المرصاد نت - متابعات
دأب حلف شمال الأطلسي (الناتو) على تشخيص المخاوف الأمنية للدول الأعضاء خصوصاً الناجمة عن تسلل الجماعات الإرهابية، وهجرة أعداد واسعة من النازحين من المناطق الساخنة لاسيّما الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ومن المقرر أن يعقد الحلف خلال الأيام القليلة القادمة اجتماعاً في العاصمة البلجيكية "بروكسل" لمناقشة الأولويات والإجراءات التي ينبغي اتخاذها في المجال الأمني للعام 2018.
وكان الناتو قد زاد من ميزانيته العسكرية والأمنية خلال العام الماضي 2017 لسببين أساسيين؛ الأول: الضغوط التي مارسها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" على الحلف في هذا المضمار وثانياً: شعور دول الحلف بضرورة رفع مستوى الاستعداد الأمني والعسكري في جنوب وشرق القارة الأوروبية.
شهدت السنوات الثلاث الأخيرة ازدياد أعداد المهاجرين إلى القارة الأوروبية بسبب النزاعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومناطق أخرى من العالم ما أدى إلى بروز أزمات أمنية واقتصادية وسياسية واجتماعية في العديد من دول الحلف. ودخل العدد الأكبر من المهاجرين إلى القارة الأوروبية عن طريق البحر ومن الحدود الجنوبية للقارة.
وتضاعفت التهديدات الأمنية في الدول الأوروبية نتيجة هجرة أو عودة الكثير من عناصر الجماعات الإرهابية إلى هذه الدول بعد أن مُنيت بخسائر فادحة لاسيّما في الشرق الأوسط وتحديداً في العراق وسوريا.
وتعتقد معظم دول الناتو بضرورة التعاون والتنسيق مع الدول التي تعرضت لهجمات إرهابية واسعة في غرب آسيا وشمال أفريقيا للحد من المخاطر الأمنية والآثار السلبية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تسببها العناصر الإرهابية المتسللة أو العائدة إلى القارة الأوروبية.
وتلعب إيطاليا والبلدان المجاورة لها في شبه جزيرة البلقان* دوراً مهماً في هذا المجال باعتبارها أقرب من الناحية الجغرافية للدول التي تشهد أزمات أمنية في غرب آسيا وشمال أفريقيا وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن إيطاليا استضافت وحدها حوالي نصف المهاجرين إلى أوروبا خلال السنوات الثلاث الماضية.
يعتقد الناتو بأن روسيا تشكل تهديداً أمنياً بالقوة لمناطق شرق وجنوب أوروبا، ولهذا قرر وزراء دفاع دول الحلف في فبراير 2015 زيادة عدد قوات بلدانهم وتعزيز بنيتها العسكرية في تلك المناطق. وتم تشكيل قوات خاصة لهذا الغرض عُرفت باسم "رأس الحربة" وهي تتألف من 5 آلاف عنصر ومعظمها من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبولندا في كافة الصنوف البرية والبحرية والجوية. وهذه القوة تخضع لإشراف قوات التدخل السريع للناتو (NRF).
وتسببت هذه الإجراءات بإثارة استياء موسكو التي اعتبرت من جانبها هذه الاستعدادات بمثابة تهديد مباشر لأمنها القومي خصوصاً وإن الناتو قرر رفع مستوى جهوزيته في مجالات الحرب الإلكترونية والمراقبة الجوية والبحرية والبرية في المناطق القريبة من روسيا.
تعتبر أفغانستان من الدول التي تحظى بأهمية خاصة لدى حلف شمال الأطلسي لقربها من روسيا وإيران وباكستان والهند من ناحية، ولوجود جماعات مسلحة تناهض المشروع الغربي الذي تقوده أمريكا في إطار الناتو بأفغانستان من ناحية أخرى.
وكان الحلف قد قرر إنهاء أو تقليص تواجده العسكري في أفغانستان عام 2015 إلّا أنه عاد ليزيد عدد قواته في هذا البلد إلى حدود 16 ألف بحجة تدريب القوات الأمنية والعسكرية الأفغانية لمواجهة الجماعات المسلحة المناهضة للناتو.
ويشكل الأفغان نسبة كبير ة من المهاجرين إلى القارة الأوروبية، ولهذا يعتقد الناتو بضرورة التنسيق مع الحكومة الأفغانية لمعالجة هذه الأمر الذي ساهم ببروز تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية في العديد من دول الحلف.
من جهة أخرى يعتقد الكثير من أعضاء الناتو لاسيّما أمريكا التي تتزعم الحلف بأن نفوذ روسيا في أفغانستان يشكل تهديداً لمصالحها في هذا البلد وفي عموم آسيا الوسطى، ولهذا قرر الحلف زيادة عدد قواته أيضاً في هذه المنطقة.
وأمّا بالنسبة للعراق فلا يختلف الأمر كثيراً عن أفغانستان لاعتقاد دول الناتو وتحديداً أمريكا بضرورة تقوية تواجدهم في هذا البلد بذريعة تدريب قواته عسكرياً وأمنياً في إطار ما يسمى "التحالف الدولي" الذي تتزعمه واشنطن لـ"مواجهة الإرهاب".
وينبغي التذكير هنا بأن الناتو لم يكن له دور واضح في مواجهة الإرهاب في العراق وسوريا، في حين لعبت روسيا وإيران ومحور المقاومة دوراً بارزاً في هذا المجال انتهى بهزيمة التنظيمات الإرهابية لاسيّما "داعش". ولهذا السبب يرى معظم المراقبين بأن إصرار واشنطن والعواصم الحليفة لها في الناتو على مواصلة تواجد قواتهم العسكرية في المنطقة يهدف إلى الحد من تأثير موسكو وطهران وقوى المقاومة في عموم المنطقة.
المزيد في هذا القسم:
- تفجيرٌ على عتبة «المنطقة الآمنة»: جنود واشنطن ينزفون في منبج ! المرصاد نت - متابعات في «الأيام الأخيرة» لعسكر واشنطن في منبج حصد تفجيرٌ تبناه «داعش» أربعة عسكريين أميركيين وقتل وجرح آخرين ليزيد الغ...
- غارات على غزة.. واستشهاد طفل برصاص الاحتلال! المرصاد نت - متابعات أفاد مصدر أمني فلسطيني بأن طائرات الاحتلال الاسرائيلي شنّت فجر اليوم عدة غارات على شمال القطاع. وأضاف أن الغارات استهدفت مرصداً للمقاومة ...
- ترامب: النظام السعودي ساعدنا كثيراً فيما يخص دعم إسرائيل! المرصاد نت - متابعات كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولأول مرة في تصريح رسمي أن النظام السعودي ساعد الولايات المتحدة في دعم إسرائيل. وقال ترامب في تصريح أدل...
- تصعيد متواصل بين طوكيو وسيول ..ترامب يهاجم الصين مجدداً ! المرصاد نت - متابعات في فصل جديد من مسلسل التصعيد المستمر بين اليابان وكوريا الجنوبية، الحليفتين للولايات المتحدة، أعلنت شركة الخطوط الجوية الكورية الجنوبية ع...
- تبرئة مستشار ترامب السابق توم باراك في قضية "حشد تأييد للإمارات" المرصاد-متابعات قضت محكمة بروكلين الفيدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الجمعة، ببراءة توم باراك، المستشار السابق للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ...
- تصعيد أميركي هو الأكبر منذ بدء الحرب التجارية بين واشنطن وبكين المرصاد نت - متابعات توعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء الصين بانتقام اقتصادي كبير وسريع إذا استهدفت المزارعين ورعاة المشاية والعاملين في المجال ...
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد السوري! المرصاد نت - متابعات يمضي الجيش العربي السوري في خطته الرامية إلى الانتشار على كامل الحدود الشمالية مع تركيا وتأمينها بالإضافة إلى تطويق التقدم التركي والحؤول...
- القصة الكاملة لمأساة التهجير في السعودية المرصاد-متابعات منذ سنوات يعاني أبناء قبيلة الحويطات في السعودية من التهديدات المستمرة من قبل السلطات بالطرد والتهجير من أرضهم بحجة “إزالة المخالفات”، ...
- هل الأردن جاد بمحاربة الإرهاب؟ علاج الارهابي المسالمة أنموذج ! المرصاد نت - متابعات كثيرة هي التقارير التي تحدثت عن دعم الأردن للارهاب تدريباً وتسليحاً وكثيرة هي الأحداث التي وثقت هذا الدعم اللامحدود وإن كان من تحت الطاول...
- أبو ظبي تستعين بـ«السي آي اي» لبناء «إمبراطورية تجسس» المرصاد نت - متابعات كشفت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية عن أن دولة الإمارات تدفع أموالاً طائلة لمسؤولين سابقين في «وكالة الاستخبارات المركزي...