعودي والإماراتي تحت شعار "أوقفوا تدفق الأسلحة التي تفتك باليمنيين". ...
- مركز السياسة الدولية: أحداث عدن أكدت هشاشة سلطة هادي والجنوبيين متشتتون المرصاد نت - متابعات رأى مركز السياسية الدولية أن الاشتباكات التي وقعت بمدينة عدن الساحلية جنوب اليمن أظهرت ثقة الانفصاليين في موقفهم على الأرض و نفاذ صبرهم ع...
- هدنة هشّة... حكومة هادي تتمسّك برفض الحلّ والعدوان يواصل غاراته المرصاد نت - متابعات فيما تعمل الأمم المتحدة والرياض لإقناع حكومة هادي بالمشاركة في المفاوضات والقبول بالإعلان الأميركي الأخير شهدت الهدنة في أيامها الأ...
- دبلوماسية ماتسمي ب«الشرعية»: غياب وتهميش في المحافل الدولية ! المرصاد نت - معاذ منصر «سلطة ماتسمي بالشرعية المدعومة من التحالف السعودي مستمرة في التآكل واستعادة سلطتها في جميع ارجاء اليمن هدفا بعيدا عن التحقق»...